الوكالة الدولية: هيئة الرقابة المصرية نموذج للممارسات المتميزة في نظام الإدارة عالميا
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
استقبلت هيئة الرقابة النووية في الفترة من 10-14 سبتمبر 2023 بعثة لمراجعة وتقييم نظام الإدارة المتكامل بهدف التحقق من مدى توافقه مع متطلبات الأمان العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية الواردة ب GSR Part2 حول "القيادة والإدارة فيما يتعلق بالأمان "، وكذلك أفضل الممارسات العالمية في هذا الشأن.
استهلت البعثة عملها بالاجتماع مع الدكتور سامي شعبان رئيس الهيئة و الدكتور أسامة صديق نائب رئيس الهيئة، حيث أكدا على أهمية الدور الذي تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالياتها المختلفة ولاسيما البعثات التقييمية التي من شأنها تحديد نقاط القوة داخل المؤسسات الرقابية المختلفة وكذلك تحديد أوجه القصور والعمل على مواجهتها بهدف تحقيق التطوير المستمر.
وقد رافق الخبراء خلال مدة الزيارة وعمليات المراجعة الدكتور شريف بكر رئيس إدارة الجودة والتدقيق وفريق العمل بإدارة الجودة. حيث تم خلال الاجتماعات شرح أهم ما حققته الهيئة في مجال الإدارة المتكامل من خلال صياغة اللوائح والإجراءات التي تضمن أداء العمل بصورة مؤسسية كما تم عروض تقديمية عن نظام الإدارة المتكاملة بالهيئة ومدى توافقه مع متطلبات واصدارات الوكالة والمواصفات الدولية في هذا الصدد مدعما بالأدلة.
كما تم الاجتماع بين الخبراء والدكتور عبد الفتاح سليمان رئيس مركز التميز ، والدكتور مصطفى درويش رئيس إدارة الدعم الفني والمعامل، حيث تم خلال الاجتماعات شرح كيفية تبني الهيئة نظام مبتكر في إدارة المعرفة قائم على الذكاء الاصطناعي، وأخيرا أهم ما تضمه معامل الهيئة من أحدث الأجهزة والتقنيات.
وقد أكد الخبراء على ان نظام الإدارة المتكامل بالهيئة يعكس بشكل واضح نضج المؤسسة بالإضافة الى التزام القيادة فيما يتعلق بالأمان وانتهت البعثة الى ان الهيئة من خلال الجهد الذي قامت به إدارة الجودة والتدقيق حققت إنجازا في تطوير وتوثيق نظام الإدارة الخاص بها والذي يتماشى مع معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويساهم في الوفاء بجميع المتطلبات واللوائح الوطنية والدولية ذات الصلة. كما أوضحت أن هناك فهم جيد للمتطلبات المتعلقة بالتوثيق وبالتكامل بين عناصر الأمان والصحة والبيئة والأمن والجودة والعامل البشري والتنظيمي والعناصر الاجتماعية والاقتصادية بما لا يقوض الأمان داخل نظام الإدارة المتكامل بالهيئة.
كما أثنت البعثة على الهيكل التنظيمي للهيئة ومدى مشاركة ومتابعة ودعم الإدارة العليا لعملية انشاء وتطوير وتطبيق نظام الإدارة المتكامل، والأدوات والبرامج التي يستخدمها مركز التميز لتقييم كفاءات المناصب المختلفة في الهيكل التنظيمي للهيئة، وتطوير برامج التدريب لسد الفجوات، وأخيرا المختبرات والمعدات والخبرات التي توفرها إدارة المعامل والدعم الفني بالهيئة. كما قام الخبراء باقتراح عدد من فرص التطوير لنظام الإدارة المتكامل.
وفي ختام البعثة، أكد الخبراء بأن الهيئة لديها نظام إدارة متكامل قوى والعديد من الخبرات والممارسات الجيدة وتتمتع بمكانة متميزة وقوية التي تمكنها من تبادل خبراتها ومعرفتها وممارستها الجيدة مع الهيئات التنظيمية على مستوى العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نظام الإدارة المتکامل IMG 20230919
إقرأ أيضاً:
إدارة السعوديين للحج تبهر الإعلام العالمي
في موسم حج 1446هـ، التفتت أنظار العالم، واعتدل الجميع في مقاعدهم، مدهوشين بما قدمته السعودية من عرض إنساني وتنظيمي استثنائي في غضون ثلاثة أيام فقط. لم يكن المشهد مجرد أداء شعيرة دينية، بل تجربة حضارية شاملة، استفاد منها أكثر من مليون ونصف المليون حاج، واكتملت تفاصيلها بين أروقة الابتكار، ودهاليز التقنية، ومنصات الذكاء الاصطناعي. قدّمت المملكة – قيادةً وشعبًا – نموذجًا رائدًا في إدارة الحشود، لا يعتمد فقط على الخبرة التراكمية، بل على الرؤية المستقبلية التي تجعل من كل موسم حج فرصة لإعادة تعريف الخدمة، ورفع مستوى الكرامة لضيوف الرحمن، وتحويل التحديات إلى فرص، والمناسك إلى معايير عالمية في الضيافة والتنظيم.
ونحن نحتفي اليوم بنجاح موسم حج هذا العام، ندرك أن العالم بأسره كان شاهدًا على نموذج الإدارة السعودية المتقدّمة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – اللذين أدارا هذا الموسم الاستثنائي برؤية استراتيجية وتخطيط دقيق. لم تكن النجاحات التي أبهر بها موسم الحج وليدة المصادفة، بل كانت ثمرة عمل مؤسسي متقن، خطط له بعناية وانعكس أثره مباشرة على راحة الحاج وكفاءة الدولة. لقد وجد الإعلام العالمي نفسه أمام تجربة تستحق التصفيق، ووقف احترامًا لما قدّمته المملكة من صورة مشرّفة عن الإسلام وخدمة ضيوف الرحمن. وأصبح هذا الموسم منبرًا للدبلوماسية الناعمة، يعبّر عن المكانة التي بلغتها السعودية في مجالات التنظيم، والتقنية، والخدمة الإنسانية. كما نال هذا الحشد الإيماني العظيم ما يستحقه من رعاية وتقدير، باعتباره نموذجًا للوحدة والتنوّع الثقافي والعرقي تحت مظلة الإيمان والسلام.
ولأن موسم الحج محط أنظار العالم، فقد سلطت صحف إسبانية كـEl País وLa Vanguardia الضوء على قصة ثلاثة حجاج إسبان بدأوا رحلتهم إلى مكة من مدينة قرطبة على ظهور الخيل، قاطعين أكثر من 8,000 كيلومتر عبر أوروبا وشمال أفريقيا. استعرضت الصحف كيف شهد هؤلاء الحجاج تطورًا لافتًا في مختلف جوانب الحياة في المملكة، من البنية التحتية إلى التنظيم الذكي. في السياق ذاته، لقيت مبادرة “Hajj Media Hub” صدى واسعًا في الإعلام الدولي، حيث جمعت أكثر من 150 مؤسسة إعلامية من مختلف دول العالم، وقدّمت دعمًا لوجستيًا وتقنيًا مكّن من تغطية الحج باحترافية عالية. ووصفت وكالة Reuters هذه المنصة بأنها “أداة ذكية” أسهمت في توحيد الرسائل الإعلامية، وتقليص التكرار، وتسريع الوصول للمعلومة الدقيقة. هذه المبادرة عززت من حضور الحج كحدث ديني وإنساني يُقدَّم للعالم بلغة مهنية متزنة ومؤثرة.
حظيت جهود السعودية في حماية الحجاج من الحرارة المرتفعة باهتمام واسع من الإعلام العالمي، حيث أُشيد بإطلاق وزارة الصحة “مجموعة أدوات التوعية الصحية” بأكثر من 8 لغات، متضمنة إرشادات للوقاية من ضربات الشمس والجفاف. كما سلطت تقارير مثل BBC Health وFrance24 الضوء على تطوير البنية التحتية الصحية، وزيادة فرق الإسعاف، وزراعة آلاف الأشجار في عرفات ومنى لتلطيف الأجواء. في الجانب التقني، ركّزت التغطيات على استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لمراقبة الكثافات البشرية بشكل لحظي، وإرسال تنبيهات استباقية لضمان سلاسة الحركة. ووصفت صحيفة The Guardian الحج بأنه “مختبر رقمي لإدارة الحشود”، فيما أبرزت CNN Arabic دور مركز القيادة والسيطرة في متابعة الحشود عبر مئات الكاميرات المنتشرة في المشاعر.
أظهرت التغطيات المتواصلة لموسم الحج هذا العام أن السعودية كانت على جاهزية عالية لموسم استثنائي بكل المقاييس. ورغم أن البُعد الديني وخدمة ضيوف الرحمن هو الأساس، فإن الموسم تحوّل أيضًا إلى منصة لتطوير الخدمات وابتكار الحلول، كتوظيف الطائرات المسيّرة (الدرون) لإيصال الأدوية وتسريع المهام اللوجستية. هذا الأداء المتميز لا يبرهن فقط على قدرة المملكة على تنظيم موسم الحج، بل يعكس جاهزيتها لاستضافة أحداث دولية أكبر، والنجاح فيها بما يبهر المراقبين وحتى المنتقدين. لقد أثبتت السعودية أن موسم الحج ليس مجرد شعيرة متكررة، بل فرصة سنوية لصناعة تجربة إنسانية وتنظيمية استثنائية تُقدم فيها أرقى الخدمات، وترتقي فيها بالمعايير عامًا بعد عام.
بقي القول، يمكن القول إن الإعلام العالمي لم يكن مجرد ناقل لمشاهد الحج، بل كان راصدًا دقيقًا لحجم التحوّل الذي تقوده المملكة في إدارة هذه الشعيرة الكبرى، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا. لقد لفتت الخدمات الذكية، والابتكارات التقنية، واستخدامات الذكاء الاصطناعي أنظار العالم، مؤكدة أن ما يحدث في المشاعر المقدسة هو نموذج حضاري متكامل.
وهنا تبرز فرصة استراتيجية: أن نُحسن توظيف هذه المواسم الكبرى كمنصات لتعزيز الصورة الذهنية للمملكة، وترسيخ مكانتها كدولة عصرية يقودها شعب مبتكر، طموح، وواعٍ بدوره في رسم مستقبل تتقاطع فيه القيم الروحية مع القوة التنظيمية. فالسعودية اليوم، لم تعد فقط وجهة للحج، بل منصة حضارية تتيح للعالم أن يلتقي، ويتواصل، ويندهش.
ــ
صحفي وأكاديمي
الحجالإعلامأخبار السعوديةموسم الحج