يمانيون في موكب ثورة 26 سبتمبر 1962م .. البطل أحمد يحيى الثلايا (11)
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
يعد أحمد يحيى الثلايا من أوائل الثائرين ضد الحكم الامامي والمخططين الرئيسيين لحركة 1955م والتي مهدت لانطلاق ثورة 26 سبتمبر 1962م والتي قضت على عصور الظلم والانحطاط للنظام الأمامي الكهنوتي والذي كان يمثل فيه آل حميد الدين آخر السلاليين .
وسنحاول في المشهد اليمني اعطاء الثائر البطل الثلايا حقة كرموز من رموز ثورة سبتمبر والتي نتاول فيها عظمته وشجاعته كغيره من الثوار الأحرار خلال شهر سبتمبر ولذي حتفل فيه اليمنيون بثورة ٢٦ سبتمبر 1962م .
اولا: بطاقة تعريفية
أحمد يحيى الثلايا ثائر، قائد عسكري، ضابط يمني ولد ونشأ بمدينة صنعاء، كان قائدًا للجيش في عهد الإمام أحمد حميد الدين، وهو القائد المدبر لإنقلاب 1955م للإطاحة بحكم الإمام أحمد والتي بائت بالفشل ولم تستمر أكثر من 10 أيام كانت نهايتها إعدام الشهيد الثلايا في ميدان الشهداء، في مدينة تعز وهو قائل العبارة المشهورة " قبحت من شعب أردت لك الحياة وأردت لي الموت" .
لم تفشل انتفاضته إلا بعد استغلال النساء الهاشميات حيث قمن بقص شعرهن وأرسلن للقبائل مظروف مع رسالة مكتوب بها "ياغارة الله على بنات النبي" وبهذا هبت القبائل ضد ابن القبيلة لنصرة الإمام الكهنوتي .
ثانيا : بداية التخطيط للثورة
بعد فشل حركة 1948م ضد الحكم الامامي ، وعدم قدرتها على الصمود بوجه قبائل حجة وصعدة وصنعاء وعمران وغيرها من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الحكم الإمامي في شمال اليمن، والتي استغل فيها الإمام أحمد الدين وتم قص شعر نساء آل بيت حميد الدين وإرسالها للقبائل والذين تم أخبارهم ان القردعي وجماعته يحاولون النيل من بنات رسول الله ! مستخدما الدين بشكل رخيص تم على إثرها قتل علي ناصر القردعي لكن الثأر جاء من البطل الثلايا وقام مع مجموعة من الأحرار الفارين من بطش الإمام في عدن بالتفكير في استعادة النشاط الحزبي، وقاموا بتأسيس (نادي الإتحاد اليمني)، كان وضع التسيب والفوضى الذي ساد مرحلة الخمسينيات هي الأبرز مع الشعور بضعف النظام الإمامي، لتتشكل حينها رؤية جديدة للانتفاضة ضده. واستغل الثلايا نزعة تمرد الجيش، ووجهها ضد الإمام أحمد ، الذي بدأت هيبته تضعف في الجيش، واجتمع الثلايا بالضباط، وتعاهدوا على التخلص من الإمام الطاغية .
كانت نوايا الامام أحمد منذ توليه العرش، في أعقاب فشل حركة 1948 التي اغتيل أثنائها والده، متجهة نحو اخذ البيعة لولاية العهد لابنه البكر محمد البدر وقام المقدم أحمد يحيى الثلايا ومحمد قائد سيف اللذان بتوجه البدر نحو الاصلاح ويعتقدان أنه أفضل المرشحين للامامة مقارنة بعمه الحسن الذي كان مرفوضاً بكل المقاييس لدى جميع الاحرار والمصلحين، وعمه الأمير عبد الله الذي حاول أن يدخل كطرف ثالث في معترك الخلاف حول ولاية العهد.
ولم يقتصر دعم التوجهات الاصلاحية للبدر على العناصر الاصلاحية العسكرية بل تعداه إلى بعض الذين لا زالوا في سجن حجة منذ اشتراكهم بحركة 1948 الفاشلة، ففي بداية عام 1954 خرجت الدعوة لولاية العهد من سجن حجة عندما حمل القاضي عبد الرحمن الارياني من معه في السجن على مبايعة البدر كولي للعهد، غير أن المبايعة على ما يبدوا لم تكن صادقة في حقيقتها، فقد هدف منها الاحرار تحقيق مأربين أولهما توسيع شقة الخلاف بين أفراد الأسرة الحاكمة .
في منتصف عام 1954 أصبحت قضية ولاية العهد المشكلة الرئيسية على الصعيد السياسي الداخلي في اليمن، عندما أقدم الامام أحمد على بعض النشاطات التي هدفت إلى استصدار إعلان يقضي بتسمية محمد البدر حميد الدين وريثاً للإمامة، إذا تسببت هذه المساعي في حصول معارضة شديدة بين فئات الشعب اليمني، لا سيما من جانب هؤلاء الذين يدعمون المرشح الرئيس الآخر للعرش الأمير الحسن، الذي نجح في تفادي الإدلاء بأي تصريح يشير إلى تأييده لترشيح البدر لولاية العهد. ولعل ما اثار حفيظة سيف الإسلام الحسن بن يحيى حميد الدين من مساعي الامام، أنه كان يرى في نفسه الأهلية الكافية لأن يكون وريثاً للعرش لا سيما وأنه حتى ذلك الوقت كان يشغل منصب رئيس الوزراء وحاكم صنعاء التي اتخذ منها مقراً دائماً، بل إنه كان يعد الرجل الثاني في اليمن بعد الامام.
قرر الثلايا، وعلماء وأعيان البلاد إرغام الإمام (أحمد) على التنازل لأخيه المذكور؛ فوافق الإمام على التنحي عن الحكم لأخيه، وكانت موافقته خدعة، واتصل بأنصاره من رؤساء القبائل، وضباط الجيش وما هي إلا خمسة أيام حتى فوجئ الانقلابيين بإطلاق النار على مقر قيادتهم، واستمر القصف عليهم يومًا وليلة، وبدأت خطوطهم تنهار، وكانت قبضة الإمام (أحمد) تزداد حدة؛ حتى أحكمها.
حاول الثلايا بعد فشل الانقلاب، الفرار إلى مدينة عدن، إلا أن بعضًا من عناصر القبائل ألقت القبض عليه، وسلمته للإمام، الذي سارع بإعدامه، مع جماعة من رفاقه وشملت حملة الاعدامات النقيب أحمد الدفعي والنقيب عبدالرحمن باكر، والسيد محمد حسين عبدالقادر، والقاضي يحيى السياغي، والنقيب علي حمود السمة، والنقيب محسن الصعر .
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: الإمام أحمد
إقرأ أيضاً:
كتابٌ حول التشكّلات الفنيّة والموضوعيّة في شعر يحيى بن هذيل القرطبي
الجزائر "العُمانية": يُركّز كتاب "التشكلات الفنية والموضوعية في شعر يحيى بن هذيل القرطبي"، الصّادر عن دار ألفا دوك للنشر والتوزيع بالجزائر، للباحث الدكتور حاتم أحمد محمد الحمد على شاعر عاش في القرن الرابع الهجري في البيئة الأندلسية، وهو الشاعر يحيى بن هذيل القرطبي الأندلسي، وقد كان له أثر كبير في الشعر الأندلسي، ومكانة كبيرة بين شعراء عصره.
ويقول الباحث والدكتور في مقدمة الكتاب الذي يقع في 304 صفحات، "تتمثل المشكلة الرئيسة لهذه الدراسة في ضياع مجموعة كبيرة من أشعاره، ولم يصل إلينا إلا القليل، وهو ما قام بجمعه الباحث محمد علي الشوابكة، كما يمكن أن نضيف في المشكلة إنه لم يوف حقه من الدراسة والبحث، ولعله السبب في ضياع أشعاره، وبحدود اطلاع الباحث لا توجد دراسة شاملة وافية لجميع الجوانب الموضوعية والفنية والبلاغية والأسلوبية".
وحول الهدف من الدراسة، قال المؤلف: "لقد هدفت الدراسة إلى التعريف بابن هذيل وإبراز الدور الذي لعبه في منظومة الشعر العربي، كما هدفت إلى تقديم عرض للموضوعات الشعرية بالشرح والتحليل، كما قدمت جانب البلاغة بعناصرها المختلفة (علم البيان، علم المعاني، علم البديع) في إعطاء أشعاره قيمة عظيمة، كما بينت الدراسة الخصائص الأسلوبية ودورها في الجانب الدلالي، وأنها اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي والمنهج الأسلوبي لتحقيق أهداف الدراسة، وسيكون تطبيق هذا المنهج حسب خطوات البحث العلمي من خلال جمع المعلومات وترتيبها وتصنيفها، ثم تحليلها وتعميمها؛ حيث اعتمدت على كتاب الباحث محمد علي الشوابكة جمع وتحقيق لأشعار ابن هذيل".
وقسّم الباحث الكتاب إلى أبواب تناولت جوانب كثيرة من حياة الشاعر ابن هذيل على غرار مولده، وظروف نشأته، والموضوعات الشعرية التي تناولها في شعره، والخصائص الفنية والأسلوبية في شعره.
وقد خلصت هذه الدراسة العلمية إلى أنّ النتائج أظهرت أن الشاعر يحيى بن هذيل، كغيره من الشعراء لم يأخذ حقه من الدراسة والبحث الكافي، كما بينت مدى تميزه بخصائص حميدة وشخصية فريدة كونه عالمًا وفقيهًا وشاعرًا، وكان الشاعر مكثرا من أشعار الوصف، ولعل ذلك يعود لجمال الطبيعة الأندلسية التي عاش في ظلها، بالإضافة إلى إظهار مدى براعته في رسم الصورة الفنية المستوحاة من البيئة التي عاشها، واستخدامه الألفاظ والتراكيب والخيال.
ووصّت الدراسة بإفراد بحث خاص عن الصورة الشعرية في شعر ابن هذيل، وآخر عن المكان، وثالث عن التشبيه وما يندرج تحته، ورابع عن حضور المرأة في شعره، إذ إنها دراسات تثري المكتبات ويرجع إليها المهتمون بالأدب العربي، والأفراد الذين يعتنون بالمضمون الشعري ويلاحقون كل ما هو جديد.