قال الكاتب الصحفي جمال الكشكي، رئيس تحرير الأهرام العربي، إن رسالة القيادة السياسية المصرية بدعم البلاد المتضررة وخاصة ليبيا تعبر عن التكاتف والتضامن ودبلوماسية سياسية وواجب وطني  تجاههم وتعكس مدى شعور القادة السياسية تجاه الأشقاء في ليبيا والمغرب منذ بداية الأحداث، مشددًا على عدم إمكانية الموقف المصري لا يمكن فصله عن الدبلوماسية والواجب الوطني.

حشد فرق الطوارئ.. تحرك عاجل من الأمم المتحدة بعد كارثة "دانيال" في ليبيا 3 طائرات تحمل مواد طبية وغذائية.. وفد عسكري برئاسة أسامة عسكر في ليبيا تنفيذا لتوجيهات الرئيس

 

وأضاف «الكشكي»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الحداد 3 أيام يعبر عن الحزن الشديد لدى المصريين والقادة السياسية ويدل على أن مصابهم هو مصاب المصريين، ولا بد أن نركز على أن تحرك القادة المصرية يدل على حرصها على التضامن مع أزمات الدول المصابة والتحرك لتقديم كافة المساعدات التي تحتاجها.


وتابع أن موقع مصر الجغرافي بجاور ليبيا يؤدي دوراً كبيراً لتقديم المساعدات للدولة، فإنها قادرة على الدعم البري والبحري وتقديم المساعدات وفتح أبوابها للمساعدات التي تمر من خلالها بسبب قوة العلاقات المصرية الليبية ، الشعب المصري، الشعب الليبي، والعلاقات المصهرة بيننا فتعتبر البلد الشقيقة لنا.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة السياسية المصرية الشعب الليبى الشعب المصري القيادة السياسية المصرية جمال الكشكي

إقرأ أيضاً:

ليبيا في مرمى الطموح المصري.. تاريخ من التدخلات ومحاولات الهيمنة

رغم روابط الجوار والدين واللغة، فإن العلاقة بين مصر وليبيا اتسمت على مدار التاريخ الحديث بتقلبات حادة، وصولاً إلى محاولات صريحة من الأنظمة المصرية المتعاقبة لفرض النفوذ أو الهيمنة على القرار الليبي، وهو ما يعتبره البعض طمعًا سياسيًا وجغرافيًا موغلًا في التاريخ.

ولعلي استعرض هنا أبرز المحطات التاريخية التي تدل على وجود طموح مصري مستمر للتدخل في الشأن الليبي، عبر أدوات عسكرية، دينية، استخباراتية، أو حتى ناعمة:

غزو محمد علي لبرقة (1820–1840)

في مطلع القرن التاسع عشر، ومع بروز محمد علي باشا كقوة صاعدة في العالم العثماني، اتجهت أنظاره غربًا نحو برقة، في محاولة لبسط السيطرة على الإقليم الليبي الشرقي.

أرسل محمد علي قوات عسكرية إلى برقة لفرض نفوذه على قبائلها. ورغم أن الحملة لم تُكتب لها الديمومة، فإنها تُعتبر أول مؤشر رسمي على الطموح المصري المباشر في الأراضي الليبية.

النفوذ الديني والسياسي في برقة قبل الاحتلال الإيطالي

في أواخر القرن التاسع عشر، حاولت مصر استثمار علاقاتها مع الطرق السنوسية ذات النفوذ الكبير في برقة آنذاك، ومارست نوعًا من الوصاية الدينية والسياسية غير المعلنة.
غير أن هذه المحاولة فشلت أيضًا، رغم الرؤية المصرية التي ظنت أن ليبيا “أرض رخوة” يسهل التغلغل فيها في ظل ضعف الدولة العثمانية وتنامي الطموحات الاستعمارية الإيطالية.

محاولة فرض الوصاية بعد الحرب العالمية الثانية (1945–1951)

مع نهاية الحرب العالمية الثانية وسقوط الفاشية الإيطالية، ظهرت مشاريع دولية لتقسيم ليبيا إلى مناطق نفوذ أو وضعها تحت وصاية متعددة.

دعمت مصر بعض المقترحات التي تمنحها دورًا في برقة، طمعًا في المساحات الشاسعة التي تمتاز بها ليبيا، لكن محاولتها هذه فشلت أمام رغبة الليبيين في الاستقلال الكامل، ودور الأمم المتحدة في إقرار ذلك.

التوتر بين عبد الناصر والملك إدريس السنوسي (1950–1960)

رغم العلاقات الدبلوماسية، لم يُخفِ الرئيس جمال عبد الناصر عداءه للملك إدريس، الذي كان يرى فيه حليفًا لبريطانيا وقوة مضادة للمشروع القومي.

دعمت القاهرة حركات معارضة للملكية الليبية، وحرّض الإعلام المصري على النظام في ليبيا، في إطار محاولة لفرض التوجه الناصري على الدولة الليبية.

وقد نجح عبد الناصر في ذلك عندما قام تلميذه، معمر القذافي، بالانقلاب الذي استولى به على السلطة.

الغزو العسكري المصري لليبيا (1977)

أشد مراحل التصعيد وقعت في عهد الرئيس أنور السادات، حين اندلع نزاع مسلح مباشر بين الجيش المصري والليبي في يوليو 1977، فيما عُرف بـ”حرب الأيام الأربعة”.

ورغم انسحاب القوات المصرية لاحقًا، فإن الحدث اعتُبر أوضح تجسيد لمحاولة مصر استخدام القوة لفرض سياساتها على ليبيا، خاصة في ظل خلافات حادة بين السادات والقذافي.

استخدام المعارضة الليبية كورقة ضغط في عهد مبارك

خلال حكم حسني مبارك، فتحت مصر أبوابها لقيادات من المعارضة الليبية، ووفّرت لهم منابر سياسية وإعلامية.
وفي الوقت نفسه، استُخدمت هذه الورقة كورقة ضغط على نظام القذافي، ما يُظهر أن الموقف المصري لم يكن دائمًا حياديًا، بل تحكمه الحسابات والمصالح.

مرحلة ما بعد القذافي: التدخل المباشر ودعم حفتر (2014–اليوم)

منذ 2011، تحولت ليبيا إلى ساحة مفتوحة للتدخلات، وكان الدور المصري من أبرزها وأكثرها وضوحًا:

• دعمت القاهرة خليفة حفتر عسكريًا وسياسيًا.
• نشطت استخباراتها في الشرق الليبي، وأُنشئت قنوات اتصال مع قوى محلية في الجنوب والغرب.
• سعت مصر إلى تثبيت شخصيات موالية لها في السلطة الليبية، في محاولة للتحكم في القرار الليبي من داخل المؤسسات.

تُعد هذه المرحلة ذروة المشروع المصري للهيمنة، خاصة في ظل صراع نفوذ إقليمي مع تركيا، وتنافس على موارد الطاقة، والموقع الجغرافي الحساس لليبيا.

وأخيرًا – مايو 2025: محاولة استنساخ سيناريو 2013

في مايو 2025، ظهرت ملامح محاولة استنساخ العملية التي قام بها الجيش المصري عام 2013، عندما حرّض على المظاهرات والفوضى ضد أول رئيس منتخب في تاريخ مصر، ليعود الحكم العسكري من جديد.

اليوم، تسعى المخابرات المصرية لتكرار نفس السيناريو في طرابلس، عبر تحريض الفوضويين والغوغائيين على زعزعة أمن البلاد، وإثارة الفوضى والخوف، لفتح الطريق أمام الميليشيات المسلحة للسيطرة على الحكم.

لكن هذه المحاولة، وإن بدت محكمة التخطيط، فإنها ستفشل كما فشلت سابقاتها، لأن الوعي الشعبي الليبي اليوم أعلى، والرفض لأي وصاية خارجية أو عسكرية أصبح واضحًا.

لا مكان للجيش المصري ولا لأي نفوذ أجنبي في قلب الشعب الليبي وضميره السياسي، فليبيا تُبنى بالإرادة الوطنية، لا بأجندات المخابرات ولا بتفاهمات غرف مغلقة

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • خبير سياسات دولية: الدبلوماسية المصرية تقود جهودا متوازنة لحل الأزمة الفلسطينية
  • ليبيا في مرمى الطموح المصري.. تاريخ من التدخلات ومحاولات الهيمنة
  • المؤتمر: إعادة المواطنين المصريين من ليبيا تجسيد حقيقي لمسئولية الدولة تجاه أبنائها
  • رشاد عبد الغني: استعادة 71 مصريا محتجزا في ليبيا تؤكد أن أمن وسلامة المصريين
  • المستشار صالح: المؤسسة العسكرية هي درع ليبيا ضد الفوضى.. وليبيا لن تركع للفتن
  • أستاذ علوم سياسية لـ «الأسبوع»: استعادة 71 مصريا من ليبيا تأكيد على أن سلامة المصريين خط أحمر
  • متحدث الخارجية: أوضاع المصريين في ليبيا مطمئنة.. ونتابع على مدار الساعة
  • حزب المصريين: نجاح عودة 71 مصريًا من ليبيا انتصار جديد للدولة
  • قيادي بمستقبل وطن: استعادة المصريين العالقين من ليبيا يعكس حرص الدولة على رعاية أبنائها
  • برلماني يثمن جهود الدولة في إعادة المصريين من ليبيا: مصر لا تتخلى عن أبنائها