موقع 24:
2025-07-04@20:59:45 GMT

تقرير: زيلينسكي "العنيد" يواجه الفرصة الأخيرة

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

تقرير: زيلينسكي 'العنيد' يواجه الفرصة الأخيرة

بالزي العسكري الذي أصبح علامته الفارقة منذ بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل عام ونصف، اعتلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء، منبر الأمم المتّحدة، وألقى خطاباً موجهاً اتهامات لروسيا بارتكاب "إبادة جماعية" في بلاده.

فشل جهود السلام

وفي تقرير لها بشأن التوقعات باستمرار الحرب الروسية الأوكرانية لأمد طويل، أفادت صحيفة "آسيا تايمز"،  أن "واشنطن فشلت في إقناع الرئيس الأوكراني بالتفاوض مع روسيا لإنهاء الحرب الدائرة منذ فبراير (شباط) 2022، مضيفةً أن "صبر واشنطن نفد من  دعم أوكرانيا"، حتى لو تمكن نظام كييف من الحصول على المزيد من الأموال من الكونغرس، فإنه من المحتمل أن تكون هذه المرة الأخيرة".

 

وقالت الصحيفة، إن "واشنطن وبعض شركاءها من حلف  الناتو بذلوا جهوداً قوية لمعرفة ما إذا كان من الممكن وضع زيلينسكي على مسار السلام مع روسيا. ولكن هذه الجهود باءت بالفشل، في حين تهدف زيارة زيلينسكي للأمم المتحدة وواشنطن،  إلى خلق الدعم لمواصلة الحرب  والتأكد من التزام الكونغرس بالموافقة على 24.9 مليار دولار أخرى في هيئة مساعدات، وأسلحة جديدة لترسانة أوكرانيا".

US fails to get Zelensky to negotiate with Russia https://t.co/Qbwsgos02c via @asiatimesonline

— Nino Brodin (@Orgetorix) September 20, 2023

وأضافت الصحيفة، أن "مجلس النواب الأمريكي، لا يزال يكافح من أجل التوصل إلى إجراء مؤقت يعرف باسم 'القرار المستمر' أو CR للحفاظ على استمرار التمويل الفيدرالي، مشيرةً إلى أنه حتى الآن لا يشمل أي اتفاقية مقترحة لـ"CR" على مبلغ الـ 24.9 مليار دولار لدعم أوكرانيا.

ويذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، طلب الشهر الماضي 24.1 مليار دولار من الكونغرس لمواصلة دعم أوكرانيا في المجالات العسكرية والاقتصادية والإنسانية، وحث الكونغرس على الموافقة على الفور على هذا الطلب للحصول على تمويل إضافي"، وفي هذا الصدد، يعارض عدد من أعضاء الكونغرس بشدة استمرار واشنطن في تقديم أي مساعدة عسكرية لأوكرانيا.

وجاء في رسالة موجهة من بايدن إلى الكونغرس ونشرها البيت الأبيض، أن الحزمة تتضمن "9.5 مليار دولار لإرسال معدات إلى أوكرانيا وتجديد مخزونات وزارة الدفاع، إضافة إلى 3.6 مليار دولار لمواصلة الدعم العسكري والاستخباراتي والدفاعي"، كما طلب بايدن من الكونغرس تخصيص مبلغ 7.3 مليار دولار كمساعدات اقتصادية وأمنية وإنسانية إلى أوكرانيا.

#بايدن يجتمع مع #زيلينسكي ومساعدات جديدة متوقعة لـ #أوكرانيا https://t.co/gfjduJqYhg

— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2023 إقالة وفساد

وقبل توجهه إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الأمم المتحدة ولقاء  بايدن، أقال  زيلنيسكي، أمس الأول الإثنين، 6 نواب لوزير الدفاع الجديد، رستم أوميروف، بينهم هانا ماليار، التي كانت تقدّم إفادات متكررة للحرب مع روسيا، بدعوى الفساد. وكان الهدف من تصرفاته هو الحصول على دعم إدارة بايدن المتهمة بتقديم الأموال دون قيود إلى أوكرانيا، وفق "آسيا تايمز".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، استبدل زيلينسكي وزير الدفاع السابق أوليكسي ريزنيكوف بـ"رستم أوميروف" بسبب فضائح فساد.

معارضة عملية السلام

وبحسب الصحيفة، فإن الولايات المتحدة، هي من كانت تعارض أي عملية سلام في البداية، لكن هذه المعارضة، كانت قبل تفريغ ترسانة أسلحتها، وقبيل فشل محاولة الإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفةً أن "واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) حاولوا التعويض عن ذلك،  بتسليح أوكرانيا لاختراق الدفاعات الروسية. ولكن لم يحدث اختراق حقيقي، واستهلكت أوكرانيا معظم احتياطياتها الاستراتيجية. فقد فقد لواءان مهمان، اللواء 25 المحمول جوًا ولواء الهجوم الجوي 82، الكثير من الجنود والكثير من المعدات على جبهة زافوريز".

ولا يزال الهجوم الأوكراني مستمراً، ويستهلك المزيد من المعدات والقوى البشرية، وتشير التقارير إلى أن أوكرانيا تخسر أكثر من ألف جندي يومياً.

وأعلنت الولايات المتحدة وبعض شركائها في الناتو أنهم لا يوافقون على التكتيكات العسكرية لأوكرانيا، على الرغم من أن التكتيكات في معظمها كانت مبنية على عمليات المحاكاة الحاسوبية لحلف شمال الأطلسي والدعم الاستخباراتي الهائل، في وقت لم تنجح جميع الدول التي قدمت خطة سلام لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، باستثناء تقدم أولي في المفاوضات التي قادتها تركيا وإسرائيل، وفق الصحيفة.

Achieving Peace in Ukraine Is More Complicated than Some Would Think https://t.co/w9qPHyx2cb

— OUANESA (@OUANESA) August 27, 2023 موقف أوكرانيا الرسمي

ووفقاً لتقرير الصحيفة، فإن الموقف الرسمي لأوكرانيا يتضمن العناصر الأساسية الآتية:

1. أوكرانيا لن تتفاوض مع  الرئيس الروسي، ولكن يبدو أنها ستتحدث مع الروس في بعض الأحيان. ويدعم ذلك مرسوم أوكراني وقعه زيلينسكي ليصبح قانوناً.

2. لن تقوم أوكرانيا بتسليم أي إقليم تحت أي ظرف من الظروف. وينطبق هذا على شبه جزيرة القرم ودونباس، على الرغم من أن شبه جزيرة القرم كانت مطروحة على الطاولة في المفاوضات السابقة.

3. تطالب أوكرانيا بمغادرة جميع القوات الروسية الأراضي الأوكرانية، ومحاكمة مجرمي الحرب، بما في ذلك بوتين.

4. تطالب أوكرانيا بضمانات أمنية من حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو العضوية في الحلف. كما أنها تطالب بعضوية الاتحاد الأوروبي، لكن عضوية الاتحاد الأوروبي واجهت عقبات، وتقول الولايات المتحدة  إنها "تعمل على توفير الضمانات الأمنية"، ولكن يبدو أن الجهود متوقفة.

زيلينسكي يتهم #روسيا بارتكاب "إبادة جماعية" في #أوكرانيا https://t.co/nVEW4z8156

— 24.ae (@20fourMedia) September 19, 2023 أسلحة

وفي الوقت نفسه، تطالب أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى لمهاجمة الأراضي الروسية، وكان الطلب الأخير   ATACMS (MGM-140)، وهو صاروخ باليستي تكتيكي يُطلق من الأرض ويبلغ مداه 300 كيلومتر، وصاروخ كروز الألماني السويدي Taurus (KEPD-350) الذي يطلق من الجو، ويبلغ مداه 500 كيلومتر. ويعمل صاروخ توروس على تعزيز  صواريخ ستورم شادو البريطانية والموجودة بالفعل في ترسانة  أوكرانيا للأسلحة، بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة من طراز سوخوي 24 (Su-24).

ولم توافق الولايات المتحدة على توريد صاروخ  ATACMS، كما لم توافق ألمانيا على إرسال صاروخ Taurusحتى الآن.

ومع ذلك، لاتزال نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند،  مستمرة بالضغط  الدولي من أجل إيصال الحرب إلى أهداف ذات قيمة عالية داخل روسيا، وفي حال إقناعها الكونغرس والجهات المختصة داخل أمريكا، سيتم إرسال صواريخ ATACMS إلى  أوكرانيا، بحسب التقرير.

وترى الصحيفة، أن كل هذا يؤثر على أهداف الحرب الروسية، إذ تتركز معظم المعارك على الأراضي التي تدافع عنها روسيا في منطقة دونباس وزافوريز ومنطقة خيرسون وشبه جزيرة القرم. لكن القادة الروس يتحدثون أكثر فأكثر عن استبدال الحكومة الأوكرانية وتوسيع نطاق الحرب لتشمل المدن الرئيسية مثل أوديسا. وللقيام بذلك، سيتعين على روسيا حشد المزيد من القوات، ودعمها بمزيد من المعدات، الأمر الذي قد يجهدها أكثر من اللازم.

ومن ناحية أخرى، فإن أي توسع في الحرب سوف يكون أيضاً أمراً مرهقاً بالنسبة لأوكرانيا، بعد أن أصبحت الآن تعاني من نقص في مقاتليها والإمدادات العسكرية، بحسب التقرير، كما لا يعلم أحد مدى مرونة الحكومة الحالية في أوكرانيا، وليس من الواضح عدد قوات الخطوط الأمامية، التي يمكن لأوكرانيا إرسالها إلى جبهة الحرب.

#بايدن يعتزم دعم #أوكرانيا بـ 24 مليار دولار https://t.co/SU1A2CScf1

— 24.ae (@20fourMedia) August 10, 2023 استياء متزايد

وتقول الصحيفة، إن "هناك أيضاً استياءً متزايداً في الولايات المتحدة من استمرار الحرب"،  حيث أنها عززت  التحالف بين الصين وروسيا، واستنزفت الموارد العسكرية، مما ترك الولايات المتحدة في وضع حرج في أوروبا وآسيا. وخير مثال على ذلك، تأخر  الولايات المتحدة في توريد  منظومة “هيمارس” (HIMARS) الصاروخية إلى تايوان، وفي حال   استمرت أوكرانيا  باستخدام راجمة صواريخ سريعة التنقل "هيمارس"، فلن يكون هناك سوى القليل منها لترسله واشنطن إلى الدول الأخرى".

وفي الوقت نفسه، تأخرت العديد من شحنات الأسلحة الأخرى إلى تايوان بسبب أوكرانيا، وعلى سبيل المثال، تم تأجيل وصول مدافع الهاوتزر عيار 155 ملم لمدة عام على الأقل.

وفي ختام تقريرها، قالت الصحيفة، إن "زيلينسكي قد يتمكن من إقناع  الكونغرس بتخصيص المزيد من الأموال للحرب. ولكن هذه الأموال ستكون فرصته الأخيرة، حيث من المحتمل أن يحصل على حزمة من المساعدات الأمريكية ولكنها لن تكون ضخمة، ولن يتمكن بعد ذلك من الحصول على أموال إضافية، حيث من  غير المرجح أن يعود لطلب الأموال مرة أخرى، فصبر واشنطن قد نفد من دعم أوكرانيا ".

A Warning From Ukraine’s Gas Fields: Corruption is Making a Comebackhttps://t.co/2KNUD5GFqV

— Gilda Mundson (@GildaMundson) August 22, 2023

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية أوكرانيا أمريكا واشنطن الناتو زيلينسكي الولایات المتحدة دعم أوکرانیا ملیار دولار المزید من

إقرأ أيضاً:

تقرير: وحش اليتم .. ينهش طفولة غزة تحت الأنقاض

غزة - «عُمان» - بهاء طباسي: عند تخوم خيمة مهترئة قرب منطقة "المواصي" جنوب قطاع غزة، تجلس الطفلة سماح عيسى، ذات الثمانية أعوام، ويدها تشد أطراف غطاء صوفي خشن أكبر من جسدها النحيل. مات والدها في غارة استهدفت سيارته أثناء خروجه لشراء الخبز من مخبز الحي المدمر. ولحقت به أمها بعد أسبوع حين قصفت طائرة استطلاع المنزل الذي احتموا به. سماح نجت وحدها بأعجوبة، بعدما نقلها أحد الجيران إلى مستشفى ميداني.

فجر الفقد

سماح لا تذكر شكل والدتها إلا عبر صور باهتة على هاتف أحد المتطوعين، ولا صوت والدها سوى تسجيل صوتي كان أرسله لها قبل موته بساعات. في كل مساء، تطلب من العاملة النفسية أن تشغل لها التسجيل لتنام على وقع "بحبك يا بابا". لا تنام إلا باكية، ولا تستيقظ إلا على كابوس جديد.

بصوت خفيض، تروي سماح للزائرين كيف توقفت أيام السعادة عن المجيء، وكيف انكسرت المراجيح، وكيف لم تعد تفهم لماذا لم تحضر أمها ذلك الفستان الوردي الذي وعدتها به. تقول: "كان نفسي ألبسه وأروح أشوف المراجيح، بس خلص.. يمكن الفرحة ماتت كمان".

تكفل بها عمها، رجل أربعيني فقد أيضًا بيته وأطفاله الثلاثة، ويعيش الآن مع عشرة أفراد في خيمة واحدة. يقول الرجل وهو ينظر إلى سماح: "هذه الطفلة ما عادت تبتسم، حتى الدمية اللي كانت تلعب فيها ما عادت تمسكها، وكأنها نسيت كيف تكون بنت صغيرة".

أزمة متفاقمة

اليُتم في غزة ليس مجرد فقد، بل كارثة مستمرة ومركبة تُراكم على الطفل الخسارة تلو الأخرى: خسارة الأمان، وخسارة الانتماء، وخسارة المستقبل. منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، تساقطت العائلات برمتها تحت القصف، تاركة آلاف الأطفال في مواجهة قدر قاسٍ بلا معيل.

بات من المعتاد أن ترى طفلاً في عمر الزهور يسير بين الركام حاملاً صورة لوالده أو والدته أو شقيقه. بعضهم لا يزال يرفض التصديق أن والديه قد رحلا، وبعضهم بدأ يردد كلامًا عن "الالتحاق بهم" وكأن الموت لم يعد مفزعًا بل عودة.

في المجتمع الغزّي، حيث كانت الأسرة الممتدة تشكل سندًا اجتماعيًا، تلاشت هذه الحاضنة تدريجيًا بفعل النزوح والتدمير الشامل للبيوت. عشرات الأطفال يُسلَّمون إلى مراكز الأيتام أو يتركون مع أقارب بالكاد يجدون قوت يومهم.

تفاقمت الأزمة مع استمرار الحرب والنزوح والمجاعة، وتدمير منظومات الرعاية. معظم هؤلاء الأطفال يعانون من اضطرابات نفسية حادة: قلق مزمن، تبول لا إرادي، عزلة اجتماعية، وحتى ميول انتحارية في بعض الحالات، بحسب مختصين نفسيين.

فريدة تتكلم

شادية أبو نعنع، سيدة نازحة من حي الشجاعية في مدينة غزة، تروي حكايتها وهي تمسك يد طفلتها فريدة ذات الأحد عشر عامًا، وتشد عليها كمن يتشبث بحبل نجاة.

تقول: "عندي طفلة صغيرة انولدت في الحرب مشفتش أبوها. هادي أنا نزحت فيها من مكان لمكان كان عمرها أيام. أنا أجري وولادي يجروا معي. يعني 8 أنفار حمل مش طبيعي".

فريدة النحال، ذات العيون الحزينة، تقاطع أمها قائلة: "نفس أبوي يرجع يجيب لنا ألعاب، ويودينا على المدرسة، كان كل عيد يودينا على المراجيح". تلمع عيناها بالدموع بينما تتذكر قميص العيد الوردي الذي أصر والدها على أن تشتريه، رغم وضعهم المالي الصعب.

تقول الأم إن فريدة باتت ترفض الطعام أيامًا، وتغرق في صمت طويل لا تخرج منه إلا حين نناديها بصوت عالٍ: "كل شي تغير، حتى الطفولة ما بقت طفولة، فريدة صارت تحكي عن الموت أكثر من اللعب".

وتضيف الأم: "كنت بفكر كيف أشتري لها دفتر رسم، اليوم بفكر كيف أضمن إلها وجبة عشاء". وتختم بقولها: "الطفولة في غزة ماتت، واللي ضل منها بشبه شبح بيمشي وبيحكي زي الكبار".

زيد يتألم

زيد مسلم، طفل في العاشرة من عمره، فقد والدته وأخته الكبرى في قصف طال منزلهم في حي الرمال. نجا مع والده الذي أصيب بشلل نصفي ويعيش الآن على كرسي متحرك في خيمة وسط خان يونس.

يقول زيد: "نفسي بس أمي ترجع لي ونرجع أيام زمان ونرجع على دورنا أحسن لنا. اليوم دورنا مهدومة. ويش بدنا نسوي يعني؟".

زيد، الذي كان يعشق لعب الكرة في باحة مدرسته، لم يلمس كرة منذ أكثر من عام. الآن يمضي يومه في جر كرسي والده على الأرض الوعرة للبحث عن مساعدات غذائية. يقول أحد الجيران: "هذا الطفل شاخ قبل أوانه، ما عدت أسمع منه ضحكة ولا حتى صوت".

تدهورت حالة زيد النفسية، وأصبح يعاني من نوبات هلع ليلية. تقول إحدى المتطوعات: "زيد بحاجة إلى علاج نفسي طويل الأمد، لكنه لا يجد حتى حبة أسبرين".

وتضيف: "في أي مكان آخر في العالم، كان زيد سيُحتضن، أما هنا فهو يتساقط كما يتساقط الركام".

زيد، حين سُئل عمّا يريد أن يصبح عندما يكبر، أجاب: "بدي أصير دكتور حتى أرجّع أمي". جملة تهز القلب وتختصر المأساة.

أرقام موجعة

حتى يونيو 2025، تشير تقديرات منظمات حقوقية وإنسانية إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة قد يتمت أكثر من 39,800 طفل، فقدوا أحد والديهم أو كليهما. رقم مذهل يفوق ما سجلته معظم مناطق النزاع في العالم خلال العقود الأخيرة.

وتُظهر الإحصاءات أن أكثر من 9,400 طفل باتوا دون أب أو أم على الإطلاق، وهم الآن إما في مراكز إيواء محدودة الموارد أو في رعاية أقارب يعانون أصلاً من ويلات الحرب والمجاعة.

يتزايد العدد بشكل يومي مع استمرار الغارات، حيث تسقط العائلات دفعة واحدة. في كثير من الأحيان، يُنتشل الطفل من بين الأنقاض ولا يجد من يناديه باسمه، ولا أحد يطالب به.

الواقع الأسوأ أن الغالبية العظمى من هؤلاء الأيتام لا تتلقى أي نوع من الرعاية النفسية أو الاجتماعية. تقول منظمة إنقاذ الطفولة: "نواجه جيلًا كاملاً من الأطفال المحطمين نفسيًا، الذين خسروا كل شيء: الأسرة، المنزل، المدرسة، وحتى الإحساس بالأمان".

ويؤكد عاملون ميدانيون أن انعدام الغذاء يزيد الطين بلة، حيث تسجل حالات فقدان وزن شديد بين الأطفال الأيتام، ويواجهون خطر الموت جوعًا إن لم تصل المساعدات فورًا.

يُتم معقد

يقول أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن هذه الحرب خلفت عشرات الآلاف من الأيتام الذين يعيشون واقعًا إنسانيًا معقدًا. ويوضح أن هؤلاء الأطفال يواجهون مجاعة وسوء تغذية حاد، إلى جانب التشرد والنزوح المتكرر.

ويضيف الشوا: "نحن أمام جيل كامل يتشكل في خضم الألم. أطفال ولدوا أو ترعرعوا في قلب النار، لا يعرفون شيئًا عن الاستقرار، ولا عن الضحكة الآمنة، ولا عن الأم التي تهدهد ولا الأب الذي يروي الحكايات".

وأكد أن الأوضاع النفسية لهؤلاء الأطفال تنذر بكارثة مستقبلية، إذ تظهر مؤشرات عالية للاضطرابات السلوكية والاكتئاب الحاد بينهم، بينما تغيب منظومة الرعاية الكاملة.

وأوضح الشوا أن مراكز الأيتام القليلة في غزة تعمل تحت القصف، ولا تملك إلا الفتات مما كان متاحًا قبل الحرب، ومع ذلك يتدفق إليها يوميًا عشرات الأطفال الذين فقدوا أسرهم بالكامل.

ويختتم بقوله: "من ينقذ هؤلاء؟ هل نتركهم فريسة للألم والجوع والضياع؟ المسؤولية لم تعد فقط فلسطينية، بل إنسانية وأخلاقية بالدرجة الأولى".

طوابير الجوع

من جهته، يؤكد نضال جرادة، المدير التنفيذي لمعهد الأمل للأيتام في غزة، أن الأيتام يواجهون المجاعة بشكل مباشر. يقول: "الطفل اليتيم بدل أن يكون في ظل حياة كريمة، يقف في طابور طويل فقط من أجل رغيف خبز أو زجاجة مياه، وقد يعود فارغ اليدين".

ويضيف جرادة: "لدينا أطفال ينامون دون تناول وجبة عشاء، وآخرون يستيقظون ولا يجدون شيئًا يفطرون عليه. الواقع لا يُطاق، والخطر يزداد كل يوم".

ويشير إلى أن المؤسسات الداعمة تكاد تنهار، فمع انقطاع التمويل والاستهداف المباشر، باتت قدراتها شبه معدومة، موضحًا أن المساعدات التي تصل لا تكفي حتى لعشرة بالمئة من المحتاجين.

واختتم بقوله: "في غزة، لم يعد اليتيم فقط من فقد والديه، بل كل طفل فقد طفولته، ومدرسته، وغذاءه، وحلمه، وحتى ملامحه البريئة".

مقالات مشابهة

  • تقرير: وحش اليتم .. ينهش طفولة غزة تحت الأنقاض
  • زيلينسكي: الهجوم الروسي الليلي الأكبر منذ بدء الحرب
  • هل تتجه أوكرانيا إلى أوروبا بعد شكوك استمرار الدعم الأمريكي؟ زيلينسكي يوضح
  • زيلينسكي: لا أحد يستطيع إيقاف انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي
  • زيلينسكي: نعمل على توضيح التفاصيل المتعلقة بإمدادات الأسلحة من الولايات المتحدة
  • ماكرون يخبر زيلينسكي بموقف بوتين تجاه أوكرانيا
  • بلومبرغ: ماكرون أبلغ زيلينسكي بموقف بوتين الثابت بشأن أوكرانيا
  • “بلومبرغ”: ماكرون أبلغ زيلينسكي بموقف بوتين الثابت بشأن أوكرانيا
  • الدعوات الدولية لتصنيف البوليساريو تنظيما إرهابيا تنتقل من الكونغرس الأمريكي إلى بريطانيا
  • أنور قرقاش يعلق على تقرير نيويورك تايمز حول الحرب في السودان