"شكراً شكراً شكراً، محمد بن زايد.. لا أعتقد أننا كنا نستطيع تحقيق ذلك من دونك" هكذا عبر رئيس الدولة العظمى، الولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن، عند إلقاء كلمته في قمة العشرين التي عقدت في الهند والتي أُعلن فيها أهم مشروع في القرن الحالي للربط التجاري، الممر التجاري الجديد الذي يربط بين قارتي آسيا وأوروبا عبر منطقة الشرق الأوسط، هذا الشكر يدل على الدور المهم والمحوري لسموه في فكرة المشروع وتحويله إلى واقع.
دول العالم الطبيعية تتجه إلى تكوين تكتلات لتحقيق مصالحها
الممر سيجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40%
يمكننا تناول فكرة وأبعاد ودلالات الممر التجاري الجديد والمعروف اختصاراً بـــ(IMEC) من عدة جوانب سياسية واقتصادية وأمنية، من الناحية السياسية المشروع يعزز مكانة وثقل وأهمية منطقة الخليج العربي في السياسة الدولية إضافة إلى الأهمية الاقتصادية والتجارية، أي أن المنطقة كانت وما زالت وستبقى منطقة مهمة وإستراتيجية، لا كما اعتقد بعض المفكرين والقادة الغربيين والأمريكان بشكل خاص حينما اعتقدوا أن أهمية المنطقة تراجعت، واتخذوا قرارات غير موفقة بناء على هذا الاعتقاد.
كما أن المتابع للتطورات في العلاقات الدولية، يرى أن دول العالم الطبيعية تتجه إلى تكوين تكتلات لتحقيق مصالحها، مثل مجموعة العشرين وتكتل "بريكس" التي تسعى عبرها الدول الأعضاء إلى تحقيق الترابط والتعاون السياسي والاقتصادي فيما بينها، وتتجاوز أو تضع الخلافات السياسية جانباً.
عند الإعلان عن إطلاق المشروع كل أدلى بدلوه، إذ رأى بعضهم الجوانب الإيجابية والفوائد المتوقعة من المشروع، وأثره في التجارة الدولية من تسريع للنقل وفتح مجالات للاستثمار وتوسع في الخدمات سواء لوجستية أو النقل أو الطاقة وتطوير للبنى التحتية، بما يصب في تطوير وتعزيز التنمية العالمية، فيما رأى بعض آخر، سواء من أصحاب الإيدولوجيات المنغلقة أو أصحاب النظرة القاصرة المتشائمة، أن المشروع غير قابل للتطبيق والتنفيذ.
طبعاً عند قراءة المشهد العالمي والتطورات العالمية، وعند تحليل القضايا والأحداث، يتبع الباحث والمحلل السياسي وسائل ونظريات وأسساً للتحليل وتقييم الحدث أو القضية، وهذا هو الأسلوب العلمي المنهجي، ولكن على الرغم من ذلك تؤثر المعتقدات والتوجهات والبيئة التي يعيش فيها في نظرته لبعض الأمور، وبصفتي أحد هؤلاء المحللين وقد تأثرت بالبيئة المحيطة بي وهي البيئة الإماراتية التي لا تعرف المستحيل، والتي حققت الكثير من الإنجازات التي كان الآخرون يعتقدون أنها مستحيلة وغير قابلة للتحقيق، وإن تحققت فلن تستمر ولن تنجح، ومنها مثلاً تأسيس دولة الإمارات التي استمرت وأصبحت نموذجاً وقائداً، بل دولة مؤثرة إقليمياً ودولياً.
ولذا انطلاقاً من هذا الفكر، أرى أن المشروع قابل للتنفيذ والنجاح ولمصلحة العالم تنفيذه ونجاحه، وخاصة أنه يمر في مناطق آمنة ومستقرة، ودول العالم تبحث عن ممرات آمنة تضمن مرور البضائع والسلع بعيداً عن التهديدات، ذلك بمرورها بعيداً عن المناطق غير المستقرة وبعيداً عن مناطق تهديد الملاحة الدولية، سواء من جماعات إرهابية أو قراصنة وحتى دول مارقة.
أما في الجانب التجاري والاقتصادي فللمشروع العديد من الفوائد، منها ما ذكرته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إن هذا الممر سيجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40%، أي أنه سيوفر الوقت وكذلك سيوفر ويخفض التكاليف وسيجلب الاستثمارات المحلية والدولية، وسيعزز الاستثمار في البنية التحتية واللوجستية والنقل والموانئ وسيوفر فرصاً وظيفية، وسيعزز ويطور العلاقات التجارية والاستثمارية والتعاون بين الدول المشتركة فيه.
وبالعودة إلى فكرة المشروع، فعند النظر لنقاط بداية الممر (الهند) والذي يمر بمنطقة الشرق الأوسط (الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل) إلى أوروبا، تذكرنا هذه النقاط بفكرة ممر الغذاء، حيث كانت دولة الإمارات صاحبة السبق والمبادرة في تعزيز الأمن الغذائي على المستوى العالمي، إذ وقعت عدداً من الاتفاقيات مع الهند، وفي سنة 2022 عقدت قمة جمعت دولة الإمارات والولايات المتحدة والهند وإسرائيل عرفت بقمة (I2U2) وأُعلن في تلك القمة تطوير خط تجاري من نيودلهي إلى أبوظبي، ثم إلى تل أبيب وصولاً إلى أوروبا.
هنا أرى أنه بعد إعلان قمة العشرين عن الدول المشاركة في الممر التجاري الجديد (IMEC)، يعد هذا تطوراً لفكرة تجمع (I2U2) الذي تحول إلى (I2U2K2) وذلك بعد إضافة المملكتين (المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية).
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الممر التجاری
إقرأ أيضاً:
رئيس شركة «والت ديزني» لـ«الاتحاد»: أبوظبي وجهة مثالية لـ«عالم ديزني»
رشا طبيلة (أبوظبي)
أكد بوب إيجر، الرئيس التنفيذي لشركة «والت ديزني»، أن أبوظبي تعد وجهة مثالية لإنشاء وبناء «عالم ديزني» لحداثتها ورؤيتها المستقبلية وجودة بنيتها التحتية ومعالمها ووجهاتها المتميزة، مشيراً إلى أن الإمارة تتميز بمزيج مثالي بين تقدير التراث والإرث، وفي الوقت نفسه، الرغبة في الابتكار، وهو ما يتماشى مع رؤية «ديزني».
وقال إيجر في حوار مع «الاتحاد»، على هامش الإعلان عن تطوير مشروع عالم ومنتجع ديزني الترفيهي في جزيرة ياس في أبوظبي، بموجب اتفاقية شراكة استراتيجية بين «ميرال» وشركة «والت ديزني» الأميركية، أن عالم ومنتجع ديزني الترفيهي في جزيرة ياس بأبوظبي، سيكون الأكثر تطوراً وحداثة في بنائه وتصاميمه، تماشياً مع التطور والحداثة التي تتميز بها إمارة أبوظبي.
ويُعد عالم ومنتجع ديزني الترفيهي في جزيرة ياس بأبوظبي، سابع وجهة ترفيهية لـ«ديزني» على مستوى العالم، بعد منتجعات ديزني في كل من كاليفورنيا، وفلوريدا، وطوكيو، وباريس، وهونغ كونغ، وشنغهاي.
وقال إيجر: تُشير تقديرات أن لكل زائر لإحدى وجهاتنا الست بالعالم، يوجد 10 أشخاص آخرون في العالم ممن يرغبون في زيارتها ولكنها ليست من السهل الوصول إليها بسبب طول المسافة أو ارتفاع التكاليف المادية، فـ «عالم ديزني» في أبوظبي سيكون موقعاً مثالياً لاستقطاب ملايين من الزوار لما تتميز به الإمارة من موقع استراتيجي يبعد 4 ساعات عن نصف مليار شخص حول العالم.
وحول اختيار أبوظبي لإنشاء المشروع، قال «كانت أمامنا العديد من الخيارات المختلفة حيث كنا ندرس هذه المنطقة منذ ست أو سبع سنوات، وخلال العامين الماضيين تم التواصل مع شركائنا من «ميرال»، الذين قاموا بزيارتنا وقدموا عرضاً تسويقياً مقنعاً للغاية لاختيار أبوظبي وميرال، الأمر الذي نال إعجابنا وقررنا أن الأمر يستحق أن نخصص له وقتًا لزيارة المكان ومعرفة المزيد عنه».
وأضاف: قمنا بزيارة أبوظبي بعد ذلك وشاهدنا معالمها المتنوعة وما تقدمه من خدمات ووجهات، الأمر الذي جعلنا نؤكد على أن هذا المكان مميز والمناسب لإنشاء وجهة ديزني الجديدة لنعود بعد ذلك ونعلن اليوم عن هذه الشراكة.
وأكد إيجر: أبوظبي تتميز بمزيج مثالي بين تقدير التراث والإرث وفي نفس الوقت الرغبة في الابتكار فهذا ما تمثله «ديزني» وما تمثله أبوظبي، وأُعجبنا بخطط أبوظبي التنموية وما تم إنجازه بالفعل حيث إن جميع خططها مدروسة وهادفة ومتطورة.
وقال: وجدنا تقديراً كبيراً في أبوظبي للثقافة والفنون والإبداع والجودة، الذي يعد عنصرا مهماً وحاسماً في اختيار الوجهة، إضافة إلى الشراكة المتميزة مع شركائنا والتفاهم المشترك حول ما سيتم بناؤه والإمكانات المتاحة وما يمكن تحقيقه».
وأضاف إيجر: أكدت تجربتنا عند بناء وجهة جديدة في مكان جديد، مثل ما حصل في وجهاتنا في شانغهاي أو هونج كونج، دورها في خلق عدد كبير من فرص العمل حيث سيخلق «عالم ديزني» في أبوظبي العديد من الوظائف غير مباشرة بقطاعات أخرى مثل الفنادق والمطاعم وقطاع النقل وجميع الخدمات والقطاعات.
وأضاف: يسهم المشروع في تعزيز الصناعات الابداعية من خلال توفير الوظائف للمبدعين الذين سيقومون بأداء الفعاليات المتنوعة التي تتميز بها وجهاتنا من فنانين وممثلين وغيرهم.
وحول ما يميز عالم ومنتجع ديزني أبوظبي عن غيره من الوجهات السابقة في العالم، قال إيجر: بعد زيارتنا السابقة لأبوظبي، رأينا معالم مختلفة منها متحف اللوفر أبوظبي وتصميمه المميز، والحداثة التي تتمتع بها أبوظبي ورؤيتها المستقبلية، فرأينا من الضروري بناء وجهة تتلاءم مع هذه المميزات ولذلك نسعى لأن تكون وجهة أبوظبي الجديدة الأكثر تطوراً وعمرانياً الأكثر حداثة.
وقال: سيكون «عالم ومنتجع ديزني» بجزيرة ياس في أبوظبي وجهة القرن الواحد العشرين، ونقوم حالياً بالمناقشات حول تصميم المشروع وسيكون هنالك الكثير من الجهود المبذولة والإعلانات المقبلة المتعلقة بهذا المشروع، وفي نفس الوقت نقوم بدراسة السوق ومعرفة رغبات واحتياجات سكان المنطقة.
وأضاف: المرحلة المقبلة بعد الإعلان عن المشروع ستكون البدء بمرحلة التصميم ثم سيتم مناقشة بناء الوجهات والغرف الفندقية وتجارب التسوق وغيرها من التجارب. وأكد أنه سيتم بناء الوجهة بطريقة تكون مناسبة للزيارة في جميع المواسم والفصول.
وتُجسّد عالم ومنتجع ديزني ترفيهي الجديد تكاملاً فريداً بين القصص الأسطورية لشركة «ديزني» ومعالمها الترفيهية الشهيرة، وبين الملامح الثقافية الأصيلة لأبوظبي، وحسن ضيافتها وترحيبها، وشواطئها الخلابة وتصاميمها المعمارية الفريدة. وستتولى «ميرال» مسؤولية تطوير المشروع وبنائه بالكامل، فيما ستقود ديزني وفريق المصممين الأسطوريين التابع لها عملية التصميم الإبداعي والإشراف على العمليات التشغيلية لضمان توفير تجربة عالمية المستوى.
واختارت شركة «ديزني»، بعد مرور نحو عشر سنوات على افتتاح آخر وجهة لديها بالعالم، أبوظبي لتكون المدينة السابعة لاحتضان عالم ومنتجع ديزني، وذلك في جزيرة ياس. وتتمثل وجهات ديزني الـ 6 في العالم من الأقدم إلى الأحدث: «ديزني لاند» في كاليفورنيا التي افتتحت عام 1955، ثم عالم ديزني في فلوريدا (1971)، ثم طوكيو ديزني لاند (1983)، ثم ديزني لاند في باريس (1992)، يليها ديزني لاند في هونج كونج (2005)، ثم ديزني لاند شنغهاي (2016). وقبل يومين، تم الإعلان عن مشروع عالم ومنتجع ديزني جزيرة ياس في أبوظبي لتكون الأكثر تطوراً وحداثة في العالم.