كتب- إسلام لطفي:
قال الخبير الأمني اللواء فؤاد علام، إن إثيوبيا بمساعدة أطراف خارجية تسعى إلى وضع مصر في موقف حرج من خلال سد النهضة، وقد يضطرها للدخول في عمليات عسكرية في هذه المنطقة.

وأضاف في تصريح خاص لـ"مصراوي": أتمنى ألَّا نصل لها وأن يكون هناك سبيلًا لمعالجة هذه القضية بطرق أخرى غير العمليات العسكرية، لأنه إذا اضطررنا إلى أن ندخل في عملية عسكرية ستكون مكلفة ومؤثرة جدًا ونتائجها غير مضمونة بشكل أو بآخر.

وتابع: إذا اضطررنا إلى استخدام العنصر العسكري، سيكون رد الفعل الدولي إدانة مصر بشكل قد يتسبب في وضع محرج جدًا لها وللمسئولين.

وأشار إلى أنها ستكون فرصة قوية جدًا للتنظيمات الإرهابية في أن تعمل في الداخل بقوة لتحقيق أهدافها.

وكانت وزارة الخارجية المصرية، قد أصدرت بيانًا بشأن سد النهضة الإثيوبي نصَّ على: اتصالاً بما تم الإعلان عنه يوم الأحد ١٠ سبتمبر الجاري حول إتمام إثيوبيا عملية الملء الرابع لخزان سد النهضة، فإن ذلك يعد استمرارًا من جانب إثيوبيا في انتهاك إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام ٢٠١٥، والذي ينص على ضرورة اتفاق الدول الثلاث على قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي قبل الشروع في عملية الملء.

وأضاف: اتخاذ اثيوبيا لمثل تلك الإجراءات الأحادية يُعد تجاهلاً لمصالح وحقوق دولتي المصب وأمنها المائى الذي تكفله قواعد القانون الدولي.. وهذا النهج، وما ينتج عنه من آثار سلبية، يضع عبئًا على مسار المفاوضات المستأنفة، والتي تم تحديد أربعة أشهر للانتهاء منها، والمعقود الأمل في أن تشهد جولتها القادمة المقرر عقدها في أديس ابابا، انفراجة ملموسة وحقيقية على مسار التوصل إلى اتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: العاصفة دانيال زلزال المغرب الطقس سعر الدولار الحوار الوطني أحداث السودان سعر الفائدة فؤاد علام سد النهضة اثيوبيا سد النهضة

إقرأ أيضاً:

حين تُصنع المعجزات على أطراف الفجر

 

 

 

صالح بن سعيد الحمداني

 

 

في ساعة منسية من اليوم حين لا تزال المدينة تغط في صمتها والأنوار خافتة والهواتف صامتة، هناك لحظة لا يُدرك قيمتها إلا القليلون لحظة النهوض قبل أن يصحو العالم.

 

قد تبدو للبعض عبئًا لا طائل منه أو نوعًا من المثالية الزائدة لكنها في الواقع واحدة من أقوى اللحظات التي تُصاغ فيها الحياة من جديد، تلك السويعات الأولى من الفجر حين تتقد الشعلة الأولى في داخل الإنسان دون ضوضاء ودون منافسة، هي اللحظات التي تصنع الفارق الحقيقي بين من يعيش عمره مجرّد رد فعل ومن يقوده بإرادته.

 

ليس الفجر موعدًا يوميًا اعتدنا عليه منذ الطفولة بل هو اختبار نمر به كل يوم هل سننتصر على أنفسنا أم نؤجل النهوض ليوم آخر؟ نجد في أعماقنا جواباً يقول الصباح قرار ليس مجرد توقيت.

 

البعض يظن أنَّ الاستيقاظ المبكر مجرد عادة للناجحين لكنه في الحقيقة فلسفة حياة، لحظة الفجر لا تتعلق فقط بالنشاط الجسدي بل تتعلق بالنقاء الذهني والصفاء الروحي والقدرة على رؤية ما لا يمكن رؤيته وسط ازدحام اليوم.

 

حين تستيقظ قبل الآخرين فأنت لا تسبقهم في جدولك فقط بل تسبق ذاتك القديمة، تنفصل عن الفوضى المعتادة وتمنح نفسك فرصة نادرة للسيطرة على اليوم منذ بدايته، لا أن تكون ضحية له.

 

العالم الحديث مشبع بالضجيج والمشتتات، بين الإشعارات والمكالمات والمسؤوليات، ننسى أن هناك مكانًا نقيًا يمكننا فيه أن نُعيد ترتيب ذواتنا إنه فجر اليوم الجديد لحظات نصنع فيها المعجزات التي لا تُصنع في الزحام.

 

ففي هذه الساعات تُكتب الأفكار العظيمة، وتولد المشاريع وتُراجع الخطط وتُصلّى الصلوات التي تحمل شكرك وهمّك ونيّتك، فمن يستثمر هذه اللحظة لا يحتاج بالضرورة إلى ساعات إضافية في يومه بل يستغل أفضل ما فيه.

 

لذلك لا عجب أن كثيرًا من المفكرين والرواد وقادة التغيير كانت بدايات يومهم في الفجر، لم يكن الأمر فقط التزامًا بجدول بل إدراكًا عميقًا أن البداية المبكرة ليست ترفًا بل ضرورة للذي يسعى للتميّز.

 

في لحظات السكون، تسمع صوتك الداخلي بوضوح، وضوح عالٍ حيث لا منافسة ولا مُقارنة ولا ضغوط من أحد فقط أنت وأفكارك ونواياك في سكون يسمى الفجر والحقيقة التي جربتها وعشت فيها بأنَّ الهدوء بداية الإلهام.

 

ففي هذا الهدوء يتجلّى الإلهام لا على شكل وميض خارق بل في وضوح بسيط تفهم أولوياتك تستشعر حلمك وتقرّر أن تبدأ.

 

ربما لا تكتب رواية في فجرٍ واحد أو لا تُنهي خطة عمل كاملة لكنك تبدأ، وكل بداية في هدوء الفجر تحمل في طياتها صدقًا نادرًا لا يتكرر في زحام النهار.

 

تأمل هذه الحقيقة البسيطة من يبدأ يومه في وعيٍ وهدوء يملك زمامه، ومن يملك زمام نهاره يملك عمره، لا أحد ينجح عشوائيًا ولا يصل إلى أهدافه مصادفة، النجاح نتيجة لتكرار محاولات وقرارات صغيرة تبدأ من اللحظة التي تسبق استيقاظ الآخرين، النهار يُكتَب فجرًا ويمضي بنا الوقت ونعيشه رويدا رويدا وقد لا ندرك وقته إلا وجدنا أنفسنا على أعتاب المساء الذي ينتهي بهدوء كما بدأ الفجر به وبالسكينة والطمأنينة.

 

فحين تستيقظ في وقت الفجر تصنع لنفسك هامشًا مريحًا لالتقاط أنفاسك قبل أن تبتلعك التزامات الحياة، وفي هذا الهامش تنضج الأفكار وتُهذّب النوايا وتُشحذ العزيمة.

 

كثيرون ينتظرون فرصة تغيّر مجرى حياتهم إلهامًا غير متوقع أو معجزة تنقذهم من الركود، لكن الحقيقة التي يغفلون عنها أن هذه "المعجزة" غالبًا ما تتخفّى في روتين بسيط أن تبدأ صباحك بوعي، فالصباح بداية لا تُؤجل.

 

لا تنتظر أن يُقال لك متى تبدأ لا تنتظر أن تتحسن الظروف أو يقلّ الضغط أو تأتي الإشارة كن أنت الإشارة وكن أنت المعجزة.

 

ليس المطلوب أن تصبح خارقًا، ولا أن تنجز عشرات المهام قبل الثامنة صباحًا، المطلوب فقط أن تختار أن تبدأ من حيث يتوقف الآخرون أن تستثمر الهدوء قبل الفوضى، وأن تُعيد لنفسك حقها في قيادة يومها، كن أنت من يصحو أولاً.

 

في الصباح الباكر، لا شيء يُجبرك على شيء أنت فقط من يختار أن تواصل تأجيل الحلم أو أن تبدأ في تحقيقه.

 

فابدأ قبل أن يصحو العالم… ففي ذلك الفجر لا يُكتَب اليوم فقط بل تُصاغ الحياة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تشن أعمق هجوم داخل روسيا وتدمر 41 طائرة في عملية شبكة العنكبوت
  • أوروبا لن تتفق أبدا بشأن إسرائيل - ولكنها قد تساعد غزة
  • جامعة أسيوط تستضيف الجلسة التذكارية لأداء قسم المحاماة لـ300 من خريجي أسيوط والوادي الجديد
  • حين تُصنع المعجزات على أطراف الفجر
  • ميمي عبد الرازق: لاعبو الأهلي لا يتقبلون الخسارة.. وأتمنى تتويج بيراميدز بدوري الأبطال
  • نتنياهو تعليقا على تقرير وكالة الطاقة الذرية: يجب وقف إيران
  • ثروت سويلم: «الأهلي بطل الدوري مفيش كلام.. وأتمنى تتويج بيراميدز بلقب إفريقيا»
  • طرق تساعد على رفع مستويات الدوبامين
  • حسن علام : نجاح الشباب يعنى نجاح بلده.. و مصر تمتلك ميزة ديموغرافية فريدة
  • إطالة اليوم.. كيف يؤثر سد الممرات الثلاثة على دوران الأرض؟