بعثة وسفراء دول الاتحاد الأوروبي يؤكدون التزامهم بدعم الحكومة ومعين عبدالملك يقول لهم: ''لا جدوى من انتهاء الحرب بشقها العسكري''
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
عقد رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، في العاصمة المؤقتة عدن، اجتماعا مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي غابرييل فيناليس وسفراء عدد من دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى اليمن، كرس لمناقشة مستجدات الاوضاع على الساحة الوطنية، إضافة الى سير الإصلاحات التي تنفذها الحكومة والتصدي للتحديات القائمة وفي مقدمتها الجانب الاقتصادي والخدمي والإنساني، والدعم الأوروبي والدولي لذلك خلال الفترة الراهنة والمستقبلية.
واستعرض الاجتماع، بمشاركة سفراء فرنسا، المانيا، هولندا، وفنلندا، الجهود الأممية والإقليمية والدولية المنسقة لدفع جهود الحل السياسي واحلال السلام في اليمن، وما تقابله من رفض وتعنت مليشيا الحوثي الإرهابية، وتهديداتها المتصاعدة بالتخادم مع التنظيمات الإرهابية لأمن واستقرار المنطقة والملاحة الدولية.
وأحاط رئيس الوزراء، السفراء الأوروبيين، بصورة كاملة حول الإشكاليات التي تواجه الحكومة ورؤيتها للتعامل معها، بما في ذلك الحرب الاقتصادية الحوثية، واستمرار الحكومة بتوجيهات من مجلس القيادة الرئاسي في خطواتها لتنفيذ الإصلاحات ومحاربة الفساد وفق مسار عاجل، رغم الضغوطات الكبيرة وحملات التشويه التي تواجهها نتيجة تضرر مصالح المتنفذين.. مؤكدا ان خيار الإصلاحات ومحاربة الفساد لا رجعة عنه، وان الحكومة وبدعم من مجلس القيادة الرئاسي ماضية في هذا الاتجاه، والإسناد المطلوب من شركاء اليمن، بما يؤدي الى تخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني.. معربا عن اعتزاز اليمن قيادة وحكومة وشعبا بالعلاقات التأريخية والشراكة الاستراتيجية مع دول الإتحاد الأوربي.
وجدد الدكتور معين عبدالملك، الموقف الثابت والجاد للحكومة ومجلس القيادة الرئاسي تجاه استئناف العملية السياسية واحلال السلام وفق مرجعيات الحل الثلاث، ودعم جهود وساطة الاشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، والأمم المتحدة.. لافتا الى أن الهدف من السلام هو استعادة الدولة واستئناف الوضع الطبيعي وإحلال سلام حقيقي قادر على الاستمرارية ومدعوم بضمانات عملية، وأن حالة الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي تنتهي حين تنتهي محاولاتها فرض اجندتها المدعومة إيرانيا، واستمرار متاجرتها بمعاناة المواطنين في مناطق سيطرتها واستخدامهم كوسيلة لحصد مكاسب سياسية.
وقال " لا جدوى من انتهاء الحرب في شقها العسكري وبقاء مفاعليها وتأثيراتها في بقية جوانب الحياة، واستمرار مليشيا الحوثي الإرهابية في إغلاق الطرقات وحصار المدن واستهداف المدنيين وممارساتها التدميرية ضد الاقتصاد الوطني وخنق الحريات وتجنيد الأطفال هي حرب بأدوات اخرى ولا يقل تأثيرها عن تأثير العمليات العسكرية".
ودعا المجتمع الدولي الى ممارسة مزيد من الضغوط على مليشيا الحوثي الإرهابية والرضوخ للإرادة الشعبية في خيار السلام واستعادة الدولة وانهاء الانقلاب، وعدم التغاضي عن الاجراءات الأحادية لمليشيا الحوثي ضد الاقتصاد الوطني، وتعميق المعاناة الإنسانية للشعب اليمني.
وتطرق رئيس الوزراء إلى التحديات الماثلة امام الحكومة في الجوانب الاقتصادية والخدمية والإنسانية، والحرص في تنفيذ برنامج الإصلاحات على ان يكون فرصة لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني بطريقة اكثر فاعلية من خلال تعدد موارده، وتفعيل عمل مؤسسات الدولة للتعامل مع الملفات المتصلة بمعيشة وحياة المواطنين.. لافتا الى ان منحة الأشقاء في المملكة العربية السعودية لدعم الموازنة العامة للدولة والتي جاءت في وقت مهم وحرج كانت طوق نجاة، وعامل مهم لتسريع عملية الإصلاحات.. مشيرا الى المشاريع التي تقوم بها الحكومة حاليا مع شركاء اقليميين، بما في ذلك قطاعات الكهرباء والبنية التحتية والاتصالات وغيرها من المجالات، والدور المعول على الشركاء الأوروبيين في هذا الجانب.
بدورهم، أكد رئيس بعثة الاتحاد والسفراء الأوروبيين، دعمهم الكامل للحكومة وجهودها في تنفيذ الإصلاحات والعمل على استقرار الأوضاع الاقتصادية والخدمية، ورفضهم لاي اعمال تقوض من دورها في أداء مهامها.. معربين عن تقديرهم للحرص الذي تبديه الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي من اجل إحلال السلام والوصول الى حل سياسي.
كما جددوا التأكيد على ان سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه اليمن ثابته وملتزمين بالدعم الإنساني ودعم عمليات السلام وجهود الأمم المتحدة.
حضر اللقاء وكيل وزارة الخارجية اوسان العود، ومدير الجهاز التنفيذي لاستيعاب تعهدات المانحين افراح الزوبه.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی القیادة الرئاسی ملیشیا الحوثی
إقرأ أيضاً:
السيد القائد عبدالملك الحوثي: الضلال خطير جداً على الناس في كل مجالاته
قال السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي: يقول الله سبحانه وتعالى {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} وهو يعمل -النبي إبراهيم عليه السلام- على هداية قومه، وفي مسيرة الهداية يحاول أن يعالج معهم فيه من مشكلة الشرك الذي هو باطلٌ فظيع، يترتب عليه بقية التفاصيل من الضلال والباطل، باطلٌ رهيب.. في ذلك العصر كانت هذه الحالة من الشرك، الذي هو العبادة للأصنام الحجرية، منتشرة بشكلٍ كبير، من ضمن ذلك في قومه، فهم يعتمدون على العبادة للتماثيل، التماثيل عبارة عما يقومون بصناعته من الأحجار، أو الأخشاب… أو أي مادة أخرى.
وأضاف السيد القائد خلال محاضرته استكمالا لمحاضرات القصص القرآني، مساء اليوم الأربعاء 1 ذو الحجة 1446هـ الموافق 28 مايو 2025م: كما يقول تعالى {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} لأنهم يعكفون على العبادة لها، من خلال طقوس معينة معهم، هذا السؤال- كما قلنا- هو سؤالٌ يهدف إلى إلجائهم إلى الاعتراف بالحقيقة؛ لأنهم يعرفون حقيقة تلك التماثيل، التي صنعت على يد الإنسان نفسه.. {قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ} يعني: ليس لهم أي مستند في أن يجعلوا من تلك التماثيل التي صنعوها هم آلهة، صناعتهم لها بشكل معين لا يجعل منها آلهة، ولا يستطيعون أن يبرروا ذلك، فاستندوا فقط إلى مستند ليس حجةً لهم، وهم أنهم ورثوا العبادة لها كظاهرة اجتماعية، وعادة اجتماعية من آبائهم.
وأردف قائلا: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} يعني: ملة التوحيد لله سبحانه وتعالى، فهي بالنسبة له موروث من آبائه، لكن موروث حق، موروث هدى، موروث صواب، وآباؤه أنبياء، وهو يسير على نهج أنبياء، وخطى أنبياء، وطريق أنبياء هداه مهتدين.. فلذلك ما كان موروثاً حقاً كان عليه من هم على حق، من هم على هدى، فهو موروثٌ عظيم، مقدِّس، يستحق الاستمرار عليه، والافتخار به، والانتماء إليه، وما كان بخلاف ذلك فعلى العكس من ذلك.. {قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} لأن ضلالهم واضح، {مُبِينٍ}، فهم على معتقد باطل، ضلوا فيه عن الحقيقة، وتاهوا فيه عن الحقيقة، وضلال في نفس الوقت خطير وكبير، يعني: لا يمكن التقبل له، أو أن يبقى ولا يكون له آثاره وأضراره الكبيرة المؤثِّرة عليهم في حياتهم؛ لأنهم باطل كبير، يترتب عليه الكثير من الباطل، ويتفرع عنه الكثير من الباطل.. {قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ} وهم في نقاشٍ معه، هم لم يعد لديهم أي حجة، ولا برهان، ولا مستند صحيح؛ ولذلك عندما اتَّجهوا لجداله بهذا الأسلوب، هل أنت جاد؟ هل أنت تمتلك الدليل على ما لديك أنت، على ما تدعيه أنت؟ {أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ} تهدف إلى إثارة الشكوك في ما نحن عليه، والتلاعب بذلك.. {قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} فهو يتحدث معهم بكل جدية، ويستند إلى ما هو حقٌ واضح، حقٌ له دلائله الكبرى، وبراهينه العظيمة.
وأضاف قائلا: الله سبحانه وتعالى الذي خلق السماوات والأرض، وهو ربُّ السماوات والأرض، المالك للسماوات والأرض، والخالق لهذا الكون وكل ما فيه.. {وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} لأن أنبياء الله ورسل الله صلوات الله عليهم، هم يأتون بالحق الذي يؤمنون به إيماناً قاطعاً حاسماً لا ريب عندهم، ولا شك أبداً، ويشهدون على ذلك الحق، ويقدِّمون للناس بما هداهم الله إليه من الدلائل، والبراهين القاطعة، والحجج النيرة، حتى تكون الحقيقة واضحة تماماً للناس.. ثم عندما يكون هناك انحراف في المقابل، هو انحراف وهلاك عن بيِّنة، لم يعد على أساس غموض في الحق، أو عدم اتِّضاح للحقائق… أو غير ذلك، فالمسألة واضحة، وهو يتحرك على أساس هذا الحق، وأساس هذا الهدى، هو يبلِّغهم هذا الحق، وهو يؤمن به، ويتحرك على أساسه.
وقال السيد القائد: ثم يتَّجه إلى الحديث عن خطوات عملية: {وَتَاللَّهِ} هنا يقسم بالله سبحانه وتعالى، {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} نبي الله إبراهيم عليه السلام بدأ التحضير لخطوةٍ عمليةٍ ذات أهمية كبيرة جداً من الواقع العملي، لإثبات أنَّ تلك الأصنام لا تمتلك أي قدرة، ولا أي تأثير، ولا أي مؤهل لأن يجعل منها آلهة، بل هي دون مستوى ما عليه البشر مما وهبهم الله من قدرات، وطاقات، وإمكانات.. فهو يحضِّر لهذه الخطوة العملية، التي هي جزءٌ من مساعيه لهدايتهم، ولإيضاح الحقيقة لهم، ولإنقاذهم مما هم فيه من ضلالٍ مبين.. الضلال خطير جداً على الناس في كل مجالاته: (الضلال على المستوى العقائدي، الضلال على المستوى الفكري والثقافي، الضلال على مستوى المواقف والتوجهات)، الضلال بكله خطيرٌ جداً على الإنسان، ضياعٌ له، إبعادٌ له عن الحقائق، وتيهٌ به في الاتِّجاه الخاطئ، الذي لا يوصله إلى النتيجة الصحيحة.
وأوضح قائلا: هنا في وعيده الذي أقسم عليه بالكيد لأصنامهم، هو أيضاً يقدِّم درساً مهماً، يشهد على عجز أصنامهم؛ لأنه هنا يتوعَّد أصنامهم، فهي لو كانت تمتلك ما يعتقدونه هم، ويدَّعونه لها من القدرات الخارقة، وأنها تضر، وأنها تؤثر.. وغير ذلك؛ لكانت تمكَّنت من أن تدفع عن نفسها مسبقاً ما توعَّدها به، وتوعَّد أن ينالها به، في قوله: {لَأَكِيدَنَّ} لأن معنى ذلك أنه سيستهدفها من خلال خطة خفية يعد لها ويحضِّر لها لاستهدافها بها، فهذا الوعيد بنفسه، وهذا التهديد بنفسه هو شاهدٌ على عجزها، على ضعفها، أنها ليست ذات شعور، أو معرفة، أو إدراك لما قال، ولا ذات قدرة على الامتناع لما يخطط له، ولا تمتلك شيئاً لنفسها.