اجتماع لبوتين وإردوغان يبشر باحتمالية إحياء اتفاق الحبوب
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان في سوتشي بجنوب روسيا، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاثنين، إن بلاده ترغب في استخدام العملات الوطنية مع تركيا في التسويات التجارية المشتركة.
وأضاف بوتين أن روسيا أمدت تركيا بأكثر من 10 مليارات متر مكعب من الغاز هذا العام، وأن روسيا تعمل على نقل الغاز لدول أخرى عبر تركيا.
وفيما يتعلق باتفاق الحبوب الذي انسحبت منه روسيا، قال بوتين إن الغرب يرفض رفع العقوبات عن الأغذية والأسمدة الروسية، وإن روسيا مستعدة لاحياء اتفاق تصدير الحبوب في البحر الاسود "ما أن يتم" رفع القيود عن صادراتها.
وأضاف، "سنقوم بذلك ما أن يتم التطبيق الكامل لكل الاتفاقات الواردة فيه بشأن رفع القيود عن صادرات المنتجات الزراعية الروسية".
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده بصدد إبرام اتفاق لتزويد إفريقيا بالغذاء مجانا والإمدادات ستبدأ في غضون شهرين أو ثلاثة، وأن المقترح الروسي لإرسال مليون طن من الحبوب للدول الأفريقية عبر تركيا بدعم مالي من قطر، لا يعد بديلا لاتفاق حبوب البحر الأسود.
من جانبه، اكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، رفضه "الاقتراحات البديلة" من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الاسود، مؤكدا إعداد "اقتراحات" لاحياء الاتفاق.
وقال إردوغان بالمؤتمر الصحفي في سوتشي، إن "الاقتراحات البديلة التي وضعت على جدول الأعمال لا يمكن أن تشكل نموذجا مستداما وآمنا يستند الى التعاون بين الأطراف على غرار مبادرة البحر الاسود".
واوضح أن تركيا تعد "رزمة جديدة من الاقتراحات بالتشاور مع الامم المتحدة" بهدف احياء الاتفاق الحيوي بالنسبة الى الامدادات الغذائية العالمية.
وأضاف إردوغان، أن أوكرانيا بحاجة إلى تخفيف موقفها التفاوضي ضد روسيا في المحادثات الرامية إلى إحياء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وقال، "على أوكرانيا أن تخفف نهجها حتى يكون من الممكن لها اتخاذ خطوات مشتركة مع روسيا".
ونادى بضرورة إرسال المزيد من الحبوب إلى إفريقيا بدلا من الدول الأوروبية.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بوتين روسيا تركيا الغاز الأغذية والأسمدة الروسية اتفاق تصدير الحبوب إفريقيا رجب طيب إردوغان أوكرانيا الحبوب تركيا روسيا بوتين إردوغان اتفاق الحبوب بوتين روسيا تركيا الغاز الأغذية والأسمدة الروسية اتفاق تصدير الحبوب إفريقيا رجب طيب إردوغان أوكرانيا الحبوب أخبار روسيا
إقرأ أيضاً:
هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين؟
أثار اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة "أنصارالله" الحوثيين، برعاية عمانية، أسئلة عدة بشأن استمراريته بالنظر إلى تجديد الجماعة هجماتها تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي وتوعد الأخيرة برد موسع.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن الثلاثاء الماضي، عن اتفاق وقف إطلاق النار مع جماعة أنصار الله في اليمن بعد تعهدهم بعدم استهداف السفن في البحر الأحمر.
وبعد يوم من إعلان الاتفاق، قالت وسائل إعلام عبرية إن القوات الإسرائيلية اعترضت صاروخا أطلق من اليمن تجاه الأراضي المحتلة، لكن جرى اعتراضه خارج المجال الجوي.
والجمعة، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت عصر اليوم ( الجمعة) في "تل أبيب" ومناطق محيطة فيها، بعد رصد إطلاق صاروخ بعيد المدى أطلق من مناطق سيطرة جماعة الحوثي اليمنية، دون تفاصيل عن مكان سقوطه.
من جهتها، تبنت جماعة الحوثي اليمنية القصف على دولة الاحتلال، وقالت على لسان المتحدث العسكري باسمها، يحيي سريع، إن "القوة الصاروخية نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفتْ مطار اللُّد المسمى إسرائيليا مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي، حقق أهدافه بدقة".
"تقليل المخاطر وأهداف أمنية"
وفي السياق، قال الباحث اليمني في مركز جامعة كولومبيا العالمي للدراسات الشرق أوسطية، عادل دشيلة إن الاتفاق المعلن كان محددا بين الولايات المتحدة والحوثيين ونص على أن لا يتم استهداف المصالح الأمريكية في البحر الأحمر وفي خليج عدن، وأيضا أن تتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عن ضرب جماعة الحوثي.
وأضاف دشيلة في حديث خاص لـ"عربي21" أن الولايات المتحدة سعت من وراء هذا الاتفاق أولا إلى "تقليل المخاطر على مصالحها في البحر الأحمر وفي خليج عدن وعدم استهدافها كخطوة أولى"، وثانيا "لأهداف أمنية"، كون الرئيس الأمريكي سيكون في المنطقة خلال الأيام القادمة.
وأشار إلى أنه "من الصعب أن يتم ربط الاتفاق بين جماعة الحوثي الولايات المتحدة أيضا بما يحصل في فلسطين لأن القضية في فلسطين أكبر من حجم جماعة الحوثي وغيرها من الجماعات وبالتالي هذا الاتفاق كخطوه أولى أمني، وهذا كان واضحا منذ البداية بالنسبة للإدارة الأمريكية أن يكون هناك اتفاق أمني مع الجماعة الحوثية.
وأكد الباحث اليمني في مركز جامعة كولومبيا للدراسات الشرق أوسطية أن صمود هذا الاتفاق مرهون بما ستفرزه مخرجات الحوار الإيراني- الأمريكي سواء سلبا أو إيجابا، فضلا عن زيارة ترامب إلى المنطقة وماذا يحمله في حقيبته خلال هذه الزيارة.
وقال أيضا إن ما جرى استهدافه من قبل القوات الأمريكية لم يكن سوى مناطق مدنية ما بين مصانع للخرسانة ومحطات كهرباء وموانئ "حتى وإن طالت بعض الضربات مخازن للأسلحة"، لكنه استدرك قائلا : "في النهاية كانت المواجهة بين جماعة ما دون الدولة والولايات المتحدة".
وأورد الباحث والسياسي اليمني سيناريوهات عدة بشأن مصير هذا الاتفاق عقب زيارة الرئيس ترامب للمنطقة أولها يكمن في " تسوية سياسية ربما تكون الجماعة الحوثية طرفا فيها، لكن ليس بالوضع الذي كانت عليه قبل الهجمات الأمريكية".
أما السيناريو الثاني فيتمثل في " فشل اتفاق وقف التصعيد بين الأمريكيين والحوثيين"، رغم أنه قد يكون غير واردا على المدى القريب، بناء على المعطيات الحالية.
ولفت دشيلة إلى سيناريو ثالث يكمن في" قيام جماعة الحوثي بالتصعيد عسكريا بغية الحصول على شرعية دولية".
وفي هذه الحالة، بحسب الباحث اليمني سينحصر التصعيد على المستوى الداخلي حال لم تقم بهجمات ضد مصالح دولية"، موضحا أن أمر هذا التصعيد سيترك بعيدا عن أي تدخلات أمريكية، كون واشنطن كانت واضحة أنها لن تتدخل في الحرب الأهلية بين الأطراف اليمنية وبالتالي ستعود اليمن نحو مربعات العنف الداخلي بين الحوثيين وقوات الجيش التابعة للحكومة المعترف بها دوليا ولكن دون أي حسم.
الباحث اليمني في مركز جامعة كولومبيا العالمي للدراسات الشرق أوسطية، طرح سيناريو أخر وهو "بقاء الوضع الحالي على ما هو عليه، حتى إيجاد حل شبه جذري للمشاكل الإقليمية وهذا يحتاج إلى يعني وقت طويل.
"استكمال لمحادثات إيرانية أمريكية "
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء،عادل الشجاع إن هذا الاتفاق يشكل استكمالا للمحادثات الأمريكية الإيرانية حول الملف النووي، كما ذكرت شبكة CNN الأمريكية.
وتابع الشجاع حديثه لـ"عربي21" بأن ما جرى في البحر الأحمر بين الحوثيين وأمريكا كان تخادما واضحا فالإدارة الأمريكية كانت تحتاجه للضغط على أوروبا ومصر لدفع أموال لأمريكا مقابل ما تزعم أنها تحمي الملاحة في البحر الأحمر، وقد ظهر ذلك سواء بمطالبة مصر بالتخلي عن دخل قناة السويس لأمريكا أو من خلال تسريبات سيغنال التي قيل إن صحفيا أضيف بطريق الخطأ لمجموعة من القادة العسكريين والأمنيين والمخابرات ليخرج ينشر مطالبة أوروبا بالدفع مقابل مصالحها في البحر الأحمر".
وأضاف "نحن نعلم أن أمريكا ليست ضمن البلدان التي تتأثر تجارتها باضطراب البحر الأحمر".
ويرى الأكاديمي اليمني أن "الطرفين حينما حققا مصالحهما قاما بعملية دوران كاملة إلى الخلف".
وأردف : "هذا الدوران جاء قبل زيارة ترامب إلى المنطقة والذي يريد أن يجني من هذه الزيارة ٤ تريليون دولار هي حجم العجز في الخزانة الأمريكية بسبب طبع الدولار بدون غطاء".
"رغبة حوثية وإصرار أمريكي"
من جهته، قال الكاتب والصحفي اليمني، كمال السلامي إن ثمة مؤشرات عدة، على أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة سلطنة عُمان لم يكن فقط نتيجة رغبة من قبل الحوثيين، بل نتيجة إصرار ودفع أمريكي أيضاً.
وأضاف السلامي في حديثه لـ"عربي21" أن إدارة ترامب، خرجت بدروس عدة من عمليات الأسابيع الماضية ضد الحوثيين، أبرزها أن ما يحدث في البحر الأحمر هي حرب بلا جدوى عسكرية لواشنطن، خصوصاً بعد أن تراجعت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن على الملاحة الدولية.
كما أن واشنطن أدركت وفقا للمتحدث ذاته، أن ترك فخر قواتها البحرية هدفاً سهلاً للضربات البدائية من قبل الحوثيين، قد يستنزفها، ويكسر هيبتها، بل ويستنزف إمكانات يمكن أن تضعها على أهبة الاستعداد في جبهات أخرى، مثل بحر الصين على سبيل المثال.
وأشار الكاتب اليمني إلى أن واشنطن بحاجة في هذه المرحلة لدول مجلس التعاون الخليجي، بعد أن فتحت حربا مع أوروبا والصين ودول أخرى، في الوقت الذي يطمح ترامب لإنجاح زيارته وخلق حالة وئام مستدامة في المنطقة، وهذا ما تؤكده التسريبات الأخيرة حول حالة الغضب والجفاء الذي تبنتها الإدارة مؤخراً تجاه إسرائيل.
كما أوضح أن من مصلحة جماعة الحوثي توقف الضربات الأمريكية عليها، بينما الاتفاق يستثني عملياتها ضد "إسرائيل".
وقال الصحفي السلامي إن هناك أيضاً من يطرح فرضية أن واشنطن تركت ضرب الحوثيين لإسرائيل، والتي نفذت ضربات أكثر تأثيراً من ضربات الولايات المتحدة، كما حصل في مطار صنعاء وميناء الحديدة ومصانع الإسمنت وغيرها.
والخميس، نفى زعيم جماعة الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة جاء بناء على "استسلام"، كما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. مضيفاً أن الجانب الأميركي "لم يتمكن إطلاقاً من إيقاف العمليات، ولا تدمير القدرات، ولا كسر إرادة الشعب اليمني"، على حد تعبيره.
وأكد أن موقف جماعته "لم يتراجع في إسناد الشعب الفلسطيني، سواء بالقصف الصاروخي والطائرات المسيّرة إلى عمق فلسطين المحتلة، أو بحظر الملاحة على السفن الإسرائيلية".