الثورة نت:
2025-05-28@02:55:56 GMT

الفقر في النيجر.. والأثرياء في باريس

تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT

الفقر في النيجر.. والأثرياء في باريس

 

 

لماذا على أبناء النيجر أن يموتوا لتربح فرنسا؟ نهب اليورانيوم من شمال النيجر بدأ منذ أكثر من40 سنة وجاء بمبرر “عملية إنقاذ اقتصادي” و“مساعدة فرنسية” لشعب فقير المواد المشعة تسببت بمشاكل التنفس والسرطان لتجعل معدلات الموت المرتبطة بمشاكل التنفس في المناطق القريبة من المناجم هي ضعف المعدلات المسجلة في باقي أنحاء البلد دولة عاصمة الأنوار لا تكتفي بيورانيوم النيجر بل تضع يدها على الذهب في مالي والنفط في السنغال وفي الكونغو معدن الكولتان النفيس واشنطن غير راضية عن تغيير السلطة في النيجر وتناقش أجهزة الاستخبارات الأمريكية تنفيذ عمليات اغتيال لقيادات النيجر الجديدة

أصبح لا يخفى على أحد اليوم الأيادي الفرنسية والغربية الممتدة لنهب الثروات في أفريقيا حيث يكفي أن نتذكر بالأرقام أن 80٪ من كل ما يتم استخراجه من الموارد والثروات المعدنية في أفريقيا يتم تصديره إلى قارات أخرى، وأكثر من ثلاثة أرباع عمليات تعدين الذهب في العالم، تتم في القارة الأفريقية ويتم استخراج أقل من ثلاثين بالمائة فقط من الماس في العالم خارج القارة الأفريقية، ويتم استخراج أكثر من نصف المنغنيز والكروميت وخام الكوبالت في العالم في أفريقيا، ويتم استخراج ثلث الفوسفاط واليورانيوم في العالم من داخل القارة، ولائحة موارد القارة غنية وطويلة لكن اختصارا للمسافة اسألوا فرنسا عن سبب فقر قارة، تنتهي ثرواتها في باريس، ويبدأ فقرها أمام عدسات وسائل الإعلام الفرنسية، وخطب الساسة الفرنسيين وهم يدعون العالم لمساعدة أفريقيا ومن هذه الدول الافريقية النيجر التي نسلط الضوء عليها في السطور القادمة… 

الثورة  / احمد السعيدي

الحداد:
النيجر دولة ليس لها منفذ على البحر، وهي الدولة التي تتوفر على مؤشر التنمية البشرية الأكثر انخفاضا في العالم، وهي دولة فقيرة، ذات أرقام بطالة جد مرتفعة، مستويات تعليم جد متدنية، أرقام مخيفة في ما يتعلق بالأمية والجهل، بنيات تحتية شبه منعدمة… وبحالة عدم استقرار سياسي شبه دائمة، لكنها دولة غنية بالثروات الطبيعية، من بينها “اليورانيوم” الذي استحوذت عليه شركة AREVA) ) الفرنسية  حيث بدأت نشاطها في التنقيب واستخراج اليورانيوم من شمال النيجر، منذ أكثر من 40 سنة مضت، مقدمة عملها هذا كــ “عملية إنقاذ اقتصادي” و“مساعدة فرنسية” لشعب فقير غير أن نشاطات الشركة الفرنسية ستكون فقط، آلة تدمير حقيقية للبلد وضعت فرنسا من خلاله “نظام رعب” قوي في أفريقيا، وأسست لاستمراره عسكريا، من خلال “اتفاقيات” فرضتها على مستعمراتها السابقة، واقتصاديا من خلال ربطها بعملة استعمارية تدر المليارات سنويا على الخزانة الفرنسية، وأيضا من خلال فرض فرنسية التعليم وصنع نخبة أفريقية مرتبطة بفرنسا لترسم حكاية استعمار لم ينته، من خلال الوقوف عند بعض عناوين المصالح الفرنسية في القارة، المصالح الفرنسية في أفريقيا، متعددة ومتنوعة، مصالح تتعلق في مجملها باستغلال الثروات الطبيعية لدول القارة ومن هذه الثروات اليورانيوم كما في السطور القادمة.


اليورانيوم
استغلال اليورانيوم في النيجر، ينير مصباحا من أصل كل 3 مصابيح في فرنسا، بينما في النيجر 80 بالمائة من السكان، لا يتوفرون على الإنارة الكهربائية، بل أصبحت فرنسا اليوم بسبب هذا اليورانيوم المنهوب هي الدولة الرائدة في مجال استخدام الطاقة النووية لأغراض غير حربية، وشركتها العملاقة  (Areva)، هي بدورها الشركة الرائدة في مجال الطاقة النووية وهي الوحيدة الحاضرة في كل النشاطات الصناعية المرتبطة بالطاقة النووية لكن وهذا الأهم في الحكاية أن إنتاج الطاقة النووية، يتطلب نشاطا من نوع آخر، يتطلب عملية تنقيب واستخراج لليورانيوم، عملية تكون نتائجها، “على عكس مسمى الاستخدام السلمي للطاقة النووية”، مدمرة وقاتلة واستخراج اليورانيوم له نتائج قاتلة وكارثية على السكان المقيمين بجوار المناجم ونتائج كارثية على البيئة تدوم لآلاف السنين، وهذا بالضبط ما يحدث في النيجر، بحسب تقارير ودراسات لعدد من المنظمات، على رأسها “غرينبيس”.
اضرار بيئية
عمليات التفجير والألغام وطرق استخراج اليورانيوم، ستحول سماء البلد إلى سحب مكثفة من الغبار، وستحول الأرض إلى مفرغ نفايات حقيقي، إزاحة ملايين الأطنان من التربة والصخور أثر بشكل مقلق على مصادر المياه الجوفية كما تزايد الخوف من عدم الاهتمام بطرق استخراج اليورانيوم، وإمكانية تسبب ذلك في انتشار مواد مشعة في الجو، والتسرب إلى المياه الجوفية، وثلوث التربة إضافة إلى الأمراض القاتلة التي يمكن أن تلحق بالبشر، حسب بعض المعطيات، فإن المشاكل الصحية المرتبطة بمشاكل التنفس والسرطان في تزايد مستمر، كما أن معدلات الموت المرتبطة بمشاكل التنفس في المناطق القريبة من المناجم، هي ضعف المعدلات المسجلة بباقي أنحاء البلد، لكن شركة ((AREVA) لا تعتبر نفسها مسؤولة ولو جزئيا عن كل ذلك بل إن عددا من المستشفيات المحلية الخاضعة لإدارة (AREVA) واجهت دائما اتهامات بعدم تشخيص العديد من حالات السرطان. لكن في نوفمبر 2009 مثلا، استطاعت منظمة “غرينبيس” بالتعاون مع المختبر الفرنسي النيجري CRIIRAD) ) وشبكة المنظمات غير الحكومية (ROTAB)، إنجاز رصد علمي موجز لمنطقة المناجم، وقياس حجم الإشعاعات في المياه، في الهواء وفي التربة، فكانت النتائج كارثية خلال 40 سنة من نشاط AREVA))، تم استخدام أكثر من 270 مليار لتر من المياه في المناجم مع تلويث المياه وإفقار المياه الجوفية سيكون على النيجر، حسب ذات المعطيات انتظار ملايين السنوات، للعمل على إعادة الأمور إلى حالتها الطبيعية، منظمة “غرينبيس” قامت بتحليل المياه في مناطق مناجم استخراج اليورانيوم، لتخلص إلى أن تركيز اليورانيوم في هذه المياه، هو أعلى بكثير من المعدل الذي تعتمده منظمة الصحة العالمية، الأرقام المخيفة لا تقف عند حدود المياه، بل تتعداها لتشمل أرقاما أكثر بشاعة، تتعلق بانتشار غاز الرادون المشع في الجو، وانتشار الغبار الناعم وغيرها من المعطيات والأرقام التي تضمنها تقرير مفصل لـ “غرينبيس”.
فرنسا المستفيد
بعيدا عن أرقام الكارثة البيئية لاستخراج اليورانيوم نعود قليلا لـ (AREVA) الشركة العملاقة التي تمتلكها فرنسا، والتي يوجد مقرها في الحي الشهير La Défense))، النيجر هي ببساطة رابع دولة منتجة لليورانيوم في العالم لكنها من أفقر شعوب الكرة الأرضية وهذا يعني فقط أن عائدات اليورانيوم في النيجر لا تذهب إلى النيجر بل تقف في باريس، يورانيوم النيجر يخلق في النيجر ثلوتَ الهواء والماء والأرض لكنه أيضا يوفر الطاقة لأكثر من 50 بالمائة من الشعب الفرنسي طبعا، يورانيوم النيجر يجعل من فرنسا المنتج الرئيسي للطاقة في أوربا، بـ 17.1 بالمائة من مجموع الإنتاج في الاتحاد الأوربي، متقدمة على كل من ألمانيا (15.3 بالمائة) وبريطانيا (13.9 بالمائة)، الشركة الفرنسية Areva))، لديها ميزانية سنوية تقدر بــ 9.3 مليار أورو، (Areva) وبحسب العقود الاستعمارية التي تربطها بالنيجر، تؤدي مبلغ 65 دولاراً للكيلوغرام الواحد من اليورانيوم، مقابل الثمن الحقيقي للسوق، الذي يتجاوز عتبة الــ 140 دولاراً للكيلوغرام بحسب ذات العقود، هناك بند وضعته فرنسا، يقضي بعدم أدائها لأية رسوم ما يعني أن أكثر من 82 مليون أورو لا تصل إلى خزائن النيجر، وزير المناجم في النيجر “عمر حميدو”، قال ذات يوم: خلال 40 سنة استغلت فرنسا النيجر دون أن تشيد ولو مدرسة على الأقل ولو مستشفى”.
ثروات أفريقيا المنهوبة
دولة عاصمة الأنوار لا تكتفي بيورانيوم النيجر فهي تضع يدها على الذهب في مالي والنفط في السنغال، النفط الذي تسيطر عليه الشركات الفرنسية العملاقة (من Bolloré إلى Total ) عبر خارطة شاسعة تشمل أيضا دول غرب وجنوب أفريقيا من أوغندا إلى كينيا، ومن أنغولا إلى موزمبيق إلى جنوب أفريقيا، وتضع يدها أيضاً في الكونغو على معدن الكولتان النفيس الذي يعتبر “روح” جميع التكنولوجيات المتطورة اليوم لكن آلاف النساء والأطفال والرجال الذين يشتغلون في ظروف غير إنسانية من أجل استخراج كل هذه المعادن لفرنسا، هم فقراء كما دولهم، هي فقط بعض حكاية نفاق تاريخي يرفع يد الإحسان والمساعدة أمام الكاميرات، ويضع يده على ثروات قارة وأمام كل هذه الفضائح هل يتغير الأمر اليوم؟
بداية الغيث 
رغم تلك السنين الطويلة من الاستعمار ونهب الثروات للدول الافريقية بدأت صحوة الضمير عند المجتمعات الافريقية للتخلص من المستعمرين وانطلقت شرارة الثورات في النيجر عبر انقلاب عسكري على السلطة التابعة للمستعمر الفرنسي والتف الشعب حولها وطالب بخروج الاستعمار الفرنسي وطرد السفير، إلا أن ذلك الانقلاب العسكري لم يكن مرحباً به عند امريكا وفرنسا خوفاً على المصالح التي تحققها في أرض النيجر والاستمتاع بثرواته المنهوبة، حيث كشف جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي بأن واشنطن غير راضية عن تغيير السلطة في النيجر، فيما تناقش أجهزة الاستخبارات الأمريكية احتمال تنفيذ عمليات اغتيال لقيادات النيجر الجديدة، وقال بيان للمكتب الصحفي لجهاز الاستخبارات الروسي ”يعمل البيت الأبيض الآن على خيارات مختلفة لـ (تعزيز الديمقراطية) في النيجر، ويرى أنه من غير المناسب القيام بذلك من خلال دول غرب أفريقيا (الإيكواس)، المرتبطة بعلاقات وثيقة بباريس، ويرى الأمريكيون أن التصفية الجسدية لـ (قادة الانقلاب) الذين يستندون إلى دعم أغلبية السكان هو الخيار الأكثر (فعالية)”، تصرفت الاستخبارات المركزية الأمريكية بوحشية وتحد حتى أن الرئيس الأمريكي ليندون جونسيون وصفها بـ (شركة القتل اللعينة)”.
وأشارت الاستخبارات الخارجية الروسية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية غير راضية عن الوضع في النيجر، وتفكر واشنطن “ليس فقط في كيفية إبطاء الاتجاه المتمثل في تحويل أفريقيا إلى أحد مراكز القوة في عالم متعدد الأقطاب، وهو أمر خطير بالنسبة للغرب، ولكن أيضا في الاستيلاء على (الميراث) الفرنسي في منطقة الساحل ذات الأهمية الاستراتيجية”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اليمن: الفقر وسوء التغذية يفاقمان معاناة الأطفال خلال سنوات النزاع الدموي

يمثل الفقر أبًا شرعيًا لأشكال متعددة من الحرمان الذي تعاني منه الأسرة، ويمثل الأطفال أكثر الفئات تضررا من الحرمان. كما يشكل الصراع عاملا خطيرا في تكريس المعاناة الناجمة عن الفقر، وخاصة لدى الأطفال، الذين يجعلهم الصراع عرضة بشكل غير متناسب لأشكال من الحرمان؛ «مما يكون له آثار طويلة الأمد على نموهم، واستمرار دورات الفقر».

 

كما يمثل سوء التغذية أحد أخطر النتائج المترتبة عن الفقر؛ ولهذا يخلق سوء التغذية واقعًا مرعبًا لدى الأسرة، بمن فيهم الأمهات والأطفال، وهو ما نبهت له منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» الأسبوع قبل الماضي.

 

يعاني أطفال اليمن فقرًا نتيجة تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلد على مدى العقد الماضي جراء الصراع الدموي؛ فارتفع الفقر النقدي من 35 في المئة في 2006/2005 إلى 80 في المئة بحلول العام 2022 «ما ترك أكثر من ثلثي السكان في حاجة إلى المساعدات الإنسانية، وعلى الرغم من هذه الأرقام المزعجة، فإن الفقر النقدي وحده لا يعكس النطاق الكامل للحرمان، حيث يواجه العديد من الأطفال والأسر تحديات متزامنة في مجالات هامة، مثل: التغذية والصحة والتعليم والحماية».

 

نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، مؤخرا، تقريرا أعدته بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء الحكومي في اليمن، بعنوان «تحليل الفقر متعدد الأبعاد لدى الأسرة وأبعاد الحرمان المتداخلة لدى الأطفال في اليمن 2024- باستخدام نتائج المسح العنقودي متعدد المؤشرات في اليمن 2022-2023».

 

يمثل هذا التقرير- كما تقول «يونيسيف»، أول دراسة وطنية لليمن من نوعها وواحدة من الدراسات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتحليل كل من فقر الأسرة والحرمان لدى الأطفال. يعتمد التحليل الذي أُعد من قبل خبرات وطنيين في الجهاز المركزي للإحصاء الحكومي في اليمن بدعم نشط من اليونيسيف، على أحدث بيانات مسح مجموعة مؤشرات متعددة.

 

وحسب التقرير؛ «لا يقتصر الفقر في اليمن على الافتقار إلى الموارد المالية، بل يشمل الحرمان في أبعاد متعددة، مثل: التغذية والصحة والتعليم والحماية والوصول إلى الخدمات الأساسية، وتؤدي أشكال الحرمان هذه إلى تقويض قدرة الأطفال على الوصول إلى الخدمات الأساسية، مثل: الرعاية الصحية والتعليم والحماية من الأذى، وبالتالي فإن معالجة فقر الأطفال في اليمن تتطلب نهجاً شاملًا يتجاوز التدابير النقدية للنظر في الأبعاد المتداخلة للحرمان، التي تؤثر على كل من الأسر والأطفال».

 

اعتمد التحليل في التقرير على قائمة الأبعاد التي تقيس فقر الأطفال المتعدد الأبعاد في اليمن في الفئة العمرية من صفر إلى أربع سنوات، ومن سن 5 إلى 17 سنة، وتعاملت في الفئة الأولى مع الأبعاد التالية: الصحة، التغذية، حماية الطفل، المياه، الصرف الصحي، السكن. وتعاملت مع الفئة الثانية مع الأبعاد التالية: التعليم، حماية الطفل، المياه، الصرف الصحي، السكن.

 

الفقر الأسري

 

على صعيد الفقر الأسري؛ قال التقرير إن نصف الأسر اليمنية تعاني من الفقر المتعدد الأبعاد؛ وتعيش الأغلبية في المناطق الريفية.

 

ويوضح: تعتبر الأسرة فقيرة من منظور متعدد الأبعاد في اليمن، إذا كانت تعاني من حرمان متزامن، في ثلث الأبعاد على الأقل. وبناءً على هذه العتبة، يرى التقرير أن نصف الأسر في اليمن تعتبر فقيرة من منظور متعدد الأبعاد، بمتوسط مستوى حرمان يبلغ 50.3 في المئة، الأمر الذي ينتج عنه مؤشر فقر متعدد الأبعاد يبلغ 0.25.

 

وقال: تكشف البيانات عن تباين كبير بين المناطق الريفية والحضرية، تعاني الأسر الريفية من مؤشر فقر متعدد الأبعاد أعلى بكثير يبلغ 0.32 مقارنة بـ 0.10 في المناطق الحضرية. وتعزى هذه الفجوة إلى حد كبير إلى الاختلافات في معدل انتشار الفقر، حيث تعاني 63.3 في المئة من الأسر الريفية من فقر متعدد الأبعاد، مقارنة بـ 21.4 في المئة في المناطق الحضرية، وعلى الرغم من أن شدة الحرمان بين الأسر الفقيرة متشابهة نسبياً، إلا أن معدل الفقر الأعلى بشكل ملحوظ في المناطق الريفية يؤكد على حالة ضعفها المرتفعة.

 

وعلى صعيد بُعدي السكن والتغذية، يقول التقرير: يساهم الحرمان في هذين البُعدين بشكل كبير في الفقر الأسري. ويضيف: يمثل كلٌ من بُعدي: السكن والتغذية مـا يقرب من 28 في المئة من مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد، في حين تساهم الأبعاد المتبقية مجتمعة بنحو 14في المئة لكل منها، وتختلف الأبعاد المسببة للفقر أيضا، حسب منطقة الإقامة، ففي المناطق الريفية، يعد بُعـد السكن هو المساهم الأكبر 29.2 في المئة، يليه بعد التغذية26.2 في المئة، ثم الوصول إلى الخدمات الأساسية 18.9 في المئة، بينما في المناطق الحضرية، يعد بُعد التغذية هو المساهم الرئيسي 33.2 في المئة، يليه السكن26.7 في المئة، ثم التعليم 16.4 في المئة.

ويؤكد التقرير أن أعلى مستويات الحرمان تنبع من بُعدي: السكن والتغذية. ويفتقر حوالي 70 في المئة من الأسر إلى وسائل النقل أو سبل العيش الموثوقة، ويواجه 57.6 في المئة انعدام الأمن الغذائي، ويعتمد 53.8 في المئة على الوقود الصلب في الطهي، وتساهم أوجه الحرمان الأخرى المتعلقة بالسكن بشكل كبير، حيث يفتقـر 44.9 في المئة إلى أصول المعلومات، ويعيش 41 في المئة في ظروف سكنية مكتظة.

 

التعليم

 

ويضيف: تكشف المؤشرات المتعلقة بالتعليم أن 47.3 في المئة مـن الأسر لديها أطفال تراوح أعمارهم بين 6 و 12 عاماً لا يذهبون إلى المدرسة، وأن 36.2 في المئة من الأسـر لا يوجد من بين البالغين فيها من أكملوا السنوات الست الأولى من تعليمهم، وتشير أوجه الحرمان المرتبط بالصحة إلى أن حوالي 25 في المئة من الأسر تفتقر إلى الرعاية الكافية في مرحلة ما قبل الولادة أو تطعيم الرضع، وأن 15.4 في المئة لديها حالات ولادة بدون إشراف متخصصين مهرة، وأن 16.6في المئة تعاني من حالة واحدة على الأقل من حالات الولادة المبكرة.

 

على صعيد المحافظات؛ تسجل محافظتا ريمة والجوف أعلى معدلات الفقر المتعدد الأبعاد بين الأسر، بمعدلات 91.3 في المئة و84.6 فـي المئة على التوالي. وفي المقابل، لوحظ أدنى معدلات الفقر في حضرموت 12.5 في المئة، وعدن 13.8 في المئة، وأمانة العاصمة 14.3 في المئة، والمهرة 15.2 في المئة. وفي المحافظات المتبقية، تتراوح معدلات الفقر الأسري المتعدد الأبعاد بين 36.1 في المئة و78.4 في المئة. ووفقًا للتقرير يعكس مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد نمطاً مماثلًا، حيث سجلت ريمة أعلى معدل للمؤشر عند 0.55، تليها حجة 0.44، والجوف 0.43، بينما سجلت: حضرموت وعدن وأمانة العاصمة والمهرة أدنى مستويات مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد عند 0.06.

 

شدة الفقر

 

تعاني الأسر الريفية من معدل فقر أعلى مقارنة بالأسر الحضرية. ويرجع هذا في المقام الأول إلى التباين في معدل انتشار الفقر وليس شدة الفقر. وبناءً على التحليل، تم تحديد عدد من الخصائص بين الأسر الفقيرة من منظور متعدد الأبعاد. ومن تلك الخصائص حسب التقرير: تختلف العوامل الرئيسة المساهمة في فقر الأسرة حسب منطقة الإقامة، ففي حين أن السكن 29.2 في المئة، والتغذية 26.2 في المئة هما المسببان الرئيسيان للفقر في المناطق الريفية، فإن الفقر في المناطق الحضرية مدفوع في المقام الأول بالتغذية 33.2 في المئة، يليه السكن 26.7 في المئة.

 

كما أوضح التقرير أن الفقـر المتعـدد الأبعاد أقل في الأسر التي تعولها نساء. وتظهر الأسر التي يعولها رجال معدلات فقر أعلى قليلا 50.9 في المئة مقابل 40 في المئة. وتواجه الأسر التي يعولها رجال حرمانا أكبر في المؤشرات المتعلقة بالصحة، في حين تواجه الأسر التي تعولها نساء حرماناً أكبر في بُعدي: السكن والخدمات الأساسية.

 

ويشير إلى أنه كلما ارتفع المستوى التعليمي لرب الأسرة، كلما انخفض مستوى الفقر المتعدد الأبعاد بين الأسر. ويبلغ مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد للأسر التي لديها رب أسرة متعلما 0.23، مقارنة بـ 0.29 للأسر التي ليس لديها رب أسرة متعلما. وتُظهر نسبة الفقراء أن 58.5 في المئة من الأسر التي ليس لديها رب أسرة متعلما تعاني من الفقر المتعدد الأبعاد، مقارنة بـ 46.3 في المئة من الأسر التي أكمل فيها رب الأسرة السنوات الست الأولى من التعليم على الأقل.

 

الأسر الأصغر

 

كما تشهد الأسر الأكبر حجماً، وتلك الواقعة ضمن الخُمس الأشد فقراً أعلى قيم مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد. ويبلغ مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد للأسر الأكبر من المتوسط 0.32، وتبلغ نسبة الفقراء 62 في المئة، مقارنة بالأسر الأصغر من المتوسط، والتي يبلغ مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد لديها 0.19، وتبلغ نسبة الفقراء 40.6 في المئة.

 

ويزداد التفاوت وضوحاً من خلال أخماس الثروة، حيث تعاني أكثر من 93 في المئة من الأسر التي تقع في الخُمس الأشد فقراً من فقر متعدد الأبعاد، بمؤشر فقر متعدد الأبعاد يبلغ 0.53، في حين تعاني 8.8 في المئة فقط من الأسر التي تقع في الخُمس الأكثر ثراءً من فقر متعدد الأبعاد، مسجلة مؤشر فقر متعدد الأبعاد منخفضاً للغاية يبلغ 0.03.

 

فقر الأطفال

 

فيما يتعلق بفقر الأطفال متعدد الأبعاد يورد التقرير عددًا من النتائج، التي خلص إليها باستخدام تحليل أوجه الحرمان المتداخلة المتعددة. ومن أبرز هذه النتائج: يعاني ما يقرب من 90 في المئة من الأطفال في اليمن من الحرمان في بُعد واحد على الأقل، في حين يعاني 68.6 في المئة من الحرمان في بُعدين أو أكثر، وبالتالي يعتبرون محرومين من منظور متعدد الأبعاد وفقاً للعتبة الوطنية، إلا أنه ومع زيادة عدد أوجه الحرمان المتداخلة، تنخفض نسبة الأطفال المتضررين بشكل كبير، حيث يعاني 22.2 من الحرمان في أربعة أبعاد أو أكثر، ويعاني 2.0 فقـط من الحرمان في الأبعاد الستة في وقت واحد.

 

ويؤكد التقرير أن أكثر من نصف أطفال اليمن يعاني من الفقر المتعدد الأبعاد، وفقا للتعريف الوطني، حيث يُعرَّف فقر الأطفال المتعدد الأبعاد، في اليمن: بأنه المعاناة المتزامنة من وجهين من أوجه الحرمان على الأقل. ويمثل هذا، على المستوى الوطني 68.6 في المئة من السكان الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، وتبلغ شدة أوجه الحرمان تلك 57.5 في المئة، ما يؤدي إلى أن تصل نسبة الحرمان المعدلة إلى 0.395.

 

ويبين التقرير أن فقر الأطفال أقل في المناطق الحضرية مقارنة بالمناطق الريفية، وعليه فإن أقل من 36 في المئة من الأطفال الذين يعيشون في المناطق الحضرية يعانون من الحرمان، مقارنة بنسبة 81.2 في المئة في المناطق الريفية، ويختلف متوسط الشدة أيضاً بين المنطقتين، وإن كان بدرجة أقل. ففي المناطق الحضرية تبلغ شدة الحرمان 47.1 في المئة، بينما تبلغ في المناطق الريفية 59.3 في المئة. وتكشـف هذه النتائج عن تفاوتات كبيرة، حيث يتحمل أطفال المناطق الريفية عبئاً أعلى بشكل غير متناسب من الحرمان.

 

ويوضح التقرير الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية في أوجه الحرمان التي يعاني منها الأطفال في اليمن. ففي المناطق الحضرية، لا يعاني 28.6 في المئة من الأطفال من أي وجه من أوجه الحرمان، بينما يعاني 35.5 منهم من وجه واحد فقط مـن أوجه الحرمان. ومن ناحية أخرى، فإن أطفال المناطق الريفية أكثر عرضة للحرمان، حيث إن3.1 فقط منهم لا يعانون من أي وجه من أوجه الحرمان، ويواجه معظمهم أشكالا متعددة من الحرمان في وقت واحد.

 

ويتضح التناقض بشكل صارخ في مستويات الحرمان العليا، حيث يواجه 8.9 في المئة من أطفال المناطق الريفية خمسة أبعاد من الحرمان ويواجه 2.7 في المئة منهم الحرمان في جميع الأبعاد الستة، مقارنة بنحو 1.1 في المئة و0.2 في المئة فقط في المناطق الحضرية على التوالي، وهذا يؤكد أن أطفال المناطق الريفية يواجهون حرماناً متعدد الأبعاد أكثر شدة وتعقيداً.

 

معدلات الحرمان

 

وقال: إن التفاوت في المعاناة من الحرمان يبدو واضحاً بشكل خاص على مستوى المحافظات. إذ تظهر محافظات، مثل: ريمة والجوف وحجة أعلى معدلات الحرمان، حيث سجلت ريمة نسبة مذهلة من الحرمان بلغت 98.2، وعلى النقيض من ذلك، سجلت أمانة العاصمة وعدن أدنى مستويات الحرمان، حيث بلغت نسبة الحرمان 31.2 في المئة أو أقل.

 

وأشار إلى ارتباط الثروة سلباً بالفقر المتعدد الأبعاد، حيث بلغت نسبة الأطفال الذين يعانون من الحرمان في الأسر الأشد فقراً 96.7 في المئة، على النقيض من 24.4 في المئة فقط في الأسر الأكثر ثراءً.

 

كما تؤثر خصائص الأسرة بشكل أكبر على فقر الأطفال، حيث ترتفع مستويات الحرمان بين الأطفال في الأسر التي يعولها أفراد أقل تعليماً 77.8 في المئة مقارنة بـ 65 في المئة لأولئك الذين حصلوا على تعليم ابتدائي أو أعلى. كما تكون معدلات الحرمان في الأسر التي يعولها ذكور أعلى قليلا من تلك التي تعولها إناث، وتظهر الأسر الأكبر حجم معدلات حرمان أعلى قليلا مقارنة بالأسر الأصغر حجما.

 

وأضاف: ينتج الفقر المتعدد الأبعاد بين الأطفال دون سن الخامسة عن أوجه الحرمان ذات الصلة بالسكن والتغذية. ومن بين الأطفال دون سن الخامسة، يعاني 81.1 في المئة من الحرمان في بُعد السكن و78.4 في المئة من الحرمان في بُعد التغذية، كما يُظهر الحرمان في بُعد حماية الطفل معدلًا مرتفعاً يبلغ 70.3 في المئة. وبالمقارنة، فإن أوجه الحرمان أقل إلى حد ما في بُعد الصحة 54.8 في المئة والصرف الصحي 43.8 في المئة والمياه 29.4 في المئة.

 

بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما، فإن الفقر متعدد الأبعاد ينتج في المقام الأول عن الحرمان المرتبط بالسكن، حيث يعاني ما يقرب من 80 في المئة منهم من الحرمان في بُعد السكن، وتعد أوجه الحرمان في الأبعاد الأخرى أقل بكثير، حيث يعاني 43.5 في المئة من الحرمان في بُعد الصرف الصحي، وحوالي 29 في المئة يعانون من الحرمان في كل من بُعدي: التعليم والمياه، ويسجل بُعد حماية الطفل أدنى معدل حرمان بنسبة 16 في المئة.

 

وأوصى التقرير بتقليص فجوة الأمن الغذائي من خلال دعم الاكتفاء الزراعي وتعزيز سبل العيش الريفية والأنشطة الزراعية، وتحسين الحالة الغذائية والحد من التقزم والهزال لدى الأطفال، وتحسين الحالة الصحية للأطفال والأمهات، وتحسين البيئة التعليمية العامة، وضمان توفير الحماية للأطفال كافة، وتحسين ظروف معيشة الأسرة وإطلاق برنامج السكن بأسعار معقولة؛ وإنشاء بيانات وأدلة محدثة وصياغة السياسات على المستوى الوطني للتخفيف من حدة الفقر.

 

سوء التغذية

 

كما صدر مؤخرًا عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، تقرير بعنوان «نقص التغذية أحد أكثر التحديات الصحية العامة إلحاحًا واستمرارا في اليمن».

 

وقالت «يونيسيف»، إن نقص التغذية لا يزال أحد أكثر التحديات الصحية العامة إلحاحًا واستمرارا في اليمن، معلنة في الوقت ذاته عن إطلاق برنامج يهدف للحد من معدلات نقص التغذية المقلقة بتمويل ألماني.

 

وأعلنت المنظمة، مكتب اليمن، في بيان صحافي، عن إطلاق برنامج «الإجراءات المعجلة نحو الوقاية من نقص التغذية» في اليمن، وذلك بالتعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين، بتمويل من الحكومة الألمانية.

 

وأكدَّ البيان، أن البرنامج يهدف إلى الحد من المعدلات المقلقة لنقص التغذية، بين النساء والفتيات والفتيان من خلال نهج متكامل ومتعدد القطاعات يركز على الوقاية، ويستهدف 32 مديرية ذات أولوية في 12 محافظة يمنية.

 

وتشمل المكونات الرئيسية للبرنامج تعزيز المنصات المجتمعية لتقديم خدمات التغذية الأساسية، والترويج لممارسات التغذية المثلى للرضع وصغار الأطفال، وتحسين التنسيق بين القطاعات مثل الصحة، والمياه والصرف الصحي، والأمن الغذائي، والتعليم، وزيادة الوصول إلى مكملات المغذيات الدقيقة والخدمات الصحية الوقائية، بالإضافة إلى دعم بناء القدرات الوطنية والمحلية لتحقيق أثر مستدام، حسب البيان.

وقال ممثل اليونيسيف في اليمن بيتر هوكينز، «إن هذا البرنامج يمثل خطوة مهمة في جهودنا المشتركة ليس فقط لعلاج نقص التغذية، ولكن وهو الأهم للوقاية منه في اليمن».

 

وأضاف: «من خلال العمل مع الحكومة اليمنية والمجتمع المدني والجهات المانحة الدولية، نهدف إلى بناء أنظمة قادرة على الصمود وتمكين المجتمعات من ضمان مستقبل أكثر صحة للأطفال والأمهات».

 

ولفت البيان، إلى أن نقص التغذية لا يزال أحد أكثر التحديات الصحية العامة إلحاحًا واستمرارا في اليمن، وقد تفاقم بسبب سنوات من النزاع والانهيار الاقتصادي والوصول المحدود إلى الخدمات الأساسية.

 

وتشير تقديرات اليونيسيف إلى أن ما يقارب 2.4 مليون طفل دون سن الخامسة، و1.5 مليون امرأة حامل ومرضع، يعانون من سوء التغذية الحاد في اليمن، ما يعرضهم لخطر أكبر للإصابة بالأمراض، والتأخر في النمو والوفاة.

 

كما تشير تقديرات المنظمة الأممية إلى أن ما يقرب من 50 في المئة (حوالي 2.6 مليون) من الأطفال اليمنيين دون سن الخامسة يعانون من التقزم، وهو شكل لا رجعة فيه من سوء التغذية يؤثر على النمو المعرفي، والتحصيل الدراسي، والإنتاجية في مرحلة البلوغ، والتنمية الاقتصادية في اليمن، حسب البيان.

 

ودعت اليونيسيف «جميع الشركاء والمعنيين إلى دعم الاستثمار في الوقاية من نقص التغذية في اليمن، فالتكاتف والعمل الجماعي اليوم يمكن أن ينقذ الأرواح ويمهد الطريق أمام جيل من الأطفال لينمو ويتعلم ويزدهر».

 

ويعاني اليمن من نزاع دموي منذ عقد من الزمن تسبب بـ«أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، وفق تقديرات الأمم المتحدة، في الوقت الذي فشلت جهود دولية وإقليمية في احتواء هذا الصراع، الذي ما زال مستعرا في البلد.


مقالات مشابهة

  • لماذا اختفى فيديو دفع زوجة ماكرون له من تغطيات وسائل الإعلام الفرنسية؟
  • إيران تندد بالدعوى الفرنسية ضدها أمام العدل الدولية
  • فرنسا.. مظاهرة حاشدة في باريس تأييدا لغزة
  • السوريون في باريس ينتخبون مجلس إدارة جاليتهم استعداداً لتشكيل مجلس الجالية السورية في فرنسا
  • الفقر والحرمان يفاقمان المعاناة في اليمن خلال سنوات الحرب
  • نتيجة وملخص مباراة باريس سان جيرمان وستاد ريميس في نهائي كأس فرنسا
  • حين تتحرك العلمانية الفرنسية لسحق خصومها
  • حكيمي يقود باريس سان جيرمان للفوز بلقبه 16 في مسابقة كأس فرنسا
  • باريس سان جرمان يحرز لقبه السادس عشر بكأس فرنسا
  • اليمن: الفقر وسوء التغذية يفاقمان معاناة الأطفال خلال سنوات النزاع الدموي