البوابة نيوز:
2025-05-28@11:27:43 GMT

نظرة إلى السابالايز والناظر والناظرة!

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT


الظروف الإقتصادية من الممكن تحديها والتغلب عليها إن كانت الأحوال الإجتماعية سليمة، فالمجتمع القوي المتماسك المتحاب هو المنتصر مهما تعاظمت الحروب والشدائد، وتحالفت القوى والظروف عليه، فالبحث عن ناظر وناظرة يكون لديهم بعد نظر ضرورة من ضرورات الحياة المدرسية السليمة.
لا يخف على أحد الظرف الاقتصادي المؤلم الذى تعانيه بلدنا المعشوق، وبالتالى يعانى منه كل مواطن يعيش على أرضنا الطاهرة، ورغم هذه المعاناة التى نشعرها جميعا إلا أن الأهالى يقتطعون من لحمهم الحى حتى يستطيعون تعليم أولادهم كما يتمنون، وهى ضغوط يتحملونها رغمًا عنهم ولا مفر منها، وبالقطع زادت المصروفات المدرسية، وأيضا أتوبيسات المدرسة والأدوات المدرسية، ولكن العجيب والغريب والوضع الشاذ هو أن يتفتق ذهن البعض لتغيير الزى المدرسى فى هذه الظروف القاسية!.

. فعادةً يستخدم أولياء الأمور ملابس العام السابق، ويكتفون بجبر الناقص سواء ما بلى منه أو اختلفت مقاساته، كما يمكن أن يستخدموا ملابس أولادهم الكبار لمن هم أصغر منهم، وذلك لتخفيف الحمل الثقيل.. ولكن يأبى البعض التخفيف ويصعبون على الأهالى دخول المدارس بتغيير الزى، وإختراع زى جديد كل عام!.. والتعاقد مع شركات ومحلات بعينها يتم توفير الملابس المطلوبة فيها بتكاليف أكبر كثيرا من قيمة الخامات المستخدمة!.. على الرغم من أهمية تثبيت الزى وتميزه، كى يصبح مع الوقت سمة تميز طلاب كل مدرسة.. وهذا ما كانت تنتهجه المدارس العريقة، ولكن على ما يبدو أصبحت المصالح الشخصية هى الأساس، دون مراعاة الصالح العام أو مصلحة الصغار وذويهم!.. بالإضافة للطلبات المبالغ فيها تحت مسمى (سابالايز) والتى تتطور وتزيد كل عام عن العام السابق، حتى أصبح أولياء الأمور يشعرون وكأنهم يجهزون أبنائهم للزواج وليس لدخول المدرسة!.. هذا العبء الإضافى لم تكن نسمع عنه فى طفولتنا، وكان أقصى ما يتحمله أولياء الأمور حينها تجليد الكراسات والأدوات المدرسية العادية، من كراسات وكشاكيل وأقلام وألوان وأدوات هندسية (برجل ومنقلة ومسطرة)، وكانت الأهالى تئن من الطلبات!..ولكن الآن نسمع العجب!.. ولا أعرف من أين أتت فكرة السابلايز ومن الذى أخترعها ليزيد عكننة أولياء الأمور بتكاليف لا يتحملونها!.. إلى جانب الجهد الشاق الذى يتكبدونه لتفسير معانى اللوازم المطلوبة فى قائمة الطلبات، والتى عادة ما تتكون من عدة صفحات، ثم جمعها من المكتبات والمراكز التجارية المختلفة!.. ولا أعلم ما معنى طلب كميات من الصابون والمناديل الورقية والمطهرات (كلور، وديتول، وكحول) من كل تلميذ؟!..ومنذ  متى أصبحت نظافة المدرسة تقع على كاهل أولياء الأمور رغم ما يتحملونه من مصاريف باهظة فى بعض الأحيان؟!.. وحتى لو إفترضنا تحملهم لمصاريف إضافية للنظافة، فلماذا لا يتم جمع مبلغ بسيط من كل طالب تحت بند المساعدة فى شراء المنظفات وأدوات النظافة أو أن يحضر كل طالب فى حقيبته ما يلزمه سواء قطعة صابون صغيرة ومناديل وزجاجة كحول؟!.. لماذا الضغط الزائد على الأسر؟! ولماذا لم نسمع عن هذه التقاليع فى الأجيال السابقة والتى خرج منها الكثير والكثير من الشخصيات العظيمة التى نفخر بها من علماء وأطباء ومهندسين وكتاب وشعراء ورياضيين وفنانين؟!.. ما الذى يحدث فى مدارسنا؟! والتى تحولت فيها تسمية الناظر والناظرة إلى مدير ومديرة المدرسة، فكانت التسمية القديمة للدلالة على المتابعة الدقيقة لكل شؤون المدرسة؛ من متابعة للخدمة التعليمية التى تقدم إلى متابعة كل أحوال العاملين تحت قيادتهم، بجانب المتابعة الدقيقة للطلبة وأحوالهم العامة من تحصيل للعلوم الى جانب الاهتمام الدقيق بالحالة الصحية والنفسية.. أين ذهب الناظر والناظرة وأين التعامل بالحزم مع الحنية، والمتابعة مع مراعاة الظروف الاجتماعية وخلق جو من التعاون والتراحم والتآخي بين الجميع، لقد مرت أمامى هذا العام تجربة أليمة لإحدى الطالبات، والتى توفى والدها أثناء الامتحانات، ولنا أن نتخيل ما تحمله تلك المصيبة من زلزال يهز الأسرة ويقلبها رأسًا على عقب!.. فكانت الطالبة تطلب تأجيل بعض الامتحانات التى تتطلب جهدًا ووقتًا زائدًا، وذلك وفقا للقوانين المتبعة فى هذه المؤسسة التعليمية، إلا أن المدير الذى لا يجيد سوى الأوامر! لم يترفق بها أو يشعر بمعاناتها وألمها، وبدلًا من أن يساعدها أو يحاول تيسير الأمور لها، وضع عراقيل أمامها، وأغرقها بأمور روتينية كان يمكن تفاديها!.. مما أدى إلى إنهيار الطالبة بتحميلها ما يفوق طاقتها، فى هذه الظروف القهرية!.. وهو ما يذكرنى بالنقيض لتلك المعاملة وذلك فى أحد الأفلام العظيمة فى تاريخنا السينمائى وهو فيلم (الست الناظرة) بطولة العظماء رحمهم الله سعاد حسني وشكرى سرحان والناظرة زهرة العلا وزوجها محمود ذو الفقار والأب عماد حمدى وزوجة الأب القاسية زوزو نبيل.. والفيلم قصة وحوار المبدع محمد على أحمد ومن إخراج القدير أحمد ضياء الدين.. هذا الفيلم يجب أن يدرس لكل من يقع عليه الاختيار لإدارة مدرسة ليعرف معنى ناظر المدرسة ودوره الحقيقى الذى يساعد على خلق أجيال سوية تتحمل المسؤولية وتنهض ببلدها وتعينه وقت الشدائد.. الظروف الإقتصادية من الممكن تحديها والتغلب عليها إن كانت الأحوال الإجتماعية سليمة، فالمجتمع القوى المتماسك المتحاب هو المنتصر مهما تعاظمت الحروب والشدائد، وتحالفت القوى والظروف عليه، فالبحث عن ناظر وناظرة يكون لديهم بعد نظر ضرورة من ضرورات الحياة المدرسية السليمة.
*أستاذة بأكاديمية الفنون
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أولیاء الأمور

إقرأ أيضاً:

دبي تطلق النسخة المطورة لتقرير «نظرة على الإعلام العربي»

دبي: «الخليج»
شهدت فعاليات اليوم الأول من قمة الإعلام العربي 2025، التي تعقد في مركز دبي التجاري العالمي وتستمر حتى 28 من الشهر الحالي، جلسة حوارية، بمناسبة إطلاق النسخة المطوّرة من تقرير «نظرة على الإعلام العربي.. رؤية مستقبلية»، في خطوة تعكس التزام دبي بتعزيز البيئة الإعلامية العربية وتقديم أدوات استشرافية لصنّاع القرار والمهنيين في هذا القطاع الحيوي.
ويُعد التقرير الذي أعده نادي دبي للصحافة، بالتعاون مع مدينة دبي للإعلام وشركة Strategy&، مرجعاً استراتيجياً يقدّم رؤى تحليلية معمقة حول التحولات الجذرية التي يشهدها الإعلام العربي، مدفوعاً بتسارع التطور التكنولوجي وظهور نماذج جديدة لصناعة المحتوى والتفاعل الجماهيري.
وتشير التقديرات الواردة فيه إلى نمو سوق الإعلام بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من 17 مليار دولار في 2024 إلى 20.6 مليار دولار بحلول عام 2028.
وشارك في الجلسة التي تحمل اسم التقرير وحضرتها منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، كل من ماجد السويدي، مدير عام مدينة دبي للإعلام وراشد المري، مدير إدارة البحوث والتحليل الإعلامي بالمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وطارق مطر، شريك في Strategy&، وأدارتها هبة زعرور، الإعلامية بمؤسسة دبي للإعلام.
وناقش المشاركون أبرز ما ورد في التقرير من محاور، مؤكدين أهمية تبنّي استراتيجيات إعلامية قائمة على البيانات والابتكار لضمان استدامة القطاع ومواكبته للتغيرات المتسارعة.

صناعة إعلامية عصرية


وقال ماجد السويدي: إن إطلاق التقرير يعكس رؤية دبي في بناء صناعة إعلامية عصرية، حيث يمثل خطوة نوعية تعزز من جاهزية القطاع الإعلامي في المنطقة لمواجهة التحديات واقتناص الفرص، بتحليل معمّق للاتجاهات التي تعيد تشكيل الصناعة الإعلامية، بدءاً من المحتوى الرقمي والإعلانات ووصولا إلى النشر والألعاب الإلكترونية.
من جهته، أكد راشد المري، على أهمية التقرير في توجيه السياسات الإعلامية نحو نماذج أكثر مرونة وابتكاراً، موضحاً أن أهم ما يميز تقرير هذا العام هو تركيزه على الألعاب الإلكترونية وأدوات الذكاء الاصطناعي، كما يشمل تجارب لصناعة المحتوى من دول عديدة حول العالم.
وأوضح أن القنوات الرقمية حققت انتشاراً واسعاً، على حساب القنوات التقليدية، غير أن هذه المنصات الرقمية تواجه العديد من التحديات مثل الافتقار إلى المصداقية، على العكس من القنوات الرسمية التي تحظى بالثقة والمصداقية بين الجمهور، مشيراً إلى أنه لوحظ في الفترة الأخيرة أن الجمهور بدأ يتجه تدريجيا نحو القنوات التقليدية للحصول على المعلومات الموثوقة.
من جهته، قال طارق مطر: إن الهدف من التقرير هو المساهمة في الارتقاء بمختلف قطاعات الإعلام العربي، استناداً إلى العديد من نقاط القوة التي تميز تلك القطاعات مثل البنية التحتية القوية والإنتاج المتميز والحوافز التي توفرها دول المنطقة لاستقطاب الشركات والأفراد، للعمل في هذا القطاع الحيوي، إضافة إلى التطورات التكنولوجية المتسارعة في العالم العربي.
واعتبر أن التقرير لا يكتفي برصد التحولات، بل يقدم أدوات تفكير استراتيجي لأصحاب القرار في القطاع، مشدداً على أن نجاح الإعلام العربي في المرحلة المقبلة مرهون بالقدرة على قراءة المؤشرات بدقة وبناء قرارات مدعومة بالبيانات الموثوقة.
ويقدم التقرير تحليلاً متكاملاً لخمسة قطاعات رئيسية في الصناعة الإعلامية، تشمل الفيديو والصوتيات والنشر والإعلانات والألعاب الإلكترونية، كما يتناول دور الذكاء الاصطناعي المتنامي في تطوير تجارب المستخدمين وتخصيص المحتوى وكتابة الأخبار، وإنتاج الإعلانات.

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم: معظم أولياء الأمور مؤيدين لتطبيق نظام البكالوريا المصرية
  • تيسيرا على أولياء الأمور.. مد فترة التقديم للمدارس التجريبية في الجيزة
  • محمد محمود يكتب: التصدعات بين الفيفا واليويفا.. تحركات إينفانتينو الـدبلوماسية وأولويات مثيرة للجدل
  • القوات المسلحة تفتتح عدداً من المجمعات الخدمية بعد انتهاء أعمال التطوير
  • القوات المسلحة تفتتح عددًا من المجمعات الخدمية بعد إنتهاء أعمال التطوير
  • معركة هارفارد وضرب غزة بالنووي
  • دبي تطلق النسخة المطورة لتقرير «نظرة على الإعلام العربي»
  • مراعاةً للأهالي.. أولياء أمور مصر: نطالب تعليم الجيزة بتعديل تنسيق التجريبيات
  • زواج على طريقة الأجداد في زمن الحرب
  • الميراث.. "قصة حزينة"