دول منخفضة الدخل تتصدر التصنيف العالمي لاعتماد العملات الرقمية
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
شهد اعتماد العملات المشفرة انخفاضا كبيرا على مستوى العالم لأشهر عدة، وتراجعت معظم البلدان الغنية عن اعتمادها، بينما تشهد البلدان ذات الدخل المنخفض ارتفاعا كبيرا في مستوى اعتماد التشفير، حيث تحتل الهند وفيتنام ونيجيريا المراكز الثلاثة الأولى، متقدمة على الولايات المتحدة، وفق تقرير نشره موقع "تشايناليسيس".
ويكشف التقرير أن اعتماد العملات المشفرة قد تطور بسرعة أكبر في بلدان آسيا الوسطى وجنوب آسيا، حيث احتلت 6 دول في هذه المنطقة من العالم المراكز العشرة الأولى، في التصنيف الذي يحتوي على 154 دولة.
ويواجه العالم معدلات تضخم لم يسبق لها مثيل منذ عقود، ونتيجة لذلك، بدأت البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفدرالي، إقرار سياسات نقدية متشددة، أبرزها زيادة أسعار الفائدة خاصة على السندات الحكومية، وفي ظل هذا الوضع الذي يخلق حالة من عدم اليقين، يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة من التضخم أحدها العملات الرقمية.
وبالنسبة للنهج المعتمد في التقرير حول اعتماد العملات المشفرة على مستوى العالم، فقد اختارت الشركة إجراء التصنيف حسب اعتماده في القاعدة، بمعنى آخر، ركزت على البلدان التي يخصص فيها السكان على مستوى القاعدة الحصة الأكبر من مواردهم للعملات المشفرة.
الهند في الريادةوتحتل الهند وفيتنام المركزين الأولين في الترتيب، وتفوقت الهند بالأخص على جميع البلدان في جميع المؤشرات تقريبا، باستثناء حجم تداول واحد من نظير إلى نظير.
واحتلت فيتنام والفلبين صدارة الترتيب في المركزين الثالث والسادس على التوالي، في حين احتلت فيتنام المرتبة الأولى، والفلبين المرتبة الثانية على الترتيب في تقرير العام الماضي، أما الهند، فقد احتلت المركز الرابع، قبل الولايات المتحدة التي تقدمت مركزا واحدا هذا العام، لتحتل المركز الرابع.
أما نيجيريا -أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان-، فاحتلت المركز الثاني في تصنيف "تشيناليسيس" لعام 2023، قبل الولايات المتحدة وأوكرانيا، حيث تشتهر البلاد بمستوى التطور المتقدم نسبيا في قطاع التقنية.
وفي العام الماضي، لم تكن نيجيريا في المراكز العشرة الأولى، إذ احتلت المركز الحادي عشر، حيث تأتي هذه النقلة تأكيدا على دعم التطورات التي يشهدها قطاع خدمات التشفير، فمنذ مارس/آذار الماضي، أصبح بإمكان النيجيريين شراء العملات المشفرة عبر البنك على الفور باستخدام هواتفهم الذكية، ومن المؤكد أن ذلك قد عزز من تبني اعتماد التشفير على المستوى الشعبي.
ومن الجيد أن نعرف أن الهند التي يتجاوز عدد سكانها عدد سكان أوروبا والولايات المتحدة مجتمعتين، تعدّ رائدة في تبني العملات المشفرة على المستوى الشعبي، ولكن رغم هذه الميزة، فإن التشريعات المعمول بها في الهند ما زالت غير مواتية للغاية لتطوير العملات المشفرة.
ومن ثم -وفق التقرير- وعلى الرغم من أن التبني الشعبي في الهند أعلى من نظيره في بلدان أخرى، فإن غياب الدعم التنظيمي يمنع التبني الناضج والحاسم للعملات المشفرة.
ومن المنتظر أن تدخل التدابير الثورية الخمسة لقطاع العملات المشفرة -التي أعلنتها الهند في قمة مجموعة العشرين- حيز التنفيذ قريبا، حيث سيكون هذا فجرا جديدا لقطاع العملات المشفرة في هذا البلد، الذي يجمع ما يقرب من 50% من مستخدمي العملات المشفرة في العالم.
دول منخفضة الدخلومن المثير للدهشة أن نرى البلدان منخفضة الدخل تتصدر التصنيف العالمي لاعتماد العملات المشفرة، بينما تتخلف البلدان الغنية عن الركب، وقد ارتفعت أصوات عدة حول هذه القضية بعد نشر التقرير.
وقد اهتمت "بيتستامب"، وهي أول بورصة عملات مشفرة في أوروبا، بهذا الأمر كثيرا وحاولت توضيح الأسباب، وكشف بحثها أن الأشخاص في البلدان الفقيرة يفضلون اللجوء إلى العملات المشفرة عندما لا يكون لديهم ثقة في سلطاتهم الحكومية، كما أنهم يتخذون هذا الاختيار عندما لا تعمل البنية التحتية المالية التقليدية الموجودة في البلدان على تعزيز إمكانية الوصول إلى الخدمات.
ولذا، فإن دور العملات المشفرة في تحويلات الأموال عبر الحدود جعلها أكثر جاذبية في هذه البلدان، يضاف إلى ذلك قدرة بعض العملات المشفرة على العمل مخزنا للقيمة في سياق التضخم، وتقلب بعض العملات المحلية.
واختتم التقرير بالتنبيه إلى أن تصنيف "تشيناليسيس" لا يأخذ في الاعتبار حجم المعاملات ولا جانب المضاربات في تقييم البلاد، إذ أنه وفق هذه المعايير، فإن الدول الغنية مثل: الولايات المتحدة الأميركية، وإنجلترا، واليابان، وكندا ستكون بلا شك في قمة الترتيب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
جائزة الابتكار في المياه.. منصة سعودية تتصدر السباق العالمي
في غضون ثلاث سنوات فقط، تحوّلت جائزة الابتكار العالمية في المياه (GPIW)، التي أطلقتها الهيئة السعودية للمياه عام 2023، من مبادرة متخصصة إلى منصة دولية تستقطب مئات الجامعات والمختبرات والشركات الناشئة.
وتضع قضايا المياه على جدول أعمال المبتكرين في 119 دولة، بأرقام نمو يصعب تجاهلها في أي قراءة لسوق الابتكار العالمي في هذا القطاع.جائزة الابتكار العالمية في المياهخلال الدورات الثلاث الأولى، تجاوز عدد المشاركات التراكمي حاجز 600 مشاركة من جهات أكاديمية وبحثية وشركات ناشئة، لكن مسار الصعود لم يكن خطيًا؛ النسخة الأولى في 2023 استقطبت 85 جهة، قبل أن يقفز العدد إلى 199 جهة في 2024، ثم إلى 316 جهة في 2025، في منحنى نمو يكشف انتقال الجائزة من نطاق محدود إلى شبكة أوسع تضم مؤسسات ومبتكرين من قارات مختلفة.
أخبار متعلقة 20 ألف ريال غرامة.. "هيئة النقل" تضبط 1278 مخالفًا خلال أسبوعمجلس التعاون ومعهد السلام الأوروبي يبحثان مشاريع مستقبلية مشتركةالمؤشر الأكثر دلالة ظهر في النسخة الثالثة لعام 2025؛ فعدد الطلبات ارتفع من 540 طلبًا من 56 دولة في 2024، إلى أكثر من 2,570 طلبًا من 119 دولة في 2025، بنسبة نمو تفوق 400% خلال عام واحد.
هذا التوسع صاحبه فرز أكثر انتقائية، انتهى إلى اختيار 36 مشروعًا مبتكرًا من 22 دولة للوصول إلى المرحلة النهائية، المقرر إعلان نتائجها يوم الاثنين المقبل 8 ديسمبر في جدة، ما يعني أن المنافسة باتت تتحرك في نطاق أقل عددًا وأكثر جودة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جائزة الابتكار في المياه.. منصة سعودية تتصدر السباق العالمي - إكسمختبرات بحثية ذات ثقلوتعطي خرائط المشاركة بدورها إشارة مهمة إلى طبيعة المنصة التي تشكّلها الجائزة؛ فالقائمة تضم جامعات ومختبرات بحثية من دول ذات ثقل علمي وتكنولوجي مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، الصين، اليابان، أستراليا، كندا، بلجيكا، والبرازيل، إلى جانب دول ناشئة في مشهد الابتكار المائي مثل المغرب ودول أخرى من مختلف مناطق العالم.
هذا المزيج بين مراكز بحثية راسخة وأسواق تعيش ضغوطًا متزايدة على مواردها المائية يجعل الجائزة نقطة التقاء بين من ينتج المعرفة ومن يواجه الحاجة الملحّة لتطبيقها.
وترسم الأرقام التفصيلية صورة أوضح، إذ تضاعفت عدد الدول المشاركة بأكثر من مرتين بين نسختي 2024 و2025، وعدد المتقدمين قفز بنسبة تتجاوز 375%، فيما زاد عدد الجهات المشاركة من 85 إلى 316 جهة في غضون ثلاث سنوات فقط.تقنيات المياهوفي سوق مزدحم بالمبادرات والجوائز، عادة ما تتباطأ نسب النمو بعد السنوات الأولى، ما يجعل استمرار هذا التسارع مؤشرًا على أن الجائزة تحجز لنفسها موقعًا ثابتًا في روزنامة المبتكرين في تقنيات المياه.
وعلى مستوى المضمون، تركّز الجائزة على حلول قابلة للتطبيق في إدارة المياه وتحليتها ومعالجتها وإعادة استخدامها، مع حضور واضح للشركات الناشئة التي تقدّم تقنيات جديدة في كفاءة استهلاك المياه، وخفض كلفة التحلية، وتحسين جودة المعالجة، ورفع معدلات إعادة الاستخدام. هذا التصميم يجعل الجائزة أقرب إلى منصة استثمار في الأفكار التطبيقية، لا مجرد تكريم أكاديمي للمشروعات النظرية.
وتُقدَّم جائزة الابتكار العالمية في المياه باعتبارها من أكبر الجوائز المتخصصة في قطاع المياه عالميًا؛ إذ تستهدف تمكين الابتكار، وتبنّي التقنيات الحديثة، ودعم الجيل القادم من المبتكرين، من خلال مسارات تنافسية متعددة ولجنة تحكيم دولية تضم خبراء وروّاد أعمال وأكاديميين من دول مختلفة، لضمان تقييم متوازن يراعي الجدوى التقنية والاقتصادية والقدرة على إحداث أثر فعلي في المشهد المائي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جائزة الابتكار في المياه.. منصة سعودية تتصدر السباق العالمي - إكس قطاع المياهفي هذا السياق، لا تبدو أرقام المشاركات مجرد مؤشر على الاهتمام بفعالية سعودية جديدة، بقدر ما تعكس فجوة يتسارع سدّها بين مختبرات البحث ومواقع القرار في قطاع المياه.
فحين تتجاوز الطلبات 2,570 طلبًا من 119 دولة في نسخة واحدة، وتُختزل إلى 36 مشروعًا متأهلًا من 22 دولة، فهذا يعني أن الجائزة تتحول تدريجيًا إلى أداة فرز وتركيز؛ تلتقط من بين مئات الأفكار ما يمكن أن يتحول إلى حلول قابلة للنشر على نطاق أوسع.
ومع استمرار هذا المسار التصاعدي في الأرقام، تطرح الجائزة نفسها كلاعب مؤثر في تسريع انتقال الابتكارات من المختبر إلى التطبيق، في قطاع يواجه ضغوطًا متزايدة بفعل النمو السكاني والتغير المناخي وكلفة البنية التحتية.
وإذا استمر منحنى النمو كما تظهره السنوات الثلاث الأولى، فإن جائزة الابتكار العالمية في المياه مرشحة لأن تصبح نقطة مرجعية دورية لمتابعة أين تتجه العقول البحثية والشركات الناشئة في التعامل مع واحدة من أكثر قضايا القرن حساسية: كيف نوفّر مياهًا آمنة ومستدامة، بأدوات أذكى وتكلفة أقل.