ألكسندر فايجنباوم يكتب: من هم الإخوان المسلمون؟.. الأصول النازية لفكر حسن البنا وسيد قطب وأمين الحسينى
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
الرئيس السيسى خاض معركة شجاعة ضد الجماعة المتعصبة.. وعلينا أن نحارب الأيديولوجية المتطرفة ونقترح بديلًا لها
يعلق هذا المقال- مع بعض الملاحظات الشخصية - على عمل الكاتب الألمانى الكبير المتخصص فى الروابط بين جماعة الإخوان المسلمين والنازيين، ماتياس كونتزل، الذى يكشف العديد من التفاصيل عن الدعاية الإذاعية النازية التى تم بثها باللغة العربية خلال الحرب العالمية الثانية وتأثيرها منذ عام ١٩٤٥ على الإسلاموية المعاصرة ولا سيما أيديولوجية الإخوان المسلمين والجهاديين الذين يستلهمون قناعاتهم منها.
وفى الواقع، نحن مدينون لجيفرى هيرف وماتياس كونتزل بتسليط الضوء على أحد المؤسسين الرئيسيين للإسلام السياسى الحديث (أوالإسلاموية المتطرفة للإخوان المسلمين): أمين الحسينى، المفكر الفلسطينى المتطرف والمهووس بمعاداة السامية والذى ربط بشكل جائر بين «الأيديولوجية النازية بقراءتها الانتقائية للقرآن وتفسير التقاليد الإسلامية بمعناها المحدد، واللغة العلمانية المناهضة للاستعمار».
وفى كتابه الأخير، يوضح كونتزل كيف ساهمت الدعاية الإذاعية النازية فى ترسيخ نهج الحسينى فى العالم العربى وكيف ابتليت العديد من المجتمعات الإسلامية اليوم بهذه الأيديولوجية، التى ظلت متداولة لعقود من الزمن. وفى الواقع، فى فرنسا على سبيل المثال، كان المسلمون المتعصبون المشبعون بهذه الأيديولوجيات المتطرفة هم الذين قتلوا سارة حليمى ومورييل نول.. ليس لأنهما كانتا إسرائيليتين أوصهاينة، ولكن فقط لكونهما يهوديتين.
الإخوان وأدولف هتلر
بالنسبة لهتلر، كان العرب «غير آريين»، أى عرق أدنى و«أنصاف قردة»، مثل اليهود تقريبًا.. لقد كان دائما يحذر منهم ويشكك فيهم وفى الإسلام؛ لكن هتلر قرر التعاون مع أمين الحسينى (١٨٩٥-١٩٧٤)، مفتى القدس، لإثارة التحريض فى العالم العربى ضد الحلفاء. وفى ٢٨ نوفمبر ١٩٤١، خلال اجتماع فى برلين، منحه هتلر مبالغ مالية هائلة بهدف إبادة ما يقرب من مليون يهودى فى شمال إفريقيا والشرق الأوسط؛ لكنه رفض الإدلاء ببيان علنى يؤكد فيه أن المفتى هوالزعيم النازى للعالم العربى.
ويكشف لنا هيرف وكونتزل أيضًا أن حركة الإخوان المسلمين، التى تدعى النهضة الإسلامية ضد النفوذ العلمانى الغربى، قد تأثرت بنظام قومى يمثل تجسيدًا حقيقيًا للشر.. وعلمانى للغاية مناهض للتوحيد وبالتالى كان عكس الإسلام. وفى وقت مبكر من عام ١٩٢٦، فى الإسكندرية، قام النازيون بتزويد جماعة الإخوان المسلمين بالأدب العنصرى ونظموا مؤتمرات حول «المسألة اليهودية».
وفى عام ١٩٣٩، حصلت الأجهزة البريطانية على وثائق تثبت أن السفارة الألمانية فى مصر قدمت دعمًا كبيرًا للإخوان. تحدث المسئولون النازيون مباشرة مع حسن البنا، مؤسس الحركة، وفى رسالته إلى الشباب، ذكر البنا أيضًا إعجابه بـ"الرايخ الألماني». وبذلك، وعبر الدعم المالى، وصل عدد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى ٢٠٠ ألف عضوفى عام ١٩٣٨.
الإسلاموية الإخوانية والنازية
بالنسبة للنازيين الألمان، كان اليهود.. كل يهود العالم، هم أعداء لألمانيا ويُزعم أنهم خططوا لاستغلال الشعب الألمانى وإبادته. نحن نعلم أنه فى الواقع، كان النازيون الألمان هم الذين نظموا إبادة مروعة لليهود. وفى أغسطس ١٩٣٧، ظهر فى القاهرة «منشور دينى» مكون من ٣١ صفحة بعنوان «الإسلام واليهودية». وكان الحسينى هو كاتب هذا المنشور.
وبحسب هذا الكتاب، فإن اليهود، وليس اليهود فى فلسطين فقط، بل كل اليهود فى العالم واليهود فى كل العصور، هم أعداء الإسلام ومتآمرون على المسلمين. قدمت هذه الوثيقة شكلًا جديدًا من الكراهية الإسلامية لليهود المتأثرين بشكل مباشر بالأيديولوجية النازية. وبحسب «الإسلام واليهودية»، فإن الرسول محمد نفسه كان هدفًا للمؤامرة اليهودية.
ويوضح الحسينى المقرب من البنا الذى عينه رئيسا لجماعة الإخوان المسلمين فى فلسطين أن: «من يعتقد أنه إذا حلت المشكلة الفلسطينية أو إذا انهزم اليهود فى هذا الصراع فسيكون كل شيء على ما يرام، مخطئ.. وحتى ذلك الحين لم يتغير شيء فيما يتعلق بعدائهم للإسلام والعرب.. «يعلم كل مسلم أن عداء اليهود للعرب يعود إلى فجر الإسلام» (الإسلام واليهودية).
لقد بدأ اليهود هذه الحرب لصالح الصهيونية. إن اليهود مسئولون عن سفك الدماء. لن ينعم العالم بالسلام حتى يتم إبادة العرق اليهودى. (صوت العرب الأحرار، ١٩٤٣، انظر الملاحظة ٣٠).
ولذلك لم يعد اليهود من أهل الذمة و«يجب إخضاعهم وإذلالهم»، فبالنسبة للنازيين العرب مثل الحسينى، كان الأمر يتعلق بإبادتهم: «لقد نشر اليهود سمومهم فى البلدان الإسلامية من أجل طموحاتهم، وفى الآونة الأخيرة أصبحت هذه الطموحات واضحة فى فلسطين، الأرض المقدسة، التى يريدون أن يجعلوها مركزًا لبسط سيطرتهم».. «لقد أخرج محمد اليهود من أرض العرب وأمر المسلمين بالقتال حتى الفناء» (٢٣ ديسمبر ١٩٤٢).
من المهم الإشارة إلى أن النهج الإسلامى النازى للحسينى والإخوان المسلمين، بعيدًا عن أن يكون مخلصًا لرؤية الإسلام لليهود، يتعارض تمامًا مع التقاليد الإسلامية: فحسب التعريف، إن أهل الذمة لهم الحق فى الحياة. لم يكن هناك أى حديث حول الإبادة. لمدة ١٤ قرنًا، وفقًا للقواعد التى وضعها الفقهاء المسلمون وأمراء الخلافة، فى البلدان التى فتحوها، كان على المسيحيين واليهود الالتزام بشروط أهل الذمة: فقد تعرضوا للاستغلال والإهانة والتمييز وأحيانا وصل الأمر إلى العبودية فى عهود سابقة على الإسلام.
لكن كان لهم، فى ظل النظام الإسلامى، الحق فى العيش، وحتى فى العيش بحسب عقيدتهم. فالنبى نفسه، ثم من بعده عمر وغيره من الخلفاء، كانوا يعاملون اليهود بنفس معايير معاملة المسيحيين. ومن المؤسف أن النهج المخالف الذى تبناه الحسينى هو الذى انتقل إلى الإسلاميين اليوم، من خلال الدعاية النازية، ومن خلال الراديو النازى، وبمساعدة الإخوان المسلمين فى مختلف أنحاء العالم.
راديو زيسن، الإذاعة النازية الألمانية باللغة العربية
درس ماتياس كونتزل الدعاية التى تبثها إذاعة أو راديو زيسن، وهى محطة الإذاعة النازية الموجهة إلى العالم العربى. عثر كونتزل وهيرف على نصوص برامج ونصوص البث لراديو زيسن فى الأرشيف الفيدرالى الألمانى والأرشيف الوطنى للولايات المتحدة.. زيسن هى قرية تقع على بعد ٤٠ كيلومترًا جنوب برلين: «كان مجمع راديو زيسن مجمعًا ضخمًا ويبث على الموجات القصيرة وأقوى آلة دعاية فى العالم.. وحظيت «المنطقة الشرقية» بـ"الأولوية المطلقة».
وكانت تبث للعرب والأتراك والفرس والهنود ويعمل بها حوالى ٨٠ شخصًا. وكان يعاون مفتى القدس أمين الحسينى، سعيد إمام، الذى شجع النازيين الألمان فى نهاية عام ١٩٣٧ على إنشاء محطة إذاعية خاصة بهم باللغة العربية. وبعد وصول الحسينى إلى برلين فى نوفمبر ١٩٤١ برفقة هتلر، أصبحت لهجة البرامج أكثر تطرفًا، خاصة فيما يتعلق بمعاداة السامية.
وفى الشرق الأوسط، تم تركيب أجهزة الاستقبال فى المقاهى والساحات مما يسمح للحشود بالاستماع. وقد تكررت موضوعات الحسينى الدعائية فى إذاعة زيسن لمدة ٦ سنوات، من عام ١٩٣٩ إلى عام ١٩٤٥، لمدة ٢٠٠٠ يوم و٦٠٠٠ ساعة.. لقد تم تكييفها مع الجمهور الذى كان أكثر من ٧٠٪ من الأميين. ووفقًا للملحق الثقافى للسفارة الألمانية فى إيران (١٠/١/١٩٤٢)، «لم نكن لنذهب بعيدًا مع معاداة السامية التقليدية.. لقد كان الدين حقًا هو الوسيلة المناسبة».
وفى طهران، تم رسم الصليب المعقوف على الجدران وقام المروجون بتصوير هتلر على أنه من نسل النبى. وبالفعل، بعد الحرب وبينما كان النازيون مختبئين فى أوروبا، تم الاحتفاء بهم على العكس من ذلك فى العالم العربى. فى عام ٢٠٢٠، فى فرنسا، قال عبدالغنى مراح، شقيق القاتل الإرهابى الفرنسى الجزائرى من تولوز الذى ذبح أطفالًا يهودًا فى مدرسة، إن أصدقاء العائلة حزنوا «لأنه لم يقتل أطفالا يهود أكثر من ذلك!».
ولذلك فإن نظرية كتاب الإخوان الحسينى «الإسلام واليهودية»، هى التى تتغلغل حتى اليوم فى الإخوان المسلمين أو الإرهابيين الذين تطرفوا بهذه النظرية التى أعطت صورة مشوهة ومتطرفة عن الإسلام.
ماذا بعد؟
كان من الممكن أن نأمل أن تختفى الأيديولوجية النازية بعد اكتشاف معسكرات الإبادة. ولكن لم يحدث ذلك بل على العكس، عرض عليه الحسينى مساحة جديدة فى العالم العربى، حيث رحب بالآلاف من النازيين الألمان الفارين إلى مصر وسوريا.. لقد هُزمت النازية عسكريًا فى أوروبا، لكن أيديولوجيتها تزدهر فى بعض الدول العربية وإيران الشيعية.
وبالفعل، فى عام ١٩٤٧، خلال جلسة الأمم المتحدة الاستثنائية بشأن فلسطين، وجدنا موضوعات من إذاعة زيسن: اتهم المندوب السورى، فارس الخورى، اليهود باتباع «سياسة الإبادة».
واليوم، تم دمج هذه المواضيع فى مواثيق المنظمات الإسلامية، فى تصريحات الزعماء الإسلاميين، على قناة الجزيرة القطرية الموالية للإخوان المسلمين أو قناة حزب الله اللبنانية الموالية لإيران: دعونا نذكر على سبيل المثال سيد قطب، حماس، حزب الله، آية الله الخمينى، القاعدة، أسامة بن لادن، أو حتى تنظيم الدولة الإسلامية.
وفى ٣٠ يناير ٢٠٠٩، تحدث على قناة الجزيرة الداعية الإخوانى الشهير يوسف القرضاوى، الذى علم التعصب لملايين المسلمين فى العالم العربى أو التركى أو الأوروبى عن طريق نظريات الإخوان المسلمين، وتناول بوضوح المشروع الإسلامى للإبادة الجماعية للنازيين: «على مر التاريخ، سلط الله [على اليهود] الأناس الذين يعاقبونهم على فسادهم. والعقوبة الأخيرة نفذها هتلر.. إنها عقوبة إلهية. وإن شاء الله فى المرة القادمة قد تكون العقوبة على أيدى المؤمنين».
وهكذا تحافظ القنوات الإخوانية أو الفضائيات الشيعية الموالية لإيران التى ذكرناها على صورة المؤامرة اليهودية العالمية. وهكذا، فإن مسلسل «الشتات» الذى تبثه قناة المنار التابعة لحزب الله: يظهر لقطات مقربة ليهود وهم يذبحون رقبة طفل مسيحى لجمع دمه. بفضل هؤلاء «المثقفين» ووسائل الإعلام هذه، يتم تلقين المسلمين منذ سن مبكرة للغاية بالأيديولوجية المتطرفة والنازية من خلال الصحافة والتعليم والإعلام والبرامج التلفزيونية.
أيديولوجية مربحة ولكن ليس للجميع!
ومن خلال تبنى موضوعات الدعاية الإسلامية النازية، فإن جماعة الإخوان المسلمين هى بلا شك الوحيدة، مع الإمام الحسينى وتنظيمات حركته الإخوانية، التى استفادت من التمويل السخى من ألمانيا النازية، ولكن أيضًا، فى الآونة الأخيرة، من الأمم المتحدة، من خلال الآليات التى شجعها الحسينى.
لقد فشل الحسينى نفسه فى كل مشاريعه: انقلابه فى العراق عام ١٩٤١ وحربه من أجل «تحرير» فلسطين عام ١٩٤٨... لكنه نجح فى شيء واحد: نشر كراهيته المرعبة لليهود ونازيته المؤسلمة. وكان لهذه الأيديولوجية عواقب كارثية فى العالم العربى: الهزائم العسكرية، والصعوبات الاقتصادية والفقر وتحويل الموارد من أجل «محاربة الصهيونية»، والفساد. مات الآلاف من الشباب، يهود، مسيحيين، مسلمين بسبب دعاية الإخوان، منفذين أو ضحايا للإرهاب.
فى أوروبا أيضًا
وينقل الدعاة والدبلوماسيون العرب الخطابات الإسلامية فى أوروبا، مثل الأخ المغربى المسلم المتطرف حسن إيكوسن، المقرب من عائلة طارق رمضان والقرضاوى، المدان بالتطرف والمطرود من فرنسا منذ عامين. وفى الثقافة الشعبية فى أوروبا، تساهم أسلمة الموضوعات فى مقطوعات معينة من موسيقى الراب فى نشر أفكار بين الشباب المسلمين ذوى التعليم الضعيف مثل سيادة الإسلام ومعاداة السامية ومعاداة الغرب ومعاداة السكان الأصليين الفرنسيين.
وفى القرن الحادى والعشرين، يتم ترديد موضوعات راديو زيسن فى شوارع باريس وبرلين. من المثير للدهشة أن اليسار المتطرف، الذى يطلق على نفسه رغم ذلك اسم «مناهض للفاشية» ولكنه متحالف مع جماعة الإخوان المسلمين لعقود من الزمن فى أوروبا، يبدو قابلًا للنفاذ من خلال الروايات الإسلامية المؤيدة للنازية.
والآن كيف نناهض ذلك؟
أدى عنف الإخوان المسلمين المشبع بالتأثيرات النازية والإشارات من راديو زيسن والمفتى الكبير أمين الحسينى، إلى زيادة العنف: اليوم، فى أفريقيا، يعانى الملايين من المسيحيين والمسلمين المعتدلين من العنف الجهادى. هناك حاجة ملحة للرد. معظم الدول التى تحارب الإسلام السياسى تفعل ذلك من خلال إجراءات الشرطة وقام عبد الناصر باعتقال الإخوان المسلمين وإعدام عدد منهم.
وأوروبا تسجن الإسلاميين وتحاول طردهم.. لقد خاض الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى معركة شجاعة ضد جماعة الإخوان المسلمين المصرية المتعصبة؛ ولكن يجب علينا أيضًا أن نحارب الأيديولوجية نفسها، وأن ندينها، ونقترح بديلًا لها.. لقد قال ألكسندر دلفال فى كتاباته: «بعد تحييد المدعين الذين يتخفون خلف ستار الدين، يجب علينا استبعاد الدعاة».
ويوفر كتاب هيرف وكونتزل وسيلة لكشف أولئك الذين يختبئون وراء الدعاية الإسلامية المتطرفة؛ لكن وسائل الإعلام لا تزال متراجعة فى تناول هذا الموضوع. ومنذ عدة سنوات، طالبت جمعيات ومثقفون ممثلى الإسلام الحاليين فى فرنسا باتخاذ إجراءات ضد هذه العنصرية «حتى لا يعتمد أى مؤمن على نص مقدس فى ارتكاب جريمة».
فيما يلى أربعة مقترحات يمكن تنفيذها فى أوروبا وفى فرنسا على وجه الخصوص:
- يجب أن تتناول كتب التاريخ علاقة العالم العربى بالنازية، كما ذكر كونتزل وعندئذ سيكون من الصعب على الأئمة الخبيثين تجنيد الشباب حول المحرقة.
- على الطبقة السياسية أن توضح للقادة المسلمين أنها ترفض السلفية المتطرفة والإسلاموية المتطرفة وستطلب منهم أن ينأوا بأنفسهم عن هذه الأيديولوجية.
- تختار الدولة الفرنسية كمحاورين أئمة معتدلين يحترمون قيم الجمهورية، ويخالفون الأيديولوجية الإسلامية المتطرفة، ويتم وقف كل تمويل للمنظمات التى تتخذ مواقف مشوشة أو غامضة بشأن الإبادة الجماعية لليهود والأرمن. وفيما يتعلق بغير المسلمين، فبوسعنا أن نأخذ مثال المجمع الفاتيكانى الثانى، الذى أعاد تفسير العلاقات بين اليهود والكاثوليك من دون تغيير الصياغة الكتابية.
- تشجع الدولة المسلمين الذين يقدمون تفسيرات صريحة للإسلام حول النساء والحجاب والمرتدين، الخ.
مما لا شك فيه أن هذا الموقف الحازم والمنفتح فى نفس الوقت، يجب أن يساعد المسلمين على إدراك الهذيان والمأزق الذى يحاول الإخوان المسلمون، على غرار الحسينى والبنا أن يحبسوهم فيه. وستكون هذه فرصة لإعادة بناء العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين، وإنهاء التشكيك فى مبادئ أهل الذمة، من أجل استعادة حرية الضمير. وفى النهابة، أود أن أوجه الشكر للمؤلف كلير بريير بلانشيت على آرائه القيمة.
معلومات عن الكاتب:
ألكسندر فايجنباوم رئيس مركز «دهيمى واتش «Dhimmi Watch"فى فرنسا.. ينضم للحوار بهذا المقال الذى يؤكد فيه بالأدلة والمستندات، الأصول النازية للجماعة الإرهابية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس السيسي جماعة الإخوان جماعة الإخوان المسلمین فى أوروبا فى فرنسا من خلال فى عام من أجل یهود ا
إقرأ أيضاً:
اتحاد المسلمين.. زوال للصهاينة والهيمنة الغربية
سالم البادي (أبومعن)
في هذا الطرح وددنا تقديم نداء للأمة المحمدية من أجل إيقاظها من غفوتها وغفلتها فقد طالت غفوتها وتأخرت استفاقتها.. ندعوها إلى وحدة القلوب، والعودة إلى منهاجها الإسلامي القويم وتعاليم دينها الحنيف، وتقوية إيمانها، وتوحيد صفوفها، وتطهير القلوب من النزاعات والخلافات والأحقاد للوصول للاتحاد الحقيقي للأمة الإسلامية، واستعادت مكانتها بين الأمم واستعادت عزتها وكرامتها، وخروجها من حالة الشتات والضياع التي تعيشها آلامه.
لقد تخلفت الأمة الإسلامية لأكثر من 400 عام عن ركب الحضارة الغربية، وتعرضت لطوفان استعماري واسع، أدى إلى نهب مواردها وتقسيمها وتفكيكها وتمزيقها، مما أثر سلبًا على التطور الاقتصادي والاجتماعي فيها، وشهد العالم الإسلامي صراعات داخلية وفكرية واضطرابات سياسية، مما أضعف قدرته على التنافس مع القوى الغربية.
كلمة صادقة من قلب مخلص أكتبها لقادتنا الميامين في الخليج العربي وفي جميع أقطار الدول العربية والإسلامية قاطبة، أدعوهم فيها إلى نبذ الخلافات فيما بينهم، وأن يوحدوا صفوفهم وكلمتهم، ويجعلوا همهم وهدفهم وحدة واستقرار وأمن وسلامة ورفاهية الأمة، ورفعة وإعلاء كلمتها.
حال الأمة اليوم
ما كنَّا نتمنى أبدًا ولا أظن أحدًا يتمنى أن يرى مثل هذه المناظر المأساوية البشعة والمجازر الإنسانية والإبادة اليومية في قطاع غزة منذ ما يقارب العامين، ولا أحد يحرك ساكنا لإغاثة القطاع بالمعونات والأدوية والغذاء، حتى وصل الحال بهم إلى مستوى المجاعة وهو السلاح الذي فرضه الكيان المغتصب كأحد أسلحته المحرمة إنسانيا ودوليا.
وأمة المليار باتت عاجزة عن إدخال الماء والطعام لشعب غزة الذين تزهق أرواحهم أمام العالم، كل لحظة وكل ساعة وكل يوم، وللأسف هذه المناظر المأساوية الدامية تحدث في قلب العالم الإسلامي، والعالم اكتفى بالتنديد والمشاهدة، وترك شعبا محاصرا جائعا مشردا تنهش في جسده الكلاب الضالة والحيوانات السائبة.
أي زمن وفي أي عالم نحن نعيش؟
زمن قلّت فيه النخوة والشهامة وأصبحت الإنسانية عملة نادرة!
وضُرب بالمبادئ والقيم والأخلاق الإنسانية عرض الحائط، فهل من مجيب!
أصبح بعض المسلمين غرباء في أوطانهم، أذلاء في ديارهم، مغلوبون على أمرهم في كثير من الأصقاع والأمكنة، فقد استبيحت مقدراتهم ومقدساتهم، واستبيحت دماءهم في غزة وغيرها..، إنا لله وإنا إليه راجعون.
وقفة لمراجعة النفس
المسلمون بحاجة ماسة اليوم أكثر مما مضى إلى استعادة ثقتهم بهويتهم التي شابها الكثير من الخلل، ومحاسبة النفس حتى تكون أنموذجًا لدين الله -تبارك وتعالى- حتى لا نرضى ولا نسمح بأن يضع الغرب الإسلام في قفص الاتهام ويصفه بأنه دين دموي وإرهابي ودين مختلق رجعي كما يدعي الليبراليون والعلمانيون لذلك نقول إن الأمة الإسلامية كانت وستظل -بإذن الله تبارك وتعالى- منارة للعالم ونور يهتدى به وشعاعا منقذا للبشرية جمعاء.
تظُن بعض النخب السياسية في الدول العربية والإسلامية أن التقرب مع الكيان الصهيوني أو ما يسمى بعمليه "التطبيع" يفتح لهم أبواب الغرب خاصة أمريكا، ويجعل الإدارة الأمريكية طوع طموحاتهم السياسية، وهذا التوجه بلا شك مرفوض جملة وتفصيلا لدى الشعوب المسلمة وبعض الدول العربية والإسلامية وتعتبره تفكير خاطئ، لما له من تداعيات خطيرة على الامة الإسلامية على المدى القريب والبعيد.
من يريد أن يعرف مزيدا من الدلائل والحقائق ليتأكد من مخططات الصهاينة وأعداء الإسلام ومؤامراتهم وكيدهم فعليه بقراءة «مذكرات هيلاري كلنتون» التي تتحدث بصراحة عن خطط إسقاط الدول العربية والإسلامية، فهل بعد كل هذا وذاك وتلك المواقف والأحداث التي تعصف بالأمة ابتداءً من فلسطين ولبنان وأفغانستان والعراق مرورا بليبيا وسوريا، والجريحة المحاصرة اليتيمة "غزة الصمود" وآخرها حرب الصهاينة والأمريكان والغرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت وما زالت تؤازر وتدافع وتدعم القضية الفلسطينية منذ أكثر من 30 عاما ولاقت ما لاقته من قرارات تعسفيه وعقوبات أممية وغربية وأمريكية طيلة 4 عقود.
سرطان في جسد الأمة
الكيان الصهيوني هو السرطان الذي زرع في جسد الأمة الإسلامية منذ أكثر من سبعة عقود، من قبل المستعمر الغربي لكي يقوم بأعمال وظيفية لخلق أزمات وتوترات سياسية مستمرة ومن عدم الاستقرار بالمنطقة.
وظل يمارس العداء على دول المنطقة وأشعل فتيل الأزمات والحروب وآخرها اعتدائه هذه الأيام على إيران بحجة منعها من امتلاك سلاح نووي، ودعمها لغزة ولبنان واليمن، فشنت حربها الشعواء، في ظل المفاوضات القائمة بين إيران والولايات المتحدة، ولكن هؤلاء الصهاينة ومن حالفهم لا عهد لهم ولا ميثاق، والغدر والخيانة أحد ممارساتهم الخبيثة.
أهمية الوحدة الإسلامية
ولتحقيق الوحدة بين المسلمين، يجب تعزيز الوعي بأهمية الوحدة، والتركيز على المشتركات الدينية والثقافية، وتجنب ونبذ الخلافات والنزاعات المذهبية، وتعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الفئات، ودعم المشاريع والأنشطة التي تجمع المسلمين.
إن مفهوم وحدة المصير يتجاوز الحدود الجغرافية، ويدعو إلى الاعتراف بالترابط بين جميع طوائف المسلمين، ويدرك أن الأفعال لها عواقب عالمية، وأن رفاهية كل فرد مرتبطة برفاهية الآخرين.
هذا المنظور يشجع على التفكير على نطاق أوسع، والتعاون عبر الحدود، وإعطاء الأولوية لصالح الأمة.
نسأل الله تعالى أن يحفظ بلاد المسلمين من كيد الكائدين الحاقدين الحاسدين الطغاة المتكبرين، وأن ينصر المسلمين ويرفع رايتهم ويحقق أهدافهم، ويوحد قلوب المؤمنين الصادقين المخلصين، ولكل من كان حريصًا على هذا الدين، ولمن كان حريصًا على هذه الأمة التي وصفها الله تعالى أنها خير أمة أخرجت للناس في قوله عزوجل:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}( آل عمران: 110).
وحدة المسلمين هي زوال للكيان الصهيوني وزوال الاستعمار الغربي، واستعادة الدول العربية والإسلامية حريتها وسيادتها وعزها وكرامتها.
يخبرنا الله تعالى عن عظيم قدرته أنه من تولى عن نصرة دينه وإقامة شريعته فإنِّه تعالى يستبدل به من هو خير منه، وأشد منعة، وأقوم سبيلا، يقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[المائدة: 54].
رابط مختصر