تحرك قضائي وسياسي لتطويق إضراب القضاة
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
كتب بوسف دياب في" الشرق الاوسط": يترقب اللبنانيون بحذرٍ انطلاقة السنة القضائية الجديدة، في 16 أيلول الحالي، على وقْع تصعيد جديد ومفاجئ عبّر عنه أكثر من 100 قاضٍ بإعلانهم التوقف عن العمل إلى حين توفير الحياة الكريمة لهم.
ويسعى وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال، هنري الخوري، بالتعاون مع المرجعيات القضائية، إلى احتواء هذا التصعيد، ومحاولة تحقيق الحد الأدنى من مطالب القضاة؛ حتى لا يتحول الاحتجاج القضائي إلى كرة ثلج متدحرجة تشمل كل القضاة والدوائر القضائية.
وأكد مصدر في وزارة العدل، لـ«الشرق الأوسط»، أن الوزير الخوري «كثّف اتصالاته مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزارة المال، ومجلس القضاء الأعلى، وصندوق تعاضد القضاة، لمحاولة انتزاع قرارات تحسن الأوضاع الاجتماعية والصحية والتعليمية للقضاة وعائلاتهم وأبنائهم». وأوضح أن الوزير «متفائل بإيجاد الحلول التي تحقق الحد المقبول من الحقوق، بالإضافة إلى توفير ظروف عمل لائقة في قصور العدل والمحاكم ومكاتب القضاة».
ومنذ أن تلقّف رئيس «مجلس القضاء الأعلى» القاضي سهيل عبود خبر إعلان 111 قاضياً توقفهم الفوري عن العمل، لم يتوقف عن إجراء اللقاءات المكثفة والمشاورات؛ لعدم تفاقم الأمور، وكي لا تتحول هذه الخطوة إلى حافز يلتحق بها بقية القضاة، بما يؤدي إلى شلّ السنة القضائية الجديدة. ونقل زوار القاضي عبود عنه أنه عازم على «طرح هواجس القضاة، خلال الجمعية العمومية للقضاة التي تنعقد في غضون أسبوعين».
وأكد زوار عبود، لـ«الشرق الأوسط»، أن الأخير «ورغم فهمه لأوجاع القضاة ومعاناتهم، واستماعه إلى مطالبهم، فإنه لن يقبل بتعطيل السنة القضائية، وشلّ مرفق العدالة، خصوصاً أن اللبنانيين ما زالوا يعانون تداعيات الاعتكاف القضائي السابق، الذي راكم آلاف الدعاوى وأدى إلى تضييع حقوق الناس». وشدد القاضي عبود، وفقاً لزواره، على أنه «يتحسس صعوبة الواقع القضائي وعمل القضاة بظروف صعبة وقاسية جداً، وأنه سيسعى إلى حل أغلب المشاكل أو ما أمكن منها، لكنه يتمنّى على زملائه القضاة أن يدركوا أنهم مؤتمَنون على قضايا الناس، وألّا يستنكفوا عن أداء رسالتهم؛ لأن حقوق المواطنين أمانة في أعناقهم».
مقابل محاولات الاحتواء، تبدو مواقف القضاة المعترضين أكثر حِدّة، إذ أشار مصدر قضائي مَعنيّ بالدعوة إلى الاعتكاف، إلى أن «سقف القضاة سيكون عالياً، خلال انعقاد الجمعية العمومية، إذ لا مجال للمساومة والنوم على حرير الوعود مرّة أخرى». وأكد، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المطلوب إجراءات فورية يلمسها القضاة، لتعكس ارتياحاً في أدائهم وأعمالهم»، مُذكّراً بأن القضاة «ما زالوا ينتظرون ترجمة للوعود السابقة التي على أساسها أوقفوا الاعتكاف، مطلع العام الحالي، ولم يتحقق منها إلا الشيء القليل». وأوضح المصدر القضائي أن «المحاكم وبكل درجاتها تعمل بكل طاقاتها، وتعقد جلسات دورية للتخفيف من معاناة السجون»، لكنه أشار إلى «مشكلة تُعطِّل الجلسات وتحُول دون البتّ بالملفات؛ وهي تتمثل بصعوبة سوق الموقوفين من السجون إلى المحاكم، بسبب النقص في عدد القوى الأمنية المولجة بهذه المهمة، وتعطل معظم الآليات العسكرية المخصصة لنقل السجناء وعجز مؤسسة قوى الأمن عن إصلاحها بسبب الأزمة المالية».
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وزارة الرياضة تختتم مشاركتها في أعمال منتدى الشرق الأوسط للاستثمار الرياضي في لندن
البلاد- جدة اختتمت في العاصمة البريطانية لندن، أعمال منتدى الشرق الأوسط للاستثمار الرياضي (MESIF London 2025)، والتي شاركت فيها وزارة الرياضة كشريك إستراتيجي، الذي نظمته وزارة الاستثمار خلال الفترة من 27 إلى 28 مايو 2025م، حيث شهد حضوراً دولياً واسعاً من قادة القطاع الرياضي والاستثماري من مختلف أنحاء العالم، وذلك في مقر ملعب نادي توتنهام هوتسبير. فعلى مدى يومين، شكّل المنتدى منصة جمعت نخبة من الوزراء، والسفراء، والرؤساء التنفيذيين للاتحادات والأندية الرياضية، إلى جانب كبار المستثمرين والمختصين في مجالات البنية التحتية والتقنيات الرياضية، حيث نُوقشت خلالها أبرز التحولات التي يشهدها القطاع الرياضي في منطقة الشرق الأوسط، والفرص الاستثمارية المتاحة، والتجارب الرائدة في تطوير منظومة الرياضة كقطاع اقتصادي مستدام. وشارك عدد من مسؤولي الوزارة في عدد من الجلسات، حيث تحدث وكيل التخطيط الاستراتيجي والاستثمار المهندس عبدالرحمن جستنيه في جلسة حملت عنوان: التأثير المتنامي للشرق الأوسط على الاستثمار الرياضي العالمي، كما تحدث محمد أولياء، الوكيل المساعد للتخطيط الاستراتيجي والاستثمار، في جلسة عنوانها: نظرة عامة على الفرص في الاستثمارات الرياضية الإقليمية، فيما تطرق سليمان حماد مدير تمكين الاستثمار عن “زيادة الإيرادات من الأصول الرياضية”، علاوة على عدد من الجلسات الأخرى التي تحدثت عن النمو المتسارع لصناعة الرياضة في المنطقة، ودور الابتكار في تطوير البنية التحتية والمنشآت الرياضية، إضافة إلى التحول الرقمي، وتعزيز تجربة المشجعين، وسبل تعظيم العوائد من الأصول الرياضية، وخلق شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، كما استعرض المشاركون تجارب عدد من الدول في خصخصة الأندية، وقياس الأثر الاجتماعي للاستثمار في الرياضة. واختتم المنتدى بجلسة ختامية شهدت تفاعلاً من الحضور، وتأكيداً على أهمية استمرار مثل هذه المنصات في بناء جسور التعاون بين مختلف الأطراف، وتحفيز مزيد من الاستثمارات في القطاع الرياضي، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، ويعزز من دور الرياضة كمحرك اقتصادي واجتماعي في المنطقة.