اقتصادية قناة السويس تشارك حفل تدشين السفينة "لورا ميرسك"
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
شارك وفد من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس برئاسة وليد جمال الدين رئيس الهيئة ،الحفل الرسمي لتدشين السفينة لورا ميرسك أول سفينة تعمل بالوقود الأخضر في العالم، والذي أقيم في ميناء كوبنهاجن بحضور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس مجلس إدارة ميرسك الدنماركية العالمية.
وبدعوة رسمية من شركة ميرسك العالمية، شارك رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس الحفل الرسمي للإعلان عن وصول السفينة "لورا" لمحطتها الأخيرة في الدنمارك بأوروبا، بعد رحلة بحرية لمسافة 21 ألف كيلو متر منذ بداية تصنيعها في كوريا الجنوبية مروراً بسنغافورة بالقارة الآسيوية ثم لمحطتها في ميناء شرق بورسعيد بالمنطقة الاقتصادية في مصر لتعد هذه المحطة الإفريقية التي تقف بها السفينة وتزويدها بالميثانول الأخضر بنجاح من قبل شركة OCI GLOBAL الهولندية بنحو 500 طن من الوقود الأخضر في أولى عمليات تزويد السفينة بهذا الوقود داخل الميناء بمحطة قناة السويس لتداول الحاويات، ومنها لميناء روتردام لتبديل طاقمها الأول لتبحر لمحطتها الأخيرة في ميناء كوبنهاجن، ويشار إلى أن السفينة يبلغ طولها 172 متر، وتسَع 2100 حاوية، والسفينة هي الأولى من نوعها في العالم تم بناؤها أوائل العام الجاري لتعمل بالميثانول الأخضر الذي يتم إنتاجه باستخدام الطاقة المتجددة بدلاً من الوقود الأحفوري.
وعلى هامش مشاركته الحفل، اجتمع وليد جمال الدين رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والوفد المرافق، روبرت ميرسك أوجلا رئيس مجلس إدارة - حفيد مؤسس إيه بي مولر – ميرسك العالمية، لمناقشة أوجه التعاون بين الجانبين خاصة بعد الإعلان عن محطة تداول الحاويات الثانية لشركة قناة السويس لتداول الحاويات وتدفق استثمارات الخط الملاحي ميرسك بميناء شرق بورسعيد، كما تطرق الاجتماع لمناقشة أعمال شركة C2X والتي ستمتلكها مجموعة AP Moller-Maersk لتنطلق أعمالها قريباً في كلٍ من مصر داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإسبانيا، لإنتاج الميثانول الأخضر لخفض الانبعاثات الناتجة من الناقلات البحرية خاصة سفن الشحن، والمتوقع أن تصل طاقتها السنوية من إنتاج الميثانول الأخضر إلى أكثر من 3 ملايين طن بحلول عام 2030، وقد حددت الشركة التي يقع مقرها في كوبنهاجن الميثانول الأخضر كأفضل تقنية لتحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح محايدة للكربون في عام 2040.
كما تطرق الاجتماع الإعلان قريباً عن الاتفاقية الإطارية المزمع توقيعها بين المنطقة الاقتصادية وصندوق مصر السيادي والشركة المصرية لنقل وتوزيع الكهرباء وهيئة الطاقة المتجددة وميرسك العالمية مطلع شهر أكتوبر القادم، لمشروع شركة ميرسك الدنماركية لإقامة منشأة لإنتاج الوقود الأخضر داخل المنطقة الاقتصادية تحديداً بمنطقة السخنة، لتعد هذه الاتفاقية العاشرة ضمن الاتفاقيات الإطارية التي تم توقيعها خلال قمة تغير المناخ في نوفمبر الماضي، لتدخل دراسات الجدوى من قبل شركة ميرسك حيز التنفيذ.
على جانب آخر، التقى رئيس المنطقة الاقتصادية ، ديفيد سكوف المدير التنفيذي للتدريب في ميرسك العالمية، لمناقشة آليات التعاون المشترك في مجالات التدريب التقني وإدارة الأزمات وغيرها من البرامج التريبية الفنية للعاملين الفنيين والمديرين العاملين في مجال الموانئ والشحن البحري خاصة تلك الموانئ التابعة للمنطقة الاقتصادية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وفد قناة السويس تدشين سفينة عالم المنطقة الاقتصادیة لقناة السویس میرسک العالمیة قناة السویس
إقرأ أيضاً:
تقلبات اقتصادية والهيدروجين الأخضر
تأثرت الدول النامية بشدة بأزمة الغذاء والطاقة بسبب الحرب الأوكرانية، ما فاقم من مشاكلها الاقتصادية، وتشير التقديرات إلى خسائر مباشرة وغير مباشرة على الأطراف يصل بعضها إلى 2.5 تريليون دولار.
في خضم صورة كئيبة للاقتصاد العالمي حصل تراجع واضح من الدول الغربية عن الاستثمار في الهيدروجين الأخضر، وتعزى الأسباب إلى ضعف الجدوى الاقتصادية بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وصعوبة تأمين عقود شراء طويلة الأجل ما يجعل المشاريع غير مربحة، وشكوك حول الطلب لعدم وجود طلب صناعي كافٍ أو مستقر يقلل من حماس المستثمرين، وضغوط التكلفة؛ فتكاليف الهيدروجين الأخضر أعلى بكثير من الوقود الأحفوري، والدعم الحكومي غير كافٍ لسد الفجوة، وكذلك الضبابية التنظيمية والسياسية؛ فتغير السياسات الحكومية وعدم وجود معايير موحدة يزعزع ثقة المستثمرين، وتحديات البنية التحتية من نقص شبكات النقل والتخزين مما يعوق التوسع، وتراجع الطموحات الحكومية؛ ففي بعض الدول الغربية تراجع التركيز على أهداف الهيدروجين الأخضر تحديدا.
إن القطاع يواجه انتكاسة، والركود يضرب التوقعات، خاصة مع تزايد عدم اليقين وتناقض الخطاب البيئي مع الواقع الاقتصادي، ما يدفع الشركات والحكومات الغربية نحو إعادة تقييم استراتيجياتها والتركيز على حلول أكثر جدوى.
وبالمقابل هناك توجه اقتصادي عميق وكبير في الغرب نحو نماذج طاقة محلية فائقة الكفاءة، تديرها أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على موازنة الإنتاج والاستهلاك لحظيًّا، ومع توسيع قاعدة هذه الأنظمة ستتقلص الحاجة إلى أسواق طاقة دولية، وهو ما يجعل الرهان على مشاريع تصديرية ضخمة أقل جدوى وقيمة.
إنه توجه غربي عام نحو اقتصاد تتراجع فيه أهمية وسيطرة أسواق النفط والغاز والهيدروجين في تحديد مسارات القوة الاقتصادية المستقبلية. فالغرب لا يريد استيراد الهيدروجين والسبب الرئيسي أنه يعمل على تقليل احتياجاته للطاقة الخارجية وليس على نقل احتياجاته من الطاقة التقليدية إلى الهيدروجين ولا من منتج إلى منتج آخر.
في الشقيقة السعودية يتعثر مشروع مدينة نيوم، ويشتكي الساسة السعوديون بأن الغرب تراجع عن وعوده بشراء الهيدروجين الأخضر بعدما تم إنتاجه. وعندنا ألغت BP أحد عقودها الكبرى عن الهيدروجين الأخضر، ويشهد القطاع موجة من الإلغاءات والتأجيلات لمشروعات كبرى تجاوزت طاقتها 12.5 مليون طن سنويًّا من الهيدروجين الأخضر.
يتخوف الاقتصاديون الخليجيون أن يتم دفع الدول الخليجية للاستمرار في إنشاء مشاريع الهيدروجين الأخضر من ميزانياتها المحلية وسط ضغط نصائح غير بريئة من اقتصاديين عبر العالم عن أنه يمكن التعامل بسهولة مع نقل الأمونيا الخضراء، رغم أن عملية التحويل للأمونيا ثم العكس تؤدي إلى خسارة طاقة كبيرة، إضافة إلى أن الهيدروجين الأخضر بنفسه أغلى مرتين إلى 3 مرات من الرمادي؛ بسبب ارتفاع تكلفة الكهرباء المتجددة وضعف الإنتاج واسع النطاق حسب الخبراء.
وسط عدم اليقين الفعلي تزداد الإغراءات الخارجية بالاستثمار بالهيدروجين الأخضر، الخوف هو من تحميل الخليج مراحل التجارب المكلفة والباهظة، وتكاليف البنى الأساسية الباهظة، مما قد يضعف اقتصاداتها ويوقعها في أزمات مالية تؤثر على نموها الاقتصادي الحقيقي.
في عالم لم يعد بريئا فإن تقاطع مصالح العدو الأوحد مع بعض الأجندات الخارجية وارد جدا لإضعاف اقتصادات الخليج تمهيدا للشرق الأوسط الكبير.