سيكافح الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، من أجل أن يصبح قناة اتصال اقتصادية مهمة، حتى وإن هناك العديد من العوائق في طريقه.

هكذا يتحدث تحليل نشره موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز"، وترجمه "الخليج الجديد"، عن ممر الاتصال المعلن عنه في نهاية الأسبوع الماضي، في قمة مجموعة العشرين، التي وقعت خلالها الولايات المتحدة والهند والسعودية ودول أخرى، مذكرة تفاهم لإنشاء شبكة من الطرق البحرية والسكك الحديدية، التي تربط شبه القارة الهندية بأوروبا عبر الشرق الأوسط.

التفاصيل نادرة، لكن الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا سيتكون من خطوط السكك الحديدية والموانئ البحرية التي تربط الهند وأوروبا عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل.

بالإضافة إلى تقليل أوقات عبور البضائع، من المتوقع أن يشمل المشروع بنية تحتية لإنتاج ونقل الهيدروجين الأخضر وكابلًا تحت البحر لتعزيز الاتصالات ونقل البيانات.

أما الجانب الأكثر إثارة للاهتمام في الممر جاء من نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر، الذي قال إنه لم يكن مجرد مشروع للبنية التحتية، بل تم استلهامه من استراتيجية الولايات المتحدة المتمثلة في "خفض درجة الحرارة" في الشرق الأوسط، والتي كانت تاريخيًا "مصدر صافي للاضطرابات وانعدام الأمن".

ويبدو أن تحالف الولايات المتحدة المتزايد مع الهند يمكّن واشنطن من ربط أربع كتل أرضية رئيسية (أوروبا والشرق الأوسط وجنوب آسيا وشرق آسيا) من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ.

اقرأ أيضاً

جيمس تاون: إيران تسعى لإفساد الممر الاقتصادي بين الهند والغرب

ويشبه هذا الاستراتيجية البريطانية خلال ذروة تلك الإمبراطورية، عندما نظرت إنجلترا إلى الشرق الأوسط باعتباره تقاطعاً حاسماً بينها وبين حيازتها الاستعمارية للهند.

وخلال القرنين التاسع عشر والعشرين، ظل العالم العربي يمثل تحديًا استراتيجيًا للمملكة المتحدة.

ويصدق هذا على الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين، وباعتباره العنصر الأكثر عدم استقرارًا في الممر المخطط له، سيكون الشرق الأوسط هو النقطة المحورية.

لذلك، حسب التحليل، ليس من المستغرب أن يتجاوز الممر المتصور النقاط الساخنة الرئيسية في المنطقة، مثل اليمن والعراق وسوريا ولبنان، والتي تشكل معًا مجال نفوذ إيران.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن بلاد الشام، على الرغم من كونها قطعة أساسية من العقارات الجيوسياسية بين شبه الجزيرة العربية والقارة الأوروبية، تعاني من حالة من الفوضى، وخاصة بعد الحرب الأهلية السورية.

وهذا من شأنه أن يفسر أيضًا سبب عدم كون تركيا، التي تعد الجسر البري بين الشرق الأوسط وأوروبا، جزءًا من الممر.

اقرأ أيضاً

الممر الاقتصادي.. الهند وأمريكا تبحران في تيارات الخليج ضد رياح الصين

كما تعد مصر المستبعد الرئيسي الآخر، وذلك على الأرجح بسبب مشاكلها الاقتصادية، التي تتفاقم على الرغم من عدة مليارات من الدولارات من المساعدات المالية من دول الخليج العربية الغنية بالطاقة خلال السنوات العشر الماضية من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وتعد السعودية، المكون الأساسي المشروع، خاصة أنها تشهد في عهد ولي العهد والحاكم الفعلي الأمير محمد بن سلمان ثورة اجتماعية واقتصادية.

وتسعى خارطة الطريق الطموحة لرؤية 2030 التي وضعها بن سلمان إلى تحويل البلاد من مملكة محافظة دينياً للغاية وتعتمد بشكل كبير على صادرات النفط الخام إلى دولة حديثة ذات اقتصاد متنوع ومتكامل بعمق مع بقية العالم.

وتتمتع السعودية مع الإمارات بعلاقات جيواقتصادية وثيقة بشكل متزايد مع الهند، ولذلك، فإن هذا المشروع يتماشى إلى حد كبير مع ضرورات الرياض.

ومع ذلك، فإن الممر المعلن عنه حديثًا به نقطة اختناق رئيسية، فالأردن يقع على الحدود مع العراق وسوريا والأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وتحتل بيئة استراتيجية غير مستقرة إلى حد كبير.

وستحتاج البنية التحتية في الأردن أيضًا إلى تطوير جدي، خاصة بالنظر إلى الاقتصاد الضعيف في البلاد، والذي يثقل كاهله استضافة أكثر من مليون لاجئ سوري.

اقرأ أيضاً

الممر الاقتصادي.. الهند تدخل على خط صراع الصين وأمريكا

ولكن ربما يكون العامل الأكثر أهمية هو قرب البلاد من الضفة الغربية، حيث أدى انهيار السلطة الفلسطينية والعدد المتزايد من المستوطنات اليهودية إلى خلق وضع غير مستقر.

ويأتي مشروع الممر أيضًا في الوقت الذي تضغط فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على السعودية وإسرائيل لإقامة علاقات رسمية.

وقد اتفقت واشنطن والرياض بالفعل على المعايير العامة لمثل هذه الصفقة.

ومن مصلحة السعوديين تطبيع العلاقات مع الإسرائيليين، لكنهم لا يستطيعون القيام بذلك على حساب تجاهل القضية الفلسطينية.

وفي الأسبوعين الماضيين، أشارت السلطة الفلسطينية إلى استعدادها للقبول بتنازلات إقليمية متواضعة من إسرائيل في الضفة الغربية.

وفي الوقت نفسه، يتواصل السعوديون مع الفلسطينيين بشأن المساعدة المالية.

وسيكون دمج الضفة الغربية في المشروع وسيلة للسعوديين لإقامة علاقات مع إسرائيل مع تطوير الممر أيضًا.

اقرأ أيضاً

الممر الاقتصادي.. أمريكا تدفع بالهند لتقويض نفوذ الصين في الخليج

وتقع الأراضي الفلسطينية بين العاصمة الأردنية عمان ومدينة حيفا الساحلية الإسرائيلية، حيث يبدأ الجزء البحري الثاني من الممر الرحلة عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا الشرقية.

وبطبيعة الحال، سيكون هذا مشروعاً ضخماً وسيعتمد على مستوى غير متوقع من السلام النسبي بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية.

ووفق التحليل، فحتى لو تجاوز المسار الضفة الغربية، فإن تزايد عدم الاستقرار السياسي والاستقطاب داخل إسرائيل يمثل مخاطرة خاصة به.

ويعد المشروع جزء من مبادرة أطلق عليها الشراكة من أجل الاستثمار في البنية التحتية العالمية، حيث سيساعد الممر في تعزيز التجارة ونقل موارد الطاقة وتطوير الاتصال الرقمي.

ويعد المشروع من المبادرات الأساسية التي يقودها البيت الأبيض في الشرق الأوسط، في حين يتنامى الدور الصيني بالمنطقة.

وتحاول الولايات المتحدة من خلال هذه المشروع تقليص دور مبادرة "الحزام والطريق" الصينية التي يعد الشرق الأوسط جزءاً أساسياً فيها، وتهدف إلى ربط الصين بالعالم عبر أكبر مشروع بنية تحتية بتاريخ البشرية.

اقرأ أيضاً

بن سلمان يشيد بالممر الاقتصادي: سيحقق مصالح الشركاء

المصدر | جيوبوليتيكال فيوتشرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الممر الاقتصادي الهند أوروبا إسرائيل مصر تركيا الصين الممر الاقتصادی بین الهند الولایات المتحدة الضفة الغربیة الشرق الأوسط اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

تعيين رئيس تنفيذي جديد لـ"تكييف" الإماراتية ضمن خطة هيكلة شاملة

دبي- الرؤية

أعلنت "تكييف" عن تعيين تونا غولينك في منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة، مسجلة بذلك أول تغيير في قيادة الشركة الرائدة في توفير حلول التبريد منذ أكثر من 3 عقود.

ويأتي غولينك خلفًا لطارق الغصين الذي قاد أعمال الشركة العائلية منذ العام 1994، ونجح في تحويلها من شركة موزعة لعلامة تجارية واحدة، إلى أكبر مجموعة مستقلة لأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء في الشرق الأوسط.

وبهذه المناسبة، أكد طارق الغصين- الذي سيتولى منصب رئيس مجلس الإدارة- أن غولينك يمتلك الرؤية الاستراتيجية والقيادة العالمية، إلى جانب القدرة على تنفيذ تحوّلات كبيرة في الأعمال، وهو ما سيعزز نجاح تكييف في المستقبل. وقال: "لدينا خطط طموحة للتوسع والنمو، لذا إن خبرة غولينك العريقة وفهمه العميق للمشهد التنافسي والاقتصادي والجيوسياسي سيمنحنا قيمة مضافة ورؤية ثاقبة وفرصًا واعدة للتوسع في المستقبل، وهو الشخص الأمثل لقيادة الشركة في المرحلة المقبلة".

ويتمتع تونا غولينك بخبرةٍ تزيد عن 20 عامًا في هذا المجال؛ حيث شغل العديد من المناصب العليا، وقام ببناء وتوسيع العمليات الرئيسية في تركيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وتبرز رؤيته القيادية واستراتيجيته التنفيذية في هذه الأسواق العالمية؛ حيث قاد تحوّلاتٍ كبيرة في الأعمال وأجرى عمليات استحواذ نموذجية، مما ساهم في تحقيق نمو كبير. وبفضل تركيزه على الأفراد، وقدرته على بناء فرق عمل متعددة الثقافات وعالية الأداء أصبح معيارًا للتميز في الصناعة.

وغولينيك حاصل على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال التنفيذي من معهد إنسياد.

من جهته، قال تونا غولنيك الرئيس التنفيذي لتكييف: "تقوم أعمال تكييف على الالتزام الراسخ بالابتكار والتميز، وقليلة هي الشركات في المنطقة التي تمتلك إرثًا مؤثرًا مثل إرث "تكييف". الفرصة أمامنا استثنائية، وأنا متحمس لإمكانيات النمو في هذه المنطقة وخارجها. كما يشرفني أن أعمل جنبًا إلى جنب مع رئيس مجلس الإدارة، وفريق "تكييف"، لتسريع عجلة النمو وإعادة تشكيل مستقبل يعزز قدرتنا على الابتكار والتميز التشغيلي".

وأعرب الغصين، رئيس مجلس إدارة تكييف، عن فخر المجموعة واعتزازها برسم مسار قطاع التبريد في الشرق الأوسط وبناء إرث قائم على قوة التكنولوجيا التحويلية والابتكار. وأضاف: "إن تسليم القيادة إلى الجيل القادم من المديرين التنفيذيين كان رؤية طويلة الأمد بالنسبة لي، وقد أصبح ذلك ممكنًا أخيرًا بفضل الخبرة الاستثنائية التي يجلبها غولينك كرئيس تنفيذي لتكييف. إنه أحد أبرز وألمع القادة في القطاع، ويتمتع برؤية استراتيجية وتميز تشغيلي يمكنه من رفع مستوى الأعمال إلى آفاق جديدة، ونحن متحمسون جدًا لانضمامه إلى الفريق".

ومنذ نشأتها في عام 1972، عكفت "تكييف" على إعادة تشكيل قطاع تكييف الهواء في الشرق الأوسط وركزت جهودها على إيجاد الحلول التكنولوجية الأمثل للتصدي للظروف المناخية القاسية في المنطقة. وبالتعاون مع أبرز شركات التكييف في العالم، بما في ذلك شركتي فوجيتسو جنرال وميديا، تُقدم تكييف أحدث التقنيات والخدمات المستدامة لتكييف الهواء في المنازل والشركات.

وبدأت "تكييف" أعمالها كمورد لأجهزة التكييف في أبوظبي، لكنها تطورت لتصبح شركة رائدة في مجال التبريد؛ حيث أعادت تعريف مفهوم الراحة في المنازل والشركات والمجتمعات في كل من الإمارات والعراق والسودان والمغرب. تتخذ الشركة من الإمارات مقرًا لها، وتعمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط من خلال شبكة من المكاتب وصالات العرض والمستودعات ومرافق التخزين؛ حيث يديرها فريق عمل يضم 765 موظفًا من أصحاب الكفاءات.

وتأتي الاستدامة في جوهر أعمال وحلول تكييف الهواء التي تقدمها الشركة، وتلتزم بمفهوم "التبريد الواعي" لتحقيق وعودها تجاه العملاء والمجتمع.

مقالات مشابهة

  • كاسا غراند تدخل أسواق الشرق الأوسط من بوابة جزر دبي بمشروع «هيرمينا» الفاخر
  • نائب مهدّد ويتجوّل فرحا بالأعياد؟!
  • تعيين رئيس تنفيذي جديد لـ"تكييف" الإماراتية ضمن خطة هيكلة شاملة
  • مصر تدعو إلى إزالة العوائق وتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول البحر المتوسط
  • عاجل | الشرق الأوسط للتأمين يوقف تأمين المركبات لهذا السبب
  • الكويت… دبلوماسية الحكمة في زمن الأزمات
  • العاصفة”بايرون” تضرب عدة دول في الشرق الأوسط بينها الاردن
  • «فوربس الشرق الأوسط» وقمة «بريدج» تطلقان البرنامج الحواري «التوقيع»
  • ضم قيادات نسائية بالشبكة الإقليمية للطاقة في الشرق الأوسط
  • بين صور وصور