"الألم تحول لأمل"، والمحنة تحولت لمنحة في الجنوب، وتحديدا بمحافظة قنا، عندما طال الثأر من شاب في مقتبل العمر، حيث كانت والدته تحلم له بمستقبل باهر منذ نعومة أظافرة، ولم تدر أن نار الثأر ستطول ابنها.

قبل عدة سنوات من الآن، دارت دوامة الثأر في قنا، فسقط من سقط قتيلا، ودخل من دخل السجن، ولم تهدأ نيران الثأر، بعدما تواصل سلسال الدم، قبل أن تظهر سيدة صعيدية تدعى "أماني أبو سحلي" في المشهد.

السيدة الصعيدية التي كانت تُمني النفس بمستقبل واعد لابنها، استقبلته قتيلا في جريمة ثأر لا ناقة له فيها ولا جمل، وكان في إمكانها أن تحرض وتواصل سلسال الدم، لكنها حكمت عقلها قبل قبلها، وقررت وقف هذا السلسال، ليسود الصلح والمحبة بين الجميع.

بثبات ورزانة عقل، اختارت السيدة الصعيدية طريق الصلح، والحفاظ على الدماء، فأقنعت أسرتها بوقف الدم، ليكتب الكفن نهاية سلسال الدم بالمنطقة.

الأم المكلومة على فلذة كبدها، لم تكتف بذلك، وإنما حرصت ألا تحرق قلوب النساء على أبنائهن مثلها، فخاضت جلسات الصلح في الصعيد، مقتحمة عالم الرجال، متمردة على بعض العادات الخاطئة.

وبحكمة شديدة، وهدوء مميز، وحلاوة لسان، نجحت هذه المرأة في خوض غمار التجربة وإقناع الكثيرين بالعدول عن الثأر، ليسود السلام والأمان بين الجميع.

بلهجتها الصعيدية تحكي "أماني أبو سحلي" لـ"اليوم السابع" تجربتها الفريدة، فتقول :" أنكويت بنار التار فحميت الجميع منه"، وقررت أن تكون تجربتي مثالا ونموذجا أقنع به الجميع للعدول عن الثأر، والتعايش في محبة وتفاهم، فالحياة تتسع للجميع.

تعود المرأة الصعيدية بظهرها للخلف، وكأنها تعود بذاكرتها، وتقول :"نجحت في القضاء على العديد من الخلافات الثأرية وإقناع الجميع بالصلح، حيث كانت المرأة مدخلي، أقنعها بوقف الدم حفاظا على أقاربها، فتقتنع ومن ثم تقنع الجميع، وأستعين في ذلك بعدد من السيدات.

وحول أصعب مواقف الصلح، تقول "أماني": "كانت هناك خصومة ثأرية سقط فيها عددا كبير من الرجال، ووجدنا صعوبة في الصلح، لكن مع الالحاح نجحنا في اقناعهم، وتم الأمر في النهاية"، مؤكده أن الجميع بات يتقبلها في جلسات الصلح ويألف ذلك رغم كونها امراة رغم الصعوبات في البدايات.

وتضيف: الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، وإنما تحرص على تثقيف الجميع بخطورة الثأر، لوأد هذه الجرائم قبل وقوعها، ونجحنا في تحقيق ذلك، بنشر ثقافة الود والمحبة.

وحول مصير المرأة في المجتمع الآن، تقول "أبو سحلي": المرأة الآن في مكان مختلف، ولقيت كل الدعم والتمكين، فهي القاضية والنائبة والضابطة والمدرسة والعالمة، وقبل كل ذلك هي الأم الحنون مصدر الخير والسعادة.


المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: المراة الثار حوادث

إقرأ أيضاً:

ابنة مغنية تركية تُحال للقضاء في قضية غامضة!

أنقرة (زمان التركية)- أُحيلت تويان أولكم جولتر، ابنة المغنية التركية الشهيرة “جولّو” (Güllü)، إلى القضاء برفقة اثنين آخرين من المشتبه بهم، وذلك في إطار التحقيقات المستمرة حول وفاة والدتها.

في الوقت الذي لم يُكشف فيه الستار بعد عن سر وفاة المغنية الشهيرة “جولّو”، كشفت مصادر مطلعة أن ابنتها تويان أولكم جولتر، التي وُضعت تحت الأضواء بسبب ادعاءات تتعلق بضلوعها في قضية قتل والدتها، قد ضُبطت أثناء محاولتها الفرار خارج البلاد برفقة صديقتها، سلطان نور أولو.

وقد أُحيلت تويان أولكم جولتر، التي كانت تحت المراقبة الفنية لفترة من الوقت، إلى المحكمة بصحبة المشتبه بهما الآخرين لمواجهة التهم الموجهة إليها.

وفي سبتمبر الماضي، توفيت المغنية التركية جل توت، المعروفة باسمها الفني “جولو”، عن عمر يناهز 51 عاماً بعد سقوطها من شرفة منزلها في الطابق السادس بمنطقة تشينارجك في ولاية يالوفا.

ووفق التقارير، كانت الفنانة تجلس على الشرفة مع ابنتها وصديقة للعائلة نحو الساعة الثالثة فجراً عندما شعرت بتوعك وسقطت، ليُعلن وفاتها في موقع الحادث.

وقالت محافظة يالوفا في بيان إنها أُبلغت بوقوع “سقوط من جولو” في حي هارمانلار، حيث توجهت فرق رسمية إلى المكان.

وجاء في البيان: “عندما وصل المسؤولون إلى العنوان، تبيّن أن الفنانة المعروفة باسم ‘جولو’، سقطت من النافذة أثناء وجودها مع ابنتها وصديقتها.

Tags: Güllüتركياجريمةجولّوحادثوفاة مغنية تركية

مقالات مشابهة

  • سعر الذهب في مصر اليوم الأحد 14 ديسمبر 2025.. عيار 21 يفاجئ الجميع
  • لماذا قلق الجميع من بلير؟
  • تحليل: الدبلوماسية المنتجة قادت العراق إلى إنهاء الوصاية الأممية
  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • الجميع يعرف قوتنا.. عمرو أديب: نحن نعمل للسلام ولكن مستعدون للحرب
  • ياسمين عبدالعزيز: "المرأة الحديدية" عنوان مناسب لفيلم يصف قصة حياتي
  • بسبب الثأر جريمة قتل بمركز دمنهور
  • دعم الصحة مسئولية الجميع
  • كوت ديفوار تطالب واشنطن بنشر طائرات تجسس للقضاء على الإرهاب
  • ابنة مغنية تركية تُحال للقضاء في قضية غامضة!