القحوم: جهود عمانية لتجاِوز التعثر في الملف الإنساني
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
مشيراً إلى أن الأولوية لا زالت لمعالجة القضايا الإنسانية وصرف مرتبات الموظفين، وأن تخفيف معاناة اليمنيين هو المدخل الرئيسي للسلام العادل.
وكتب القحوم في تغريدة له إن: “حقوقَ الشعب اليمني ستنتزعُ انتزاعًا، وهي قضايا أَسَاسية لا مساومةَ عليها ولا انتقاصَ فيها”.
وتشدد صنعاءُ على ضرورةِ رفع القيود الإجرامية المفروضة على المطارات والموانئ، وصرف مرتبات الموظفين من إيرادات النفط والغاز، ومعالجة مِلف الأسرى، كخطوات أَسَاسية وضرورية للتقدم نحو عملية سلام فعلي تضمن سيادة اليمن واستقلاله التام.
لكن تحالف العدوان يحاول الالتفاف على هذه المحدّدات؛ استجابةً لمساعي الولايات المتحدة الرامية لمواصلة الحرب والحصار وتجويع الشعب اليمني وربط الاستحقاقات الإنسانية والقانونية باشتراطات ومطالبَ سياسية عدوانية.
وأكّـد القحوم أن الوساطةَ العُمانيةَ لا زالت تبذل جهودًا “لتجاِوز التعثر” والعقَد في الملف الإنساني بما في ذلك قضية صرف مرتبات الموظفين من عائدات الثروة الوطنية.
وكانت العمليةُ التفاوضية توقفت قبل مدة عندما رفض النظام السعوديّ -ومن وراءه الولايات المتحدة- الموافقة على صرف مرتبات الموظفين من عائدات النفط والغاز، حَيثُ اشترطت واشنطن أن يتم إجراء مفاوضات بين صنعاء والمرتزِقة، فيما اشترطت السعوديّة أن يستمر إرسال عائدات النفط والغاز إلى البنك “الأهلي” السعوديّ.
وتم استئنافُ العملية التفاوضية مؤخّراً بعد زيارةٍ لوفد الوساطة العُمانية إلى العاصمة صنعاء، وذلك عقبَ تحذيراتٍ شديدةِ اللهجة وجّهها قائدُ الثورة، السيدُ عبدُ الملك بدر الدين الحوثي لدول العدوان، حَيثُ أفضت الزيارة إلى التوجّـه نحو جولة تفاوضية جديدة، بحسب ما أعلن عضوُ الوفد الوطني عبد الملك العجري الذي أوضح أَيْـضاً أن صنعاء ستعملُ على أن تكونَ هذه الجولة “حاسمةً” فيما يتعلَّقُ بالمِلفات الإنسانية وحقوق الشعب اليمني.
وأكّـد القحوم أن “الثروات الوطنية ملك للشعب كُـلّ الشعب” في إشارة واضحة إلى استحالة القبول ببقاء سيطرة دول العدوان ومرتزِقتها على عائدات النفط والغاز ونهبها.
وَأَضَـافَ أنَّ “القيادةَ الوطنية تطرحُ المِلفاتِ الإنسانيةَ وقضية المرتبات على طاولة المفاوضات كأولوية لتخفيف معاناة الشعب اليمني جراء العدوان والحصار”.
ولفت إلى أن “التقدُّمَ في هذه القضايا وتنفيذَها هو المدخل للسلام وللتقدم في خطواته التي تلبِّي مطالِبَ وحقوقَ وتطلعاتِ الشعب، وتحافظ على سيادة واستقلال ووحدة اليمن”.
وكان الرئيس المشاط وجّه مؤخّراً تحذيرات قوية لدول العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، أكّـد فيها أنه إذَا لم يتم حَـلّ القضايا الأَسَاسية في المفاوضات، فَــإنَّ الحل سيكون بالصواريخ والطائرات المسيَّرة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
التصعيد اليمني .. يفجّر هستيريا صهيونية غير مسبوقة
الثورة نت/ جميل القشم
سعار تصريحات قادة الكيان الصهيوني تجاه اليمن، تكشف عن حالة غير مسبوقة من الارتباك داخل أروقة القرار، وذلك في أعقاب التصاعد المتسارع للعمليات العسكرية اليمنية التي طالت عمق الكيان وشلت توازنه الإستراتيجي، في سياق موقف صلب وثابت لنصرة غزة ترجمته صنعاء بضربات مباشرة ومؤثرة أربكت حسابات العدو وأفقدت توازنه.
تزايد الهجوم اللفظي ومحاولات التهديد الصارخة، يعكس ما يعيشه كيان العدو من ضغط نتيجة ضربات اليمن البحرية والجوية، التي لم يعد بمقدوره مواجهتها إلا بالصراخ الإعلامي والمواقف المتناقضة بين التهويل والاستعطاف.
الخطاب الصهيوني تجاه اليمن، لم يعد منضبطًا ولا موحدًا، وإنما بات متخبطًا، ما يظهر من تباين التصريحات بين قادة العدو وسياسييه، حيث تتراوح بين التهديد المباشر والاعتراف الضمني بالعجز وفشل الردع.
حالة الهستيريا هذه، لا يمكن فصلها عن خذلان الحليف الأمريكي، إذ بات واضحًا أن واشنطن تراجعت خطوات إلى الوراء، وتركت الكيان يواجه مصيره منفردًا في مواجهة جبهة يمنية صاعدة وقوية، لا تتأثر بالتحالفات ولا ترهبها القدرات العسكرية.
الضربات اليمنية، وضعت الكيان الصهيوني أمام معادلة جديدة عنوانها لا أمن له ما دام العدوان على غزة مستمرًا، وكل محاولة للتمادي في سفك الدم الفلسطيني ستقابل برد لا يرحم، فقد كسرت صنعاء حاجز الجغرافيا وأسقطت رهانات العدو على البعد والمسافات، وأثبتت أن القرار اليمني حاضر وفاعل في ميدان المواجهة.
منذ انخراط اليمن في معادلة الردع الإقليمي، تبدّلت المعادلات الاستراتيجية في المنطقة، فلم يعد الكيان يواجه خصومًا تقليديين ضمن حساباته المعتادة، بل أصبح في مواجهة تهديد جديد ومباغت من صنعاء، يمتلك الإرادة والقدرة على توجيه ضربات دقيقة ومؤثرة، ويؤسس لحضور فاعل يعيد تشكيل موازين القوة ويكسر احتكار العدو للمبادرة.
قيادة صنعاء والقوات المسلحة اليمنية، نجحت في فرض معادلة الردع البحري والجوي، وأثبتت أن اليمن يمتلك القرار والسيادة والقدرة على تحريك جبهة إقليمية رديفة لفلسطين، ما أربك العدو وأفشل الكثير من خططه في تأمين خطوط الإمداد.
ردود فعل العدو، تكشف عن قلق عميق إزاء تطور القدرات اليمنية، خصوصًا ما يتعلق بدقة الصواريخ والطائرات المسيرة، وقدرتها على الوصول إلى أهداف دقيقة وحيوية، ما جعل الداخل الصهيوني يضع اليمن على رأس قائمة التهديدات الوجودية.
الإعلام العبري بات ينقل مشاهد الهلع من الصواريخ اليمنية، وتحليلات الخبراء في الكيان تتحدث بشكل صريح عن “الجبهة الجنوبية الجديدة” التي لم تكن في الحسبان، لكنها باتت الأكثر فاعلية في كسر هيبة الكيان.
في المقابل، تبدو صنعاء واثقة وثابتة، فالتصريحات الرسمية تؤكد أن العمليات ستستمر حتى وقف العدوان على غزة، ولا تراجع عن دعم الشعب الفلسطيني، ما يعطي بُعدًا عقائديا وإنسانيًا يجعل الردع اليمني أكثر تأثيرا.
ما يرعب الكيان الصهيوني، ليس فقط الضربات المباشرة، بل اتساع رقعة المواجهة، إذ أصبح اليمن جزءًا من جبهة إقليمية موحدة تحاصر الكيان من الجهات الأربع، وتجعله يشعر أن الهزيمة ليست احتمالًا بعيدًا، بل خطر داهم.
في ضوء هذا المشهد، فإن تصريحات العدو ضد اليمن لا تعدو كونها انعكاسًا لفقدان السيطرة، ووسيلة لإخفاء الإخفاقات السياسية والعسكرية المتتالية، بينما الواقع يثبت أن اليمن بات رقمًا صعبًا في معادلات الصراع، يفرض حضوره بصوته وصواريخه وموقفه الثابت.