الحرة:
2025-12-10@18:09:26 GMT

حكومة تابعة لحميدتي..سيناريو ليبيا المستبعد في السودان

تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT

حكومة تابعة لحميدتي..سيناريو ليبيا المستبعد في السودان

أصبح التنافس على السلطة أكثر وضوحا في السودان، في ظل القتال المسلح المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.

والخميس، لوح قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ "حميدتي"، بتشكيل "سلطة سياسية حاكمة" في مناطق سيطرة قواته، "إذا شكل خصومه في الجيش حكومة".

لكن إمكانية تطبيق هذه الفكرة على الأرض، في ظل استمرار القتال الدائر رحاه في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى من الدولة الأفريقية، تظل محل تساؤل.

ويعتقد محللون أنه "من الصعب إقامة سلطة مدنية تتبع لقوات الدعم السريع"، وأن "سيناريو وجود حكومتين في السودان كما هو الحال في ليبيا يبقى مستبعدا".

حميدتي يهدد بتشكيل سلطة مدنية في مناطق سيطرة قواته بالسودان قال قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو، في كلمة مسجلة، الخميس، إن قواته ستبدأ مشاورات لتشكيل سلطة مدنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها إذا استمر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان "في الادعاء بالشرعية الزائفة" وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز.

وقال الباحث السوداني، محمد تورشين، إنه "من الصعب" إقامة حكم سياسي لقوات الدعم السريع في البلاد، "على اعتبار أنها فعليا لم تسيطر على مناطق واسعة النطاق".

وفي حديثه لموقع "الحرة"، أضاف تورشين أن "الانتشار العسكري لا يمكن أن يحقق سلطة مدنية، التي تتمثل في مؤسسات الدولة والمصالح الحكومية الأخرى".

وتابع: "الانتشار لا يعني فعليا أنه يحكم السيطرة على الأراضي والمقار الحكومية"، مردفا أن هذه التصريحات تهدف إلى "محاولة ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغوط على الجيش ومجلس السيادة".

وسيلة "ضغط"

ومنذ بدء الاشتباكات في منتصف أبريل الماضي، لم يحقق أي من الطرفين تقدما ميدانيا مهما على حساب الآخر. وتسيطر قوات الدعم السريع على أحياء سكنية في العاصمة، فيما يلجأ الجيش في مواجهتها إلى سلاح الطيران والقصف المدفعي.

وقال دقلو في تصريحات نقلتها رويترز، الخميس: "في حال استمر هذا الوضع أو قام الفلول بتشكيل حكومة، سنشرع فورا في مشاورات واسعة لتشكيل سلطة حقيقية في مناطق سيطرتنا الواسعة والممتدة، تكون عاصمتها هي العاصمة القومية الخرطوم، ولن نسمح بخلق عاصمة بديلة".

وأضاف دقلو أن "قيام البرهان بتشكيل حكومة مقرها بورتسودان، يعني أننا نتجه نحو سيناريوهات حدثت في دول أخرى، بوجود طرفين يسيطران على مناطق مختلفة في بلد واحد".

وفي هذا الإطار، قال إبراهيم ناصر، رئيس منصة الدراسات الأمنية وأبحاث السلام، وهي شبكة إعلامية تركز على قضايا السودان تتخذ من العاصمة التركية أنقرة مقرا لها، إن "حميدتي لا يستطيع أن يشكل حكومة مدينة".

وأضاف في حديثه لموقع "الحرة": "حميدتي أراد قطع الطريق على البرهان بتشكيل حكومة".

محذرا من "حرب أهلية".. استقالة مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتيس، استقالته من منصبه، الأربعاء، محذرا من خطر تحول النزاع إلى "حرب أهلية"، وذلك بعد أشهر من تصنيفه شخصا غير مرغوب به من قبل السلطات في الخرطوم.

والشهر الماضي، قال مسؤول كبير بمجلس السيادة السوداني، الذي يرأسه قائد الجيش، البرهان، إن "هناك حاجة إلى حكومة انتقالية"، مما يفتح الطريق نحو وجود حكومتين متنازعتين على السلطة كما هو الحال في ليبيا.

وتشهد ليبيا فوضى عارمة منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011. وتتنافس على السلطة حكومتان، الأولى تسيطر على غرب البلد ومقرها طرابلس ويرأسها، عبد الحميد الدبيبة، وشُكلت إثر حوار سياسي مطلع 2021، وأخرى تسيطر على شرق البلاد ويرأسها، أسامة حمّاد، وهي مكلفة من مجلس النواب ومدعومة من قائد "الجيش الوطني الليبي" خليفة حفتر.

واستبعد تورشين هذا السيناريو على اعتبار أن "النموذج الليبي مختلف تماما"، مبررا ذلك بـ"وجود مجموعات مدنية وسياسية بايعت حفتر".

واتفق ناصر مع هذا الرأي، قائلا إن "هناك قوى سياسية تدعم الجيش (بالسودان) في خطواته لتشكيل حكومة مدنية".

في المقابل "لن تغامر القوى السياسية بسمعتها من أجل حميدتي، الذي لن يستطيع إيجاد قوى مدنية تتحالف معه بصورة علنية، في ظل تضاؤل شعبيته"، على حد قول ناصر.

واستطرد ناصر بالقول إن "القوى الإقليمية مثل مصر والسعودية والإمارات، لا يمكن أن تراهن على مشروع حميدتي السياسي، بإعلان سلطة (حاكمة) في أية جهة في السودان".

"ملامح الحرب ستختلف"

ومع ذلك، أعرب ناصر عن اعتقاده بأن حميدتي قد يفعلها، قائلا: "دقلو متهور ويمكن أن يفعلها.. باعتبار أن مستشارين قبليين متحمسين للانتصار للقبيلة وليس للوطن، هم من يديرونه".

وفي هذا الصدد، قال تورشين :"في أسوأ الأحوال، لو افترضنا أن السلطة الحاكمة لقوات الدعم السريع طبقت ذلك بالفعل على الأرض، فإن ذلك سينعكس على الواقع السوداني بشكل سلبي".

"رؤية الدعم السريع".. هل فكرة "السودان الفيدرالي" واقعية؟ بعد أربعة أشهر ونصف تقريبا من اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، خرج الأخير بما وصفه برؤيته للحل الشامل، معتبرا أن النظام الفدرالي هو الأمثل لحكم البلاد. 

وحتى الآن، تركت المعارك المستمرة، السودان في وضع مأساوي، بعد مقتل نحو 7500 شخص، بينما من المرجح أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير. 

كما اضطر نحو 5 ملايين شخص إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان، أو العبور إلى دول الجوار، خصوصا مصر وتشاد.

واعتبر تورشين أنه في حال طبق حميدتي تهديده، فإنه سيكون بمثابة "انتحار سياسي"، مضيفا: "السودان سيشهد انقسامات حقيقية في المجتمع، وستختلف ملامح الحرب تماما، حيث ستكون هناك مجموعات مختلفة تحارب مجموعات أخرى، وربما يكون البعد الإثني والعرقي حاضرا في هذه المواجهات".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الدعم السریع فی السودان سلطة مدنیة

إقرأ أيضاً:

الدويري: أخشى أن تنقسم الجغرافيا السودانية كما هو الحال في ليبيا

حذر الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري من تكرار النموذج الليبي في السودان، أي انقسام الجغرافيا السودانية بين الحكومة المركزية وقوات الدعم السريع.

واعتبر اللواء الدويري -في تحليله للمشهد العسكري في السودان- أن سقوط مدينتي بابنوسة وهجليج غربي إقليم كردفان بيد قوات الدعم السريع له تداعيات إستراتيجية، رغم الحديث عن انسحاب تكتيكي لقوات الجيش السوداني من المنطقتين.

وفي هذا السياق، قالت مصادر عسكرية بالجيش السوداني للجزيرة، إن قوة من الجيش انسحبت من مدينتي بابنوسة وهجليج ووصلت إلى دولة جنوب السودان بكامل عتادها. وأشارت المصادر إلى أن القوة المنسحبة سيتم ترحيلها إلى ولاية النيل الأبيض، المحاذية لدولة جنوب السودان.

وأرجع اللواء الدويري انسحاب قوة الجيش السوداني نحو جنوب السودان إلى قطع الطرق، وبالتالي عدم تمكنها من التوجه نحو المنطقة الشرقية التي تسيطر عليها قوات الحكومة المركزية.

وتقع هجليج على مسافة قريبة من الحدود ما بين دولة السودان ودولة جنوب السودان، وذكر اللواء الدويري أن قوة الجيش السوداني آثرت الانسحاب من هجليج والانتقال بأسلحتها بتنسيق مع جنوب السودان على أن تعبر بعد ذلك من جنوب السودان إلى النيل الأبيض.

وقال اللواء الدويري للجزيرة إن سقوط بابنوسة وهجليج يؤشر لما تحدث عنه سابقا في بداية الحرب في السودان، وهو إمكانية تكرار السيناريو الليبي في السودان، أي أن يكون هناك انقسام في الجغرافيا السودانية، حكومة المركز في الشرق وقوات الدعم السريع في المنطقة الغربية".

ظروف ميدانية

وأضاف أن "ما يجري حاليا في السودان يسير باتجاه النموذج الليبي"، مشيرا إلى أن "الظروف الميدانية وطبيعة الأرض وطريقة إدارة المعركة خلال الأسابيع الماضية يخدم قوات الدعم السريع".

كما رأى الخبير العسكري والإستراتيجي أن قوات الدعم السريع تستفيد من الأرض الواسعة ومن قابلية الحركة لديها، بالإضافة إلى استخدام المسيّرات خلال الفترة الماضية.

إعلان

وتتواصل التطورات الميدانية في سياق المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تتركز المواجهات بشكل كبير في إقليم كردفان، خصوصا في ولايتي غرب وجنوب كردفان وبعض النقاط في ولاية شمال كردفان. ففي غرب كردفان أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة هجليج النفطية، وقال الجيش إنّه سحب قواته من المنطقة للحفاظ على المنشآت النفطية.

وقبلها تمكنت قوات الدعم السريع من الاستيلاء على مدينة بابنوسة في الولاية نفسها. وتُعد المدينةُ ملتقى طرق بين كردفان ودارفور ودولة جنوب السودان، وقد انسحب منها الجيش بالفعل.

مقالات مشابهة

  • الدويري: أخشى أن تنقسم الجغرافيا السودانية كما هو الحال في ليبيا
  • الجيش والمليشيات: لكن الدعم السريع وحش آخر
  • هل أصبحت الفاشر مدينة موت بعد سقوطها في يد الدعم السريع؟
  • الجيش ينسحب من حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السريع في السودان
  • السودان .. الدعم السريع يسيطر على أكبر حقل نفطي غرب كردفان
  • الدعم السريع يسيطر على أهم منطقة نفطية في السودان
  • الجيش السوداني يكشف عن دولة إقليمية تدعم قوات الدعم السريع
  • الدعم السريع تعلن السيطرة على حقل نفط استراتيجي جنوب كردفان
  • الجيش السوداني ينسحب من حقل هجليج النفطي والدعم السريع تهاجم
  • قوات الدعم السريع تسيطر على حقل نفطي غربي السودان