شوي تشينغ قوه بسام: الأدب العربي في الصين كسر الصور النمطية وأعاد العمق الإنساني للعرب
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
في قلب الجدل العالمي حول "الاستشراق" وإرثه المعقد، يقدم صوت أكاديمي من أقصى الشرق، منظورًا يتجاوز الثنائية التقليدية بين الغرب وعالمه العربي الإسلامي. هذا الصوت هو صوت البروفيسور شوي تشينغ قوه (بسام)، أستاذ الدراسات العربية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، الذي يرى أن التجربة الصينية في دراسة العالم العربي ليست مجرد فرع من "الاستشراق"، بل هي مقاربة معرفية مختلفة، متجذرة في سياق حضاري مغاير.
ويعد نائب رئيس جمعية الدراسات الشرق أوسطية الصينية، الذي يعد من أبرز الوجوه العلمية المعنية بالحوار الثقافي العربي الصيني، والمهتمين بإعادة بناء المفاهيم المرتبطة بدراسة العالم العربي والإسلامي في السياق الأكاديمي المعاصر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابةlist 2 of 2الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونيةend of listتحاور الجزيرة نت الأستاذ شوي تشينغ ضمن مؤتمر الاستشراق الذي انعقد في العاصمة القطرية الدوحة يومي 26 و27 أبريل/نيسان 2025، وقد قدم الأستاذ شوي تشينغ رؤية لافتة حول تميز المقاربة الصينية للدراسات العربية الإسلامية عن النموذج الغربي الكلاسيكي الذي تناولته الدراسات الاستشراقية.
وبنظرة نقدية متوازنة، أقر شوي بأهمية إسهامات بعض المستشرقين المنصفين أمثال "بروكلمان" و"ماسينيون"، في مقابل نقده للنظرة الاستعلائية التي شابت كثيرا من الدراسات الغربية عن الشرق. كما أشار إلى الحاجة الملحة اليوم إلى ما يمكن تسميته بـ"استشراق جديد" أو "رؤية معرفية جديدة" تنطلق من التفاهم الثقافي والتلاقي الحضاري، وليس من منطلق التفوق أو التشييء.
ولعل أبرز ما يميز تجربة شوي تشينغ قوه بسام هو اهتمامه الخاص بالأدب العربي الحديث وترجماته الغزيرة التي قدم من خلالها شعراء كبارا مثل أدونيس ومحمود درويش وجبران خليل جبران إلى القارئ الصيني، مساهما في ترسيخ صورة أكثر إنسانية وعمقا عن العرب والمسلمين، في مواجهة الصور النمطية التي ترسخت عبر الإعلام والسياسة.
إعلانفإلى الحوار:
لماذا تفضلون في الصين استخدام مصطلح (الدراسات العربية الإسلامية) بدلا من مصطلح (الاستشراق)؟في الصين، لا نستخدم مصطلح الاستشراق للإشارة إلى الدراسات المتعلقة بالعرب والإسلام، ولذلك فوجئنا عندما وجدنا أن كتاب إدوارد سعيد المعنون بـ"الاستشراق" يركز فقط على الدراسات الغربية للعالمين العربي والإسلامي. وبما أن الصين تُعد جزءا من الشرق، بل إنها -من الناحية الجغرافية- تقع في أقصى الشرق مقارنة بالعالم العربي، فإنه من الغريب أن يُستخدم مصطلح "الاستشراق" للدلالة على علم لا يشمل الصين نفسها. ولهذا السبب، نستخدم في الصين مصطلح "الدراسات العربية الإسلامية" بدلا من "الاستشراق".
كيف ترون التحولات التي حدثت في الدراسات الاستشراقية؟لا شك أن كتاب الأستاذ إدوارد سعيد يعد من الأعمال المهمة، إذ فتح أعيننا على حقائق تتعلق بكيفية تناول الدراسات الغربية للقضايا العربية والإسلامية. ونحن نعلم أن إدوارد سعيد اتخذ موقفا نقديا حادا تجاه الغرب، وتجاه الطريقة التي تناولت بها الدراسات الغربية العلوم والثقافة العربية والإسلامية.
لكن، وفي المقابل، لا بد من الإشارة -بقدر من الإنصاف والموضوعية- إلى أن هناك في الغرب أيضا باحثين منصفين قاموا بدراسات قيمة ومقدرة حول العلوم العربية والإسلامية. ومن الأمثلة على ذلك المستشرق الألماني "كارل بروكلمان"، الذي ألف مجلدات ضخمة في تأريخ الأدب العربي، ويعد كتابه، حسب علمي، أول محاولة علمية شاملة لتوثيق تاريخ الأدب العربي القديم. ولا يمكن أن نغفل أيضا جهود العالم الفرنسي الكبير "لوي ماسينيون"، الذي تخصص في الدراسات الصوفية، وبلغ في تعمقه فيها مستوى لم يصل إليه حتى كثير من الباحثين في الأوساط العربية والإسلامية.
ومع الاعتراف بهذه الاستثناءات، تظل الحقيقة الثابتة التي لا يمكن إنكارها، وهي أن عددا كبيرا من المستشرقين الأوروبيين كتبوا من منطلق نظرة استعلائية تجاه العرب والمسلمين.
لذلك، فإن واقع اليوم قد تغير؛ فالغرب لم يعد هو الغرب في الأمس، والشرق لم يعد هو الشرق ذاته، فقد شهد العالم تحولات كبرى خلال العقود الأخيرة، لا سيما مع دخولنا القرن الـ21. ومن ثم، فإن هذه التحولات العميقة تفرض علينا الحاجة إلى (استشراق جديد)، إن صح هذا التعبير، أو لنقل إلى رؤية جديدة للعرب والمسلمين، وللعلوم الشرقية عموما.
بالحديث عن النظرة الجديدة تجاه العرب والمسلمين.. كيف ترون صورة الأدب العربي في الصين؟أعتقد أن الأدب قد لعب دورا كبيرا جدا في نقل صورة أكثر موضوعية، بل لا شك أنها كانت أكثر عمقا وتنوعا، عن الثقافة العربية الإسلامية، وعن العرب والمسلمين عموما. كما أشار إدوارد سعيد في كتابه، مستشهدا بالروائي الفرنسي "فلوبير"، فإن الأدب العربي المترجم إلى اللغات الأوروبية هو الذي ساهم في كسر الصورة النمطية عن العرب والمسلمين.
فلولا الأدب، لبقيت صورة العالم العربي، في أذهان كثير من الناس في الغرب وحتى خارجه، مقتصرة على الأخبار، وعلى الأرقام المتعلقة بالضحايا والمصابين، والأحداث المتكررة. لكن الأدب هو الذي أعاد الإنسان العربي المسلم إلى المشهد العالمي، وذكر الآخرين بأن العرب ليسوا أرقاما، ولا مجرد أحداث، ولا أشياء مادية، بل هم بشر من لحم ودم، لهم أفكار ومشاعر وعواطف، وهذه المشاعر لا تختلف عن مشاعر غيرهم من أتباع الديانات والمعتقدات الأخرى.
إعلانففي الجوهر، الإنسان العربي المسلم هو كأي إنسان آخر، سواء في الصين أو اليابان أو الهند أو أوروبا. لا يوجد اختلاف جوهري بين العربي وغيره في عمق الإنسانية المشتركة التي تجمع البشر جميعا.
هل هناك حركة ترجمة بين العربية والصينية والعكس؟هناك عدد كبير من الترجمات المتبادلة بين اللغة العربية واللغة الصينية، ويشرفني أنني شاركت في ترجمة العديد من الأعمال من العربية إلى الصينية. فعلى سبيل المثال، ساهمت في ترجمة ألف ليلة وليلة، إلا أن اهتمامي يتركز بشكل أكبر على ترجمة الأدب العربي الحديث، وخاصة الشعر العربي المعاصر.
لقد ترجمت أعمالا شعرية لأدونيس إلى اللغة الصينية، وقد صدر لي 7 كتب مترجمة من مؤلفاته، شعرا ونثرا. وقد حظيت معظم هذه الترجمات بإقبال واسع في أوساط المثقفين والقراء في الصين، حتى أصبح أدونيس، بفضل هذه الترجمات، اسما ثقافيا وفكريا معروفا على نطاق واسع، ليس فقط بين المهتمين بالأدب العربي، بل أيضا لدى عامة القراء الصينيين.
كما ترجمت قصائد لمحمود درويش، وصدر لي ديوانان من شعره باللغة الصينية، بالإضافة إلى ترجمتي لعدة كتب من أعمال جبران خليل جبران، وغيرهم من الكتاب والأدباء العرب المعاصرين.
وبالإضافة إلى ما ذكرته من أعمالي في ترجمة الأدب العربي، لا بد من الإشارة إلى أن عددا من زملائي في الصين قد ترجموا أيضا بعض الأعمال الأدبية العربية، القديمة والحديثة، إلى اللغة الصينية.
ومع ذلك، فإن هذه الترجمات لا تزال غير كافية؛ فهناك نقص كبير في ما نقل من الأدب العربي، سواء القديم أو المعاصر. فالترجمات المتوفرة حاليا باللغة الصينية لا تكفي لتكوين صورة كاملة، أو حتى شبه كاملة، عن الأدب العربي والثقافة العربية، في أبعادهما القديمة والحديثة، لدى القراء الصينيين. لذلك، نحن بحاجة ماسة إلى بذل مزيد من الجهود في هذا المجال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العربیة والإسلامیة العربیة الإسلامیة الدراسات الغربیة العرب والمسلمین العالم العربی الأدب العربی إدوارد سعید فی الصین
إقرأ أيضاً:
إيران قوة للعرب
د. إسماعيل بن صالح الأغبري
إيران تلك الجغرافيا الواسعة والمساحات الشاسعة، التي تتجاوز 1.6 مليون كيلومتر مربع، ما يجعلها متعددة الثروات والطاقات؛ سواء الكامنة في باطن الأرض من الذهب الأسود أو الغاز أو البادية على سطحها مما وهب الله الطبيعة فيها من أنهار وزروع.
إيران ذات الموقع المرتبط، بما يسمى سابقا بأوروبا الشرقية، وخاصة ذات الاتصال الجغرافي بالجمهوريات الإسلامية الدائرة آنفًا في فلك الاتحاد السوفيتي؛ أي إنها يمكن أن تصبح همزة الوصل بين هذه الجمهوريات وبين الدول العربية الباحثة عن تعدد المنافذ لأغراض التجارة والاستثمار أو السياحة والأسفار، كما يمكن أن تصبح إيران الملاذ للعرب الباحثين عن متنفس آخر يختلف عن غرب أوروبا، والتي مارست عليهم ثقافة الاستعلاء والأمر والإملاء، والآخر هو ما يسمى بشرق أوروبا الذي قد يشاركهم كثيرًا من القيم والمبادئ والمُثُل.
الجمهورية الإسلامية الإيرانية بما لديها من رصيد تأريخي وحضارة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ يمكنها مع الدول العربية أن تلتقي على ما يعزز المكانة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية فتصبح المنطقة إقليمًا صاعدًا مُستقلًا عن سطوة الاستعلاء والإملاء القادم من الغرب.
تلك إيران من الناحية التاريخية، وكيف يمكن للعرب الاستفادة منها لو تخلص الكثير من العرب من النظرة الضيقة ذات الأبعاد المنغلقة القومية والمذهبية. أما اليوم فالجمهورية الإسلامية الإيرانية يمكن أن تصير ردءًا للعرب وكهفًا وحصنًا لهم وموئلًا تصد عنهم جملة السيل العارم من الضغوط القادمة من الغرب وإسرائيل؛ فالجمهورية الإسلامية هي الدولة الوحيدة من بين سبع وخمسين دولة إسلامية لا تعترف بإسرائيل دولة قائمة ذات سيادة، وتعتبِر هذا الموقف موقفًا مبدئيًا عقائديًا (أيديولوجيًا) لا يجوز التنازل عنه شرعًا؛ وبذلك كان يمكن للعرب مواجهة ضغوط التطبيع بهذه القوة الإيرانية المجاورة لهم.
وإيران الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي الداعمة سرًا وجهرًا وبالمال والعتاد جميع أشكال المقاومة ضد إسرائيل؛ سواء أكانت منطلقاتها إسلامية كحماس أو الجهاد الإسلامي في فلسطين أو حزب الله في لبنان أو أنصار الله في اليمن، أو منطلقاتها غير إسلامية كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ذات التوجه الاشتراكي أو الجماعات المُقاوِمة ذات التوجه الوطني والقومي، فكان يمكن للعرب أن يستظلوا بهذا الجانب في التملص من ضغوطات الغرب عليهم من أجل التطبيع مع إسرائيل بحجة الخوف من خلق جبهات في أراضيهم ذات أيديولوجيات ترفع السقف عاليا في العداء لإسرائيل.
إيران بما تمتلكه من ترسانة صاروخية بالستية وما أحدثته الصناعات الحربية من تقنيات الطائرات المسيرة، والتي كانت الركن القوي الذي ركنت إليه روسيا خلال الأزمة المندلعة بينها وبين أكرانيا خاصة في بداية اشتعالها، جميع ذلك كان يمكن للعرب اتخاذه عذرا في الإفلات من ضغوط الغرب من أجل التطبيع مع إسرائيل، بل كان يمكن للعرب المماطلة إلى أقصى الحدود في عدم التطبيع بحجة وجود قوة في المنطقة يُحسب لها ألف حساب، وهذا إن لم يرد أحد منهم الإفادة من إيران في استنساخ مكامن قوتها وسر إقدامها على النهضة في مجالات معرفية وعسكرية.
خلال هذه الجولة من الحرب بين إيران وإسرائيل والتي اندلعت فجر يوم الجمعة 13 يونيو 2025 والتي استمرت 12 يومًا وبناءً على التقارير التي أفادت بأن إسرائيل لا منافس لها في هذه المنطقة في المجالات العلمية والمعرفية إلّا إيران؛ بل إن إيران تقدمت في بعض مجالات الفيزياء على إسرائيل، وهو ما يُقلقها؛ إذ ربما قد تكون مفاعلات إيران النووية للأغراض السلمية قد تأثرت إلا أنها لم تزل تحتفظ بالعقول والبحث العلمي ما يدل على أن الغرب وإسرائيل يضعون ضوابط شتى من أجل التحكم في المعارف والعلوم في العالم الإسلامي.
لا شك أن ضعف الجمهورية الإسلامية الإيرانية- إن وقع- له نتائج سلبية على البلاد العربية؛ ومنها: انكسار كافة أشكال المقاومة لفقدانها الظهير والنصير؛ وبذلك تكون إسرائيل في حراكها وهيمنتها كالسد الذي انهار فاندفعت مياهه مغرقة جميع من يحيط بها، وكذلك صيرورة إسرائيل الرقم الأوحد الذي يأمر وينهى في المنطقة، ومعاودة إسرائيل والغرب لأقصى الضغوط من أجل تطبيع جميع الدول العربية معها وإرهاصات ذلك بادية للعيان؛ حيث إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، سيضغطان دبلوماسيًا واقتصاديًا من أجل مزيد من توقيع اتفاقيات إبراهام، التي تنص على التطبيع مع إسرائيل بالإكراه، كما إن اعتبار رئيس وزراء إسرائيل (نتنياهو) نفسه مجدد إسرائيل بعد نشأتها الأولى عام 1948، وأنه من الممكن أن يصبح شعار إسرائيل على خارطتها وعلى حائط الكنيست بأن حدودها من النيل إلى الفرات شعارًا واقعيًا، يدفعه إلى مزيد من الضغط لتحقيق التطبيع وأهدافه، على أن النبوءات التي يتحاكم إليها الإسرائيليون حسب نصوصهم الدينية، آتية لا محالة، خاصة وأن نتنياهو ردَّد بعد إيقاف تبادل إطلاق النار بين إيران وإسرائيل مصطلحات دينية، وذهب إلى حائط البراق (المبكى) ليصب الدموع شكرًا للرب الذي وقف مع بني إسرائيل؟! ولا ننسى أن الصهيونية المسيحية تدعم هذا التوجه على اعتبار التعجيل بنزول المسيح المخلص في أرض الميعاد، وبذلك اجتمعت على العرب ما بدأ يشيع في بعض بلاد الغرب وما تؤمن به زعامات إسرائيل وبروتوكولاتها.
إن تراجع قوة إيران- لا سمح الله- سيؤدي إلى مزيد من سعي إسرائيل نحو قضم عدد من الدول العربية، وإن لم يكن ذلك فلا أقل من فرض هيمنة سياسية واقتصادية ومعرفية على هذه الدول.
وإذا كان الشاه قبل قيام الجمهورية الإسلامية هو العصا الغليظة والشرطي الذي أقامه الغرب سيفًا مُسلَّطًا على عدد من البلاد العربية، فإن اليوم إسرائيل باتت شرطي الغرب وعصاه الغليظة في هذه البلاد!
لذا.. على العرب أن يتنبهوا أن إسرائيل لم تنشأ لوحدها؛ بل إن الغرب تواطأ على نشأتها وزراعتها؛ فهي مدعومة بقوى كبرى، ثم إن قيامها ليس مجرد قيام دولة واستقلال شعب؛ بل قيامها مصبوغ بأيديولوجية وعقائد مأخوذة من الكتب المُحرَّفة، ومدفوع قيامها بثارات الانتقام، والنظرة للأغيار على أنهم دون "شعب الله المختار"!
ومن كان عقائدي النشأة لا تلجمه إلّا قوة عقائدية أخرى، والعرب الذين تراقصوا طربًا على قيام إسرائيل بالعدوان على إيران، قد يعضون أصابع الندم لاحقًا بسبب ما سيفقدونه من هوية بلدانهم واستقلالها أمام المارد الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا وغربيًا، ثم قد يقفون يومًا يذرفون الدموع عند حائط (المبكى) طلبًا إلى العودة إلى حائط البراق، فلا يؤذن لهم ولا يستطيعون.
فوا أسفا.. متى العرب من سُباتهم يفيقون؟
رابط مختصر