الشرع يدعو من الجامع الأموي لإعادة الإعمار بعد عام من الإطاحة بالأسد
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
دمشق (زمان التركية)ــ دعا الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الاثنين السوريين على العمل معا لإعادة بناء بلادهم وذلك في الوقت الذي أحيوا فيه ذكرى مرور عام على الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد.
وكانت قوات جهادية يقودها الشرع قد شنت هجوما خاطفاً في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، واستولت على العاصمة دمشق في الثامن من ديسمبر/كانون الأول بعد ما يقرب من 14 عاماً من الحرب، ما انهى أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد القاسي.
وأشاد الشرع، عقب صلاة الفجر في الجامع الأموي بدمشق، بـ”تضحيات وبطولات المقاتلين” الذين دخلوا دمشق، بحسب بيان رئاسي.
ألقى السيد الرئيس أحمد الشرع كلمة في الذكرى الأولى لتحرير سوريا، وذلك عقب أداء صلاة الفجر في المسجد الأموي بدمشق، عبّر فيها عن مشاعر الفخر التي عاشها السوريون في اللحظات الأولى لاندحار الظلم وانتهاء مرحلة صعبة مرّت بها البلاد. pic.twitter.com/Fv9byEwcic
— رئاسة الجمهورية العربية السورية (@SyPresidency) December 8, 2025
وقال الشرع وهو يرتدي الزي العسكري كما فعل عندما دخل العاصمة قبل عام: “إن المرحلة الراهنة تتطلب توحيد جهود كل أبناء الوطن لبناء سورية القوية وترسيخ استقرارها وصون سيادتها وتحقيق مستقبل يليق بتضحيات شعبها”.
وكشف الشرع عن تلقي بلاده هدية من المملكة العربية السعودية، وضعت في الجامع الأموي، تمثّلت في قطعة من ستار الكعبة المشرفة، تحمل الآية الكريمة: «وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى».
????هدية ولي العهد الأمير #محمد_بن_سلمان إلى الرئيس #أحمد_الشرع بمناسبة #يوم_التحرير
قطعة من ستار الكعبة عليها آيه
﴿ وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ﴾ pic.twitter.com/Jr3KnXfBO8
— نايف بن محمد (@naaif_029) December 8, 2025
ويحتفل السوريون منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني بالذكرى الأولى لبدء الهجوم، وتبلغ الاحتفالات ذروتها يوم الاثنين في أحداث في دمشق، بما في ذلك عرض عسكري وخطاب مقرر للشرع.
ونجح الشرع، الذي قطع علاقته بماضيه الجهادي، في استعادة مكانة سوريا الدولية، وحصل على تخفيف العقوبات.
ولكنه يواجه تحديات كبرى في ضمان الأمن، وإعادة بناء المؤسسات المتداعية، واستعادة ثقة السوريين، والحفاظ على وحدة بلاده.
وقد أدى سفك الدماء الطائفي في معاقل الأقلية العلوية والدرزية في البلاد، إلى جانب الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، إلى زعزعة عملية الانتقال الهشة في البلاد.
وفي بيان له، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن “ما ينتظرنا هو أكثر بكثير من مجرد انتقال سياسي؛ إنه فرصة لإعادة بناء المجتمعات الممزقة ومعالجة الانقسامات العميقة”.
وقال في بيانه، حاثا على الدعم الدولي: “إنها فرصة لبناء دولة حيث يمكن لكل سوري – بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الانتماء السياسي – أن يعيش بأمان وعلى قدم المساواة وبكرامة”.
ودعا زعيم روحي علوي بارز في سوريا، السبت، أعضاء أقليته الدينية التي تنتمي إليها عائلة الأسد أيضا، إلى مقاطعة الاحتفالات، احتجاجا على السلطات الجديدة “القمعية”.
كما أعلنت الإدارة الكردية التي تسيطر على مساحات واسعة من شمال شرقي سوريا، السبت، حظر التجمعات والفعاليات العامة يومي الأحد والاثنين، مشيرة إلى مخاوف أمنية.
وبموجب اتفاق تم التوصل إليه في مارس/آذار الماضي، من المقرر أن تدمج الإدارة الكردية مؤسساتها في الحكومة المركزية بحلول نهاية العام، لكن التقدم توقف.
وأكد الزعيم الكردي مظلوم عبدي في منشور على موقع X يوم الأحد التزام الأكراد بالاتفاق، قائلاً إنه الأساس “لبناء سوريا ديمقراطية لامركزية… معززة بقيم الحرية والعدالة والمساواة”.
Tags: الجامع الأمويالشرع في الجامع الأمويحمد الشرعالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الجامع الأموي حمد الشرع الجامع الأموی
إقرأ أيضاً:
سوريون يحيون الذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد
صراحة نيوز- يحيي السوريون اليوم الاثنين الذكرى السنوية الأولى لإطاحة نظام بشار الأسد، في وقت تكافح فيه البلاد المنقسمة والمثقلة بتداعيات حرب دامت أكثر من 13 عاماً لتحقيق الاستقرار والتعافي. ومن المقرر أن تشهد ساحة الأمويين في دمشق احتفالات رسمية، وامتلأت بالفعل بالحشود المبتهجة استعداداً للذكرى، فيما ستقام فعاليات مشابهة في مناطق أخرى من البلاد. وفر الأسد إلى روسيا قبل عام عندما سيطرت المعارضة بقيادة الرئيس الحالي أحمد الشرع على دمشق بعد سنوات طويلة من الصراع.
وشهدت بعض المناطق احتفالات مسبقة، حيث امتلأت شوارع حماة يوم الجمعة بالآلاف وهم يلوحون بالعلم السوري الجديد، إحياءً للذكرى التي سيطرت فيها هيئة تحرير الشام على المدينة خلال تقدمها السريع نحو دمشق. هنأت الإدارة الكردية التي تدير الشمال الشرقي السوري بالذكرى، لكنها حظرت التجمعات لأسباب أمنية مع تزايد نشاط خلايا مسلحة قد تستغل المناسبة. وفي خطاب ألقاه الشرع أواخر تشرين الثاني، دعا جميع السوريين للاحتشاد في الساحات لإظهار الفرح والوحدة الوطنية.
وأجرى الشرع تغييرات كبيرة على الصعيد الداخلي والخارجي، حيث أعاد تشكيل علاقات سوريا مع الدول الغربية وحظي بدعم دول الخليج، مبتعداً عن نفوذ إيران وروسيا، ودعا الغرب إلى رفع العديد من العقوبات. وتعهد الشرع بإنهاء دولة الأسد البوليسية وإقامة نظام شامل وعادل، رغم موجات العنف الطائفي التي أودت بحياة المئات وأدت إلى نزوح جديد وزيادة الانقسامات بين الأقليات.
تسعى الإدارة الكردية لحماية سلطتها في شمال البلاد، بينما يطالب بعض الدروز في الجنوب بالاستقلال. وأكد الشرع خلال منتدى الدوحة أن “سورية تعيش أفضل ظروفها الآن”، معترفاً بوقوع نوبات عنف ومتعهدًا بمحاسبة المسؤولين عنها، مضيفاً أن الفترة الانتقالية تحت قيادته ستستمر أربع سنوات لوضع المؤسسات والقوانين والدستور الجديد، تليها انتخابات وطنية. وحكمت عائلة الأسد، المنتمية للأقلية العلوية، سوريا لمدة 54 عاماً، فيما أسفرت الحرب منذ عام 2011 عن مئات الآلاف من القتلى وملايين النازحين، ولجأ نحو خمسة ملايين شخص إلى الدول المجاورة.
وأكد حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية أن عودة نحو 1.5 مليون سوري للبلاد تسهم في نمو الاقتصاد، في حين يشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن حوالي 16.5 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات عاجلة في 2025.