قالت إيطاليا على لسان وزير خارجيتها أنطونيو تاياني، إنّ 'تدفقات الهجرة الكثيفة والمستمرة، نحو جزيرة لامبيدوزا الصقلية، في الأيام الأخيرة، ليس سوى قمة جبل الجليد'.

ووفقًا لنائب رئيس الوزراء، فإنّ ''الوضع قد يتفاقم في الأشهر المقبلة. وإيطاليا، وكما قالت رئيسة البرلمان الأوروبي (روبرتا) ميتسولا ورئيسة المفوضية الأوروبية (أورسولا) فون دير لاين، يجب مساعدتها على المستوى القاري، ولا يمكن تركنا لوحدنا'.

وأضاف الوزير تاياني في تصريحات لصحيفة (كورييري ديلا سيرا) الإيطالية: ''إمّا أن نمسك الثور من قرنيه وإلا فلن نخرج من هذا الوضع''، مبيناً أنّ ''أوروبا وحدها غير كافية أيضا لمعالجة مثل هذه المشكلة الهائلة، التي لا تؤثر على أفريقيا بأكملها فحسب، بل وعلى تدفقات اللاجئين عبر طريق البلقان أيضاً''.

وأشار نائب رئيس الوزراء، إلى أنّه ''لهذا السبب، أشركنا الأمم المتحدة ومجموعة العشرين وعملنا على عقد مؤتمر دولي كبير يجب أن يكون بداية لعملية حقيقية لتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل''

وأوضح: ''نحن نفعل كل ما هو ممكن إنسانيا، ووزاراتَيّ الدفاع والداخلية ووزاراتي في الخدمة وتعمل على التعامل مع حالة الطوارئ''.

واستدرك تاياني، ''لكن عدم الاستقرار في منطقة جنوب الصحراء الكبرى، والذي يتطلب تعبئة دولية كبيرة، أمر درامي''، لأن ''من تلك البلدان هناك اندفاع بشري نحو شمال القارة، ولا سيما نحو تونس، للنزول منها إلى إيطاليا، ومن ثم الوصول إلى بلدان أخرى”. لكن “استقبال المهاجرين غير النظاميين يثقل كاهلنا، فهذه أعداد هائلة''.

وذكر وزير الخارجية، أنّه ''تمّ للتو استدعاء سفيري غينيا وساحل العاج إلى وزارتنا، وهما الدولتان اللتان يغادر منهما مئات المهاجرين غير النظاميين إلى إيطاليا، وطلبنا منهما وضع معيار أكثر صرامة للحد من عمليات مغادرة المهاجرين، وقبول عمليات إعادتهم إلى الوطن، لمنع هؤلاء الجائعين واليائسين من الوصول إلى تونس ومن ثم الإبحار نحو سواحلنا''.

وأردف: ''أنا لا أزال على اتصال مستمر مع نظيرَيّ في الجزائر وتونس، اللذين يضمنان التعاون، ولكنهما أيضاً، لا يستطيعان القيام بذلك بمفردهما”، وقال: ''سنتناول خطة الاتحاد الأوروبي بشأن تونس بالفعل في نيويورك، وسنجتمع نحن وزراء الخارجية الأوروبيين يوم الاثنين. سنبحث كيف يجب على المؤسسات الأوروبية أن تعمل معًا من أجل تنفيذ فوري للخطة الخاصة بتونس''.

"وضع تدفقات الهجرة يؤكد حجم التحديات التي أمامنا"

كما أكّدت متحدّثة باسم المفوضية الأوروبية على دعم إيطاليا على المستويين "التشغيلي والمالي" لمواجهة الأزمة المتفاقمة للهجرة غير النظامية.

وقالت أنيتا هيبر للصحفيين، إنّ الوضع الراهن للتدفقات "يؤكّد لنا مرة أخرى (حجم) التحديات التي أمامنا والجهود التي يتعين علينا بذلها".

وأكّدت المتحدثة أنّ رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تتواصل مع رئيسة الوزراء جورجا ميلوني بشأن جزيرة لامبيدوزا الصقلية التي تتحمل عبء التدفقات الأكبر للمهاجرين الوافدين بحرا إلى السواحل الجنوبية الإيطالية، مشيرة إلى أنّ مفوضة الشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون ستتحدث مع وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوزي لـ”تقييم الوضع ومعرفة كيف يمكن للاتحاد الأوروبي تقديم المساعدة”.

وكالة الأنباء الإيطالية أكي / بتصرّف

المصدر: موزاييك أف.أم

إقرأ أيضاً:

هيئة كبار العلماء: البذاءة وعدم الحياء من باب نقص الإيمان

قالت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن البذاءة وعدم الحياء من باب نقص الإيمان، حيث ورد عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ، والحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة» أخرجه ابن حبان في صحيحه.

أخلاق الحياء

يُعَدُّ الحياء من الأخلاق السامية التي قلَّ وجودها بين الخلق، وقد انعكس ذلك بشكل خطير على علاقات الناس وتصرفاتهم مع بعضهم البعض، وباتت البغضاء والشحناء والفجاجة منتشرة في المجتمعات بسبب قلة الحياء مع غياب كثير من الفضائل الأخرى.

سمات الحياء في الإسلام:

والحياء من سمات أهل الشرف والفضل والنُّبْل، ومَنْ كان الحياءُ خُلُقُه فقد حَاز خيرًا كبيرًا وفضلا عظيمًا، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» رواه البخاري، وربما ظن البعض أن تحصيل الحق والعيش في هذه الحياة لا يكون إلا بالغلظة، وأحيانًا تقترن الغلظة بالوقاحة، حتى تحصل الهيبة وتُنال الحقوق، ولكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم له توجيه آخر يؤكد فيه على أثر التمسك بخلق الحياء، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «الحَيَاءُ لا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ» رواه البخاري، وكان صلى الله عليه وآله وسلم نموذجًا فريدًا في الحياء، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: "كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشدَّ حياءً من العذراء في خِدْرِهَا" رواه البخاري.

والاستحياء كما يجب أن يكون في تعاملات الخلق بعضهم مع بعض، يجب أيضًا أن يكون في تعامل العبد مع ربه جل وعلا، يقول الإمام النووي: "الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق" سواء كان صاحب الحق هذا هو الله سبحانه وتعالى أو العبد أو حتى النفس، فعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ»، قال: قلنا: يا رسول الله إنا نستحيي والحمد لله، قال: «لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرِ المَوْتَ وَالبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ» رواه الترمذي.

الحياء في الإسلام 
يقول الحافظ ابن رجب: "وحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه حفظُ السَّمع والبصر واللسان من المحرمات، وحفظُ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عَنِ الإصرار على محرم، ويتضمن أيضًا حفظ البطن من إدخال الحرام إليه من المآكل والمشارب، ومَنْ حفظ الله في صباه وقوَّته، حفظه الله في حال كبَره وضعفِ قوّته، ومتَّعه بسمعه وبصره وحولِه وقوَّته وعقله".
 

مقالات مشابهة

  • إطلاق برنامج مجاني لتعلم اللغة الإيطالية لتأهيل الشباب لسوق العمل
  • صندوق تطوير التعليم يعلن إطلاق برنامج علم اللغة الإيطالية مجانًا
  • الشرقية: حملات تموينية تضبط مخالفات بالجملة
  • تنسيقية مكافحة الهجرة غير الشرعية" تتطلع على تجربة إيطاليا في حماية وإدماج الأطفال غير المصحوبين
  • بالصور.. جلالة السلطان يشارك في "القمة الخليجية" و"القمة الخليجية الإيطالية" بمملكة البحرين
  • جلالة السلطان يشارك في "القمة الخليجية" و"القمة الخليجية الإيطالية" بمملكة البحرين
  • جلالة السُّلطان المعظم يلتقي رئيسة الوزراء الإيطالية
  • "ميلوني" بالقمة الخليجية الإيطالية: مستعدون لاستضافة قمة بين دول البحر المتوسط والخليج العربي
  • هيئة كبار العلماء: البذاءة وعدم الحياء من باب نقص الإيمان
  • سفير الاتحاد الأوروبي يؤكد دعم ليبيا في مواجهة أزمة الهجرة