سلطنة عمان تؤكد أن الحوار مبدأ ثابت وتدعو المجتمع الدولي للتمسك بمنظومة الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
– فـي كلمتها أمام الجمعية العامة
– القضية الفلسطينية فـي مقدمة القضايا التي طال عليها الزمن ونال منها الظلم لأكثر من سبعين سنة
– خطط وبرامج هادفة إلى التكيف مع تغير المناخ والحد من آثاره وتحفيز الاستثمار فـي مشاريع الطاقة المتجددة
– «عمان 2040» البوابة نحو التنمية المستدامة وتجاوز التحديات ومواكبة المتغيرات الإقليمية والعالمية
– دعوة إلى المفاوضات السلمية لحل الأزمة الروسية الأوكرانية على قاعدة «لا ضرر ولا ضرار» واحترام سيادة الدول وسياسة حسن الجوار
– التطوير المتواصل للنظام التعليمي بجميع مستوياته وتحسين مخرجاته أمر ضروري لبناء الإنسان وتمكينه لدفع عجلة التنمية الاقتصادية
نيويورك ـ العُمانية: أكّدت سلطنة عُمان أنّ الحوار مبدأ ثابت ومنهج قوي في سياستها الخارجية؛ لما له من تأثير فعّال لتحقيق المصالحة والوفاق والسلام بين سائر الأطراف المتنازعة.
جاء ذلك في كلمة سلطنة عُمان في الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك، والتي ألقاها معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية. وقال معاليه: إنّ سلطنة عُمان تؤكد على التزامها الراسخ بمشاركة الأسرة الدولية في سعيها لبلوغ نظام عالمي سِلمي، قوامه العدل والإنصاف واحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وأضاف معاليه أنّ سلطنة عُمان تدعو المجتمع الدولي إلى التمسك بمنظومة الأمم المتحدة في معالجة النزاعات وتسوية الصراعات، وانتهاج الحوار سبيلًا للتوصل إلى الحلول السِّلمية لها، والتفاوض على بناء عالم تسوده الحياة الكريمة ويعمّه الرخاء والاستقرار والأمن والسلام.
وبيّن معاليه أنه تربطنا بالأمم وحدة المبادئ والأهداف، والتي تتحقق بها غاياتنا وتسمو فضائلنا، وسنبقى ـ بعون الله ـ داعمين للحق والقضايا العادلة.وأردف معاليه قائلًا: إنّ القضية الفلسطينية تأتي في مقدمة القضايا التي طال عليها الزمن، بل نال منها الظلم لأكثر من سبعين سنة، والشعب الفلسطيني يقف صامدًا في وجه الاحتلال الإسرائيلي الغاشم والحصار والتنكيل، وانتهاك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.
وأفاد معاليه بأنّ التداعيات المحيطة بالأزمة الروسية الأوكرانية والتصعيد الأمني والعسكري لها، فضلا عن الآثار الإنسانية المؤلمة، تشكل تهديدًا بالغًا للسلم العالمي وانسياب سلاسل إمدادات الطاقة والغذاء كما تشكل تحديًا خطيرًا للتعاون الدولي والنظام العالمي القائم على احترام القانون وميثاق الأمم المتحدة.
وفي هذا الصدد أكّد معاليه أنّ سلطنة عُمان تدعو إلى الاحتكام إلى الحوار والمفاوضات السلمية على قاعدة «لا ضرر ولا ضرار» واحترام سيادة الدول وسياسة حسن الجوار وإزالة مكامن ومسببات هذه الأزمة. وأشار معاليه إلى أنّ سلطنة عُمان تعمل على تنفيذ العديد من الخطط والبرامج الهادفة إلى التكيف مع تغيّر المناخ والحد من آثاره، كما تعمل على تحفيز الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، وفق استراتيجية الحياد الصفري الكربوني 2050.
ولفت معاليه إلى أنّ سلطنة عُمان تتوجه للمشاركة الفعّالة في الدورة القادمة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب-28) والذي سيُعقد في شهر نوفمبر المقبل بإمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.ووضّح معاليه أنّ رؤية «عُمان 2040» هي بوابة سلطنة عُمان نحو التنمية المستدامة وتجاوز التحدّيات ومواكبة المتغيرات الإقليمية والعالمية.
وبيّن معاليه أنّ التطوير المتواصل للنظام التعليمي بجميع مستوياته وتحسين مخرجاته هو أمر ضروري لبناء الإنسان وتمكينه في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والنهوض بها.ولفت معاليه إلى أنّ جائحة كوفيد -19 كانت درسًا لجميع الدول لمراجعة آليات التأهب والاستجابة للطوارئ الصحية وتعزيز قدراتها، ولعل أهم الدروس المستقاة أهمية الاستعداد المبكر في التعامل مع مخاطر ومهددات الصحة العامة، فضلًا عن الاستثمار في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي.
وأشار معاليه إلى أنّ سلطنة عُمان نظّمت مؤتمرًا وزاريًّا عالميًّا يهدف إلى وضع الحلول لمقاومة الميكروبات للمضادات وتسريع وتيرة التعاون على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية للحدّ من نمو هذا الخطر على الصحة العامة وعلى المقومات الاقتصادية للدول.
وأكّد معاليه على أنّ سلطنة عُمان تدعو الجميع إلى تشجيع الشراكة في البحث والابتكار والتصنيع للتوصل إلى بدائل وقائية وعلاجية للحدّ من آثار الأوبئة ومنع انتشارها.وقال معالي السيد وزير الخارجية: إنّ سلطنة عُمان تسعى بشكل جدّي إلى ترسيخ حقوق الإنسان والالتزام بالمواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة من أجل تطوير مجتمعٍ دولي عادل يتبنّى الاحترام المطلق لكرامة الإنسان وحقوقه والقيم الدينية والثقافية للدول. وأكّد معاليه أنّ سلطنة عُمان ترفض وتستنكر كافة الأعمال التحريضية الداعية إلى العنف والكراهية والتمييز على أساس الدين أو العرق، داعية المجتمع الدولي إلى إيجاد تشريع واضح وصريح يجرّم هذه الأعمال التي تهدد السلم والاستقرار الاجتماعيين، بل تهدد الأمن الوطني للدول والمجتمعات.وفي ختام كلمة سلطنة عُمان قال معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية: إننا أمام تحدّيات عالمية معقدة، أبرزها تصاعد أزمة المناخ وانتشار الأوبئة وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر، بالإضافة إلى الصراعات السياسية والطائفية. داعيًا الأسرة الدولية إلى التمسك بحزم بمبادئ الحق والعدالة وتطبيق قواعد القانون الدولي دون ازدواجية في المعايير، حتى يسود الأمن والاطمئنان بين البشر وتنتشر الثقة بين الدول وتنمو الشراكات بين الشعوب وتزدهر.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الاولي الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
بعد انضمام البرتغال إلى الدول الساعية للاعتراف بفلسطين.. هل ينجو نتنياهو من تصاعد الضغط الدولي؟
في ظل هذا المناخ الدولي المتغيّر، يجد نتنياهو نفسه في مواجهة تحديات سياسية غير مسبوقة حيث تتصاعد الانتقادات داخل إسرائيل وخارجها لطريقة إدارته للملف الفلسطيني عمومًا، ولأزمة غزة خصوصًا. اعلان
أعلنت الحكومة البرتغالية، الخميس 31 تموز/يوليو، أنها تعتزم الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة في نيويورك في أيلول/سبتمبر، في خطوة تنسجم مع تحرك دبلوماسي دولي متسارع يدعو إلى إعادة إطلاق حل الدولتين. يأتي هذا التطور في سياق ما بات يُعرف بـ"نداء نيويورك"، وهو إعلان سياسي جماعي تقوده فرنسا بمشاركة دول من خارج الاتحاد الأوروبي، وبدعم من السعودية.
مبادرة أوروبية لدعم الاعتراف الدولي بفلسطينالبيان المشترك الذي طُرح في نيويورك، ويحمل توقيع 15 دولة حتى الآن، يدعو صراحة إلى الاعتراف بدولة فلسطين ويشدّد على ضرورة منح الفلسطينيين عضوية كاملة في الأمم المتحدة. والدول الموقعة: فرنسا، أندورا وأستراليا وكندا وفنلندا وآيسلندا وآيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسان مارينو وسلوفينيا وإسبانيا.
ويمثل هذا التحرك محاولة لتجاوز المراوحة السياسية التي طبعت العقود الماضية، والتي اعتمدت على مفاوضات مباشرة غالبًا ما اصطدمت برفض إسرائيلي حاسم للاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير ضمن حدود ما قبل عام 1967.
بحسب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، فإن باريس "لا تستبعد الاعتراف بدولة فلسطين في سياق متزامن مع خطوات مماثلة من دول أخرى"، مشيرًا إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تشكّل منصة مناسبة للإعلان عن هذا الموقف.
أما بريطانيا، فقد أبدت استعدادًا مشروطًا للاعتراف، لكنها تربطه بـ"تحقيق تهدئة دائمة" في قطاع غزة، وهو ما يفتح الباب أمام تطور محتمل في الموقف البريطاني في حال استمرت الحرب ولم يتم التوصل إلى تسوية سياسية. ويُلاحظ أن لندن، رغم هذا التحفّظ، كانت من بين الدول الموقعة على "نداء نيويورك"، في مؤشر على انفتاحها على هذه المبادرة.
Related "ضم الضفة قد يُسرّع الاعتراف بفلسطين".. الخارجية الألمانية: إسرائيل تزداد عزلة على الصعيد الدبلوماسيبسبب اتهامات بـ"مخالفة قيم الجمهورية".. معهد فرنسي يلغي تسجيل طالبة فلسطينية من غزة"بسبب تدويل الأزمة مع إسرائيل".. الولايات المتحدة تعلن عن عقوبات ضد السلطة الفلسطينية واشنطن في موقف حرجرغم أن الولايات المتحدة لا تزال ترفض الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين خارج إطار التفاوض الثنائي، إلا أن الزخم الدولي الجديد يضع واشنطن في موقف حرج، خاصة بعد تصويت الجمعية العامة في أيار/مايو الماضي لصالح منح فلسطين حقوقًا إضافية داخل الأمم المتحدة.
وفيما تواصل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعمها السياسي والعسكري لإسرائيل، بدأت تظهر أصوات من داخل الولايات المتحدة تدعو إلى مراجعة هذا الدعم في ظل حجم الدمار في قطاع غزة والانتقادات الحقوقية الدولية المتزايدة. وفي هذا السياق، دعا ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى "تبني مقاربة جديدة في إدارة الأزمة مع غزة"، مشددًا على "ضرورة وقف إطلاق النار"، في إشارة إلى تعثّر الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية.
ورغم تأييده التقليدي لإسرائيل، فإن تصريحات ترامب تعكس تصاعد الانتقادات الدولية والإقليمية لإدارة نتنياهو، لا سيما في ما يخص تعامله مع ملف الرهائن وتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، وهي مواقف تُستثمر سياسيًا من أطراف دولية تسعى لدفع إسرائيل نحو حل تفاوضي يشمل الاعتراف بدولة فلسطينية.
نتنياهو في عزلة… انتقادات داخلية وخارجية تحاصرهفي ظل هذا المناخ الدولي المتغيّر، يجد نتنياهو نفسه في مواجهة تحديات سياسية غير مسبوقة حيث تتصاعد الانتقادات داخل إسرائيل وخارجها لطريقة إدارته للملف الفلسطيني عمومًا، ولأزمة غزة خصوصًا.
ورغم زعمه أن الاعتراف بدولة فلسطينية في هذا التوقيت يُعد "مكافأة للإرهاب" فشل نتنياهو في كبح التوجه العام داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه، الذي يرى في الاعتراف أداة سياسية ضرورية لدفع إسرائيل نحو تغيير سلوكها على الأرض.
وفي الداخل، يتزايد الحراك الشعبي ضد نتنياهو أسبوعًا بعد أسبوع، لا سيما مع توالي شهادات عائلات الرهائن وقيادات أمنية سابقة تنتقد غياب رؤية واضحة لإنهاء الحرب. كما تشهد صفوف الائتلاف الحاكم انقسامات متزايدة، في ظل توجّه بعض الأطراف نحو الدفع باتجاه انتخابات مبكرة.
مرحلة جديدة من المواجهة الدبلوماسيةالأسابيع المقبلة مرشحة لأن تشهد تحوّلاً في قواعد اللعبة السياسية، مع انكشاف العجز الإسرائيلي عن منع موجة الاعترافات المرتقبة. ويبدو أن "نداء نيويورك" سيكون نقطة تحوّل حقيقية، إذ تعكف دول أوروبية أخرى على دراسة خطوات مشابهة للاعتراف بفلسطين، خاصة إذا ما أقدمت فرنسا وبريطانيا على كسر حاجز التردد.
وفي المقابل، تزداد عزلة حكومة نتنياهو التي تبدو عالقة بين جبهات داخلية مناهضة للحرب، وخارجية تدفع باتجاه تسوية تتضمّن الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم. في هذا السياق، لم تعد مسألة الاعتراف بدولة فلسطين مجرّد موقف رمزي، بل تحوّلت إلى أداة سياسية ودبلوماسية لإعادة تشكيل التوازنات في الشرق الأوسط، وتحدي الرؤية الإسرائيلية الأحادية التي ترفض قيام دولة فلسطينية.
ومن المتوقع أن يشهد أيلول/سبتمبر المقبل لحظة مفصلية داخل أروقة الأمم المتحدة، مع تنامي الحديث عن دعم أوسع لمطلب عضوية فلسطين الكاملة، وهو ما سيضع حكومة نتنياهو أمام اختبار سياسي جديد، فهل تصمد أمام هذه الموجة المتصاعدة؟
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة