شهدت جميع أنحاء منطقة الخليج العربي، هذا الصيف، موجات غير مسبوقة من ارتفاع درجات الحرارة، والتي زاد من الإحساس بها زيادة الرطوبة وتكرار ظاهرة "القبة الحرارية"، وهي ظاهرة مثل غطاء وعاء الطبخ، ويحدث ذلك عندما يتدلى "سقف حراري عالي الضغط" منطقة لفترة طويلة، مما يؤدي إلى دفع الهواء الدافئ واحتجازه بالقرب من الأرض.

وأمام تلك الارتفاعات، شرعت دول الخليج في خطوات لتهدئة الأمور، بما في ذلك إدخال قوانين صديقة للبيئة وزراعة ملايين الأشجار، كما يشير تقرير نشره موقع "ذا ميديا لاين" وترجمه "الخليج الجديد".

حراراة حارقة بالبحرين

ففي البحرين، أفادت إدارة الأرصاد الجوية البحرينية أن متوسط درجة الحرارة لشهر يوليو/تموز من العام الجاري بلغ 36.6 درجة مئوية (98 درجة فهرنهايت)، أي بزيادة 1.5 درجة عن متوسط شهر يوليو السنوي.

وكان هذا ثاني أعلى متوسط لشهر يوليو منذ عام 1902، عندما تم تسجيل درجات الحرارة لأول مرة في البحرين.

اقرأ أيضاً

"فرن الخليج" يسجل 70 مئوية.. الحرارة القياسية تهدد الضيافة بإيران ودول مجلس التعاون

بدورها، أعلنت هيئة كهرباء ومياه البحرين أن يوم الخميس 3 أغسطس/آب الماضي شهد أعلى استهلاك للكهرباء في تاريخ البحرين.

وجاء هذا الاستهلاك القياسي على الرغم من وجود أكثر من 60 ألف مواطن بحريني والعديد من المقيمين من غير المواطنين خارج البلاد لقضاء إجازة الصيف.

ويبلغ عدد سكان البحرين حوالي 1.5 مليون نسمة.

ارتفاع الحرارة بالخليج

والبحرين ليست بأي حال من الأحوال الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي تشعر بارتفاع درجات الحرارة، حيث تجاوزت درجات الحرارة 50 درجة مئوية في الكويت، وأجزاء من السعودية.

هذا الارتفاع الإقليمي في درجات الحرارة جعل من الحج السنوي إلى مكة تجربة شديدة الحرارة بالنسبة للحجاج.

اقرأ أيضاً

66.7 مئوية.. درجة حرارة الشرق الأوسط تقترب من أقصى حد لتحمل البشر

وذكر تقرير نشره المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي أن متوسط درجات الحرارة في دول مجلس التعاون الخليجي ارتفع خلال الـ 21 عاما الماضية بمقدار 2.1 درجة مئوية، أي بزيادة قدرها 1.1%.

كما كشف التقرير أن دول الخليج شهدت خلال الفترة من 2020 إلى 2021 قفزة في درجات الحرارة تجاوزت معايير اتفاق باريس الذي وقعت عليه عدة دول خليجية.

الحرارة الأعلى على الإطلاق

وقال أحمد حامد، خبير الأرصاد الجوية، متخصص في طقس السعودية، لـ"ميديا لاين": "درجة الحرارة المسجلة في الخليج هذا العام هي الأعلى على الإطلاق".

ويردف: "صحيح أن درجات الحرارة الرسمية قد لا تتجاوز 50 درجة في أغلب الأحيان، لكن الإحساس الحقيقي بالحرارة يصل إلى 55 وحتى 58 درجة مئوية، وسبب الشعور بارتفاع درجات الحرارة هو ارتفاع الرطوبة النسبية، أي كمية بخار الماء. الرطوبة النسبية المرتفعة، بالإضافة إلى درجات الحرارة المرتفعة بالفعل، تعطي شعوراً بأن درجة الحرارة أعلى مما هي عليه في الواقع".

بدوره، يقول علي الحجيري، خبير أرصاد جوية أيضا: "من المؤكد أن ظاهرة الاحتباس الحراري لها دور كبير في ارتفاع متوسط درجات الحرارة في الخليج العربي، خاصة وأن المناخ أصبح أكثر حرارة. ولكن الارتفاع المباشر في درجة الحرارة هذا العام هو نتيجة لتأثير ما يعرف باسم القبة الحرارية".

وتعمل "القبة الحرارية" مثل غطاء وعاء الطبخ، ويحدث ذلك عندما يتدلى "سقف حراري عالي الضغط" منطقة لفترة طويلة، مما يؤدي إلى دفع الهواء الدافئ واحتجازه بالقرب من الأرض.

اقرأ أيضاً

تحذيرات من درجات حرارة تصل إلى 50.. القبة الحرارية تضرب 7 دول عربية

ماذا تفعل دول الخليج لمواجهة ذلك التطور؟

يقول التقرير إن دول الخليج تشن حملة على عدة جبهات للحد من ارتفاع درجات الحرارة الإقليمية.

أفاد تقرير صادر عن المركز الإحصائي الخليجي أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها خمسة قوانين ولوائح خاصة منذ عام 1997 لحماية البيئة والموارد.

وعلى مدى العقد الماضي، اتخذت دول مجلس التعاون عدة خطوات طويلة وقصيرة المدى لمكافحة درجات الحرارة المرتفعة والحد من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري.

ويقول خبير الأرصاد الجوية طارق الخليل، إن هناك القليل من تلوث الهواء الناتج عن الوقود الأحفوري في المنطقة بسبب المركبات الأحدث وإجراءات تقليل انبعاثات الغاز من المصانع.

وأشاد بالجهود الإقليمية، لكنه قال إن هناك حاجة إلى مزيد من الخطوات.

اقرأ أيضاً

لماذا يبدو الصيف في الخليج هذا العام أكثر شدة من المعتاد؟

وتابع: "الخطوات الخليجية قد تخفف من ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن يجب أن تكون أسرع".

ومن بين الخطوات حظر المبردات الضارة بالبيئة واستبدالها بعوامل تبريد أكثر صداقة للبيئة، وحظر استيراد الأجهزة ذات الاستهلاك العالي للطاقة أو الملوثة.

وقال أيضا إن دول مجلس التعاون الخليجي بحاجة إلى تطبيق القوانين القائمة ووضع قوانين جديدة لحماية البيئة.

ومن خلال اتباع "نهج أخضر" في المعركة ضد ظاهرة الاحتباس الحراري والحفاظ على البيئة، بدأت العديد من دول الخليج حملات تشجير كبيرة.

وفي المملكة العربية السعودية، أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "مبادرة الشرق الأوسط الخضراء"، وهو برنامج طموح يهدف إلى زراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء المنطقة، 10 مليارات منها في المملكة العربية السعودية.

أما البحرين، فدشنت برنامجا لزراعة "أشجار القرم" لديها بشكل كبير.

اقرأ أيضاً

دول الخليج الأعلى حرارة عالميا خلال الـ24 ساعة الماضية.. والكويت تتخطى 51 درجة

ووفقا للمجلس الأعلى للبيئة البحريني، فإن "أشجار القرم" هي أفضل أنواع الأشجار لامتصاص ثاني أكسيد الكربون.

بالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن حملة سنوية لزراعة أكثر من 100 ألف شجرة في جميع أنحاء المملكة.

المصدر | حذيفة ابراهيم / ذا ميديا لاين - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: درجات الحرارة في الخليج موجة حارة القبة الحرارية زراعة اشجار الاحتباس الحراري دول مجلس التعاون الخلیجی ظاهرة الاحتباس الحراری ارتفاع درجات الحرارة القبة الحراریة درجة الحرارة دول الخلیج درجة مئویة اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

علماء يحددون نطاقين بالمحيطات بمعدلات حرارة قياسية

تمتص المحيطات حرارةً أكثر من أي وقت مضى. ويشير الباحثون إلى أن هذه المياه زادت سخونة بمعدل غير مسبوق، وأن هذا التحول يؤثر على أنماط الطقس والحياة البحرية، لكن الأهم أن درجات الاحترار كانت متفاوتة.

وحسب دراسة نشرت في مجلة "مناخ" الأميركية قام العلماء بفحص القياسات العالمية من عام 2000 إلى عام 2023، وقارنوها ببيانات أوائل العقد الأول من القرن 21، فوجدوا امتدادين من خطوط العرض يقتربان من 40 درجة في كلا نصفي الكرة الأرضية حيث ترتفع درجات حرارة المحيط بشكل ملحوظ.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ارتفاع مستوى المحيطات أسرع بمرتين ولا مؤشرات على إبطائهlist 2 of 4عالم جزر غالاباغوس الفريد تحت وطأة التغير المناخيlist 3 of 4الكربون الأسود يسرّع ذوبان ثلوج جبال الهيمالاياlist 4 of 4في يومها العالمي.. "الغابات المطيرة البحرية" في خطرend of list

قام فريق البحث بتحليل بيانات درجات الحرارة من شرائط مياه المحيطات التي يبلغ عرضها درجة واحدة، وتمتد إلى أعماق تصل إلى 6500 قدم. وتتبعوا التغيرات خلال تلك الفترة.

وقال الدكتور كيفن ترينبيرث من جامعة أوكلاند والمركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في بولدر بولاية كولورادو، والذي قاد الدراسة: "من غير المعتاد اكتشاف مثل هذا النمط المميز الذي يبرز من بيانات المناخ".

لا تتوزع التغيرات الحرارية بالتساوي. شهدت بعض خطوط العرض ارتفاعا متسارعا في درجات الحرارة، بينما حافظت خطوط أخرى على استقرار نسبي وتقع المنطقتان اللتان تشهدان ارتفاعا سريعا في درجات الحرارة على خط عرض 40 درجة تقريبا في كلا نصفي الكرة الأرضية.

إعلان

ويلاحظ العلماء أن هذه البقع تمتد من شمال المحيط الأطلسي بالقرب من الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى المياه بالقرب من اليابان، ومن مناطق بالقرب من نيوزيلندا وتسمانيا عبر المحيط الأطلسي شرق الأرجنتين.

تزامن هذا التوزيع مع تحولات في أنماط الرياح التي تتبع التيار النفاث، وهو تيار من الرياح القوية يتحرك من الغرب إلى الشرق. كما استجابت تيارات المحيطات لنفس التحولات، حيث وجّهت الحرارة بشكل مختلف عن ذي قبل.

وبالإضافة إلى نطاقات خطوط العرض المتوسطة، لاحظ الباحثون ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة بين خطي العرض 10 درجات شمالا و20 درجة جنوبا، وهو ما غطى جزءا كبيرا من المناطق الاستوائية.

ومع ذلك، كانت هذه التغيرات أقل اتساقا بسبب التقلبات القوية في درجات الحرارة الناجمة عن تكرار ظاهرة النينيو والنينيا.

وحتى مع هذا التباين، لا تزال المناطق الاستوائية تمتص قدرا كبيرا من الحرارة. تسهم هذه الطاقة المخزنة في مستويات الرطوبة الجوية، التي قد تؤثر لاحقا على أنماط هطول الأمطار في مناطق بعيدة من خلال الاتصالات عن بُعد، والتفاعلات المناخية التي تمتد لآلاف الأميال.

تلعب ظاهرتا النينيو والنينيا وديناميكيات المحيطات الإقليمية دورا مهما في حرارة المحيطات (غيتي إيميجز) تدهور النظم البيئية

بشكل عام، تُخزّن المحيطات أكثر من 90% من الحرارة الزائدة، ويبدو أن حركة مسارات العواصف باتجاه القطبين تترافق مع نطاقات الاحترار. ويشير الباحثون إلى أن تغيرات طفيفة في الدورة الجوية والرياح أسهمت في ظهور مسارات جديدة لنقل الحرارة.

فأنماط الرياح هذه تحرك سطح البحر وتُرشد مسار التيارات الدافئة. ومن ثم، قد تتسرب حرارة المحيط إلى طبقات أعمق، مما يُفاقم التفاعلات المتسلسلة التي تؤثر على العواصف وهطول الأمطار.

يمكن أن يؤثر ارتفاع درجة حرارة المحيطات بشكل أسرع على كمية بخار الماء في الغلاف الجوي، مما يؤدي بدوره إلى تعزيز الظروف لهطول الأمطار الغزيرة وتؤدي هذه الرطوبة الزائدة إلى تضخيم هطول الأمطار المحلية، مما يثير المخاوف بشأن الفيضانات وتكرار العواصف.

إعلان

يُشدد العلماء على أهمية التقلبات الطبيعية عند دراسة أنماط المناخ. فبينما يُسهم النشاط البشري في ارتفاع درجات الحرارة على المدى الطويل، تلعب ديناميكيات المحيطات الإقليمية دورا أيضا.

وعلى الرغم من أن تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية هو المحرك الرئيس لارتفاع درجة حرارة المحيط، إلا أن الباحثين يؤكدون على دور التنوع الطبيعي؛ فالأحداث والظواهر مثل ظاهرة النينيو، والتذبذب الجنوبي (تقلب سنوي في الضغط الجوي بالمحيطين الهندي والهادي) يمكن أن تسبب تقلبات قصيرة الأجل تعمل على تضخيم أو إخفاء إشارة الاحترار الطويلة الأجل مؤقتا.

يمكن للتغيرات الحادة في درجات الحرارة أن تُزعزع استقرار النظم البيئية البحرية، مما يؤدي إلى تغيّر الموائل وتغيّر توزيع الأنواع. كما تعطّل المياه الدافئة مناطق التغذية ومسارات الهجرة، مما يؤثر سلبًا على مصائد الأسماك والاقتصادات الساحلية.

تُسلّط البيانات الجديدة الضوء على كيفية استجابة أجزاء مختلفة من المحيط للاحتباس الحراري بطرق متنوعة. ومن بين النتائج الأكثر غرابة هو عدم وجود ارتفاع كبير في درجات الحرارة بالقرب من خط عرض 20 درجة في نصفي الكرة الأرضية، وظلت هذه المناطق شبه الاستوائية مستقرة نسبيا في محتوى الحرارة المحيطية، وهو ما يبرُز في ظل اتجاه الاحترار الواسع النطاق.

ويشير الباحثون إلى أن هذا قد يُعزى إلى تجاوز تيارات المحيطات والدورة الجوية لهذه المناطق. فبدلا من تراكم الحرارة، قد تعمل المناطق شبه الاستوائية كمناطق عبور، حيث يُعاد توزيع الطاقة بدلا من امتصاصها.

مقالات مشابهة

  • الدمام 30 مئوية.. بيان درجات الحرارة الصغرى على بعض مدن المملكة
  • موجة حارة .. طقس يوم عرفة وأجواء عيد الأضحى
  • علماء يحددون نطاقين بالمحيطات بمعدلات حرارة قياسية
  • ارتفاع الحرارة وشبورة مائية.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة
  • تصل إلى 36 درجة.. الأرصاد تحذر: ارتفاع درجات الحرارة بداية من الخميس
  • مناقشة برلمانية حول خطط البيئة لمواجهة التغيرات المناخية
  • عُمان تشارك في مناقشة مستجدات تداعيات رفع الرسوم الجمركية الأمريكية على دول الخليج
  • الدمام 44 مئوية.. بيان درجات الحرارة العظمى على بعض مدن المملكة
  • حالة طقس عيد الأضحى 2025 ودرجات الحرارة وفقًا لتوقعات الأرصاد
  • طقس أيام عيد الأضحى 2025.. «الأرصاد» توضح