خبير روسي لبرافدا: أفريقيا فرصة سانحة لروسيا
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
نشرت صحيفة "برافدا" الروسية حوارًا مع رئيس البيت الروسي في جمهورية أفريقيا الوسطى ديمتري سيتي، تحدث فيه عن محاولة اغتيال قال إنه تعرض لها من أجهزة مخابرات غربية، وسبب اعتماد الأمن في جمهورية أفريقيا الوسطى على شركة فاغنر العسكرية الخاصة، وما تأمله المستعمرات الفرنسية السابقة في أفريقيا من روسيا.
وتحدث ديمتري في البداية عن سبب وجوده في هذا البلد الأفريقي، قائلا إنه جاء في البداية للعمل مترجما لكنه انضم عام 2018 إلى مجموعة المبادرة لمفاوضات السلام مع قادة الجماعات المسلحة.
وأشار إلى أنه ساعد في تنظيم مفاوضات السلام لا لكونه مترجما بل عضوا فعالا، مشددا على أن حكومة أفريقيا الوسطى لم تكن تسيطر سوى على 10% من مساحة البلاد، لكنها وبمساعدة شركة فاغنر استطاعت أن تقلب الكفة لصالحها.
وعن المساعدات التي قدمتها فاغنر لهذا البلد، قال سيتي إن رئيس أفريقيا الوسطى فوستان آرشانج تواديرا طلب المساعدة من روسيا وسرعان ما بدأت تصل إلى العاصمة بانغي طائرات تحمل جنودًا مدربين بدؤوا على الفور بالمشاركة في الأعمال العدائية لتحقيق الاستقرار في الوضع، لأن العصابات كانت تقترب بالفعل من العاصمة.
وفي غضون بضعة أشهر، استعادت شركة فاغنر العسكرية الخاصة السيطرة على معظم الأراضي، بل أصبح الرئيس تواديرا بمساعدتها يسيطر على 95% من البلاد، ولم يعد خارجا عن سيطرته سوى المناطق النائية للغاية حيث توجد مشاكل كبيرة في مجال الخدمات اللوجستية.
وعن محاولة الاغتيال التي قال إنه تعرض لها قال سيتي إنه بدأ أوّلا يتلقى التهديدات وأفردا من عائلته وطلب منه مغادرة البلاد هو وشركة "فاغنر" وإفساح الروس المجال للفرنسيين لكنه رفض، ونتيجة لذلك، أرسل إليه شخص طردا بريديا في ديسمبر/كانون الأول 2022 انفجر في يده، فأصِيب في صدره وفقد 3 أصابع من يده.
واعتبر سيتي في معرض رده على سؤال عن سبب عدم مغادرته أفريقيا الوسطى أن قيامه بذلك سيكون بمثابة خيانة لبلده، قائلا: "هدفنا هو تعميق الوجود الروسي في أفريقيا. انظري لما يحدث في النيجر وبوركينا فاسو ومالي والغابون، حيث تتساقط كل مناطق النفوذ الفرنسي السابقة مثل قطع الدومينو. وإذا بدأنا بالعودة، فإن كل ما تم إنجازه سوف ينهار بنفس الطريقة".
وتابع يقول: "هذه هي فرصتنا السانحة، فنحن نبحث الآن عن أصدقاء جدد وشركاء وأسواق جديدة، وأفريقيا هي فرصة لروسيا، ولا يتطلب منا ذلك جهدًا إضافيًّا، فلقد كانت روسيا بالفعل هناك لفترة طويلة، حيث كانت الموارد التي أنفقها الاتحاد السوفييتي هنا أكبر بكثير مما هي عليه الآن."
وأوضح أن البلدان الأفريقية مختلفة الآن، فهي أكثر تطورًا، ولا تحتاج الكثير من الدعاية، "فهي ببساطة تطلب علاقات متساوية، وروسيا تتمتع بالكفاءات التي تحتاج إليها البلدان الأفريقية، ليس فقط للمجيء والحصول على الموارد، بل لبناء شراكات من أجل التنمية المشتركة للمشاريع".
وأكد سيتي أن السكان المحليين مهتمون الآن بتعلم اللغة الروسية ولديهم إقبال على المحتوى الثقافي الروسي كما أن الكثير منهم يذهبون كطلاب إلى روسيا للدراسة، و"هذا يساعد على تعزيز التعاون. ومن الواضح أن الأساس دائمًا هو الأمن، ولكن بعد ذلك كل شيء يقع على الروابط الثقافية والإعلامية"، على حد قوله.
ولفت إلى أن أفريقيا الوسطى مثلت المختبر الروسي الذي جعل، بنجاح تجربته، دولا أفريقية أخرى تتطلع لمزيد من التعاون مع موسكو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أفریقیا الوسطى
إقرأ أيضاً:
هجوم روسي على كييف بالتوازي مع تبادل أسرى
عواصم (وكالات)
أخبار ذات صلةأصيب ما لا يقل عن 15 شخصاً بجروح في هجوم روسي بالمسيرات والصواريخ على العاصمة الأوكرانية كييف، صباح أمس، قبيل إجراء الطرفين المتحاربين المرحلة الثانية من عملية تبادل أسرى قياسية.
وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط ستة صواريخ و245 مسيرة هجومية روسية خلال الليل استهدفت خصوصاً العاصمة كييف، وقالت في بيان، إن «الدفاعات الجوية أسقطت ستة صواريخ بالستية من طراز اسكندر أم/كاي ان-23، وصدت 245 مسيرة من طراز شاهد»، من إجمالي 14 صاروخاً بالستياً و250 مسيرة. وأكدت أن العاصمة كييف كانت «الهدف الرئيسي» لهذا الهجوم.
وسمع مراسلون صحفيون دوي انفجارات خلال الليل. وأشار رئيس البلدية والإدارتان العسكرية والمدنية في كييف إلى اندلاع حرائق عدة، وسقوط حطام صواريخ ومسيّرات على أبنية في عدد من أحياء المدينة. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إنها ضربت خلال الليل «مؤسسات في المجمع الصناعي العسكري» و«مواقع لأنظمة باتريوت المضادة للطائرات» سلمتها واشنطن إلى أوكرانيا.
ورأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، في منشور على إكس أن «عقوبات إضافية تستهدف قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي هي وحدها ما سيجبر موسكو على وقف إطلاق النار»، مضيفاً أن «سبب إطالة أمد الحرب يكمن في موسكو».
وأتت هذه الهجمات فيما باشرت روسيا وأوكرانيا تبادلا قياسياً للأسرى يتوقع أن يشمل «ألف أسير» من كل جانب على ثلاثة أيام. وهذا التبادل هو النتيجة الملموسة الوحيدة التي أفضت إليها المباحثات بين الجانبين في إسطنبول منتصف مايو الجاري. وقال زيلينسكي على منصة «إكس»: «خلال يومين، أعيد 697 شخصاً. ونتوقع أن تستمر عملية التبادل غداً».
ومن جانبه، أعلن الجيش الروسي أن جنوده الـ307 الذين شملتهم عملية التبادل السبت موجودون حالياً في بيلاروسيا المجاورة لأوكرانيا، حيث يتلقون مساعدة طبية ونفسية قبل عودتهم إلى روسيا.
في منطقة تشيرنيغيف التي اقتيد إليها الأوكرانيون المفرج عنهم من جانب الروس، الجمعة، كان مئات الأشخاص بانتظارهم وهم يحملون لافتات وصوراً، ترحيباً بالحافلات التي امتلأت برجال أطلق سراحهم.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن عملية التبادل هذه، مؤكداً أنه يريد دفع الطرفين المتحاربين إلى التفاوض لوقف «إراقة الدماء» في أسرع وقت ممكن. وكتب الرئيس الأميركي عبر شبكته «تروث سوشال»: «تهانينا للجانبين. ألا يؤدي ذلك إلى شيء ضخم؟».
وبالتزامن مع ذلك، تستمر المعارك على الجبهة، حيث يواصل الجيش الروسي التقدم ببطء في مناطق معينة، على الرغم من خسائره. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، السيطرة على قريتي ستوبوتشكي وأودراني الأوكرانيتين، في منطقة دونيتسك الشرقية التي ما زالت مركز الاشتباكات. كما أعلنت الوزارة أن قواتها سيطرت على بلدة لوكنيا في منطقة سومي «شمال شرق»، المتاخمة لروسيا، وقالت إنها تريد إنشاء منطقة عازلة لمنع التوغلات الأوكرانية.
شروط موسكو
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، صباح أمس، أن بلاده ستكون مستعدة لتسليم أوكرانيا مسودة وثيقة تحدد شروط موسكو لإبرام اتفاق سلام طويل الأمد بمجرد الانتهاء من عملية تبادل الأسرى الجارية. وأضاف لافروف في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية أن موسكو ملتزمة بالعمل على التوصل إلى تسوية سلمية للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات مع كييف. كما اتهم أوكرانيا بشن هجمات بطائرات مسيرة على مدى عدة أيام على أهداف روسية، مما أسفر عن سقوط قتلى وتعطيل حركة الملاحة الجوية.