الدوحة - صفا

قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج خالد مشعل، إن الاحتلال الإسرائيلي يستغل التطبيع والانشغال العالمي والعربي لحسم معركة القدس والأقصى.

وذكر مشعل خلال مشاركته في مؤتمر "لقاء الدعم والإسناد للأقصى ومرابطيه" الذي نظمته مؤسسة القدس الدولية والاتحاد العالمي لعلماء فلسطين، أن الاحتلال حضّر نفسه لتنفيذ مخططاته وتصعيد عدوانه في المسجد الأقصى، مستغلاً هذا الانشغال، "ظانًا أنه قادر على حسم معركة القدس والأقصى، ومعركة المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومعركة الضفة الغربية".

وأضاف " إن هذه اللحظة تاريخية، وهي لحظة الحقيقة بين المخططات الصهيونية وبين مسؤولية الأمة".

وأشار إلى أن حكومة الاحتلال الحالية هي الأشد تطرفا في تاريخ الكيان الإسرائيلي من خلال منظمات الهيكل ومجموعات المستوطنين الذين أصبحوا حاضرين في الكنيست والحكومة وكل مفاصل الكيان يفرضون أجندتهم على الجميع، وعززوا ذلك بالتطبيع، واستعدوا فيما يعرف باتفاقات "أبراهام" واستخدموها غطاءً لمخططاتهم في الأقصى.

وأوضح مشعل أن "اتفاقات أبراهام" تنظر للأقصى على أنه ساحة مفتوحة للجميع، وأعطت حقا للمستوطنين باقتحامه، واختزلت المسجد الأقصى في المسجد القبلي.

ولفت إلى أن حكومة الاحتلال تستغل انشغال العالم في صراعاته وانشغال الوضع العربي الدامي بجراحه النازفة وانشغاله بهمومه، لتصعيد العدوان في الأقصى ومحاولة فرض مخططاتها في القدس.

وتابع "مجموعة سموتريتش وبن غفير ونتنياهو تسعى لحسم معركة الضفة، ليس بزرعها بالمستوطنات فحسب، بل بالعمل على تهجير سكان الضفة، وهذه لحظة صعبة، ويريدون حسم معركة القدس بإحكام السيطرة السياسية والدينية عليها".

وفي السياق، شدد مشعل على أنه لا يقابل التحدي إلا بالتحدي، ولا تقابل القوة إلا بالقوة، مبينًا أن الاحتلال كان يحضر نفسه لمعركة مكررة مع غزة، مستدركً أن "المقاومة العظيمة التي ترعاها غرفة المقاومة المشتركة، فاجأ شعبنا الاحتلال بنقل بؤرة الصراع إلى كل مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية".

ونوّه إلى أنّ المد الثوري المقاوم أصبح أكبر من أن تحتويه سياسات حكومة الاحتلال المتطرفة، لافتا إلى أن شعبنا في الداخل يفاجئ الاحتلال بعمليات المواجهة، "كما أن شعبنا في الشتات سيظل حاضرا في كل الساحات والميادين وملاحقة الاحتلال في كل المنابر".

ولفت مشعل إلى أن التطبيع مع الكيان سمح للاحتلال باقتحام الأقصى، مشددًا على أن الحرب الدينية التي يفرضها الاحتلال لن تمر، "وسيبقى شعبنا الحصن المنيع لحماية القدس والأقصى".

ولفت إلى أنّ التحدي الفلسطيني كان على مستوى المسؤولية "والرهان بفضل الله، واليوم المعركة عنوانها المسجد الأقصى، لكن العدو لم يكتفِ بذلك، وصعّد معركته مع الأسرى وإحكام الإغلاقات والحصار على غزة، وتدنيس كل المقدسات الإسلامية والمسيحية".

وشدّد على أن شعبنا لن ينكسر، قائلًا: "العدو يلعب بالنار، ونحن سنكويه بالنار، والمقاومة كفيلة بإفشال مخططات الاحتلال، ومن قبل أفشلنا مخططاته في الأقصى، وهذه معركة الأمة والضمير والإنسانية ومعركة العقيدة، وغزة اليوم تشاغل العدو مرة بمعركة سيف القدس وعلى الحدود بمشاركة أبناء شعبنا".

ودعا مشعل أبناء الشعب الفلسطيني إلى المسارعة في الرباط حول الأقصى لمواجهة مخططات تهويده، منبها بأنه لا بد من تصعيد الرد الإسلامي والعربي والشعبي في مختلف الميادين نصرة للأقصى.

كما طالب مشعل الدول العربية والإسلامية بالتوقف عن خطيئة التطبيع مع الاحتلال، معتبِرا أنه ليس خدمة للشعب الفلسطيني، بل طعنة في ظهر القضية.

وخاطبهم: "التطبيع خطر على اقتصادكم وأمنكم القومي وسيادتكم، وهذا عدو يريد بكم سوءا كما يريد بنا سوءا، ولا يبالي حتى بحلفائه بالغرب، فكيف بالذين يطبعون معه ويعتبرهم جسرا لاختراق المنطقة وغطاء لجرائمه ضد شعبنا".

ودعا رئيس الحركة في الخارج إلى مزيد من التنسيق بين المؤسسات والهيئات العاملة من أجل القدس، وتشكيل استراتيجية واحدة فاعلة في مواجهة العدوان الإسرائيلية.

كما دعا علماء الأمة إلى استصدار فتوى بوجوب استنقاذ القدس والأقصى وحمايته من التدنيس والاقتحام والهدم وتغيير معالمه، وإصدار فتوى بوجوب القتال من أجل حماية القدس والأقصى.

وأضاف: "القتال حماية للقدس واستنقاذا للأقصى واجب على كل عربي ومسلم، والعدو يلعب بالخطوط الحمر، ويزيد من عدوانه، فمن حقنا أن نتجاوز كل السقوف، وبالنضال والمقاومة الفلسطينية سنفعل كل ما نستطيع، والفعل الفلسطيني والعربي والإسلامي والإنساني سيحسم الصراع لصالحنا".

عين الحلوة

وحول أحداث مخيم عين الحلوة، أشاد مشعل بالجهود اللبنانية التي أسهمت في استعادة الهدوء في مخيم عين الحلوة، مؤكدًا على أهمية عدم تشتيت الجهود الفلسطينية عن القضية الفلسطينية الأساسية.

وقال: "إن الأحداث في لبنان والتوترات غير المبررة التي شهدتها مخيم عين الحلوة تشغل الجهد الفلسطيني عن معركته الحقيقية في فلسطين، وأن هذا النزيف غير المرغوب فيه يشتت الجهد والتركيز".

وشكر مشعل رئيس الحكومة اللبنانية ورئيس البرلمان والقوى الأمنية والشخصيات الفلسطينية التي ساهمت في استعادة الهدوء في مخيم الحلوة، معربًا عن تمنياته لمواصلة الجهود لإعادة بناء المخيم واستعادة الحياة الطبيعية وعودة النازحين إليه.

وأكد أن الفلسطينيين في لبنان يعتبرون أنفسهم ضيوفًا على هذا البلد، وأن همومهم الرئيسة هي قضيتهم في فلسطين، معبرًا عن احترامه للسياسة والأمان والاستقرار في لبنان.

وختم مشعل كلمته بتأكيده أنهم يعملون جاهدين من أجل قضيتهم الوطنية الفلسطينية، وأنهم ليسوا معنيين بالتفاصيل اللبنانية والشؤون الداخلية للبلاد.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: خالد مشعل حركة حماس مخيم عين الحلوة القدس والأقصى عین الحلوة فی الأقصى على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

"حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية حقيقية لدحر الاحتلال

غزة - صفا

قالت حركة "حماس"، يوم السبت، إنَّ "طوفان الأقصى كان محطة شامخة في مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال، وسيبقى معلماً راسخاً لبداية حقيقية لدحر الاحتلال وزواله عن أرضنا".

وأضافت الحركة في بيان لها لمناسبة ذكرى انطلاقتها الـ 38، التي توافق الرابع عشر من ديسمبر، أن "هذه الذكرى تمر مع مرور أكثر من عامين على عدوان همجي وحرب إبادة وتجويع وتدمير، لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، ضدّ أكثر من مليوني إنسان محاصر في قطاع غزَّة".

وبينت أن الذكرى تمر في ظل جرائم ممنهجة ضدّ الضفة الغربية والقدس المحتلة ومخططات تستهدف ضمّ الأرض وتوسيع الاستيطان وتهويد المسجد الأقصى، وبعد عامين واجه خلالهما شعبُنا العظيم ملتحماً مع مقاومته هذا العدوان بإرادة صلبة وصمود أسطوري وملحمة بطولية قلّ نظيرها في التاريخ الحديث.

وجاء في بيان الحركة "نترحّم على أرواح القادة المؤسّسين، وفي مقدّمتهم الإمام الشهيد أحمد ياسين، وعلى أرواح قادة الطوفان الشهداء الكبار؛ هنية والسنوار والعاروري والضيف، وإخوانهم الشهداء في قيادة الحركة، الذين كانوا في قلب هذه المعركة البطولية، ملتحمين مع أبناء شعبهم، كما نترحّم على قوافل شهداء شعبنا في قطاع غزَّة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48، وفي مخيمات اللجوء".

وأكدت الحركة "أن الاحتلال لم يفلح عبر عامين كاملين من عدوانه على شعبنا في قطاع غزة إلاّ في الاستهداف الإجرامي للمدنيين العزل، وللحياة المدنية الإنسانية، وفشل بكل آلة حربه الهمجية وجيشه الفاشي والدعم الأمريكي في تحقيق أهدافه العدوانية".

كما قالت "لقد التزمت الحركة بكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بينما يواصل الاحتلال خرق الاتفاق يومياً، واختلاق الذرائع الواهية للتهرّب من استحقاقاته".

وجددت التأكيد على مطالبتها الوسطاء والإدارة الأمريكية بالضغط على الاحتلال، وإلزام حكومته بتنفيذَ بنود الاتفاق، وإدانة خروقاتها المتواصلة والممنهجة له.

وطالبت الإدارة الأمريكية بالوفاء بتعهداتها المعلنة والتزامها بمسار اتفاق وقف إطلاق النار، والضغط على الاحتلال وإجباره على احترام وقف إطلاق النار ووقف خروقاته وفتح المعابر، خصوصاً معبر رفح في الاتجاهين، وتكثيف إدخال المساعدات.

وشددت على رفضها القاطع لكلّ أشكال الوصاية والانتداب على قطاع غزَّة وعلى أيّ شبر من الأراضي المحتلة.

وحذرت من التساوق مع محاولات التهجير وإعادة هندسة القطاع وفقاً لمخططات العدو، مؤكدة أنَّ الشعب الفلسطيني ، وحده هو من يقرّر من يحكمه، وهو قادر على إدارة شؤونه بنفسه، ويمتلك الحقّ المشروع في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

ودعت الأمة العربية والإسلامية، قادة وحكومات، شعوباً ومنظمات، إلى التحرّك العاجل وبذل كل الجهود والمقدّرات للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وفتح المعابر وإدخال المساعدات، والتنفيذ الفوري لخطط الإغاثة والإيواء والإعمار، وتوفير متطلبات الحياة الإنسانية الطبيعية لأكثر من مليوني فلسطيني.

كما قالت الحركة "إنَّ جرائم العدو خلال عامَي الإبادة والتجويع في قطاع غزَّة والضفة والقدس المحتلة هي جرائم ممنهجة وموصوفة ولن تسقط بالتقادم، وعلى محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية مواصلة ملاحقة الاحتلال وقادته المجرمين ومحاكمتهم ومنعهم من إفلاتهم من العقاب".

وشددت على أنها "كانت " منذ انطلاقتها وستبقى ثابتة على مبادئها، وفيّة لدماء وتضحيات شعبها وأسراه، محافظة على قيمها وهُويتها، محتضنة ومدافعة عن تطلعات شعبنا في كل الساحات".

ونوهت إلى أن مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى سيبقيان عنوان الصراع مع الكيان الاسرائيلي، ولا شرعية ولا سيادة للاحتلال عليهما، ولن تفلح مخططات التهويد والاستيطان في طمس معالمهما.

وذكرت أن جرائم حكومة الاحتلال الفاشية بحق الأسرى والمعتقلين من أبناء الشعب الفلسطيني في سجونها، تشكّل نهجاً سادياً وسياسة انتقامية ممنهجة حوّلت السجون إلى ساحات قتل مباشر لتصفيتهم.

كما شددت على أنَّ قضية تحرير الأسرى، ستبقى على رأس أولوياتها الوطنية، مستهجنة حالة الصمت الدولي تجاه قضيتهم العادلة، وداعية المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحقّهم.

كما قالت "إن حقوقنا الوطنية الثابتة، وفي مقدمتها حقّ شعبنا في المقاومة بأشكالها كافة، هي حقوق مشروعة وفق القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، لا يمكن التنازل عنها أو التفريط فيها".

وأكدت الحركة أن تحقيق الوحدة الوطنية والتداعي لبناء توافق وطني لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق استراتيجية نضالية ومقاوِمة موحّدة؛ هو السبيل الوحيد لمواجهة مخططات الاحتلال وداعميه.

وبحسب بيان الحركة، فإن حرب الإبادة والتجويع التي ارتكبها الاحتلال ضدّ شعبنا على مدار عامين وما صاحبها من جرائم، كشفت " "أنَّنا أمام كيان مارق بات يشكّل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار أمتنا وعلى الأمن والسلم الدوليين، ما يتطلّب تحرّكاً دولياً لكبح جماحه ووقف إرهابه وعزله وإنهاء احتلاله".

وثمنت عالياً جهود وتضحيات كلّ قوى المقاومة وأحرار أمتنا والعالم؛ الذين ساندوا الشعب ومقاومته، وبالحراك الجماهيري العالمي المتضامن مع شعبنا، داعية لتصعيد الحراك العالمي ضدّ الاحتلال وممارساته الإجرامية بحق شعبنا وأرضنا، وتعزيز كل أشكال التضامن مع القضية الفلسطينية العادلة وحقوق الشعب المشروعة في الحريَّة والاستقلال.

مقالات مشابهة

  • مستوطنون إسرائيليون يقتحمون باحات المسجد الأقصى في حماية الشرطة
  • 100 مستوطن يقتحمون باحات الأقصى
  • "حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية دحر الاحتلال ولن نتنازل عن المقاومة
  • "حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية حقيقية لدحر الاحتلال
  • "حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية حقيقية لدحر الاحتلال وندعو العالم للجم جرائمه
  • حماس في ذكرى انطلاقتها : نرفض كل أشكال الوصاية والانتداب على قطاع غزة
  • 38 عامًا على انطلاقة حركة حماس
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل فلسطينيين شرق القدس
  • 50 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في الأقصى
  • الاحتلال يعتقل أحد حراس الأقصى عقب الاعتداء عليه