جنون التيك توك.. كيف يساهم التطبيق بنشر السلوك المعادي في المجتمع؟
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
كشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" البريطانية أن تطبيق "تيك توك" يثير حالات جنون عبر الإنترنت تشجع على السلوك المعادي للمجتمع في العالم الحقيقي.
وقال موظفون سابقون في الشركة المشغلة للتطبيق إن هذه المشكلة لم تُعالج خوفا من التأثير سلبا على الوتيرة السريعة لنمو التطبيق الذي يُعد واحدا من أشهر وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة.
وذكر التحقيق المطول الذي أجرته الهيئة أن جنون "تيك توك" الذي يتمثل في استحواذ موضوعات على قدر كبير من التفاعل لا يتناسب مع أهميتها، ظهر في المقابلات التي أُجريت مع موظفين سابقين في شركة المشغلة له ومستخدمين للتطبيق وتحليل أجرته "بي بي سي" لبيانات تواصل اجتماعي على نطاق أوسع.
واكتشف التحقيق أن "خوارزميات وتصميم تيك توك يؤدي إلى أن يشاهد المستخدمون مقاطع فيديو غير موصى بها لهم، ما يدفعهم إلى القيام بأشياء غير عادية في مقاطع الفيديو الخاصة بهم على المنصة.
ونأت تيك توك بنفسها في السابق عن تهم الاضطرابات التي يسببها التطبيق في الواقع الحقيقي، مثل التهديد بالنهب في شارع أكسفورد في لندن الشهر الماضي، والذي ألقى السياسيون باللوم فيه على التطبيق الذي يبلغ عدد مستخدميه مليار مستخدما.
وحدد التحقيق عدة مظاهر في الأشهر القليلة الماضية لقيت تفاعلا غير متناسب عليها عبر تيك توك وكانت مرتبطة بسلوك ضار من قبيل:
- الهوس الذي انتشر عبر الإنترنت بقضية قتل في أيداهو في الولايات المتحدة أدى إلى اتهام أبرياء ليس لهم علاقة.
- التدخل في تحقيقات الشرطة في قضية نيكولا بولي في لانكشاير في المملكة المتحدة.
- انتشار الاحتجاجات الطلابية وأعمال التخريب في المدارس في أنحاء المملكة المتحدة.
- تصاعد أعمال الشغب في فرنسا، والتي انتشرت بكثافة غريبة وامتدت إلى مناطق غير متوقعة.
ويضيف التحقيق أن موظفين سابقين لدى تيك توك شبهوا هذه النوبات الجنونية من التفاعل بـ "حرائق الغابات" مؤكدين أنها خطيرة، خاصة وأن جمهور التطبيق أغلبهم من الشباب الذين من الممكن أن يتأثروا بسرعة بما يشاهدون من مقاطع فيديو.
ونقلت "بي بي سي" عن متحدث باسم التطبيق قوله، إن "الخوارزميات المستخدمة في التطبيق تستهدف دمج المجتمعات مع إعطاء الأولوية لسلامة المستخدمين"، مؤكدا أن الشركة توصي بأنواع مختلفة من المحتوى لإعاقة النماذج المتكررة وحذف "المعلومات المضللة" والحد من وصول مقاطع الفيديو التي تحتوي على معلومات لم يتم التحقق منها إلى أعداد كبيرة من المستخدمين.
واستحوذت جرائم قتل أربعة طلاب جامعيين في موسكو خلال تشرين الثاني/نوفمبر 2022 على اهتمام مستخدمي تيك توك كما تداول التطبيق تكهنات عن هوية القاتل دون أدلة.
وانتشرت الفيديوهات حول هذه القضية كالنار في الهشيم على تيك توك إلى حد الهوس، إذ وصل عدد مشاهداتها إلى ملياري مشاهدة في الفترة تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 إلى آب/أغسطس 2023 مقارنة بـ 80 ألف مشاهدة فقط على يوتيوب لمقاطع الفيديو الخاصة بتلك الواقعة.
وأكد موظفون سابقون في الشركة المشغلة للتطبيق إن هذا يحدث نتيجة للطريقة التي صمم بها تيك توك، إذ يشاهد المستخدمون في أغلب الأحيان المحتوى من خلال صفحة "لك" الخاصة بهم، وهي صفحة تحتوي على مقاطع الفيديو القصيرة التي ترشحها الخوارزنيات المشغلة للتطبيق من أجل جذب كل مستخدم على حدة.
فعندما تنشر مقطع فيديو على تيك توك، سيظهر في صفحات "لك" لدى المستخدمين الذين يتوقع التطبيق أن تحوز اهتمامهم، وذلك بدلا من مجرد الترويج لما نشرت بين أصدقائك ومتابعيك كما هو الحال في شبكات تواصل اجتماعي أخرى.
واعتمادا على مدى تفاعل المستخدمين مع هذا الفيديو، قد تقرر الخوارزمية نشره بين ملايين آخرين بسرعة كبيرة وعلى نطاق أوسع مقارنة بما يحدث على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، وفق التحقيق.
وبينما يميل المستخدمون لأغلب وسائل التواصل الاجتماعي إلى استهلاك المحتوى فقط، يصنع مستخدمو تيك توك محتوى مصور من إنتاجهم وينشرونها عبر التطبيق.
وقال متحدث باسم تيك توك لـ"بي بي سي" إن المستخدمين بطبيعة الحال أبدوا اهتماما أكبر بالقصص التي تظهر في "أوقات انشغال الرأي العام بقضايا معينة، وهو ما تتسارع وتيرته بسبب التقارير الإخبارية التي تظهر على مدار 24 ساعة".
وأشار أيضا إلى أن شبكة "بي بي سي" نفسها نشرت على تيك توك العديد من القصص من هذا النوع.
وأظهرت الأحداث التي شهدتها مدارس في بريطانيا وشوارع في فرنسا كيف يمكن لتيك توك أن يساعد في تأجيج الاضطرابات وانتشارها من مكان إلى آخر.
وفي فبراير/ شباط 2023، نُشر فيديو على "تيك توك" لاحتجاج في مدرسة رينفورد الثانوية في ميرسيسايد على إجراءات اتخذتها المدرسة للتحقق من طول تنانير الفتيات. ولم تمر سوى ثلاثة أيام حتى نظمت طلاب أكثر من 60 مدرسة احتجاجات مماثلة وصوروها للنشر عبر التطبيق.
ولم يكد يمر أسبوع حتى شارك في احتجاجات المدارس البريطانية طلاب من أكثر من مئة مدرسة، حيث خرج الأمر عن السيطرة في بعض الأحيان وحطمت بعض النوافذ وأُضرمت النيران في الأشجار كما تعرض بعض المعلمين للاعتداء.
ووفقا لتيك توك، أظهرت معظم مقاطع الفيديو التلاميذ وهم يشاركون في مظاهرات سلمية، لكن المعلمين والطلاب الذين تحدثت إليهم كانوا قلقين بشأن التأثير التراكمي لجميع مقاطع الفيديو، بحسب التحقيق.
وعقب احتجاجات بريطانيا المدرسية، انتشرت أعمال شغب في جميع أنحاء باريس وبقية فرنسا بعد مقتل الفتى نائل، 17 سنة، على يد شرطي فرنسي وجهت إليه تهمة القتل في وقت لاحق.
وألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باللوم على تيك توك وسناب شات في هذا الاضطراب.
وتساءل التحقيق: "هل كان هناك جنون تيك توك من نوع آخر في ذلك الوقت؟ أم أن الرئيس الفرنسي كان يتهرب من المسؤولية فحسب؟".
ويقول معدو التحقيق، إن الشعور بالظلم بعد مقتل الفتى نائل يعني أن أعمال الشغب بدأت دون تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الاهتمام الذي لقاه على تيك توك كان أعلى بكثير مقارنة بالمنصات الأخرى.
وعثر التحقيق على مقاطع فيديو عامة على تطبيق سنابشات تستخدم اسم نائل حققت 167.700 مشاهدة وهذا الرقم لا يتضمن بعض المقاطع التي ربما تم تداولها في المحادثات الخاصة.
ولفت إلى تحقيق الفيديوهات التي تتناول هذه القضية على تيك توك باستخدام وسم "نائل" 850 مليون مشاهدة.
وفي مدينة فيري شاتيلون، الواقعة على مشارف باريس، أظهرت مقاطع فيديو حافلة تشتعل فيها النيران ومحلات بيع الصحف تتعرض للنهب.
وقال جان ماري فيلان، عمدة المدينة، إنه من النادر أن تخرج مظاهرات في هذه المدينة الصغيرة.
ونقل التحقيق عن فيلان قوله، "لسوء الحظ، بمجرد بدء أعمال الشغب، أصبح تيك توك أداة لإظهار أن هذا ما أنا قادر على فعله هل يمكنك أن تفعل ما هو أفضل؟".
ويرى تحقيق الشبكة أن ما يدعم ما ذهب إليه عمدة فيري شاتيلون، هي مقاطع فيديو على تيك توك، أصبحت أكثر تطرفا مع استمرار أعمال الشغب.
وأضاف فيلان "أن مشاهدة أعمال التخريب التي تنشر على تيك توك على نطاق واسع جعلت هذه المشاهد هي القاعدة بالنسبة لبعض الناس".
ويورد تحقيق "بي بي سي" سؤالا عن الرابط بين ظهور المحققين الهواة في مسرح الجريمة، والسلوك المعادي للمجتمع في مدارس المملكة المتحدة وأعمال الشغب الفرنسية؟
وتشير الإجابة على هذا السؤال إلى أن هذا يقدم دليلاً "جنون" تيك توك.
ونقل عن موظفين سابقين في التطبيق في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قولهم، إن الحد من جنون المحتوى الضار لم يكن من أولويات شركة التواصل الاجتماعي لأنه قد يؤدي إلى إبطاء من وتيرة نمو التطبيق.
وقال أحد هؤلاء الموظفين، الذي كان يعمل في استراتيجية البيانات وتحليلها في الشركة، "إن تيك توك لم يكن مصمما ليكون أكثر من مجرد تطبيق لجنون الرقص، لكنه حقق نموا سريعا لدرجة أنهم لم يتمكنوا من مواكبة ما يؤول إليه هذا التطبيق أو حتى التنبؤ بذلك".
وتابع، "لكن فيما يتعلق بالمحتوى الخطير، على الأقل لم أسمع عن أي محاولة للحد منه بشكل استباقي قبل أن يزداد خطره. بصفة عامة، إنهم لا يريدون ذلك، ولا يريدون الوقوف في طريق الترفيه الذي ينمو بسرعة عالية عبر منصتهم."
وقالت الشركة المشغلة للتطبيق "لبي بي سي"، "إن لديها أكثر من 40 ألف متخصص في مجال السلامة يستخدمون تكنولوجيا لإدارة المحتوى، ما أدى إلى تحقيق الغالبية العظمى من مقاطع الفيديو التي تحتوي على معلومات مضللة ضارة ولو مشاهدة واحدة.
ونقلت الشبكة عن المتحدث باسم الشركة قوله، "إن إعطاء الأولوية للسلامة ليس هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به فحسب، بل من المنطقي أيضا أن يكون الأمر كذلك من المنظور التجاري".
وأكدت تيك توك أنها تتعاون مع أكاديميين ووكالات إنفاذ القانون وغيرهم من الخبراء لتحسين تشغيل التطبيق واسع الانتشار.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تيك توك الاضطرابات اضطرابات مواقع التواصل تيك توك علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تغطيات سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التواصل الاجتماعی مقاطع الفیدیو مقاطع فیدیو أعمال الشغب على تیک توک بی بی سی أکثر من
إقرأ أيضاً:
مشروع سوار فيتانا يحصد المركز الأول ويبدأ مشوار التطبيق الفعلي
أعلنت وزارة الثقافة والرياضة والشباب مساء أمس المشاريع الرياضية الفائزة في النسخة الثانية من مسابقتها للمشاريع الرياضية "شاركنا التغيير"، وذلك في حفل أقيم بفندق دبليو مسقط برعاية معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
ومن بين 119 مشروعًا تقدم للمسابقة في النسخة الثانية، فاز مشروع "سوار فيتانا" بالمركز الأول، وجاء ثانيًا مشروع "خطوات مستدامة"، وفي المركز الثالث مشروع "مسار الحركة الذكي"، كما نال مشروع "تطبيق إقدام" جائزة أفضل استخدام للتقنيات الحديثة، وحقق مشروع "العبها صح" جائزة أفضل مقطع توعوي، فيما حقق مشروع "تطبيق خطوة" الجائزة التشجيعية الأولى، وأخيرًا حقق مشروع "فيت ويلس" الجائزة التشجيعية الثانية.
نمط حياة صحي
في البداية ألقى محمد بن أحمد العامري، مدير عام الأنشطة الرياضية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، قال فيها: "في إطار حرص وسعي وزارة الثقافة والرياضة والشباب على تحقيق أهداف استراتيجية الرياضة العمانية بالتناغم مع رؤية عمان 2040، تحت محور (الرياضة والمجتمع)، والذي يهدف إلى الرفع من مستوى ثقافة ووعي المجتمع والأفراد بأهمية ممارسة النشاط البدني، تم إطلاق مسابقة الوزارة للمشاريع الرياضية، كأحد المشاريع الإنمائية، التي تهدف إلى الاستثمار في المشاريع الرياضية المجتمعية، من أجل رفع مستوى وثقافة المجتمع والأفراد بأهمية النشاط البدني، واستمرارًا للنجاح الذي شهدته النسخة الأولى من مسابقة المشاريع الرياضية (شاركنا التغيير)، وتتويج مشروع (المدرسة الرياضية النموذجية)، الذي يجري العمل على تنفيذه بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، فقد أطلقت الوزارة النسخة الثانية من المسابقة لهذا العام، والتي استهدفت المجال التوعوي المبتكر، لتوجيه السلوك المجتمعي نحو تبنّي نمط حياة صحي، من شأنه إحداث نتائج ملموسة في مجتمعنا العماني، وذلك من خلال تفعيل ممارسات الأنشطة البدنية كأسلوب حياة وليست مجرد ممارسات وقتية، حيث بلغ عدد المبادرات المتقدمة (119) مبادرة مجتمعية، مرت بمراحل التسجيل ثم الفرز ثم المفاضلة والتقييم، وصولًا إلى (25) مبادرة، ثم انتقلنا إلى المرحلة الثانية من المسابقة، حيث تم إلحاق المشاركين المتأهلين بأفضل (25) مشروعًا بالمختبرات الخاصة بالتوعية بالنشاط البدني، والتي تضمنت تنفيذ ورش تدريبية في مجالات الصحة ومهارات التسويق والاتصال المجتمعي، وتوظيف التقنية والذكاء الاصطناعي بجانب كيفية العمل على الحملات الإعلامية للمشاريع، كما تمت إقامة معرض للمشاريع المتأهلة على هامش فعاليات معرض مسقط للكتاب في دورته الـ(29)؛ بهدف التعريف بمبادرات الشباب وأفكارهم، وكذلك إتاحة المجال للزائرين للمشاركة في التصويت على أفضل المبادرات".
واختتم العامري كلمته بالقول: "تؤكد الوزارة استمرار جهودها وسعيها لتمكين الشباب ودعمهم، وذلك من خلال تبني هذه المشاريع وتطبيقها على أرض الواقع، حرصًا منها على ترجمة الإرادة السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- في أهمية الاهتمام بالشباب والاستماع إلى آرائهم ووجهات نظرهم والاستفادة من مساهماتهم في التطوير، بحيث يتم تمكينهم من أداء دورهم المنشود في الإسهام في مسيرة البناء والتنمية الشاملة لهذا الوطن العزيز، وعملًا بتوجيهات صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب لدعم الشباب العماني".
سوار فيتانا
وأوضحت رغد الجلندانية، من فريق مشروع سوار فيتانا، في حديث لـ "عمان" أن المشروع يعتمد على أساور ذكية مخصصة للعائلة، وتُعد الأولى من نوعها بتصميم متكامل، فالسوار الرئيس لرب الأسرة، وبقية الأساور تكون لبقية أفراد الأسرة، ويتكامل تفعيل الأساور مع تطبيق هاتفي يقدم تحديات جماعية تعزز نمط الحياة الصحية، كما يعزز "سوار فيتانا" الصحة، والنشاط، والترابط الأسري، ويأتي بتصميم مبتكر يحترم القيم العمانية ويقدم تجربة صحية ذكية وممتعة.
وتابعت الجلندانية قائلة: "إلى الآن لم يتم تطبيق الفكرة بشكل عملي، ولكن إمكانية تطبيق المشروع ممكنة، وقد وضعنا تصورًا لتنفيذ الفكرة، حيث سيمر التنفيذ بعدة مراحل، تشمل تصنيع بعض الأجزاء محليا وأخرى خارجيا، مع العمل على خفض التكاليف قدر الإمكان، ونخطط لإدماج تقنيات ذكية في المنتج، بما في ذلك تصميم جهاز خفيف الوزن ومقاوم للماء، يتميز بشكل عصري وأداء عملي، ويشبه في حجمه الساعات الذكية". واختتمت رغد حديثها قائلة: "فوز المشروع بالمركز الأول يشكّل دافعا قويا لتحويله إلى منتج واقعي يمكن تصنيعه محليا، وهذا ما سوف تقوم وزارة الثقافة والرياضة والشباب بالعمل عليه، ونأمل أن يُحدث هذا المشروع نقلة نوعية في قطاع التكنولوجيا بسلطنة عمان وبقطاع النشاط البدني، وأن يكون مثالًا يُحتذى به في توظيف الابتكار لخدمة المجتمع".
خطوات مستدامة
كما تحدثت نصراء العبرية، من طاقم فريق عمل المشروع الفائز بالمركز الثاني "خطوات مستدامة"، فقالت عن المشروع: "جاءت فكرة مشروع (خطوات مستدامة) منسجمة مع رؤية عمان 2040، التي تهدف إلى تعزيز أنماط الحياة الصحية، وتحقيق الاستدامة البيئية، وتبنِّي الابتكار والتقنيات الحديثة، فالمشروع يسلط الضوء على كيفية تحويل الطاقة الحركية الناتجة عن ممارسة النشاط البدني إلى مصدر طاقة نظيف ومستدام، ويتم ذلك من خلال تطوير ممشى رياضي صحي مزود ببلاطات ضاغطة خاصة تحول الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية، بالإضافة إلى أجهزة رياضية وألعاب للأطفال تولد الطاقة من الحركة وتُستخدم هذه الطاقة لدعم الخدمات العامة، مثل إنارة الممشى، وتشغيل الخدمات المحيطة به".
وتابعت العبرية قائلة: "ولتحفيز المجتمع على ارتياد الممشى وممارسة الرياضة، يوفر المشروع تطبيقا ذكيا يحمل اسم (خطوات مستدامة) والذي يحسب الخطوات ويحولها إلى نقاط مكافآت يمكن استبدالها بخصومات على بعض الخدمات، مثل المطاعم، المحلات التجارية، الفنادق، كما يمكن التعاون مع شركات الكهرباء والمياه والاتصالات لتقديم تخفيضات على فواتير الاستهلاك للمستفيدين، كما أشير إلى أن المشروع يدعم الصحة الجسدية والنفسية ويوفر خدمات عامة مبتكرة، ويعزز رفاهية المجتمع". وفي ختام حديثها قالت نصراء العبرية: "لم ننل المركز الأول، بالتالي لن تتبنى الجائزة المشروع للتطبيق من قبل وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ولكننا سنحاول جاهدين التسويق لفكرة المشروع والبحث عن داعمين من شركات وأفراد لتحويل الفكرة إلى مشروع على أرض الواقع".
مسار الحركة الذكي
وتعريفًا بالمشروع الفائز بالمركز الثالث، مشروع "مسار الحركة الذكي"، أوضح فهد الجابري، من فريق المشروع، أن الفكرة عبارة عن تنفيذ مسار مزود بتقنيات حديثة مثل الشاشات الذكية المربوطة بموقع إلكتروني يتتبع معدل النشاط البدني للأفراد، ويهدف إلى جعل المسارات وسيلة محفزة للمشي تعزيزًا للنشاط البدني للحد من معدلات الخمول والأمراض غير المعدية كأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم. وعن المسابقة قال الجابري: "دخول المنافسة والتفكير في مشروع يحقق الفائدة للمجتمع هو بحد ذاته تجربة مثيرة وبها الكثير من الفائدة، كان التنافس أخويًا وعزز فينا تقديم الفكرة بشكل وافٍ، مستفيدين من دراستنا الجامعية لبلورة الفكرة بشكل علمي ومنهجي قابل للتحقيق على أرض الواقع".
المشاريع الفائزة
وتضمن الحفل تعريفا بكل المشاريع الفائزة بالمسابقة، فإضافة إلى المشاريع الفائزة الأولى، يهدف مشروع "تطبيق إقدام"، الحائز على جائزة أفضل استخدام للتقنيات الحديثة، إلى جعل الرياضة أسلوب حياة من خلال تحويل النشاط اليومي إلى مغامرة ممتعة، إذ يعمل التطبيق على خريطة تفاعلية لأفضل مسارات المشي والجري بنظام تحفيزي مليء بالتحديات والجوائز، ويحتوي أيضا على نصائح من خبراء تغذية، وحساب للخطوات والسعرات الحرارية، مما ينتج عنه مجتمع نشط يشارك الإنجازات.
ومشروع "العبها صح" الحائز على جائزة أفضل مقطع توعوي، عبارة عن تطبيق يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم خطة رياضة تناسب كل شخص بناء على البيانات الصحية، وهو عبارة عن مدرب شخصي رقمي، كما يراقب التطبيق الأداء الفعلي للتمارين ويقوم بتحليلها بشكل فوري عن طريق الكاميرا.
أما مشروع "تطبيق خطوة" الحائز على الجائزة التشجيعية الأولى، فهو عبارة عن تطبيق يجمع بين الرياضة، والثقافة والصحة، ليكون الرفيق الذكي نحو نمط حياة صحي ومستدام، يقدم أنشطة رياضية متنوعة من مختلف مناطق سلطنة عمان، ويندمج في برامج مخصصة مدعومة بتقنيات حديثة، ويعد منصة تفاعلية تعزز التفاعل المجتمعي.
وأخيرا مشروع "فيت ويلس" الحائز على الجائزة التشجيعية الثانية، وجاء في شرح فكرة المشروع أنه: "صالة رياضية تتحرك إليك، اللياقة إلى باب منزلك، أو إلى الطبيعة، من خلال سيارة (فان) ذكية وصديقة للبيئة، ويجمع المشروع بين التدريب الاحترافي ونشر الوعي الصحي، ويخلق تجربة رياضية مرنة وممتعة ومستدامة، ويعيد المشروع تعريف مفهوم اللياقة بأسلوب مبتكر يلائم نمط الحياة ويحتفي بجمال بيئتنا".