إنه غضب الطبيعة، وتمرد المناخ.. زلزال وإعصار، كارثتان صادمتان.. الزلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر من ناحية "الجبال المطوية" جبال أطلس في أقوى هزة أرضية تشهدها المملكة المغربية منذ أكثر من 60 عاماً، حصدت أكثر من 2900 قتيل ونحو 5700 مصاب، وتواصل فرق البحث والإنقاذ، عمليات الإغاثة والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
الحديث عن زلزال المغرب وإعصار ليبيا يقودنا إلى خطر بعنوان غضب الطبيعة
انتفض العرب سريعاً لتقديم كل أشكال الدعم اللازمة للأشقاء في ليبيا والمغرب
أما إعصار "دانيال" القادم من اليونان وتركيا وبلغاريا، فهو أكبر كارثة طبيعية تضرب شرق ليبيا، فقد ابتلع أحياءً بأكملها، وحصد ما يزيد على 11 آلف قتيل، وعدة آلاف من المصابين.
الكارثة مفزعة، تداعياتها أسوأ، لم يفق الأشقاء في ليبيا من تعقيدات سياسية خلال عقد مضى، حتى باغتهم هذا الإعصار، ليضاعف الخسائر، ويدخل بهم إلى دائرة جديدة، ليس من السهل تحديد نهايتها.
الحديث عن زلزال المغرب، وإعصار ليبيا يقودنا إلى خطر بعنوان "غضب الطبيعة"، و"تمرد المناخ" اللذين باتا القضية التي تفرض نفسها على طاولة التحديات الكبرى التي تهدد العالم، ويكفي أن أتوقف أمام نتائج تقرير مؤشر المخاطر العالمي 2022 الصادر عن تحالف "تطوير المساعدة" الذي يدمج منظمات إغاثية ألمانية عدة، مقرها مدينة آخن، والذي احتلت فيه الفلبين ثم الهند وإندونيسيا المراكز الثلاثة الأولى، للدول الأعلى في مخاطر الكوارث الطبيعية، والتغير المناخي، على الصعيد العالمي.
يركز المؤشر على قياس مستوى مخاطر الكوارث من الأحداث الطبيعية، والعواقب السلبية لتغير المناخ في 193 دولة حول العالم، حيث يتم حسابه لكل دولة بناءً على متوسط حجم التعرض والضعف.
وسط هذه الأجواء المأساوية التي سكنت عقول الأطفال، وفرقت الأحبة، وأحرقت القلوب، ودمرت العمران، وضاعفت من منسوب الخسائر، وخلقت فوبيا المخاطر، أجدني في حالة انتباه وتأمل، في مشهد الانتفاضة العربية السريعة، لتقديم كل أشكال الدعم اللازمة لإنقاذ ومساندة الأشقاء في ليبيا والمغرب، وأضع هذا المشهد إلى جوار مشهد تدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا وتركيا، عقب الزلزال المدمر الذي أودى بحياة الآلاف، فضلاً عن تهجير آخرين من منازلهم، وسط ظروف قاسية، وأيضاً الدعم العربي للأشقاء في لبنان أثناء انفجار مرفأ بيروت، وصولاً إلى فتح الأبواب العربية أمام الأشقاء السودانيين منذ اللحظات الأولى لاندلاع الأزمة.
وهنا عندما أمد الخط العربي على استقامته في التعامل مع كل هذه الكوارث المتتالية، لنجدة المنكوبين مالياً وغذائياً وطبياً، وإرسال فرق بحث للمساعدة على إخراج المحاصرين من تحت الركام، تستوقفني أمام هذا التحرك العربي صورة جديدة، تنطلق من إيمان كامل لدى الدول العربية بضرورة التضافر والتعاون والتسامح، وأن الأقطار العربية باتت كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
نعم هذا المعنى والمفهوم أصبح واقعياً، تترجمه الحقائق على الأرض، وهذا من شأنه -بالإضافة إلى تخفيف المعاناة عن الأشقاء ومساعدتهم للخروج مما ألم بهم- خلق حالة عربية وعروبية تذوب من خلالها أية خلافات، بل ويلعب دوراً كبيراً في تعميق التضافر والتضامن، وتشييد بنية سياسية جديدة، على أسس وروابط صنعتها اللحظات الصعبة، وهي لحظات لا تخطؤها عين المستقبل، ولا تغفلها عين التاريخ، فضلاً عن أنه لو نظرنا إلى هذا الواقع العربي الجديد، سوف نجده ضرورة تتماشى مع متغيرات، وتحديات نظام عالمي جديد، يطرق الأبواب بقواعد وشروط لا تقبل إلا بالتكتلات القوية، ومن ثم، فإن الفلسفة العربية التي نلاحظها في التعامل مع الأزمات العربية، وأثبتت نتائج طيبة، يجب أن تكون قاعدة للتضافر وتقليل الفجوات، وتقريب المساحات، وتطابق الرؤى، فليس صعباً أن تتحول الأزمات إلى فرص، فالخرائط العربية كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضاً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
الكوارث الطبيعية تهدد ألفي نوع من الكائنات بالانقراض
يواجه أكثر من ألفي نوع من الفقاريات الأرضية خطر الانقراض بسبب الأخطار الطبيعية التي تشمل الأعاصير والزلازل والانفجارات البركانية وأمواج تسونامي، وفقًا لدراسة جديدة تعد الأولى من نوعها في هذا السياق.
وقام فريق البحث بدراسة 34 ألفا و35 نوعا من الفقاريات الأرضية حول العالم، مع التركيز على تلك التي تعيش في مجموعات صغيرة (أقل من 1100 فرد بالغ) أو تلك التي تعيش في نطاقات محدودة (أقل من 2500 كيلومتر مربع)، ومن بين هذه الفقاريات، تتداخل 42% منها مع مناطق شهدت كوارث طبيعية كبرى خلال العقود الـ5 الماضية.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3الصيد الجائر والتغير المناخي يعرّضان الفهود لخطر الانقراضlist 2 of 3"حذاء النيل الأبيض".. طائر فريد يتهدده الانقراضlist 3 of 3انقراض صامت.. الصيد الجائر يهدد الزرافات بأفريقياend of listوتشير الدراسة إلى أن ما يقرب من 70% من الأنواع المعرضة للخطر تعيش حصريا على الجزر، مما يسلط الضوء على مدى الضعف الشديد الذي تعاني منه النظم البيئية الجزرية.
كما أن 15% فقط من الأنواع المعرضة للخطر -حسب الدراسة- تشملها خطط حفظ محددة، في حين أن نحو 30% منها تقع كامل نطاقها المعروف خارج المناطق المحمية.
وحددت الدراسة 2001 نوع معرضة بشدة لخطر الانقراض، وتشمل 834 من الزواحف، و617 من البرمائيات، و302 من الطيور، و248 من الثدييات التي يوجد ما لا يقل عن 25% من مواطنها في مناطق تعاني من تأثيرات عالية من الأعاصير، والزلازل، والانفجارات البركانية، وأمواج تسونامي.
وحللت الدراسة بيانات تاريخية على مدى نحو 50 عاما عن هذه الأنواع الـ4 من الأخطار الطبيعية. وتُشكل الأعاصير التهديد الأكبر، إذ تؤثر على 983 نوعا من الأنواع الأكثر عرضة للخطر، تليها الزلازل التي تهدد 868 نوعا، فأمواج تسونامي التي تهدد 272 نوعًا، ثم الثورات البركانية التي تهدد171 نوعا.
كما وجدت الدراسة أن أعلى تركيزات للأنواع المعرضة للخطر توجد على طول حلقة النار في المحيط الهادي، وهي منطقة ذات نشاط زلزالي مرتفع. وتركزت الأنواع المعرضة للأعاصير بشكل رئيسي في البحر الكاريبي وخليج المكسيك وشمال غرب المحيط الهادي.
إعلانوإجمالا، يعيش ما يقرب من 70% من الأنواع التي تهددها أخطار عالية حصريا في الجزر. ورغم أن الأنواع المتوطنة في الجزر تطورت في الغالب لمقاومة الأخطار الطبيعية، فإن الباحثين يحذّرون من أن هذه التكيفات ربما لا تكون كافية عندما تجتمع الأخطار الطبيعية مع التهديدات البشرية.
وقال جوناس غيلدمان وبو دالسغارد، المؤلفان الرئيسيان للدراسة من جامعة كوبنهاغن في الدانمارك، إن "نصف هذه الأنواع هي ما نصنفه على أنه معرض لخطر الانقراض بسبب الأخطار الطبيعية، وتوجد غالبية هذه الأنواع في المناطق الاستوائية وخاصة في الجزر، التي شهدت بالفعل عديدا من الانقراضات مع استيطان البشر فيها".
وتتوقع الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة وتيرة وشدة الأعاصير، مما قد يُرهق آليات التكيف الطبيعية للأنواع، حيث ستكون المشكلة في هذا المزيج من الأخطار الطبيعية والأخطار البشرية، مثل إزالة الغابات.
كما ترجح أن يكون إعصار ماريا عام 2017 في الدومينيكان قد قضى على 239 من أصل 250 من ببغاوات الأمازون الإمبراطوري المتبقية، وهي من الأنواع المهددة بالانقراض، وقبل الإعصار، كان هذا النوع على وشك الانقراض بسبب فقدان موطنه.
وتشير الدراسة إلى أن الكوارث الطبيعية المدمرة نادرة، وغالبا ما تكون غير متوقعة من حيث موقعها وشدتها، لكنها عندما تكون شديدة، قد يصل تأثيرها على الأنواع النادرة، خاصةً على مجموعات محدودة إلى حد الانقراض أو الإبادة.
وقال فرناندو غونسالفيس المؤلف الرئيس للدراسة لموقع مونغاباي إن الأمر الأكثر إثارة للقلق ربما هو أن 15% فقط من الأنواع المعرضة للخطر لديها خطط محددة للحفاظ عليها، في حين أن نحو 30% منها تقع كامل نطاقها المعروف خارج المناطق المحمية.
وتُسلّط الدراسة الضوء على التدخلات الناجحة للحفاظ على الأنواع المعرضة لخطر الانقراض مثل تلك المُتعلّقة بببغاء بورتوريكو، إذ كان هذا الطائر على وشك الانقراض بسبب الأعاصير والأنشطة البشرية، ولكنه بدأ يتعافى من خلال برامج التربية في الأسر وإنشاء مجموعات برية متعددة في جميع أنحاء بورتوريكو.
وتدعو الدراسة إلى زيادة الاستثمار في حماية الموائل واستعادتها وبرامج التربية في الأسر ونقل الأنواع لمساعدة الأنواع المعرضة للخطر على البقاء في عصر تتزايد فيه الأخطار الطبيعية.
واستشهدت الدراسة أيضا بحالات قرد الأسد الذهبي في البرازيل، والكاكابو في نيوزيلندا، وضفدع مايوركا القابل، وسلحفاة ألدابرا العملاقة في سيشل، وإغوانا فيجي المتوجة، التي تم نقلها لإنقاذها.
ومع ذلك، فإن العمل على إنقاذ كل نوع أمر يستحق العناء، كما قال ماورو غاليتي، أحد المشاركين في تأليف الدراسة من جامعة ولاية ساو باولو في البرازيل، "نحن لا نخسر نوعا واحدا فحسب، بل نخسر عديدا من وظائف النظام البيئي التي توفرها هذه الأنواع".
ويؤكد الباحثون أن فهم الأنواع التي تواجه أعلى الأخطار الناجمة عن الكوارث الطبيعية أمر بالغ الأهمية لإعطاء الأولوية لجهود الحفاظ على البيئة ومنع الانقراض.
إعلانوتقدم الدراسة معلومات مهمة بشأن الأنواع المعرضة للخطر بسبب الأخطار الطبيعية ويمكن أن تساعد في توجيه الاهتمام بالحفاظ عليها وجهود حماية بقائها.