فرنسا تستقبل خمس نساء أفغانيات مهددات من قبل حركة طالبان تم إجلاؤهن من باكستان
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
أفادت وكالة "فرانس برس"،يوم الاثنين، بوصول 4 نساء أفغانيات من أصل خمس مهددات من قبل حركة طالبان ومنفيات في باكستان، إلى فرنسا ضمن عملية إجلاء رمزية متواضعة.
إقرأ المزيدووفقا لوكالة "فرانس برس"، استقبلت فرنسا هؤلاء النسوة ضمن عملية إجلاء طالب بها منذ فترة عدد من الداعمين لهن، وتم ذلك من خلال إنشاء ممر إنساني "نسائي" بعد أشهر من فرارهن من نظام طالبان.
وهبطت الطائرة التي اقلت 4 من هؤلاء النساء الأفغانيات، بينهن واحدة وفدت برفقة ثلاثة أطفال، بعد ظهر الإثنين في مطار رواسي في باريس.
ولم تتمكن النساء وبينهن مديرة سابقة لجامعة علوم ومستشارة في منظمة غير حكومية ومقدمة برامج تلفزيونية ومعلمة في "مدرسة سرية في كابول"، من أن يصبحن جزءا من عمليات الإجلاء الجوية التي جرت في فصل الخريف بعد سقوط الحكومة الأفغانية على يد حركة طالبان، ما اضطرهن إلى الفرار إلى باكستان المجاورة".
إقرأ المزيدوقال المدير العام للمكتب الفرنسي للهجرة والاندماج التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية ديدييه ليشي، إنه سيتم إيواء النساء في مركز "ترانزيت" في منطقة باريس حيث سيتم تسجيلهن كطالبات لجوء ثم توجيههن إلى أماكن إقامة "طويلة الأجل"، في حين يتولى المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (أوفبرا) البت في طلباتهن.
وأشار ليشي إلى أن عملية إجلاء الأفغانيات إلى فرنسا التي أطلق عليها اسم "أباغان" تتواصل بهدوء"، مضيفا أن عمليات إجلاء "ستستمر طالما هنالك نساء أخريات لجأن الى باكستان، في وضع مشابه".
ومن جهتها قالت المديرة العامة لجمعية "فرانس تير دازيل" دلفين رويو، إنه "بالرغم من ترحيبها بوصول هؤلاء النساء إلى فرنسا وما يشكله هذا الحدث من "أخبار جيدة"، إلا أن الأمر ليس "ثمرة قرار سياسي"، وإنما تمت الموافقة على استقبالهن بعد نضال شاق من قبل العديد من النشطاء الذي بذلوا جهدا مضنيا للحصول على تأشيرات دخول لهن".
ومن جانبها، قالت إحدى النساء الخمس، والتي لم تكشف وكالة "فرانس برس" عن اسمها والبالغة من العمر 28 عاما، لدى وصولها: "ما زلت لا أدرك شيئا، أشعر كأنني أحلم"، وتجدر الإشارة إلى أن المرأة كانت تعمل كمعلمة، وتلقت تهديدا بالسجن من طالبان لو أكملت أنشطتها كمعلمة، مشيرة إلى أنها باتت في أمان الآن".
المصدر: أ ف ب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا إيمانويل ماكرون باريس حقوق الانسان حقوق المرأة طالبان افغانستان طالبان باكستان
إقرأ أيضاً:
خبير روسي: الأزمة الأفغانية الباكستانية قد تشعل حربا طاحنة بشرق آسيا
يرى الكاتب الروسي المتخصص في العلاقات الدولية يوري كوزنيتسوف أن الأزمة الحالية بين باكستان وأفغانستان قد تشعل في المستقبل القريب شرارة صراع مسلح واسع النطاق في شرق آسيا، تغذيه المصالح المتضاربة بين قوى إقليمية رئيسية.
وقال الكاتب في تقرير نشره موقع "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات" إن التقارب بين كابل ونيودلهي على حساب إسلام آباد سيُفرز تحولات إستراتيجية عميقة، وقد يؤدي إلى اندلاع حرب غير متكافئة، أو حرب عصابات، أو حرب نظامية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تعتبره كابل ندبة استعمارية.. ما الخط الذي يثير التوتر بين أفغانستان وباكستان؟list 2 of 2فشل جولة جديدة من المحادثات بين أفغانستان وباكستانend of listوفي أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، صرح القائد العام للقوات المسلحة الباكستانية، عاصم منير، بأن على السلطات في كابل أن تحسم موقفها بين دعم حركة "طالبان باكستان" والحفاظ على علاقاتها مع إسلام آباد.
تحد وجوديوأوضح الكاتب أن مسألة دعم السلطات الأفغانية لحركة "طالبان باكستان" تمثل من وجهة نظر إسلام أباد تحديا وجوديا، وأحد أبرز مصادر التوتر في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف أن الأوضاع على طول الحدود الأفغانية الباكستانية، الممتدة على مسافة نحو 2600 كيلومتر -أو ما يُعرف بـ"خط ديورند" الذي لا تعترف به كابل- شهدت توترا متصاعدا على مدى السنوات الماضية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقعت اشتباكات خطرة بين البلدين على الحدود. كما سبق لباكستان تنفيذ ضربات داخل الأراضي الأفغانية، مؤكدة أن استهدفت قواعد لجماعات تابعة لـ"طالبان باكستان" ومرتبطة بالقيادة الأفغانية، إضافة إلى "جيش تحرير بلوشستان" وبعض التنظيمات الأخرى.
كما وجّهت إسلام آباد اتهامات إلى كابل بأنها تنسق مع الهند في أنشطة معادية، لكن السلطات الأفغانية نفت بشكل قاطع هذه الاتهامات، مؤكدة أنها لا تؤوي مقاتلي "طالبان باكستان" ولا تسمح لأي طرف باستخدام أراضيها للإضرار بدول أخرى.
مسألة دعم السلطات الأفغانية لحركة "طالبان باكستان" تمثل من وجهة نظر إسلام آباد تحديا وجوديا، وأحد أبرز مصادر التوتر في العلاقات الثنائية بين البلدين.
الهندوحسب الكاتب، فإن السلطات في كابل ذهبت إلى أبعد من ذلك، واتهمت باكستان بدعم أطراف مناوئة للحكومة الأفغانية.
إعلانوفي 19 أكتوبر/تشرين الثاني، وقع الطرفان المتنازعان اتفاقا لوقف إطلاق النار، أعقبه عقد 3 جولات من المفاوضات، غير أن هذه المساعي لم تُفضِ -وفقا للكاتب- إلى تحقيق سلام دائم، رغم تأكيد السلطات الأفغانية لباكستان والمجتمع الدولي التزامها ببنود الاتفاق.
وذكر الكاتب أن الحكومة الأفغانية دعت الهند في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني إلى توسيع حجم التبادل التجاري بين البلدين وافتتاح محطات شحن على الأراضي الأفغانية، في مسعى لتعزيز العلاقات مع نيودلهي والبحث عن بديل لباكستان، في أعقاب تكرار الاشتباكات الحدودية وإغلاق المعابر بين البلدين.
وخلال المباحثات، طلب وزير الصناعة والتجارة في حكومة طالبان، الحاج نور الدين عزيزي، من نيودلهي المساعدة في تنظيم خطوط نقل بحري منتظمة تتيح تصدير السلع الأفغانية عبر ميناء تشابهار الإيراني الذي تشرف عليه الهند، وذلك حسب بيان صادر عن الوزارة الأفغانية.
الهند والصينوذكرت الوزارة أن عزيزي عقد اجتماعا في نيودلهي مع وزير الدولة الهندي للتجارة، جيتين براسادا، تم خلاله بحث فرص الاستثمار وإطلاق مشاريع مشتركة وتسهيل نفاذ الصادرات الأفغانية إلى الأسواق الإقليمية.
وذكرت وزارة التجارة الأفغانية أن عزيزي عمل على الدفع نحو تسريع إجراءات منح التأشيرات للتجار الأفغان، كما عرض آفاقا للتعاون في مجموعة من القطاعات الحيوية.
وقال الكاتب إن عددا من الخبراء يرون أن أزمة كابل مع إسلام آباد وتقاربها مع نيودلهي، قد يُحدث تغييرات كبيرة على الساحة السياسية العالمية، حيث إن هذا التحوّل يعني الابتعاد عن محور الصين وباكستان ويهدد مبادرة الطريق والحزام.
ويوضح أن الأحداث الأخيرة تشير إلى أن التجارة مع الهند باتت أولوية بالنسبة لأفغانستان، حيث تمر الصادرات الأفغانية حاليا بشكل أساسي عبر ميناء تشابهار الهندي، ما يعني تحرر أفغانستان من النفوذ الإستراتيجي لإسلام آباد وبكين، وإمكانية تشكيل تحالف إقليمي جديد مع الهند وإيران.
ويؤكد الكاتب أن بكين لن تقبل مثل الخسارة في المنافسة الإستراتيجية مع نيودلهي وواشنطن، وقد تستخدم أدوات تقليدية وأخرى جديدة في المواجهة على المستوى السياسي والدبلوماسي والعسكري.