(عدن الغد) متابعات

أن تصنع محتوى قيما في بلد يعاني إحدى أسوأ الأزمات في العالم، تكون قد أضفت قيمة كبيرة لك ولنشاطك، ولوطنك الذي يتجرع مرارة الصراع منذ سنوات عديدة.

هكذا يبدو واقع الشابة اليمنية أروى عبد الكريم، التي تواصل صنع المحتوى ونشره عبر شبكة الإنترنت، ضمن مسار الكفاح الذي تبديه اليمنيات دفاعا عن أحلام أثقلتها أوجاع الحرب المتواصلة في البلاد منذ نحو 9 سنوات، وبهدف نشر الجمال في وطن يشكو من قبح النزاعات.

محتوى خاص يعرف باليمن

تقول أروى لوكالة الأنباء الألمانية "أصنع المحتوى الذي أحبه وأراني فيه بدون أي قيود أو سياسات أو رؤية غير التي أريدها… بنيتُ حسابا جديدا على منصة الإنستغرام وسميته "أروى"، ومنصة التيك توك كخطوة لاحقة، وبدأت أوظف قدراتي وكل ما تعلمته طوال السنوات الماضية لإنتاج محتوى خاص بي يعّرف باليمن وبكل جميل نعرفه عنها ولا يعرفه العالم".

بدأت أروى فكرة صنع ونشر المحتوى بهدف تسليط الضوء على قصص الناس من حولها، وكانت أول مادة لها تعريفية بمن هي وماذا تريد أن تفعل، ثم عملت على مشاركة الناس القصص الأخرى، وكتبت على حائط حسابها "حولي الكثير من القصص التي تستحق أن أحكيها بأسلوبي الخاص".

"قالت لي أمي"

نشرت أروى العديد من مقاطع الفيديو عبر إنستغرام وتيك توك، لكنها لم تستطع الظهور بملامح وجهها، لعدم موافقة والدتها.

وبدلا من ذلك، قررت أروى الظهور بالزي الأبيض مع نظارة وربطة رأس، بدون إظهار ملامح وجهها… فقط صوتها الجذاب باللهجة الصنعانية يحكي قصصا متعددة عن اليمن وتراثها وجمالها.

كان أول فيديو لأروى بعنوان " قالت لي أمي"، وحقق رواجا كبيرا، وتفاجأت وقتها بردود أفعال الناس الإيجابية والانتشار الواسع لذلك المقطع المرئي، ثم بعدها تتابعت المواد بمواضيع مختلفة أحبها الناس كثيرًا.

في أول مقطع فيديو لها وصفت أروى نفسها بأنها " فتاة حالمة وطموحة جدا جدا، متفائلة في الحياة… أحب أعمل أشياء كثيرة في وقت واحد، ولدي نظرة مختلفة وقدرة على صنع محتوى جيد".

"عقلي لا يهدأ عن التفكير والتخطيط، فقررت أن أبدأ من هذا الحساب بصنع محتوى خاص بي يمثلني دون اشتراطات أو قيود… من المهم أن أبدا وأقوم بالشيء الذي أحبه "، تضيف أروى.

إثراء المحتوى التراثي اليمني

تشدد أروى على ضرورة الارتقاء بواقع المحتوى المنشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن "أصبح هدفي إثراء المحتوى اليمني والعربي وتسليط الضوء على التراث اليمني".

وتوضح أروى أنها  تنتج المحتوى الذي تقدمه بكل مراحله من الفكرة إلى النشر بواسطة هاتفها.

ومن بين الموضوعات التي تطرقت لها أروى: إبراز عادات وتقاليد اليمنيين في الأعياد، وإظهار جودة القهوة اليمنية والشاي الممزوج بالحليب، وشرح معاني كلمات باللهجات اليمنية سواء الصنعانية أو العدنية، و فضلا عن التعريف بالكعك اليمني الذي يتم صنعه منزليا وتداوله في المناسبات، ومواضيع أخرى.

عوائق وصعوبات

 

وفي بلد يعاني العديد من العوائق والعقبات، واجهت أروى بعض الصعوبات التي اعترضت طريقها.

تقول أروى "كنت أعتقد أن عدم ظهور وجهي هو صعوبة، لكنها تحولت لفرصة عززت الانتشار بشكل أكبر، وساعدتني كذلك".

وتضيف " تظل الصعوبة الأكبر هي "النفس"… نفسي هل تريد أم لا لأنها إذا أرادت تخطت كل صعب، وأنا أحب ما أقوم به فوق ما يمكن وصفه، ولكن لطالما صناعة المحتوى ظلت عملا جانبيا، سيكون ذلك سببا في اختفائي لفترات وظهوري لفترات أخرى".

تأثير المرأة

ومع ظروف الحرب، فقد برزت العديد من اليمنيات في أنشطة متنوعة، سواء في الجانب الحقوقي أو المجتمعي أو الإعلامي والترفيهي، وما يزال صوت المرأة في هذا البلد مرتفعا رغم كل الصعوبات.

وتقول أروى إن "صوت المرأة اليمنية أصبح مسموعا ومؤثرا، واستطاعت النساء وضع بصمة خاصة في المحتوى الرقمي اليمني، ولدينا الكثير من الأمثلة الجيدة".

وفي معرض حديثها عن الشباب والشابات في اليمن تقول أروى "نصيحتي ابدؤوا نشاطكم، ولا تنتظروا حتى توفروا المعدات أو يكتمل الفريق أو حتى يأتي تاريخ مميز.. لا تنتظروا أن تكونوا محترفين حتى تبدؤوا".

وتبدي أروى سعادتها لأن صناعة المحتوى الرقمي في اليمن يتطور يوما بعد يوم وبجودة ممتازة، حسب تعبيرها.

 

نشاط أدبي

إلى جانب صنع المحتوى، تهتم أروى بالمجال الأدبي، حيث سبق لها أن كتبت العديد من القصص.

تواصل أروى حديثها" أهتم في المجال القصصي منذُ أن كنت في المدرسة، وكان والدي مشجعا وداعما لي بكل خطواتي".

وأضافت" كتبت مجموعة قصصية في عام 2019 تحت اسم "غصن الشذاب" وكانت مكونة من 15 قصة من الواقع اليمني، لكنها ظلت حبيسة الأوراق والأدراج الخشبية، ويمكن أن يكون ما أقوم به الآن (صنع المحتوى) هو ما كنت أتمنى عمله في تلك المجموعة القصصية".

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: العدید من

إقرأ أيضاً:

حملة «قمع» حوثية تستهدف 5 محافظات يمنية

عدن (الاتحاد)

أطلقت ميليشيات الحوثي، حملة قمع جديدة استهدفت اختطاف عشرات المدنيين في مناطق سيطرتها باليمن، مما يشير إلى النهج القمعي الذي تتبعه الجماعة، الأمر الذي يفاقم معاناة المدنيين، ويقوّض مظاهر الحياة المدنية في تلك المناطق.
واختطفت ميليشيات الحوثي ما لا يقل عن 65 شخصاً من محافظات إب، والضالع، وتعز، وصنعاء، وريمة، خلال الأيام الماضية، في واحدة من أكبر حملات القمع ضد المدنيين، حسبما أفادت تقارير إعلامية من مصادر حقوقية وإعلامية. 
وطالت الاختطافات، بحسب المصادر، أكاديميين، ومحامين، وتربويين، وناشطين، وأطباء، ومواطنين، عبّروا عن رفضهم لسطوة الميليشيات الحوثية القمعية. 
وتصدّرت محافظة إب قائمة المحافظات اليمنية في عدد المختطفين، إذ طالت الحملة أكثر من 40 مدنياً من مختلف المديريات، وشملت أكاديميين، ومحامين، وتربويين بارزين، بحسب المصادر.  وجاءت محافظة تعز في المرتبة الثانية، حيث اختطفت الميليشيات أكثر من 10 مدنيين شرقي المحافظة، مما تسبب في موجة نزوح واسعة إلى المناطق المحررة.
وفي محافظة الضالع، وثّقت المصادر اختطاف عدد من اليمنيين في مدينة دمت، عقب احتجاجهم السلمي على قيام الميليشيات بجرف أراضيهم الخاصة تمهيداً لإنشاء محطة جمركية جديدة على الطريق الرابط بين صنعاء وعدن.
أما في ريمة، فقد اختطفت الميليشيات عدداً من المدنيين، وفي صنعاء، سُجّلت حالة اختطاف واحدة طالت ناشطاً سياسياً، على خلفية عمله الحقوقي. 
وأثارت حملة الاختطافات، لا سيما في محافظة إب، حيث اقتيد العشرات إلى سجون سرية وأماكن مجهولة، موجة تنديد حقوقي وسياسي واسع، ووصفت بأنها «انتهاك صارخ لحقوق الإنسان». واعتبرت «الشبكة اليمنية للحقوق والحريات» - وهي ائتلاف حقوقي غير حكومي، أن الاعتقالات والاختطافات الحوثية تُعد «حملات قمع ممنهجة»، مجددة مطالبتها لميليشيات الحوثي بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين والمخفيين قسراً دون قيد أو شرط.
من جانبه، دعا المركز الأميركي للعدالة، أمس، إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في انتهاكات وجرائم ميليشيا الحوثي، وفرض عقوبات على قياداتها، مؤكداً أن هذه الجرائم ترقى إلى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي.
 وأشار المركز الحقوقي إلى أن ميليشيا الحوثي وسّعت حملات الاعتقال في محافظة إب، مما أدى إلى نزوح قسري لعشرات الأكاديميين والشخصيات الاجتماعية خشية الملاحقة.
وأوضح المركز أن الميليشيا الحوثية نفذت حملة ممنهجة من الاعتقالات التعسفية والإخفاءات القسرية، استهدفت 65 شخصاً، بينهم أطباء وأساتذة جامعيون ومحامون.

أخبار ذات صلة اليمن: «الحوثي» يستخدم معاناة المدنيين للابتزاز السياسي الجيش اليمني يحبط هجوماً حوثياً في تعز

مقالات مشابهة

  • إبداع قاده حب الوالد.. قصة صانعة محتوى تألقت بمجال السيارات
  • تعلن الأخت/ أروى أحمد راجح عن فقدان استمارة طلب اشتراك برقم (1037)
  • فسح وتصنيف 60 محتوى سينمائيا خلال أسبوع
  • حملة «قمع» حوثية تستهدف 5 محافظات يمنية
  • ضبط عدد من المخالفين في عدة مناطق بالمملكة .. فيديو
  • ثقافة الإسماعيلية ينظم ندوة عن صناعة المحتوى
  • واشنطن تكشف عن الدرس الأهم الذي لقنته للمليشيات الحوثية في اليمن والتزم به عبدالملك الحوثي مطيعا
  • حزن عالمي بعد وفاة جوتا.. أسرة صغيرة تحكي قصة وفاء كبيرة
  • القلاع والبيوت الحجرية بجازان.. معالم سياحية تحكي قصص الأجداد
  • القبض على 4 مقيمين ظهروا في محتوى مرئي يتشاجرون في مكان عام .. فيديو