قال الكاتب خالد عبدالهادي، المؤرخ والصديق المقرب من الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، وجامع تراث هيكل، إن هيكل صحفي لامع وكاتب مميز ودبلوماسي مرموق ومثقف مشهود له، مؤكدًا أنه كان كان متنوعًا ولم ينسى نفسه في كافة جوانب الحياة.  

نظرة شاملة ودقيقة

وأشار خالد عبد الهادي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "آخر النهار"، المذاع عبر فضائية "النهار"، مساء اليوم الجمعة، إلى أن نظرة هيكل للحياة كانت شاملة ودقيقة ونادرا ما نجد مثله، لأن الظرف التاريخي الذي مر به هيكل كان مميزًا، قائلًا: "هيكل كان يسمع موسيقى ويذهب إلى السينما.

. يقرأ روايات وأدب وفلسفة، يشاهد أفلامًا ومسرحيات".

تكريم اسم هيكل سنويا

وأضاف خالد عبدالهادي، إن تكرار اسم هيكل سنويا بتوزيع جوائز لصغار الصحفيين، هو من ضمن الاحتفاء به، كما يمكن استكتاب بعض الكتاب لتناول الجوانب الفلسفية في مقالات هيكل، ودوره السياسي والإعلامي والصحفي والثقافي، مردفا: "لو سلطنا الضوء بشكل صحيح تظل التجربة حية".

100 عام على هيكل.. الجورنالجي الذي احترف السياسة والصحافة (ملف) مسجد الحسين والشيخ رفعت.. ماذا جاء في وصية محمد حسنين هيكل؟

وطالب عبد الهادي الأهرام بإعادة نشر كل مقالات الأستاذ محمد حسنين هيكل، كما أشار إلى أنه يحاول جمع يوميات هيكل بقدر الإمكان.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محمد حسنين هيكل السينما الاهرام

إقرأ أيضاً:

لعبة المرايا في رواية متاهة الأوهام للمغربي محمد سعيد احجيوج

في عصر تزدحم فيه المكتبات العربية بروايات تتبع أنماطا مألوفة وتسعى وراء الجوائز والمبيعات، يقدم الروائي المغربي محمد سعيد احجيوج عملا يتحدى كل التوقعات، رواية "متاهة الأوهام" للكاتب المغربي محمد سعيد احجيوج (دار نوفل / 2023) ليست مجرد رواية تقرأ، بل تجربة معرفية تستدعي القارئ ليصبح شريكا في عملية الخلق السردي.

تفاصيل الرواية

 

تنقسم الرواية إلى ثلاثة كتب متداخلة، يظهر فيها الكاتب بوصفه شخصية روائية تعيش في عوالم متوازية، في الكتاب الأول، نتابع ثلاث تجليات مختلفة لـ "محمد"، الكاتب العاطل الذي يرعى طفلته بينما تعمل زوجته، والذي يتلقى مكالمات هاتفية غامضة من امرأة تعرف أسراره، ومكالمة أخرى تقوده إلى لقاء مع العميد "ش." من مديرية مراقبة التراب الوطني، الذي يعرض عليه صفقة: التخلي عن مشروعه الروائي حول اختفاء المهدي بن بركة مقابل كتابة رواية تمجد عمليات المخابرات.

 

ما يميز هذا العمل هو رفضه الجذري للحدود الفاصلة بين الواقع والخيال. إذ يصبح الكاتب شخصية في روايته، وتصبح الرواية واقعا يعيشه، في حلقة مفرغة من الإبداع والوجود المتبادل.

 

 الكتاب الثاني يقدم مواجهة مع ناشر يرفض النشر ويطالب بكتابة تقليدية، بينما الكتاب الثالث يضعنا أمام بطل يستيقظ في غرفة بيضاء مطالب بالعثور على كاتب مفقود يحمل اسم احجيوج نفسه.

 

التقنية السردية المعقدة التي يوظفها احجيوج تجعل من القراءة عملية تأويل مستمرة، فالضمائر تتبدل والشخصيات تتداخل، وكل مستوى سردي يخلق المستوى الآخر في دوامة لا متناهية. هذا ما يسميه النقاد "الميتا سرد"؛ سرد عن السرد نفسه، حيث تصبح عملية الكتابة موضوع الكتابة.

 

لكن وراء هذا التعقيد الظاهر تكمن رسالة عميقة حول حرية الإبداع في مواجهة السلطة، سواء كانت سلطة سياسية تمثلها أجهزة المخابرات، أو سلطة ثقافية تجارية يجسدها الناشر، أو حتى سلطة الواقع نفسه، الرواية تطرح سؤالا جوهريا: إلى أي مدى يمكن للكاتب أن يحافظ على استقلاليته الإبداعية في عالم يحاول باستمرار توجيه قلمه؟
إذ أن ما يطرحه أحجيوج، أو يجربه في بناء الرواية العربية، هو أن يدخل إليها عناصر ليست من طبيعة السرد، أو أي من أساليب القص المألوفة، في ما يسمى بميتا الرواية، أي تلك العناصر التي تقترب أن تكون قواعد للرواية الحديثة، على حد تعبير الناقد اللبناني أنطوان بو زيد.

 

بطبيعة الحال، مثل هذا العمل التجريبي لن يناسب كل قارئ. فهو يتطلب صبرا وتركيزا ورغبة حقيقية في خوض مغامرة فكرية، كما أن الإلمام بأعمال احجيوج السابقة، خاصة "ليل طنجة" و"أحجية إدمون عمران المالح"، يثري التجربة ويضيف طبقات إضافية من المعنى.

 “متاهة الأوهام”

 

تؤكد "متاهة الأوهام" أن الرواية العربية قادرة على مجاراة أعقد التجارب الروائية العالمية، وأن لدينا أصواتا إبداعية تجرؤ على كسر القوالب والبحث عن أشكال جديدة للتعبير، إنها رواية تستحق القراءة، ليس فقط لجمالياتها السردية، بل لأنها تفتح نقاشا ضروريا حول دور الأدب ووظيفة الكاتب في عالمنا المعاصر.

 

في النهاية، حين نصل إلى الكلمات الأخيرة "رفعت الأقلام وجفت الصحف"، ندرك أننا لم نقرأ مجرد رواية، بل خضنا تجربة تأملية في طبيعة الكتابة والوجود. وربما هذا هو أعظم إنجازات احجيوج: أن يجعلنا نعيد التفكير في علاقتنا بالنص والواقع والخيال.

مقالات مشابهة

  • خالد أبو بكر: فرنسا وإنجلترا وإسبانيا لا يمتلكون جهازا مصرفيا كما في مصر.. فيديو
  • خالد أبو بكر: يستطيع اليوم المواطن أن يحصل على الدولار الذي يطلبه.. فيديو
  • مراسلة سانا: بطاقة استيعابيّة تصل إلى 20 سريراً.. وزير الصحة يفتتح قسم الأطفال في مشفى القلمون بمدينة النبك في ريف دمشق، وذلك بحضور وزيري التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو والاتصالات عبد السلام هيكل ومحافظ ريف دمشق عامر الشيخ
  • مجلة "تراث" تستعرض صورة النخلة ومكانتها في الثقافة الإماراتية
  • خالد أبو بكر: اتحاد الكرة بحاجة إلى قسم قانوني يواكب قوانين الفيفا
  • خالد أبو بكر يوضح أهمية اختيار كوادر دبلوماسية من وزارة الخارجية لتولي ملف الترويج للاستثمار المصري
  • خالد ابو بكر يقدم نصائح هامة للأسر المصرية حول قضايا الميراث
  • وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار ووزير الاتصالات وتقانة المعلومات السيد عبد السلام هيكل يلتقيان في الدوحة وزير التجارة والصناعة القطري الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني ويبحثان معه آفاق تعزيز التعاون والاستثمار في المجالات كافة
  • حماس: حكومة الاحتلال تواصل سياسة استهداف كافة أشكال الحياة في غزة
  • لعبة المرايا في رواية متاهة الأوهام للمغربي محمد سعيد احجيوج