أكد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، أن الإسلام الإسلام منظومة العدل على قواعد ثابتة تحفظ الحقوق وتصون الكرامة، ونهى عن كل وسيلة تُهين الإنسان أو تظلمه أو تُعرِّضه للضرر، ومن أخطر هذه الوسائل ما يعرف بـ«البَشِعَة»، التي هي ممارسة قائمة على الإكراه والإذلال، ولا تمتّ إلى القضاء ولا إلى البينات الشرعية بصلة، بل هي من بقايا الجاهلية التي جاء الإسلام بإبطالها.

الأزهر للفتوى والقومي للمرأة يواصلان جهودهما المشتركة ويختتمان سلسلة لقاءات توعوية أسرية الأزهر للفتوى يوجه 5 رسائل دعم لكل أسرة ترعى طفلًا مميزًا

وأضاف الأزهر للفتوى  «البشعة» كهانة وادعاء لمعرفة الغيب، تُشبِه ما كان يفعله أهل الجاهلية من الاستقسام بالأزلام، الذي قال المولى سبحانه عنه: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ} [المائدة: 3]، فهي باب من أبواب الفساد والباطل، يحرم العمل به والتحاكم إليه.

وبين الأزهر للفتوى أن تحمل «البشعَة» في طياتها أشكالًا من التعذيب البدني والنفسي؛ ففيها إذلال وتخويف، وتعذيب بالنار، الذي قال عنه سيدنا النبي ﷺ: «إنَّ النَّارَ لا يُعَذِّبُ بهَا إلَّا اللَّهُ» [أخرجه البخاري]، وقال أيضا ﷺ: «إنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ في الدُّنْيَا» [أخرجه مسلم]، وفيها تمثيل بالإنسان الذي كرمه الحق سبحانه، وقد «نَهى النبيُّ ﷺ عَنِ النُّهْبى والمُثْلَةِ» [أخرجه البخاري]، وفي المثول لخرافة البشعة وصمٌ يلازم من تعرض لها طوال حياته، حتى وإن ثبتت براءته لاحقًا، فتترك بذلك أثرًا وألمًا نفسيًّا واجتماعيًّا -يسبق هذه الممارسة ويتبعها- يعيق حياته ويشوّه سمعته؛ سيما مع ما فيها من اتساع دوائر العقوبة للمشتبه فيهم دون بينة أو دليل؛ بما يخالف قواعد الشرع والقانون.

وأكد الأزهر للفتوى أن أغلق الشرع أبواب الخرافة في إثبات الحقوق، ومنع وسائلها التي تُستخدم في الابتزاز والترهيب والتلاعب بمصائر الناس، وجعل مرجع الفصل في الخصومات هو البينة لا الادعاء، صيانةً لكرامة الناس وحقوقهم، فقال سيدنا النبي ﷺ: «لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ، لَادَّعَى نَاسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ وَأَمْوَالَهُمْ، وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ» [متفق عليه]، وعند الترمذي، قال سيدنا ﷺ: «البَيِّنَةُ عَلَى المُدَّعِي، وَاليَمِينُ عَلَى المُدَّعَى عَلَيْهِ».

وأشار الأزهر للفتوى أن  طرق الإثبات في الشرع محددة ومنضبطة، وممارسة «البشعة» ليست مجرد خطأ، بل جريمة شرعية وإنسانية؛ لما تشتمل عليه من الإكراه، والإيذاء الجسدي والنفسي، واستغلال الضعفاء، والتعدي على اختصاص القضاء، والإضرار بالأبرياء، وقد قال ﷺ: «لا ضَررَ ولا ضِرَار». [أخرجه الحاكم]

وبين الأزهر للفتوى أنه لا يجوز التحاكم إلى «البشعة»، والعمل فيها، وإكراه أحد الناس عليها، ولا الاعتداد بنتائجها؛ بل الواجب ردُّ النزاعات إلى القضاء المختص، حيث البينات، والإجراءات العادلة، وصونُ الحقوق بعيدًا عن أساليب الترهيب والابتزاز.

وأكد الأزهر للفتوى أن  وبما أن «البشعة» ممارسة محرمة، فإنه لا يجوز نشر المقاطع أو الصور أو الأخبار المروجة لها؛ لما يسببه من إحياء للعادات الجاهلية، وإشاعةٍ للباطل، وتعدٍّ على كرامة الإنسان، وإذكاءِ الفتنة والنزاعات في المجتمع، فضلًا عن كونه تشويهًا للوعي وهبوطًا بالذوق العام.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر للفتوى الأزهر مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية الب ش ع ة الإسلام الأزهر للفتوى أن

إقرأ أيضاً:

الأزهر يبرم تعاونًا مع قسمي علم النفس والصحة النفسية بكلية التربية بالجامعة

 استقبل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بمشيخة الأزهر الشريف، الأستاذ الدكتور السيد مرعي مدير وحدة خدمة المجتمع بكلية التربية بجامعة الأزهر، في زيارة رسمية شهدت بحث أوجه التعاون المشترك بين الجانبين، وذلك في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، واستمرارًا لجهود مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في نشر الوعي والتدريب والتأهيل المجتمعي

الدكتور أسامة الحديدي يستعرض أنشطة المركز وبرامجه المتنوعة

وخلال اللقاء استعرض الدكتور أسامة هاشم الحديدي المدير العام لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، جانبًا من أنشطة المركز وبرامجه المتنوعة، وفي مقدمتها البرامج الموجهة لتأهيل المقبلين على الزواج، ومشروعات المركز في دعم الاستقرار الأسري وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والدعم النفسي، إلى جانب جهود الأقسام الفقهية والإعلامية وأنشطة رصد الفتاوى والشبهات، والرد عليها.

في إطار مشروعه لبناء وعيٍ مجتمعي مستنير.. «مركز الأزهر العالمي للفتوى» يبرم تعاونًا استثنائيًّا مع قسمي علم النفس والصحة النفسية بكلية التربية بجامعة الأزهر

مناقشة وضع بروتوكول تعاون بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ووحدة خدمة المجتمع بكلية التربية بجامعة الأزهر

شهد اللقاء كذلك مناقشة وضع بروتوكول تعاون بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ووحدة خدمة المجتمع بكلية التربية بجامعة الأزهر، وقسمي علم النفس والصحة النفسية؛ بهدف تنفيذ دورات تدريبية وتأهيلية للطلاب والخرجين حول مهارات الحياة الزوجية، وثقافة بناء الأسرة، وفهم المسؤولية الشرعية والاجتماعية، بما يسهم في إعداد جيل واعٍ قادر على تكوين أسر مستقرة ومتماسكة.

مناقشة وضع بروتوكول تعاون بين مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ووحدة خدمة المجتمع بكلية التربية بجامعة الأزهر

وقد أعرب الأستاذ الدكتور السيد مرعي عن سعادته بجهود المركز ورسالته وأثره المجتمعي، مؤكدًا حرص كلية التربية على دعم هذه الشراكة البناءة، والاستفادة من خبرات المركز في تدريب الطلاب وتمكينهم معرفيًّا وتربويًّا.

توسّع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في شراكاته المؤسساتية

ويأتي هذا اللقاء في إطار توسّع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في شراكاته المؤسساتية، تعزيزًا لدور الأزهر الشريف في خدمة المجتمع، وإسهامًا في بناء وعي رشيد يحقق التنمية والاستقرار الأسري.

 

مقالات مشابهة

  • الأزهر: البشعة جريمة فيها إذلال وتخويف وتعذيب
  • عاجل | الأزهر: اللجوء إلى «البشعَة» جريمة دينية وإنسانية ودجل وكهانة ومُحرمة شرعًا
  • الأزهر: البشعة جريمة دينية وإنسانية ودجل وكهانة مُحرم شرعاً
  • تهمة عقوبتها تصل إلى 3 سنين مع الشغل..تعليق ياسمين الخطيب على فيديو البشعة
  • آداب سماع القرآن الكريم.. الأزهر للفتوى يوضحها
  • الأزهر للفتوى والقومي للمرأة يواصلان جهودهما المشتركة ويختتمان سلسلة لقاءات توعوية أسرية
  • الأزهر للفتوى يوجه 5 رسائل دعم لكل أسرة ترعى طفلًا مميزًا
  • الأزهر يبرم تعاونًا مع قسمي علم النفس والصحة النفسية بكلية التربية بالجامعة
  • ما حكم تعمد المصاب بالإيدز نقل العدوى لشعوره بعدم تقبل المجتمع؟.. الأزهر العالمي للفتوى يجيب