انتقادات فلسطينية لمشاركة نجل عباس بمناقشات التطبيع في الرياض
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
عبر ناشطون فلسطينيون عن غضبهم إزاء مشاركة نجل زعيم السلطة الفلسطينية محمود عباس، في محادثات رسمية مع مسؤولين سعوديين، بشأن احتمالية توقيع اتفاقية تطبيع بين المملكة والاحتلال.
وجاءت الانتقادات على خلفية نشر موقع "تايمز أوف إسرائيل"، أنباء تفيد بمشاركة ياسر عباس مع وفد من مسؤولي السلطة، لمناقشة اتفاق تطبيع محتمل بين دولة الاحتلال والسعودية، رغم أن نجل محمود عباس لا يشغل حاليا دورا رسميا في السلطة الفلسطينية.
وبحسب الموقع فقد شارك عباس الابن في اجتماعات الوفد الفلسطيني مع كبار المسؤولين السعوديين، بما في ذلك وزير الخارجية فيصل بن فرحان، إلى جانب اجتماع مع وفد أمريكي بقيادة كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف.
السعي المحموم لعصابة أوسلو لإنجاح تطبيع الكيان مع السعوديّة!!
فإلى جانب ثنائي العار؛ حسين الشيخ، وماجد فرج، أشرك عباس نجله ياسر عباس في نقاش هذا الفريق العميل مع أمريكيا، والسعوديّة للوصول إلى إنجاح مساعي عملية التطبيع، موقف سلطة العار محموم لحدوث التطبيع!
والهدف هو المال فقط.
ياسر محمود عباس "الخائن القادم "على راس سلطة الخيانة..حضوره لقاء الرياض بداية فرش البساط الاحمر له.. pic.twitter.com/wdA4W5sVWd
— عبد الحكيم قاسم (@mgqtcaltbBNrZ5L) September 15, 2023 وقد اختارت رام الله والرياض وواشنطن عدم إصدار قراءات أو صور من اجتماعات الأسبوع الماضي، مما سمح بعدم ملاحظة ياسر عباس.ونقلت الصحيفة تصريحات لغيث العمري، من معهد واشنطن للسلام في الشرق الأوسط، قال فيها إن ضم ياسر عباس إلى الوفد "صادم"، نظرا لأن نجل الرئيس “ليس لديه منصب رسمي وليس جزءا من الحياة السياسية الفلسطينية".
وقال العمري إن هذه المشاركة "تعزز الشعور لدى الجمهور الفلسطيني بأن السلطة الفلسطينية تدار بشكل سيء، وأن عملية صنع القرار مزاجية، وأن المحسوبية منتشرة"، مضيفا أنه “لا يوجد منطق حكومي لإشراك ياسر عباس في هذه الاجتماعات، وهذا يعزز صورة الفساد لدى الفلسطينيين تجاه السلطة الفلسطينية”.
ويذكر أنه في عام 2009، كشف تقرير لوكالة رويترز أن شركة "فالكون" للمقاولات الكهروميكانيكية التابعة لياسر عباس وقعت عقدا بقيمة 1.89 مليون دولار مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لبناء منشأة لمعالجة مياه الصرف الصحي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وتم توقيع العقد بعد خمسة أشهر من تولي محمود عباس منصب الرئيس، رغم أن محامي ياسر عباس قال لرويترز في ذلك الوقت إن المزايدة على العقد بدأت قبل تولي والده منصبه عام 2005.
ويذكر أن الإعلان الرسمي الفلسطيني عن الزيارة كان إجراء محادثات مع مسؤولين سعوديين، دون أي لقاءات مع مسؤولين أمريكيين، بينما قالت شبكة "بي بي سي" حينها أن الوفد تلقى تعليمات من عباس، بعقد لقاءات مع المسؤولين السعوديين فقط.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية فلسطينيون محمود عباس التطبيع الرياض فلسطين محمود عباس الرياض التطبيع سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة محمود عباس
إقرأ أيضاً:
بين خيانة التطبيع وصمت الأشقاء
أحمد بن محمد العامري
في كل صباح تستيقظ فيه غزة على صدى القنابل، لا يسمع العالم سوى صراخ الأطفال.
أصوات هشّة، لكنها أشد مضاءً من صواريخ الحقد، تنفذ إلى أعماق الضمير البشري، تسائل العالم وتعاتب الأشقاء قبل الأعداء.
في هذا الزمن العربي المائل، لم تعد الخيانة تأتي من خلف الحدود فحسب، بل باتت تلبس وجوهاً مألوفة، وتنطق بلغتنا، وتُبرّر بالسلام ما لا يُبرَّر.
العدو معروف، منذ النكبة الأولى وحتى اللحظة، لم يبدّل جلده، ولم يُخفِ نيّته. اغتصب الأرض، وقتل الأبرياء، وشرّد العائلات، ثم وقف ليحاضر في "أخلاقيات الحرب". ولكن الأكثر مرارة من أفعال العدو، هو خذلان القريب، هو اليد التي لم ترتفع للدفاع، واللسان الذي لم ينطق بالحق، والنظام الذي استبدل البندقية بمصافحة القاتل.
لقد مضت سنوات طويلة، كان فيها الشجب والتنديد أدوات فارغة يتسلّى بها بعض الحكّام، أما اليوم، فقد تخلوا حتى عن هذه الشعارات المستهلكة. ركضوا إلى عواصم القرار، حاملين أوراق السلام، موقّعين بأحرف الخضوع، متناسين الدم الذي لم يجف بعد من جدران الشجاعية وجنين وخان يونس.
في زمن أصبح فيه التطبيع وسامًا تُقلَّده بعض الأنظمة، بات أطفال فلسطين وحدهم يرفعون راية الرفض، يكتبون بالدم ما لم تجرؤ عليه أقلام الساسة. إنهم لا يجهلون مَن عدوهم، لكنهم يعرفون أيضًا مَن باعهم، ومن خانهم، ومن استبدل قدسهم بأبراج من زجاج. هؤلاء الأطفال لا يطالبون بالشفقة، بل بالعدالة، ولا ينتظرون من العرب دموعًا، بل وقفة حقيقية تليق بتضحياتهم.
هل تدرك الأنظمة المطبّعة أنها حين صافحت الاحتلال، لم تكن تبارك "سلامًا"، بل تخون دماء الشهداء؟ هل يدرك الصامتون أن صمتهم لم يكن حيادًا، بل انحيازًا؟ وأن من لا يقف في صف المظلوم، يقف – بالضرورة – في صف الظالم؟
إن أطفال فلسطين لا يكتبون البيانات، لكن أجسادهم النازفة تفضح كل بيان كاذب. لا يملكون منابر إعلام، لكن صرختهم تُدوّي في أذن كل ضمير لم يمت بعد.
فلسطين لا تحتاج إلى عواطف باردة، بل إلى مواقف حارّة كالدم. أطفالها ليسوا ضحايا فقط، بل شهود على زمن مهزوم، فيه الصمت جريمة، والتطبيع خيانة، والخذلان خنجر في الظهر. إنّ من يطبع مع القاتل، لا يمكنه أن يدّعي البراءة، ومن يبرر الصمت، فهو شريك في الجريمة.
سيكبر أطفال فلسطين، ولن ينسوا. سيحفظون وجوه من خذلوهم، كما يحفظون أسماء من ساندوهم. وفي يوم ما، حين تنجلي الغمة، سيُكتب في التاريخ: أن الاحتلال كان عدواً، لكن الخذلان جاء ممن كنّا نحسبهم إخوة.
فلتبقَ صرختهم مدوّية: من يصمت عن القتل، قاتل. ومن يبرّر التطبيع، خائن. ومن باع فلسطين، لا يستحق أن يُحسب على العروبة ولا علا الإنسانية.
ahmedalameri@live.com