جامعة الشارقة تفتتح “منتدى الأمن الفكري في الإسلام”
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
احتفلت جامعة الشارقة بافتتاح “منتدى الأمن الفكري في الإسلام” ومقره كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، بهدف نشر قيم التسامح والتعايش والاعتدال الفكري ونبذ العنف والكراهية.
حضر الافتتاح ، الأستاذ الدكتور يوسف الحايك، نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية، وسماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية، وسعادة العميد الدكتور محمد خميس العثمني مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية، وجمع من الأكاديميين والعلماء وطلبة الجامعة.
وتهدف الجامعة من خلال المنتدى إلى مواجهة أفكار التطرف، وترسيخ الآداب الوسطية التي يدعو لها الدين الإسلامي ، ونشر الوعي بين الطلبة وفئات المجتمع المدني بمقومات الأمن الفكري في الإسلام من خلال الندوات والمحاضرات والورش التدريبية والأنشطة المختلفة على مدار العام الأكاديمي، إضافة إلى التنسيق بين المؤسسات المختلفة في الدولة ومراكزها بهدف تعزيز سبل ترسيخ الأمن الفكري وتأصيل أدبياته الشرعية، والاستفادة من الخبرات الأكاديمية للجامعات العربية في مواجهة التطرف الفكري وصياغة الاستراتيجيات المناسبة لذلك.
كما يهدف المنتدى إلى التأكيد على الثوابت الفكرية لدولة الإمارات في إشاعة التسامح والاعتدال ونبذ العنف والكراهية، وكذلك تقديم الدعم للأنشطة والبحوث الطلابية التي تعنى بمجال الأمن الفكري في الإسلام وإكساب الطلبة المهارات اللازمة لتجسيد هذا الاعتدال الفكري وبلورة قيمه المتوازنة.
وأكد الدكتور يوسف الحايك، أن تأسيس المنتدى يعتبر خطوة رائدة في مجال ربط التعليم الجامعي بخدمة المجتمع وإدماجه في حركية تصحيح الأفكار ومواجهة الغلو في صوره المتعددة، مضيفا أن علاج غلو الفكر هو ترسيخ قيم الاعتدال الفكري، ونشر سماحة الإسلام بوضاءتها الزاهية.
من جهته قدم سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، الشكر لجامعة الشارقة على تأسيس المنتدى، وأكد أنه خطوة ستعود بنتائج طيبة ليس على دولة الإمارات فحسب ولكن على الوطن العربي والعالم الإسلامي، مضيفا أن الأمم تحرص على سلامة فكر أبنائها وحمايتهم من التطرف والتشدد، ثم تحدث عن أهمية الأمن الفكري على الأمن الاجتماعي.
كما تحدث خلال الافتتاح كل من سعادة العميد الدكتور محمد خميس العثمني، مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية، والأستاذ الدكتور قطب الريسوني، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، والدكتور مهدي قيس الجنابي، مدير منتدى الأمن الفكري في الإسلام، واتفقوا حول أهمية الأمن الفكري وخطورة الإخلال به، ومسؤولية الجميع من خلال تكاتف المؤسسات والأفراد لتحقيق الأمن الفكري، وضرورة رفع مستوى الوعي ونشر سماحة الدين، وأكدوا أن الأمن الفكري هو نوع من أنواع الحماية الفكرية، ومطلب شرعي، وضرورة دينية وصمام أمان لن تستقيم الحياة بدونه، فهو ركيزة أساسية في استقرار المجتمعات وازدهارها، وبتحققه يتعزز التعايش السلمي بين أفراده.
وفي نهاية حفل الافتتاح كرمت جامعة الشارقة المشاركين في المنتدى.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
موقع “الفاية” يتقدم بثبات في مسار إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو
تواصل دولة الإمارات عبر إمارة الشارقة دعم ملف الترشيح الدولي “المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية” إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” وذلك في مرحلة جديدة من مسيرتها الثقافية والعلمية وتزامناً مع ترقّب المجتمع الدولي لإعلان القائمة الجديدة للمواقع المدرجة.
ويأتي ذلك تأكيداً على التزام الإمارات بحماية الإرث الثقافي الإنساني وتعزيز مكانة المواقع الأثرية التي تسهم في إعادة رسم ملامح التاريخ البشري القديم إذ يمثل موقع “الفاية” الواقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة شهادة حية على قدرة الإنسان الأول على البقاء والتكيف مع البيئات الصحراوية القاسية ويحتضن أقدم سجل متصل للوجود البشري في شبه الجزيرة العربية يعود تاريخه إلى أكثر من 210 آلاف عام ما يمنحه قيمة استثنائية على المستوى العالمي في مجالات علم الآثار والأنثروبولوجيا.
ورُشِّح الموقع رسمياً في 2024 ضمن فئة “المشهد الثقافي” ويخضع حالياً للتقييم من قبل “مركز التراث العالمي” التابع لليونسكو كأحد أبرز المواقع المهمة في دورة الترشيح الجديدة إلى جانب عدد محدود من المواقع حول العالم.
وتقود الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي سفيرة ملف الترشيح الدولي “المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية” جهود التعريف العالمي بهذا الترشيح حيث يعكس دورها جهداً وطنياً جماعياً يهدف إلى الارتقاء بالمكانة الدولية للموقع وترسيخ ريادة دولة الإمارات في مجالات الحفاظ على التراث الإنساني والدبلوماسية الثقافية، والتقدم العلمي.
وأكدت الشيخة بدور القاسمي أهمية الترشيح في إثراء التراث العالمي قائلة “ يقدم الفاية واحداً من أقدم السجلات المتكاملة للوجود البشري المبكر في شبه الجزيرة العربية قبل أكثر من 210 آلاف عام أرشيف حي يَعُمق فهمنا لهويتنا وجذورنا والطريقة التي تعلمنا بها فنون البقاء”.
وأضافت أن ترشيح الفاية لإدراجه ضمن قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو يؤكد أهمية الحفاظ على هذه المواقع القديمة ليس فقط لقيمتها التاريخية بل أيضاً لما تحمله من قدرة على إعادة توجيه الأجيال الجديدة وتعزيز دورهم في بناء راهننا ومستقبلنا.. وأرى أن هذا الترشيح يشكّل فرصة للارتقاء بمكانة الفاية كإرث إنساني مشترك لجميع الشعوب.
وعلى مدار أكثر من 30 عاماً قادت هيئة الشارقة للآثار بالتعاون مع جامعة توبنغن الألمانية وجامعة أكسفورد بروكس البريطانية سلسلة من الأبحاث والتنقيبات في “الفاية” أسفرت عن اكتشاف 18 طبقة جيولوجية متعاقبة توثق كلٌ منها مرحلة زمنية مختلفة من النشاط البشري في الموقع.
وتُظهر الاكتشافات أن الفاية لم تكن ممراً عابراً للهجرات فقط بل وجهة استيطان بشري متكرر خلال الفترات المناخية الملائمة وذلك بفضل توفر المياه من الينابيع والوديان ووفرة الصوان لصناعة الأدوات والمأوى الطبيعي في الجبال ما جعل من الموقع بيئة حاضنة للاستقرار البشري في عصور ما قبل التاريخ.
واكتسب “الفاية” قيمة استثنائية عالمية من خلال هذه الجوانب الفريدة من الاكتشافات التي أكدت أهمية الموقع ودوره في تقديم سجل نادر ومتكامل لبقاء الإنسان وتغلبه على التحديات المناخية والبيئية التي واجهته.
من جانبه أكد سعادة عيسى يوسف مدير عام هيئة الشارقة للآثار أن حماية “الفاية” تستند إلى قانون الشارقة للتراث الثقافي رقم 4 لعام 2020 الذي يضمن صون الموقع للأجيال القادمة وعلى مدار أكثر من 30 عاماً من البحث الدقيق والتعاون مع نخبة من الخبراء الدوليين كشفت بعثتنا الوطنية بالتعاون مع خبراء دوليين عن 18 طبقة جيولوجية تعود إلى العصر الحجري توثق تاريخاً معقّداً لتطور الإنسان وتكيفه وبقائه هنا في إمارة الشارقة.
وأضاف “ومع تقدم ترشيح الفاية إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو من المهم التأكيد على أن جهودنا التعاونية جعلت من هذا المشروع جهداً عالمياً يربط الماضي بالحاضر ويُسهم في إثراء الأدبيات العالمية للاكتشافات الأثرية لذلك فإن هذا الموقع يحمل قيمة استثنائية على مستوى العالم وليس فقط لإمارة الشارقة ودولة الإمارات”.
وطورت دولة الإمارات خطة إدارة شاملة لحماية موقع “الفاية” والتي ستعمل على توجيه جهود الحفاظ على الموقع وإجراء البحوث وتنظيم حركة الزوار فيه من عام 2024 حتى 2030 وتتماشى هذه الخطة مع معايير مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو وتضمن الحفاظ على الموقع مع استمرار التنقيب والاستكشاف والبحث العلمي والتعليمي.وام