هل يهدد الخلاف السعودي الإماراتي جهود إنهاء حرب اليمن؟
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
قالت وكالة "بلومبيرغ" إن السعودية والإمارات تتنافسان في السيطرة على اليمن ما بعد الحرب، بعدما تعاونتا ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران، مؤكدة أن هذا "يعرض آفاق السلام للخطر، مع وجود مخاطر آخرى على القوى الخليجية الغنية بالنفط".
وأضافت الوكالة أن الانقسامات حول الشكل الذي يجب أن تبدو عليه اليمن بعد الحرب تهدد "الهدنة الهشة مع الحوثيين وتنذر بجولة جديدة من التصعيد وإراقة الدماء بين الجماعات الوكيلة المدعومة من الإمارات من جهة والسعودية من جهة أخرى"، بحسب ما نقلت عن أربعة أشخاصت قالت إنهم مطلعين على الأحداث.
وأضافت "تصاعدت التوترات بين القوتين العربيتين الخليجيتين داخل وخارج ساحة المعركة اليمنية لسنوات، إلا أن الدعوات المتزايدة من قبل الانفصاليين اليمنيين المدعومين من الإمارات لإقامة دولة منفصلة في الجنوب أثارت غضب الرياض، التي تريد أن يبقى اليمن سليما".
وأوضحت أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من الخلاف وتخشى أن يؤدي إلى تقوية إيران وإفشال هدف رئيسي في السياسة الخارجية وهو إنهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات والتي أودت بحياة ما يقرب من 400 ألف شخص.
بدوره، قال كبير محللي الشؤون اليمنية في مجموعة الأزمات الدولية، أحمد ناجي: إن "اليمن أصبح ساحة للسعودية والإمارات للتنافس وتصفية حساباتهما من خلال وكلاء محليين، مما يقلل من فرص التوصل إلى تسوية سياسية".
بينما قال مسؤول حكومي إماراتي إن أبوظبي تدعم بشكل كامل الجهود السعودية لإنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، ووصف "مزاعم التوترات بين الجارين بأنها كاذبة بشكل قاطع".
وأشارت أن "الأسابيع المقبلة حاسمة، حيث تستعد السعودية لجولة جديدة من المحادثات مع قادة الحوثيين، الذين هددوا باستئناف هجماتهم على المملكة، بما في ذلك مشروع نيوم العملاق، ما لم تتم الاستجابة لمطالبهم بالتعويضات وحصة كبيرة من عائدات النفط والغاز".
وذكرت أن ذلك "يأتي في الوقت الذي تتصاعد فيه الخلافات مع الإمارات حول قضايا أخرى، بعدما وضع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بلاده بشكل متزايد كزعيم إقليمي بلا منازع في كل شيء من الأعمال إلى الطاقة إلى السياسة الخارجية، وأدى ذلك إلى مشاحنات بين الحلفاء التقليديين في أوبك والإحباط بشأن محاولة استبدال دبي كمركز تجاري في الشرق الأوسط، فضلا عن الخلافات حول كيفية التعامل مع إيران".
وقالت إنه في أيار،/مايو الماضي، أثار زعيم جماعة مدعومة من الإمارات غضب السعودية عندما مر عبر مدينة المكلا الساحلية بجنوب اليمن وقدم نفسه كزعيم للدولة الجنوبية المستقبلية.
وأضافت أن عيدروس الزبيدي، الذي كان يرتدي نظارة شمسية وبدلة أنيقة، بدا "أشبه بالرئيس المنتظر أكثر من كونه متمردا سابقا مشاكسا، بينما كان يتجول في الشوارع، وهو يلوح من البرج المفتوح لمركبة مدرعة".
واعتبرت الوكالة أن هذا الخلاف دخل مرحلة جديدة خطيرة مع زيارة الزبيدي للمكلا، حيث أعلنت القوات المدعومة من أبو ظبي عن خطط لتوسيع نطاق وصولها، والمطالبة بالسيادة على حضرموت بأكملها، أكبر محافظة في اليمن والتي تضم 80٪ من نفطها.
وفي الشهر التالي، ظهر الزبيدي في القاعات الأنيقة في تشاتام هاوس في لندن، حيث أخبر جمهورًا من الدبلوماسيين والخبراء بأنه سيقاتل من أجل المحافظة "مهما كان الثمن".
وفي الوقت نفسه تقريبا، هبطت طائرة تابعة للقوات الجوية السعودية في مطار حضرموت الرئيسي لنقل القادة المحليين، بما في ذلك المحافظ، إلى الرياض حيث أعلنوا عن تشكيل مجلس إقليمي جديد لمواجهة الانفصاليين.
وذكرت الوكالة أن حضرموت تعد موطن أجداد بعض أبرز العائلات التجارية والمصرفية في الرياض، وتشترك في حدود طويلة يسهل اختراقها مع السعودية.
ولتعزيز سيطرتها على حضرموت، قامت الرياض بإنشاء وتمويل وتدريب قوة شبه عسكرية يمنية جديدة تُعرف باسم "درع الأمة"، والتي تجذب المقاتلين من الفصائل المدعومة من الإمارات بأجور ومزايا ثابتة، وفقًا لمسؤولين وباحثين يمنيين على الأرض.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السعودية اليمن الإمارات الخلاف السعودية اليمن الإمارات خلاف صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المدعومة من من الإمارات
إقرأ أيضاً:
10 آلاف زائر للمؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي بنسخته الأولى
دبي: «الخليج»
اختتمت بنجاح كبير فعاليات النسخة الأولى من المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي، الذي نظمته وزارة التغير المناخي والبيئة في مركز أدنيك العين، تحت رعاية سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة.
شهد الحدث، الذي امتد لأربعة أيام، إقبالاً وتفاعلاً واسعاً، بأكثر من 10 آلاف زائر لأكبر تجمع للمزارعين والنحالين بالدولة، واختتم بحصيلة مثمرة من الاتفاقيات الاستراتيجية لتطوير القطاع ومبادرات لدعم المحاصيل المحلية، ليؤكد المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي الدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات، في تعزيز الأمن الغذائي المستدام وتطوير كامل القطاع الزراعي.
وقال محمد سعيد النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي: «لقد أثبت المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي، أنه نقطة انطلاق لتعزيز جهودنا نحو قطاع زراعي مبتكر ومستدام. الأرقام التي نشهدها اليوم هي شهادة على التزام كافة المشاركين، من مزارعينا إلى شبابنا وشركائنا، بتحقيق رؤيتنا الطموحة للأمن الغذائي. سنواصل البناء على هذا الزخم في تنظيم النسخ القادمة من المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي».
10 آلاف زائر
شهد الحدث حضور أكثر من 10 آلاف زائر من كل أطياف المجتمع. ويؤكد هذا الحضور الواسع، نجاح الحدث في إلهام المجتمع والجيل الجديد وتوعيته بأهمية الزراعة ودورها الحيوي، وتشجيعه على التفكير في الانخراط والمساهمة في هذا القطاع الاستراتيجي لمستقبل دولة الإمارات، كما يعكس مدى الاهتمام المتزايد من قبل أفراد المجتمع الإماراتي بالقطاع الزراعي.
كما شهد المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي مشاركة 109 من المزارعين المواطنين بينهم 33 من النحالين ومنتجي العسل، استعرضوا أفضل ما لديهم من منتجات، وتم تنظيم أكثر من 10 ورش عمل متخصصة موجهة لهم، وهو ما يؤكد التوجه العملي نحو تزويد المزارعين بأحدث المعارف والمهارات التقنية والفنية.
ولتعزيز الحوار وتبادل الخبرات، شهد المؤتمر عقد 35 حلقة نقاشية معمقة و9 كلمات رئيسية، رسخت مكانة المؤتمر منصة حيوية لتبادل الخبرات، وشارك في الفعاليات 67 متحدثاً من الخبراء والمختصين، ما أثرى النقاشات وساهم في تقديم رؤى تحليلية شاملة حول سبل تطوير القطاع الزراعي وتحديث آلياته.
4 جامعات
على الصعيد التعليمي والأكاديمي والبحثي، برهنت مشاركة 4 جامعات متخصصة هي (جامعة الإمارات، جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، جامعة خورفكان، وجامعة الذيد) على الدور المحوري للبحث العلمي والابتكار الأكاديمي.
كما استقطب الحدث نحو 1000 طالب وطالبة من مختلف المراحل الدراسية، زاروا مختلف منصات المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي، ومن بينها المتحف الزراعي الوطني، حيث تعرفوا إلى إرث دولة الإمارات في مجال الزراعية وتعرفوا إلى رؤية الإمارات نحو مستقبل الزراعة الذكية المدعومة بأحدث التقنيات الزراعية الذكية مناخياً.
وكان لعقد الشراكات والتعاون جانباً مهماً في فعاليات المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي، حيث تُوجت هذه الجهود بتوقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم استراتيجية، والتي تمثل خطوات ملموسة نحو بناء شراكات فعالة ومثمرة بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية.
وتجسد هذه الاتفاقيات الالتزام الجاد بتحويل الرؤى والأفكار المطروحة إلى مشاريع وبرامج تنفيذية ملموسة تعود بالنفع المباشر على نمو وتطور القطاع الزراعي الوطني.
المتحف الزراعي
شهد المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي الكشف عن «المتحف الزراعي الوطني»، والذي يمثل إضافة نوعية وبارزة تهدف إلى توثيق مسيرة الزراعة العريقة في دولة الإمارات وقصة تطورها الملهمة.
ويقدم المتحف نافذة على ماضي وحاضر ومستقبل القطاع الزراعي، وأبرز للأجيال الجديدة إرث الأجداد وجهودهم في استصلاح الأرض، وصولاً إلى أحدث تطبيقات الزراعة الذكية والمستدامة التي تتبناها الدولة.
كما تم الإعلان رسمياً إطلاق «مجلس شباب الإمارات للزراعة»، وذلك بالتعاون بين وزارة التغير المناخي والبيئة والمؤسسة الاتحادية للشباب، بهدف تمكين الكفاءات الشابة الإماراتية، وتعزيز دورها المحوري في قيادة مستقبل القطاع الزراعي بالدولة.
وأعلنت وزارة التغير المناخي والبيئة خلال الحدث، بدء تشغيل «المركز الزراعي الوطني»، والذي يُعد إحدى المبادرات المهمة ضمن البرنامج الوطني «ازرع الإمارات»، وسيقوم بتقديم حزمة متكاملة من الخدمات الداعمة للمزارعين، لزيادة نسبة المزارع المنتجة والعضوية.
وشهد «المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي» إطلاق «ملتقى الإرشاد الزراعي الوطني الأول»، بهدف تعزيز التحول الزراعي المستدام، وتبادل الخبرات في مجال الإرشاد الزراعي.