كتب محمد علوش في" الديار": عندما وصل أبو فهد جاسم آل ثاني الى بيروت الثلاثاء الماضي، تحدث الإعلام عن "مبادرة قطرية" يحملها الموفد الذي فضّل إبقاء جدول أعماله بعيداً عن الإعلام على عكس ما كان يقوم به الموفد الفرنسي جان إيف لودريان عندما يزور لبنان، لكن العارفين بتفاصيل الملف الرئاسي، يؤكدون أن "لا مبادرة قطرية حتى الساعة في لبنان".
قلنا سابقاً ان القطريين لن يدخلوا في مبادرة رئاسية ما لم تنته المبادرة الفرنسية، وهذا الموقف يمثل بحسب مصادر سياسية بارزة حقيقة لم تعد مخفية على أحد، مشيرة الى أن ما جاء الموفد "الأمني" القطري لفعله لا يختلف عن زيارات قطرية سابقة كان هدفها استمرار التواصل مع المسؤولين اللبنانيين وتبادل الأفكار معهم وسماع مواقفهم.
ما تقوم به قطر بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية في إيران لا يمكنها القيام به نفسه في لبنان، فبحسب المصادر ما بين إيران وأميركا يتعلق بهما، بينما في لبنان يتعلق الملف بأكثر من جهة وأكثر من دولة، لذلك فإن قطر مقتنعة بصعوبة العمل على الساحة اللبنانية في هذه المرحلة كما عملت خلال مرحلة اتفاق الدوحة منذ 15 عاماً، فالظروف مختلفة كلياً ولا إمكان لتكرار التجربة، التي وللمناسبة لا "تستهضمها" المملكة العربية السعودية.
عانت السعودية من حساسية مفرطة جراء اتفاق الدوحة الذي اعتبر الأول من نوعه بعد اتفاق الطائف، لأنه لم يكتف باتفاق على رئيس للجمهورية بل دخل في تفاصيل النظام والحكم عندما أدخل مفهوماً جديداً على الحياة الحكومية اسمه "الثلث المعطل"، وهو ما صعّب عملية تشكيل الحكومات، لذلك نجد في أي طرح تسوية جديدة يُسأل عن مصير "الثلث المعطل"، لأن المملكة تريد بوضوح إعلان التمسك باتفاق الطائف وإسقاط مفاعيل اتفاق الدوحة، وبالتالي بظل العودة السعودية الى لبنان ستبقى التحركات القطرية مضبوطة.
تؤكد المصادر أن الموفد القطري لم يحمل مبادرة، وبالأساس يجب عدم إطلاق عبارة "مبادرة قطرية" على ما يقوم به الموفدون القطريون، فهذه المرة تعمل قطر تحت مظلة السعودية بشكل أساسي، كما الولايات المتحدة الأميركية، ويجب الاكتفاء بالقول "الطرح الذي تحمله قطر"، مشيرة الى أنه عندما يحين موعد هذا الطرح بشكل جدي، فسيكون في لبنان موفد قطري رسمي رفيع المستوى، ومواكبة إعلامية مختلفة، وهذا ما لم يحن موعده بعد.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
اتحاد الغرف السعودية ومجلس الأعمال السعودي الأمريكي يتفقان على خطة عمل مشتركة
البلاد- الرياض
بحث رئيس اتحاد الغرف السعودية حسن بن معجب الحويزي اليوم، مع الرئيس التنفيذي لمجلس الأعمال السعودي الأمريكي تشارلز حلّاب، آفاق العلاقات الاقتصادية بين المملكة وأمريكا، في ضوء زيارة فخامة الرئيس دونالد جي ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
واتفق الجانبان على خطة عمل لزيادة التعاون بين الاتحاد والمجلس عبر تكثيف تبادل الوفود التجارية والتعريف بالفرص الاستثمارية، وتسهيل التواصل بين الشركات السعودية والأمريكية، وتذليل المعوقات التي تواجه الاستثمار بين البلدين.
وأشاد رئيس الاتحاد حسن الحويزي بالدور الفاعل الذي يضطلع به مجلس الأعمال السعودي الأمريكي في دعم وتسهيل التعاون الثنائي في مجالات الأعمال والتجارة والاستثمار، وإطلاق العديد من المبادرات والمشاريع والشراكات النوعية بين مجتمعي الأعمال.
من جهته، أكَّد الرئيس التنفيذي لمجلس الأعمال السعودي الأمريكي، تشارلز حلّاب، أهمية زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة لدعم مسار الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية، متطلعًا لتعزيز التعاون مع اتحاد الغرف ورفع مستوى التنسيق بين الجانبين، موضحًا أن من بين القطاعات التي يستهدفها المجلس قطاعات التعدين والتخزين والطاقة المتجددة والعلوم والرعاية الصحية.
وتركزت المناقشات على فرص الاستثمار ذات الأولوية بمجالات التكنولوجيا الحديثة والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والتكنلوجيا المالية والطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.
يذكر أن حجم التجارة الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية بلغ نحو (32) مليار دولار عام 2024.