عربي21:
2025-12-04@03:18:02 GMT

الممر الاقتصادي: استراتيجية لاحتواء طريق بكين

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

أعلن في القمة العشرين، التي تم عقدها في دلهي العاصمة الهندية، وحضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن، فيما غاب عنها الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ؛ الاتفاق أو توقيع اتفاق على إقامة الممر الاقتصادي الذي يربط دول الخليج العربي والأردن ودولة الاحتلال الإسرائيلي، مع الهند ودول الاتحاد الأوروبي عبر الشرق الأوسط.



الممر الاقتصادي، وحسب ما قيل عنه في الإعلام، وعن فوائده لدول العالم في التجارة وتنشيط سلاسل التوريد، مع السرعة وقلة التكلفة، يتكون من ممرين غربي وشرقي، أو شمالي؛ الممر الشرقي يربط ميناء مونديرا الهندي على الساحل الغربي للهند بميناء الفجيرة الإماراتي، فيما يستخدم على البر؛ خط سكك حديد عبر السعودية والأردن؛ لنقل البضائع بواسطة حاويات إلى ميناء حيفا الاستراتيجي. أما الممر الغربي أو الشمالي؛ فيمتد من ميناء حيفا إلى موانئ مختلفة؛ ميناء مرسيليا في فرنسا وموانئ أخرى في إيطاليا واليونان. من الممكن حسب المعلن عنه؛ أن يمتد لاحقا، عبر ميناء مونديرا الهندي إلى فيتنام وتايلند وبنغلاديش، وفي الأخيرة هناك 6 خطوط للسكك الحديد ترتبط مع سكك حديد الهند إلى ميناء بونديرا الهندي، ومنه إلى أوروبا عبر المحيط الهندي.

إن هذا المشروع الطموح وكما قيل عنه؛ من أنه سوف يساهم في نقل الطاقة المتجددة والنظيفة بواسطة الأنابيب والكابلات إلى دول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى في آسيا الوسطى، لا يزال مشروعا طموحا؛ قد لا يتم توفير الإمكانيات المادية لتنفيذه في القريب العاجل، ولا حتى في الأمد المنظور، وهذا الاحتمال هو الاحتمال الوارد جدا. كما أن هذا المشروع تعترض طريق تنفيذه الكثير من المطبات والصعوبات، على صعيد الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة العربية وفي العالم أيضا. فالأوضاع الدولية، الحالية غير واضحة المعالم.. والصراع التنافسي الدولي في المقبل من الزمن؛ سوف يكون على قواعد الاقتصاد والتجارة وممراتها العابرة للحدود. الممر الاقتصادي هذا، الغاية منه أو واحدة من غاياته؛ هي محاصرة المشاريع الصينية في الحزام والطريق، وأيضا محاصرة مشاريع روسيا مع إيران في الممر جنوب – شمال بين إيران وروسيا، الذي ربما يمتد مستقبلا إلى موانئ سوريا على البحر الأبيض المتوسط، عبر العراق، وحتى ربما إلى الموانئ التركية عبر العراق إلى دول الاتحاد الأوروبي. مشروع الحزام والطريق بين إيران والصين، من المحتمل ان يتخذ في مساره مسار ممر جنوب ـ شمال الروسي الإيراني نفسه. هنا وفي هذه الأوضاع التي سوف يتم مستقبلا إخضاعها للتحولات الكبرى على صعيد المنطقة العربية وفي جوارها الإسلامي، وفي بقية أرجاء العالم؛ التي تتحكم بها مصالح القوى الدولية الكبرى وأيضا القوى الإقليمية الكبرى. ربما، سوف تتغير أنظمة ما بعينها، في المنطقة العربية وفي جوارها، وأيضا سوف تتغير الكثير من الشراكات، سواء الاقتصادية أو العسكرية أو السياسية، مع هذا الطرف الدولي، أو بالضد من الطرف الدولي الآخر. الاستثناء الوحيد هنا؛ الهند فعلى الرغم من أنها المركز الأساس للممر الاقتصادي الأمريكي، من المرجح جدا؛ أن لا تقف مع هذا الجانب، أو مع ذلك الجانب، بل إنها سوف تقف في المنطقة الوسط بين الضدين، في إيجاد منطقة ليست متوسطة فقط، على أهمية هذا؛ من حيث وضع المصالح في حقيبتين؛ حقيبة هنا وحقيبة هناك؛ ليكون لهذه الدولة السائرة على الطريق لتكون دولة كبرى في المناطحة المصلحية مع القوى الدولية الكبرى؛ موقف مستقل اقتصاديا وسياسيا عن قطبي التنافس والصراع الاقتصادي والسياسي، الصين وأمريكا، مع ما يكون في إطاريهما من قيادات دولية كبرى.

إن مشاريع الحزام والطريق الصينية، لها الحظ الأوفر في الوجود والتنفيذ واقعيا؛ أولا لأنها لا ترتبط في إبرامها وتنفيذها كما تفعل أمريكا؛ بشروط سياسية، كما تقول عنها الصين؛ من أنها تعتمد على المنفعة المتبادلة، وثانيا أنها لا تعتمد على إحداث تغييرات سياسية في الأوضاع والنظم السياسية، بل إنها مشاريع اقتصادية، وثالثا أغلبها يعتمد على البحار والموانئ، وليس جميعها، ورابعا أغلبها لا تتصادم ممراتها مع الممر الاقتصادي الأمريكي، بل إنها تسير في خطوط متوازية مع هذا الممر أو مع غيره من الممرات، وخامسا أن الصين تستثمر ومنذ زمن بعيد في الموانئ الإسرائيلية، كما أنها تستثمر استثمارا اقتصاديا جديا ومؤثرا في الدول التي يمر عبر أراضيها الممر الاقتصادي الأمريكي، أي أنها ـ في هذه الحالة ـ شريك غير مباشر في الممر الأمريكي. من الأمثلة على هذا، وليس الحصر؛ الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، الذي بدأ العمل به في عام 2016 بعد أن تم الاتفاق عليه بين الصين وباكستان في عام 2013 في عهد نواز شريف، في ما بدأ العمل به أي بتنفيذه على أرض الواقع بعد ثلاث سنوات، وفي عهد من تولى رئاسة الحكومة الباكستانية بعد نواز شريف، واستمر العمل به في زمن حكومة عمران خان، حتى إنه تواصل العمل به في الحكومة الباكستانية التي خلعت عمران خان، وتحظى بدعم أمريكي لا محدود. هذا يعني أن مشاريع الصين لا تخضع لتبدلات النظم والأوضاع السياسية في دولة اتفاق الطرف الثاني؛ لحوكمة المصالح لطرفي الاتفاق. بينما الممر الاقتصادي الأمريكي تتحكم فيه ليس بعد التنفيذ، بل قبل التنفيذ أيضا؛ البيئة السياسية والنظم السياسية والاستقرار في الدول التي يمر بها، أو يبدأ منها. مما يقود إلى أن يكون حظ تنفيذ هذا الممر، قليل جدا لجهة الواقع الموضوعي في الوقت الحاضر، وربما في الأمد المتوسط. إن هذا الممر، قد صمم من أجل أن تكون دولة الاحتلال الإسرائيلي دولة طبيعية في المنطقة العربية، وأن تكون مركزا اقتصاديا وصناعيا وعسكريا في المنطقة، أو بعبارة أخرى تعتمد على نفسها في الحماية الأمنية والتنمية الاقتصادية، بل أكثر من هذا؛ أن تكون أو أن تخلق للأباطرة اليهود في أمريكا والغرب وحتى روسيا، أباطرة المال والتجارة والصناعة، سواء المدنية او العسكرية؛ بيئة ملائمة لإحداث تنمية متبادلة ونفعية لمواردهم، بين دولة الاحتلال الإسرائيلي واللوبيات اليهودية المتحكمة في اقتصادات الدول سابقة الإشارة لها.

(عن صحيفة القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الهندية بايدن الممر الاقتصادي الصينية الصين الهند بايدن الممر الاقتصادي سياسة اقتصاد صحافة سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاقتصادی الأمریکی الممر الاقتصادی المنطقة العربیة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

سلطة حضرموت تتحرك لاحتواء أزمة بن حبريش.. والرئاسي يعلن دعمه الكامل

بدأت السلطة المحلية في محافظة حضرموت خطوات مكثفة لإنهاء حالة التصعيد الأخيرة على خلفية التحرك المسلح الذي يقوده عمرو بن حبريش في محيط منشآت نفطية والذي أدى إلى  توقف إنتاج شركة "بترومسيلة"  كإجراء احترازي لتفادي أي تبعات خطيرة.

وأكد محافظ حضرموت، سالم أحمد الخنبشي، أن السلطة المحلية بدأت بالاستماع إلى مطالب ومقترحات القبائل الحضرمية، مشددًا على أن هذه المطالب مشروعة وتشمل تحسين تمثيل حضرموت في مؤسسات الدولة المركزية، وتجنيد عدد من شباب المحافظة، بالإضافة إلى معالجة أزمة الكهرباء، وهي قضايا تحظى بتأييد السلطة المحلية.

وأشار الخنبشي إلى إرسال وفد من الشخصيات الاجتماعية للتواصل مع قيادة الحلف وإقناعها بالتراجع عن الخطوات التصعيدية، موضحًا أن السلطات بانتظار ما سيعود به الوفد من مقترحات، مع استمرار الجهود لإعادة تموضع القوات العسكرية في مواقعها السابقة لتجنب أي مواجهات محتملة.

وأكد المحافظ الخنبشي، في مقابلة مع قناة الحدث، أن السلطة المحلية تبذل جهودًا مكثفة منذ وصوله إلى حضرموت لاحتواء التوترات وتهدئة الأوضاع عبر حلول سلمية، مع الحرص على الحفاظ على الوضع الأمني المستقر الذي لطالما عُرفت به المحافظة. مشيرًا إلى أن تحرك بعض المسلحين بشكل مفاجئ خلال الأيام الماضية تسبب في توتر مؤقت وإيقاف إنتاج شركة بترومسيلة، لكنه شدد على أن الحلول السلمية والوساطة هي الطريق الأمثل لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي دون الإضرار بالمحافظة أو بمؤسساتها الحيوية.

وحول ملف الكهرباء، أوضح الخنبشي أن السلطات تعمل على معالجة مشكلات التوليد والتوزيع لتحسين مستوى الخدمة للمواطنين خلال الفترة القادمة، مؤكداً أن السلطة المحلية ستعمل على إعادة القوات إلى مواقعها السابقة عبر التفاوض والوسطاء، لتجنب أي مواجهات قد تضر بالمحافظة وبمؤسساتها الحيوية.

بدوره جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، تأكيد دعم المجلس والحكومة الكامل لقيادة السلطة المحلية للقيام بواجباتها الدستورية والدفاع عن هيبة الدولة وسلطاتها ومصالح المواطنين، وتفويت الفرصة أمام المليشيات الحوثية والتنظيمات المتحالفة معها للعبث بأمن واستقرار حضرموت. 

وشدد على أن حضرموت كانت وستظل قاطرة الدولة والتنمية وركناً أساسياً في المشروع الوطني الجمهوري، داعياً جميع القوى والمرجعيات القبلية والمكونات السياسية إلى تغليب لغة الحكمة وتوحيد الصف والالتفاف حول قيادة السلطة المحلية ومؤسساتها الوطنية.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه العليمي مع محافظ حضرموت ورئيس اللجنة الأمنية سالم الخنبشي، للاطلاع على المستجدات الأمنية والخدمية وجهود احتواء التوتر في المحافظة. 

وأشار الرئيس العليمي إلى أن الدولة ملتزمة بتمكين أبناء حضرموت من إدارة مواردهم وتحقيق تطلعاتهم في التنمية والتمثيل العادل في السلطة والثروة، مؤكداً أن السبيل الوحيد لتحقيق هذه التطلعات يتمثل في وحدة أبناء المحافظة وحماية المكاسب والمصالح العامة وتعزيز الأمن والاستقرار، وتحصين المحافظة من محاولات الاستقطاب أو الفوضى.

وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن المجلس والحكومة سيعملان بكل مسؤولية مع قيادة السلطة المحلية من أجل تطبيع الأوضاع ودعم أي جهود حميدة لتسوية الخلافات البينية، محذراً من أن أي تصعيد ميداني سيضر بمصالح المواطنين وخدماتهم الأساسية، ويفتح الباب أمام مخاطر يجب تفاديها بكل الوسائل.

مقالات مشابهة

  • عودة 140 طفلاً وذويهم من الأردن إلى غزة بعد استكمال العلاج ضمن “الممر الطبي الأردني”
  • الرئيس تبون :شراكتنا مع بيلاروسيا استراتيجية ولدينا رؤية موحّدة لقضايا المنطقة
  • قناة عبرية: وساطة مصرية "مفاجِئة" لاحتواء الانفجار بين إسرائيل وحزب الله
  • سلطة حضرموت تتحرك لاحتواء أزمة بن حبريش.. والرئاسي يعلن دعمه الكامل
  • عقوبة قاسية لفيرون بعد أزمة الممر الشرفي بالدوري الأرجنتيني
  • الجامعة العربية تناقش استراتيجية تحسين صحة الأمهات والأطفال والمراهقات
  • وزير الخارجية: الدور الأمريكي جزء لا يتجزأ من أي خطة سلام في المنطقة
  • محافظ إب يدشن مشروع التمكين الاقتصادي في العدين والحزم
  • الأردن يُجلي الدفعة الثامنة عشرة من أطفال غزة المرضى ضمن مبادرة “الممر الطبي الأردني”
  • العراق يبحث مع المبعوث الأمريكي جهود دعم استقرار سوريا