السودان.. 90% من المستشفيات خارج الخدمة وتحذيرات من انهيار صحي شامل
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
حذّرت جهات طبية سودانية من انهيار وشيك للمنظومة الصحية في مناطق النزاع، بالتزامن مع اتساع رقعة الدمار الذي ألحقته الحرب الجارية منذ أكثر من عام، في ظل خروج معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة، ونزوح الكوادر الطبية وغياب أي أفق لحل سياسي قريب.
وقالت شبكة أطباء السودان، إن النظام الصحي في إقليمي دارفور وكردفان بات على شفا الانهيار الكامل، مشيرة إلى أن نحو 90% من المنشآت الطبية في هذه المناطق تعرّضت للتدمير الكلي أو الجزئي، محمّلة الجيش وقوات الدعم السريع مسؤولية استهداف المستشفيات والمنشآت الإنسانية.
وتحدثت الشبكة عن عجز شبه تام في تقديم أبسط الخدمات الطبية، ما يهدد حياة ملايين المدنيين، خصوصًا النساء والأطفال ومرضى الأمراض المزمنة، مضيفة أن “الكارثة قاب قوسين، في ظل غياب أي تدخل دولي فعال”.
ووفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة، فإن الفترة بين أبريل 2023 ونهاية العام ذاته شهدت 136 هجمة موثقة على مرافق صحية، أدت إلى مقتل 238 شخصًا وإصابة 214 آخرين. كما أودت 13 هجمة خلال النصف الأول من 2024 بحياة 16 شخصًا وأصابت 148 آخرين.
ومع استمرار استهداف المستشفيات الكبرى، وتوقف معظمها عن العمل، نزح آلاف الأطباء والممرضين إلى خارج البلاد، وسط تحذيرات من انتشار الأوبئة والمجاعة في المناطق المنكوبة.
الأزمة الدبلوماسية مع الإمارات
في موازاة ذلك، تتفاقم الأزمة الدبلوماسية بين السودان والإمارات، بعد قرار مجلس الأمن والدفاع السوداني قطع العلاقات مع أبوظبي، متهمًا إياها بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والمعدات، وهو ما نفته وزارة الخارجية الإماراتية بشدة، واصفة تلك المزاعم بأنها “ادعاءات لا أساس لها من الصحة وتفتقر لأي أدلة موثوقة”.
وأكد المجلس السوداني أن “دعم الإمارات للميليشيات يهدد الأمن الإقليمي، خصوصاً في البحر الأحمر”، معلنًا سحب السفير السوداني وإغلاق البعثات الدبلوماسية في أبوظبي.
في المقابل، رفضت الإمارات الاعتراف بشرعية سلطة بورتسودان التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مقرًا لحكمه، مؤكدة أن “البيان الصادر عما يسمى مجلس الأمن والدفاع لن يمس العلاقات التاريخية بين شعبي البلدين”.
وتأتي هذه التطورات في وقت فشلت فيه كافة الوساطات العربية والدولية في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، رغم دخول الحرب عامها الثالث، وخلفت حتى الآن مئات الآلاف من الضحايا والنازحين، وسط تحذيرات من تحوّل البلاد إلى ساحة صراع إقليمي أوسع.
أزمة ممتدة وقلق دولي
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذّرت، منذ مطلع العام الجاري، من أن مستشفيات السودان على شفا الانهيار الكامل، ما يُنذر بكارثة إنسانية شاملة.
كما دعت منظمة “أطباء بلا حدود” إلى توسيع عاجل وسريع للاستجابة الإنسانية، مؤكدة أن الوضع الحالي يهدد الأمن الغذائي والصحي لملايين السودانيين.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الجوع في السودان الجيش السوداني الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الحرب السودانية السودان
إقرأ أيضاً:
تواصل الغارات الإسرائيلية على غزة.. وتحذيرات من انهيار المنظومة الصحية
قال بشير جبر، مراسل "القاهرة الإخبارية" من دير البلح، إن الغارات الجوية الإسرائيلية لا تزال مستمرة على عدة مناطق في قطاع غزة، وسط تصعيد عسكري خطير طال المدنيين والمنشآت الصحية.
وأوضح جبر، خلال مداخلة مع الإعلامية دينا زهرة، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن أربعة فلسطينيين استشهدوا صباح اليوم جراء غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من المواطنين شمال غرب مدينة غزة، وقد نُقلت جثثهم إلى مستشفى الشفاء وهم في حالة تفحم كامل نتيجة القصف المباشر.
وتحدّث جبر عن توغّل جديد لآليات الاحتلال في المنطقة الجنوبية الغربية من مدينة خان يونس، حيث شهدت المنطقة إطلاقًا مكثفًا للنيران والقذائف المدفعية، مما أسفر عن إصابات متعددة نقلت إلى مجمع ناصر الطبي، الذي يقع على مقربة من خطوط التماس.
وفيما يتعلق بالوضع الصحي، قال مراسلنا إن مستشفى شهداء الأقصى، الذي يخدم المحافظة الوسطى وأجزاء من جنوب القطاع، أعلن اليوم عن احتمال توقفه عن العمل خلال ساعات بسبب نفاد الوقود، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة.
وأضاف أن الحالة في هذا المستشفى تعكس الوضع العام لكافة مشافي القطاع، بما في ذلك مجمع ناصر الطبي في الجنوب، ومستشفى الشفاء في غزة، حيث تعاني جميعها من نقص حاد في الأدوية، والمستهلكات الطبية، والوقود اللازم لتشغيل الأجهزة الحيوية.
وفي ردّه على سؤال حول موقف السكان من حديث الاحتلال عن إنشاء ما يُسمى "مدينة إنسانية" في رفح الفلسطينية جنوب القطاع، قال جبر إن الفلسطينيين يتطلّعون إلى وقف العدوان المستمر، إلا أنهم يتخوفون بشدة من هذه التصريحات التي يرونها محاولة جديدة لعزلهم وفرض واقع تهجيري قسري.
وأضاف أن السكان يخشون من أن تتحول هذه المناطق، كما في "المواصي"، إلى سجون جماعية مغلقة، في ظل استمرار العدوان ونقص الحاجات الأساسية، وغياب أي ضمانات دولية حقيقية على الأرض.