لا خوف من تهديد الذكاء الاسطناعي للوظائف.. الخطر الحقيقي يحدث عند رفض "إعادة صقل المهارات"واستخدام أدوات العصر. دراسات عالمية تؤكد: 95% من الشركات لم تحقق عائداً من مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ونحتاج لأبحاث تناسب واقعنا العربي. تحذير من “هلوسة" النماذج وانتهاك الخصوصية.. والحل في الشفافية والتشريعات الحازمة.

 رسالة للشباب المصري بالخارج: "نجاح أي زميل او زميلة هو نجاح لنا جميعاً.. ولا تنسوا بعد نجاحكم أن تعيدوا المصعد للأسفل لمساعدة غيركم". فرص واعدة للتعاون مع الحكومة المصرية لدمج هذه التكنولوجيا في الزراعة والصحة والمدن الذكية. 

منذ طفولتها، عشقت الدكتورة "إيمان عواد" -العالمة في مجال التكنولوجيا الروبوتية- قصص ومسلسلات الخيال العلمي مثل "المتحولون" (Transformers)؛ لينمو شغفها بعد ذلك بعالم الروبوتات الذي استحوذ على مساحة كبيرة من مخيلتها وفكرها. 

قادها هذا الشغف وهي في السادسة عشرة من عمرها لقرار الالتحاق بجامعة ”رتجرز“ في نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية لدراسة علوم الكمبيوتر. 

وفي عام 1996، وهي لا تزال في التاسعة عشرة، تخرجت الدكتورة "إيمان" من الجامعة ذاتها بعد حصولها على البكالوريوس في مدة قياسية بلغت ثلاث سنوات.

واصلت مسيرتها العلمية لتحصل عام 2008 على درجة الماجستير بأعلى تقدير من جامعة "هوخشول بون- رين- سيج" الألمانية، لتتولى بعدها منصب باحثة ومحاضرة ثم نائبة لمدير معهد (b-it) للعلوم التطبيقية، ثم توجت رحلتها في مارس 2025 بالحصول على الدكتوراه من جامعة "أوزنابروك". 

تعمل الدكتورة "إيمان عواد" حاليًا في مصر، حيث تشغل منصب مُحاضرة بكلية المعلوماتية وعلوم الكمبيوتر في الجامعة الألمانية الدولية (GIU) بالعاصمة الإدارية الجديدة. 

ونظرًا لما تمثله الدكتورة "إيمان" من قيمة علمية كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، أجرى موقع "صدى البلد" حواراً مميزاً، كشفت خلاله عن تفاصيل رحلتها العلمية، ومدى تطور الذكاء الاصطناعي، وانتشاره، وتأثيره المتوقع على القوة البشرية العاملة في المستقبل... إلى نص الحوار: 

1. أصبح الذكاء الاصطناعي القوة المهيمنة التي تشكل ملامح التقدم في كافة القطاعات. ما هي رؤيتكِ لثورة الذكاء الاصطناعي المستمرة، وتحديداً في مجال الروبوتات؟ 

نحن نشهد تحولاً عميقاً آخر؛ فقد بدأت الروبوتات منذ عقود في مصانع التصنيع كأنظمة مبرمجة مسبقاً، اليوم، نجدها جنباً إلى جنب مع البشر تعمل بشكل تعاوني، والأهم من ذلك، بشكل آمن، تتعلم من بيئاتها وتؤدي مهام معقدة كانت حتى وقت قريب تعتبر بعيدة المنال لعقود قادمة. 

ومع هذه التطورات وانتشار كل من الذكاء الاصطناعي والروبوتات في حياتنا اليومية، فمن الأهمية بمكان أن تظل قضايا مثل الخصوصية والمراقبة، وحماية البيانات وأرشفتها على المدى الطويل، والاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وأنظمة تكنولوجيا المعلومات للبنى التحتية الحيوية، والسيادة الرقمية، والاستدامة، والإنصاف، والفقر الرقمي، أن تحظى كل هذه القضايا بالأولوية القصوى والمكانة الأساسية في عمليات التطوير وصنع السياسات والحوكمة. 

باحثة الروبوتات المصرية الدكتورة إيمان عواد 

2. هل تعتقدين أن التقدم السريع للذكاء الاصطناعي والروبوتات يشكل تهديداً لسوق العمل العالمي وأنها قد تحل محل البشر في نهاية المطاف؟ 

تكمن القضية في السرعة المذهلة التي تحركنا بها، خاصة في مجال الروبوتات على سبيل المثال. والإجابة عما إذا كان هذا التقدم السريع سيهدد سوق العمل العالمي هي إجابة دقيقة ومتشعبة؛ فهي ليست مسألة استبدال بحد ذاته. 

فمثل أي تقنية جديدة، فهي تعيد تشكيل حياتنا، ليس فقط كيف نعمل، بل أيضاً كيف نقضي وقت فراغنا، وكيف ندرس، وكيف نبقى على اتصال ببعضنا البعض، وما إلى ذلك. 

لننظر إلى ظهور الكمبيوتر الشخصي في ثمانينيات القرن الماضي: دُمجت التكنولوجيا في مختلف الأدوار، وتعلم شاغلو تلك الوظائف استخدامها كـ "أداة مساعدة" لتعزيز الإنتاجية.

 بالطبع، ربما اختفت بعض الوظائف، لكن الأشخاص الذين كانوا يقومون بها انتقلوا إلى وظائف أصبحت ممكنة بسبب العالم المتطور (على سبيل المثال، لنعد إلى الوراء أكثر لبداية القرن العشرين وكيف استبدلت العربات التي تجرها الخيول بالسيارات؛ لقد ظهرت الكثير من الفرص الجديدة المتعلقة بتلك التكنولوجيا الجديدة). 

لذا، مع الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ستتراجع بعض الأدوار (وقد حدث ذلك بالفعل)، لكن الطلب سيزداد على العمل الذي يتطلب الإبداع، وحل المشكلات، والمهارات الاجتماعية، والإشراف على الأنظمة الآلية. 

إن سوق العمل الحالي في الخارج وبشكل خاص للخريجين الجدد الباحثين عن وظائف، قد تعرض بالفعل للاضطراب، ليس فقط من جانب الشركات التي تستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي، بل من جانب الشركات المسؤولة عن تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي نفسها (مثل أمازون، أحد اللاعبين الرئيسيين في مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي). 

ومن المهم أن نذكر أن قادة الأعمال منقسمون حول حكمة هذا الأمر، لكن الحقائق تظل ثابتة. حيث تتوفر بعض الدراسات حول نجاح (أو عدم نجاح) دمج الذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال. 

على سبيل المثال، أفادت دراسة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) أن 95% من الشركات أبلغت عن عدم تحقيق أي عائد على الاستثمار (ROI) في مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها! وتشير دراسات أخرى إلى أسباب نجاح البعض وفشل البعض الآخر؛ وإلى أنواع الأدوار التي نجحوا فيها وتلك التي لا يزال نجاحهم فيها غير مؤكد إلى حد كبير أو تبين في الواقع أنه فشل. 

من الضروري استمرار هذه الدراسات، والأهم بالنسبة لنا في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن تأخذ هذه الدراسات في الاعتبار خصائص التركيبة السكانية المختلفة جداً للمجتمعات التي تعمل فيها هذه الشركات.

 ونحن بحاجة إلى إجراء دراساتنا الخاصة لضمان ألا نقلل من فائدة هذه التكنولوجيا، وألا نخلط في نفس الوقت بين الفوائد ”المحتملة“ لتبنيها وبين الأدلة القوية وواسعة الانتشار والمتحقق منها بشكل مستقل. 

القضية العاجلة، كما ذكرت في البداية، تتعلق بسرعة التحول ونقص التدريب الكافي أو استراتيجيات التكيف، و ليس بالتكنولوجيا نفسها فيما يتعلق بالوظائف (بالطبع تظل هناك إشكاليات تتعلق بالتكنولوجيا في سياقات أخرى). 

3. كيف يمكن للأفراد الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز عملهم، وتحسين الكفاءة، وتقليل خطر استبدالهم، أو بالأحرى إزاحتهم وظيفياً، في المستقبل؟ 

منظور مفيد يمكن تبنيه هو النظر في الأماكن التي يمكننا فيها دمج الذكاء الاصطناعي في سير عملنا اليومي. على سبيل المثال، ما هي المهام المتكررة التي قد نتطلع إلى أتمتتها (وبالتالي تمكيننا من التركيز على العمل ذي القيمة الأعلى)؟ لقد عبّر الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جنسن هوانغ، عن ذلك بشكل جيد عندما قال: "لن يتم استبدال المهندس بالذكاء الاصطناعي، بل سيتم استبداله بمهندس يستخدم الذكاء الاصطناعي". 

السرعة التي نتحرك بها تجعل من الضروري أن نبني قدراتنا باستمرار ونعمل على "إعادة صقل مهاراتنا": أن نبقى مطلعين على موضوعات مثل مهارة التعامل مع البيانات، والأدوات الرقمية، وأن نمارس ونشحذ مهارات التفكير التحليلي لدينا. 

من الضروري أن نطور كفاءاتنا في المجالات التي يكون فيها الحكم البشري أمراً حتمياً، مثل اتخاذ القرارات الاستراتيجية، والتواصل بين الأشخاص، والتفكير الأخلاقي. والجميل في هذا هو أن هذه المهارات يمكن تطويرها في أي وكل الأعمار - من مرحلة رياض الأطفال فصاعداً! 

4. ما هي المشاريع البحثية الرئيسية التي ساهمتِ فيها أو تعاونتِ فيها في السنوات الأخيرة؟ 

مشروعنا الأحدث هو مشروع نستخدم فيه التقنيات بشكل تآزري، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي بالطبع، من أجل مساعدة البشر في مجالات العمل، والمنزل، والرعاية الصحية، والتنقل، والتعليم. 

لقد حققنا أيضاً نجاحاً كبيراً مع فريق (b-it-bots) التابع لجامعتنا والذي يتنافس في كل من مجالي "RoboCup@Home" (الروبوتات المنزلية) و "RoboCup@Work" (الروبوتات في بيئة العمل) - حيث فاز فريقنا في فئة "RoboCup@Work" مرة أخرى ببطولة العالم هذا العام في البرازيل. 

و في وقت سابق، ساهمت في المشاريع الممولة من الاتحاد الأوروبي و من ألمانيا في مجالات الروبوتات الإدراكية، والذكاء الاصطناعي/التخطيط الآلي، وتمثيل المعرفة والاستدلال، وأفضل الممارسات في الروبوتات، والتفاعل التكيفي والشخصي بين الإنسان والروبوت، والتقنيات المساعدة، وهياكل التحكم في الروبوتات بالإضافة إلى المحاكاة. 

5. كيف أثر أدب الخيال العلمي و وسائل الإعلام على اهتماماتكِ المبكرة وألهم رحلتكِ نحو أن تصبحي محترفة في مجال الذكاء الاصطناعي؟ وما الذي أوقد شغفكِ لهذا التخصص؟ 

غالباً ما يكون الخيال العلمي بمثابة الشرارة الأولى للعديد من العلماء والمهندسين. 

بالنسبة لي، كانت روايات إسحاق اسيموف، والرسوم المتحركة للروبوتات في الفضاء، ومسلسلات مثل "ستار تريك" (Star Trek) ملهمة حقاً.

وأول مكوك فضاء تابع لوكالة ناسا في السبعينيات - والذي صُمم لرحلات الاختبار الجوي - أُطلق عليه اسم "إنتربرايز" تيمناً باسم السفينة الفضائية من سلسلة "ستار تريك" الأصلية (في الستينيات)، سواء كانت رسوماً متحركة أو أفلاماً أو أدباً، فإن هذه المواد تلهم وتغذي الفضول حول الآلات الذكية وتحرك خيالنا للتأمل في كيفية تفاعل "الوكلاء الاصطناعيين" مع عالمنا ورد فعلهم تجاهه. 

وهذا بدوره قد يساعدنا على تطوير مهارات حل المشكلات، و تحويل المفاهيم الخيالية إلى واقع علمي. إنه يقود شغفنا لتطوير تقنيات توسع القدرة البشرية. 

6. التحقتِ بجامعة رتجرز في سن الـ 16 ودرستِ علوم الكمبيوتر. كيف استجابت هيئة التدريس لوجود واحدة من أصغر الطلاب في جامعتهم؟ 

كانت هيئة التدريس، والجميع في الواقع، مشجعين وداعمين للغاية، كانت لديهم نفس التوقعات مني كما كانت من زملائي. وبصفتي مُحاضِرة الآن، ليس لدي أدنى شك في أنهم قدروا التصميم والنضج الذي أظهرناه جميعاً، لكنهم تحدونا أيضاً لإظهار التزام قوي، وربما الأهم من ذلك، الإصرار…والقدرة على الاستمرار، والنهوض عندما نسقط ومواصلة المضي قدماً. لقد كانت بيئة داعمة للغاية ولكنها متطلبة في الوقت نفسه. 

وكان من الرائع أيضاً بالنسبة لي أن ألتقي بشخص كان أصغر مني سناً في سنتي الثانية هناك. إنه يجعلنا نشعر بالانتماء أكثر عندما نرى شخصاً "مثلنا". 

7. ما هي أهم المحطات والتحديات التي واجهتِها كمصرية خلال تجاربكِ الأكاديمية والمهنية في الولايات المتحدة وألمانيا؟ 

لقد جعلتني تجربة أنظمة تعليمية مختلفة أكثر ثراءً. التحديات مثل التعامل مع التوقعات الثقافية وترسيخ المصداقية في بيئات شديدة التنافسية هي أمور متوقعة.

وتمثيل المرء لبلده في الخارج يحمل بطبيعة الحال شعوراً بالمسؤولية للتفوق وفتح الأبواب للآخرين (كما قالت إديث بياف: على المرء أن يعيد المصعد للأسفل). 

عندما غادرت الولايات المتحدة، كنت فخورة ليس فقط بحصولي على درجة البكالوريوس، ولكن أيضاً بشغلي لأول وظيفة مدفوعة الأجر لي على الإطلاق، وإن كانت كطالبة خلال الدورة الصيفية في الجامعة. 

أما بالنسبة لوقتي في ألمانيا، فأنا فخورة جداً بالمساهمة في أبحاث معترف بها دولياً، سواء كطالبة ماجستير ثم كطالبة دكتوراه. كان لي الشرف أن ألقي أول محاضرة لي بشكل مستقل في عام 2010.

 أول طالب أشرفت عليه، أو ورقة بحثية نُشرت، أو ورشة عمل نُظمت، أو ورقة بحثية روجعت - كل هذه محطات يدركها الشخص في الأوساط الأكاديمية وسيكون قد اجتاز أي عدد من العقبات للوصول إليها. 

كان من الرائع أنني ناقشت رسالة الدكتوراه بنجاح في وقت سابق من هذا العام - أخيراً - وكان أمراً يدعو للتواضع والامتنان أن يتم تكريمي بجائزة من قبل جمعية جامعتي (H-BRS Hochschulgesellschaft) ومعهد فاسبندر في أكتوبر. 

8. هل صحيح أن أنظمة الذكاء الاصطناعي - وخاصة روبوتات الدردشة (Chatbots) - تشكل مخاطر تتعلق بتسريب البيانات أو المراقبة، كما تدعي بعض التقارير؟ 

تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل أي تقنية رقمية، تصميماً وحوكمة مسؤولة - ومن هنا تأتي الحاجة إلى معالجة مثل هذه الموضوعات في المناهج الدراسية. ومن الضروري أيضاً توعية المستخدمين من جميع الأعمار بالمخاطر المحتملة. 

هناك العديد من الدراسات التي أثبتت المخاطر النفسية والعقلية (على سبيل المثال، تقديم نصائح خطيرة، أو زيادة العزلة، أو حتى التلاعب بالمستخدم). خصوصية البيانات وأمنها هي بالتأكيد قضية هامة.

 البيانات الخاصة بالمستخدم مطلوبة لتمكين النظام من تقديم تجارب مخصصة، حيث  يمكن للمطورين استخدام المعلومات التي تمت مشاركتها في جلسة الدردشة لتدريب النماذج - حتى البيانات الشخصية الحساسة. ومن المحتمل أن يُستخدم هذا للإعلان أو ينتهي به الأمر في أيدي أطراف ثالثة، مثل شركات التأمين. 

كما تشمل المخاطر الأخرى الموثقة جيداً مشكلات تتعلق بـ "هلوسة" نماذج الذكاء الاصطناعي، وتوليد معلومات غير صحيحة أو مضللة وتقديمها كحقيقة. تعكس هذه النماذج أيضاً التحيزات الموجودة في الكميات الهائلة من البيانات التي بُنيت عليها.

 يمكن أن يؤدي هذا إلى استجابات متحيزة أو غير لائقة وافتقار للدقة، خاصة في لغات أو سياقات ثقافية مختلفة. كما استُخدمت التكنولوجيا لتوليد ونشر معلومات مضللة بسرعة على نطاق واسع. إن الشفافية، والتنظيم، وتثقيف المستخدم هي أمور أساسية لبناء الثقة في هذه الأنظمة والحفاظ عليها. 

9. هل هناك فرص حقيقية للتعاون بينكِ، كباحثة، والحكومة المصرية لدعم البنية التحتية التكنولوجية قيد التطوير حالياً في البلاد؟ 

بالتأكيد! لا شيء يسعدني أكثر من ذلك. من المعروف أن الشراكات بين العلماء والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص تسرع الابتكار وتضمن توافق التطور التكنولوجي مع الأولويات الوطنية والتشريعات. 

هناك فرص كبيرة للتعاون، لا سيما في مجال الرقمنة، والاستفادة الآمنة والمسؤولة من الذكاء الاصطناعي، ليس فقط لتحسين الخدمات العامة (على سبيل المثال)، بل أيضاً في مجالات مثل الزراعة، والرعاية الصحية، والتنقل، والمدن الذكية، وأنظمة الطاقة، وكذلك في أنظمة دعم القرار، وسيكون لهذا التعاون تأثير إيجابي متتابع في تعزيز النظام البيئي البحثي المحلي لدينا. 

من المنظورات التي أقدرها بشدة البحث عن حلول لمشاكل مجتمعنا، ومن ثم الاستمرار في توسيع تعريف "المجتمع" بينما نقوم بحل تلك المشاكل. في الولايات المتحدة، تتطلع جامعة كل ولاية لحل مشاكل تلك الولاية، وبذلك تساعد حلولهم الدولة ككل، وتقريباً دائماً، العالم. 

10. هل يقدم الشباب المصري مساهمات ملحوظة في هذا المجال، خاصة أولئك الذين يعملون في الخارج؟ 

يقوم الشباب المصري بأشياء مذهلة - سواء الموجودون في مصر أو في الخارج. مهاراتهم الفنية القوية وقدرتهم على التكيف تمكنهم من لعب دور مؤثر في قطاعات الذكاء الاصطناعي والروبوتات. 

كان لدينا عدد من الشباب والشابات المصريين في برنامج الماجستير في جامعة "هوخشول بون-رين- سيج" (Hochschule Bonn-Rhein-Sieg) وقد جعلوني فخورة حقاً! لقد أعجبت أيضاً بطلاب الهندسة لدينا في الجامعة الألمانية الدولية (GIU) الذين يسعدني التدريس لهم العام الحالي. أتطلع لرؤية جميع طلابنا يحققون أهدافهم، أياً كانت وأينما كانت. 

11. ما هي الرسائل والتوجيهات الرئيسية التي تقدمينها للشباب الذين يدرسون أو يعملون في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات؟ 

أشجعهم على الاستمرار في أن يكونوا مبدعين في حل المشكلات وألا يتوقفوا أبداً عن التعلم. أطلب منهم أن يكونوا واعين أخلاقياً بكل ما يعملون عليه وأن يتحلوا بالمسؤولية في تصميم أنظمتهم.

أحثهم على أن يكونوا فضوليين (فالابتكار يتغذى على الفضول والمثابرة) وواسعي الأفق وأن يكونوا مستعدين دائماً لتغيير المسار، لأنه في المجالات سريعة التطور مثل مجالنا، تعد هذه المرونة وسعة الاطلاع في اهتماماتهم ومعرفتهم ومهاراتهم أمراً حاسماً. 

ابحثوا عن الخبرة العملية، وتعاونوا مع الموجهين، وشاركوا في مشاريع تحل مشاكل حقيقية. وأخيراً، أذكرهم بأن فرص النجاح لا حدود لها - مثل رحمة الله - وأن العالم كبير بما يكفي لنجاحنا جميعاً... وأن نجاح أي زميل او زميلة هو نجاح لنا جميعاً. إنه يمهد الطريق لنا جميعاً. العالم بحاجة لنجاحنا جميعاً. لا تنسوا أن تعيدوا المصعد للأسفل (لمساعدة غيركم للصعود).

طباعة شارك الذكاء الاصطناعي ثورة الذكاء الاصطناعي الدكتورة إيمان عواد

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي ثورة الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی والروبوتات على سبیل المثال من الضروری فی الخارج فی مجالات أن یکونوا فی مجال لیس فقط

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يحوّل أوامر صوتية إلى أشياء واقعية

طوّر باحثون نظامًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي والروبوتات، لتحويل الكلام إلى أشياء واقعية مثل الأثاث.

باستخدام نظام تحويل الكلام إلى واقع، يُمكن لذراع روبوتية مُثبتة على طاولة استقبال طلبات صوتية من شخص، مثل "أريد كرسيًا بسيطًا"، ثم بناء هذه الأشياء من مكونات معيارية.
حتى الآن، استخدم الباحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هذا النظام لإنشاء كراسي، ورفوف، وطاولة صغيرة، وحتى قطع ديكورية مثل تمثال كلب.

يقول ألكسندر هتيت كياو، طالب دراسات عليا في المعهد وزميل أكاديمية مورنينغسايد للتصميم "نربط معالجة اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد، والتجميع الروبوتي". ويضيف "هذه مجالات بحثية تتطور بسرعة لم يسبق أن جُمعت بطريقة تتيح صنع أشياء مادية بمجرد توجيه صوتي بسيط".

بدأت الفكرة عندما التحق كياو، طالب دراسات عليا في أقسام الهندسة المعمارية والهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب، بدورة بعنوان "كيفية صنع أي شيء تقريبًا".
في تلك الدورة، بنى كياو نظام تحويل الكلام إلى واقع. واصل العمل على المشروع في مركز تابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالتعاون مع طالبي دراسات عليا.

يبدأ نظام تحويل الكلام إلى واقع بميزة التعرف على الكلام التي تُعالج طلب المستخدم باستخدام نموذج لغوي كبير، يليه الذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد الذي يُنشئ تمثيلًا شبكيًا رقميًا للجسم، وخوارزمية تُحلل هذه الشبكة ثلاثية الأبعاد إلى مكونات تجميع.

بعد ذلك، تُعدّل المعالجة الهندسية التجميع المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، ويتبع ذلك إنشاء تسلسل تجميع مُجدٍ وتخطيط مسار آلي للذراع الروبوتية لتجميع الأجسام المادية بناءً على توجيهات المستخدم.

من خلال الاستفادة من اللغة الطبيعية، يُسهّل النظام عملية التصميم والتصنيع للأشخاص الذين لا يمتلكون خبرة في النمذجة ثلاثية الأبعاد أو برمجة الروبوتات. وعلى عكس الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي قد تستغرق ساعات أو أيامًا، يُبنى هذا النظام في دقائق.

أخبار ذات صلة "أمازون" تطرح خصائص جديدة لتسهيل إنشاء نماذج اللغة الكبيرة للذكاء الاصطناعي ملخص صور جوجل يعرض ذكريات 2025 عبر الذكاء الاصطناعي

يقول كياو "يُمثّل هذا المشروع واجهة بين البشر والذكاء الاصطناعي والروبوتات للتعاون في إنتاج أشياء من حولنا. تخيل أنك تقول: أريد كرسيًا. وفي غضون خمس دقائق، يظهر أمامك كرسي حقيقي".

يخطط الفريق فورًا لتحسين قدرة الأثاث على تحمل الوزن من خلال تغيير طريقة ربط المكعبات من المغناطيس إلى وصلات أكثر متانة.

تقول ميانا سميث، التي شاركت في المشروع "طورنا أيضًا خطوط أنابيب لتحويل هياكل فوكسل إلى تسلسلات تجميع عملية للروبوتات المتنقلة الصغيرة الموزعة، مما قد يساعد في تطبيق هذا العمل على هياكل بأي حجم".

الغرض من استخدام المكونات المعيارية هو تقليل الهدر الناتج عن صنع الأشياء المادية عن طريق تفكيكها ثم إعادة تجميعها إلى شيء مختلف، على سبيل المثال تحويل أريكة إلى سرير عندما لا تعود بحاجة إليها.

بما أن كياو يتمتع أيضًا بخبرة في استخدام تقنية التعرف على الإيماءات والواقع المعزز للتفاعل مع الروبوتات في عملية التصنيع، فإنه يعمل حاليًا على دمج كل من التحكم الصوتي والإيمائي في نظام تحويل الكلام إلى واقع.

يقول كياو "أريد أن أزيد من فرص الناس في صنع الأشياء المادية بطريقة سريعة وميسرة ومستدامة. أعمل نحو مستقبل يكون فيه جوهر المادة تحت سيطرتك تمامًا، حيث يمكن توليد الواقع عند الطلب".

قدّم الفريق بحثه بعنوان "تحويل الكلام إلى واقع: إنتاج عند الطلب باستخدام اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد، والتجميع الروبوتي المنفصل" في ندوة جمعية آلات الحوسبة حول التصنيع الحاسوبي  التي عُقدت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في نوفمبر الماضي.
مصطفى أوفى (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • لقاء في جامعة الحكمة عن تطور مفهوم القيادة مع الذكاء الاصطناعي
  • هل تحب القطط الرجال أكثر من النساء؟ باحثة تركية تكشف السر
  • الذكاء الاصطناعي يحوّل أوامر صوتية إلى أشياء واقعية
  • الشيخ عبدالحافظ البتامي أحد مشايخ قبيلة حاشد في أول حوار له: ثورة 21 سبتمبر قطعت يد النفوذ السعودي عن قبائل اليمن إلى غير رجعة
  • إيمان متولي : عام 2026 يحمل مفاجات سارة للمرأة المصرية
  • ثورة في التعليم الفني.. تعميم تدريس البرمجة والذكاء الاصطناعي بدءا من العام المقبل
  • أحمد عبد القادر ميدو: ثورة 30 يونيو أجهضت مخطط الإخوان الإرهابين ضد الدولة المصرية
  • لتقوية الذاكرة وزيادة الذكاء.. أبرز الأطعمة التي تدعم الدماغ
  • أميركا تكشف عن استراتيجية توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة