البوابة نيوز:
2025-05-11@16:02:40 GMT

المسافة التى تفصل بين صحافتين

تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT

عن دارالكتب والوثائق القومية، صدر قبل أيام كتاب «صحافة تيار اليسار فى مصر خلال ربع قرن ١٩٧٨-٢٠١١» للكاتب الصحفى حسام الضمرانى، والكتاب هو أطروحته لنيل شهادة الماجستير من كلية الإعلام. والفترة الزمنية التى اختارها المؤلف لدراسته وهى نحو ربع قرن، تشير إلى عودة نظام التعددية الحزبية عام ١٩٧٦ فى عهد الرئيس السادات، وصولًا لسقوط نظام الرئيس مبارك.

وفى كتابه يلقى المؤلف الضوء على عدد من الصحف التى أدرجها فى قائمة صحف اليسار، ويعقد مقارنة بينها فى الفترة الزمنية المشار إليها، وهى فترة من أصعب الفترات فى تاريخ مصر المعاصر، وأكثرها انضواءً للتغيير، وتصادم الأفكار، وصراع السياسات.

كان من اللافت للنظر، أن الكتاب غاب عنه تحديد المفاهيم، ولم ينشغل بوضع حدود ومسافات تفصل بين الصحيفة الحزبية وبين الصحف القومية والمستقلة، وتوضح الفروق بين صحف معارضة من كل شكل واتجاه، وبين صحف اليسار المعارضة، وتبين الشروط المهنية التى تكفل للصحيفة الحزبية يسارية كانت أم ليبرالية، النجاح فى أداء رسالتها الحزبية، دون أن تتحول إلى نشرة دعائية وتعبوية. وغنى عن البيان أن إدراج كل الصحف المعارضة فى خانة اليسار، هو تداخل وخلط فى المفاهيم.

يكشف الكتاب جهدًا ملحوظًا للمؤلف فى جمع مادته العلمية وإلقاء الضوء على الأحزاب التى تصدرها، والمواضيع التى حازت على اهتماماتها، ورصدًا للتأثير المتبادل بين صحفها وبين التشريعات والنظم السياسية السائدة. ويحسب للمؤلف وهو صحفى شاب، اهتمامه بمجال البحث العلمى الأكاديمى، وسعيه لتحقيق إنجاز فيه، بما يحمله من بذل جهد شاق فى العثور على دوريات الصحف، وقراءة المجلات والكتب التى تخدم دراسته، وإجراء لقاءات مع المصادر الحية ذات الصلة بمجال البحث للحصول على المعلومات وتدقيقها، وهو ما تحقق بنيله لشهادة الدكتوراه قبل أيام.

ومع الاعتراف بذلك، فإن عدم تحديد المؤلف لما هى الصحيفة اليسارية، وعدم تقديمه لتفرقة موضوعية بين صحف اليسار وصحف المعارضة، قد أدى لإدراجه جريدة «الشعب» فى قائمة صحف اليسار، وهى تنطق بلسان حزب ذو إتجاه دينى هو حزب العمل، حتى لوكان اسمه حزب العمل القومى الإشتراكى!.

بدأ حزب العمل واستمر منبرًا لجماعات الإسلام السياسى، ومهد الأجواء لفوز ٨٨ نائبًا منهم مع جماعة الإخوان فى الانتحابات النيابية عام ٢٠٠٥، انحصر جهدهم البرلمانى فى الدعوة لمصادرة الكتب والأفلام، والحجر على حريات البحث الأكاديمى، والتضيق على حرية المرأة وعملها ورعايتها لأسرتها، بزعم الدفاع عن الشريعة.

وكادت جريدة «الشعب»، أن تشعل حربًا طائفية، لقصور فى فهم كُتابها لرواية «وليمة لأعشاب البحر» التى نشرتها إحدى هيئات وزارة الثقافة، لولا يقظة ضمير الحركة الثقافية المصرية التى صدت عن الدولة والمجتمع، تلك الحملة الغوغائية الفاشية، التى كادت أن تحرق مصر، وهى تهتف باسم الله.

ثمة محددات مهمة تختصر تعريف الصحيفة اليسارية، هى أن تنطق باسم جماعة أو حزب يدعو إلى بناء مجتمع اشتراكى، يقرب الفوارق بين الطبقات سعيًا لإلغائها، وتسوده العدالة الاجتماعية، ويكون الجانب الرئيسى من نشاطه الاقتصادى فى حيازة الدولة، ويشجع القطاع الخاص المنتج، فضلًا عن بناء ثقافة ديمقراطية حداثية، تؤمن بحرية الفكر والاعتقاد، وبحقوق المرأة والمواطنة والمساواة بين الناس، وتفصل بين الدين والسياسة، وهى مفاهيم غابت كلها عن جريدة الشعب، التى انطلقت معارضتها من القاعدة الفكرية لجماعة الإخوان.

من جانب آخر، لم تكن مجلة «الطليعة» الشهرية فى أى وقت من الأوقات، من إصدارات حزب التجمع كما ورد فى الكتاب، فقد صدرت المجلة فى يناير عام ١٩٦٥ عن مؤسسة الأهرام، واستمرت فى الصدور المنتظم حتى عام ١٩٧٧، قبل أن تنتقل للصدور غير الدورى فى التسعينيات من القرن الماضى بتبرعات وعمل تطوعى من بعض من شاركوا فى تأسيسها. وكانت المجلة فى إصدارها الأول تعد أول منبر علنى رسمى للماركسيين المصريين، الذين كان قد تم الافراج عنهم عام ١٩٦٤. وكان الماركسيون قد حلوا تنظيماتهم وأعلنوا تأييدهم للسياسات الوطنية للرئيس عبد الناصر، لاسيما بعد أن أعلن تبنى النظام للاشتراكية العلمية والتنمية المستقلة وسياسة الاعتماد على الذات والعداء لخطط الاستعمار، كطريق للتقدم والتطور والتحديث فى مصر الناصرية.

ولعل تجربة مجلة «الطليعة» التى قادها الكاتب السياسى والمفكر لطفى الخولى، أن تأخذ ما تستحقه من اهتمام فى دوائر البحث العلمى والأكاديمى، كنموذج لمجلة فكرية وسياسية وثقافية ناجحة، وكانت ثمرة لتعاون مخلص وبارع، لمد جسور من الثقة بين الدولة التى احتضنتها، وبين القائمين على إدارتها من كوكبة من ألمع المثقفين والمفكرين المصريين، فقدمت خدمة غير مسبوقة للسياسات التقدمية التى كانت قائمة، ولتاريخ الصحافة اليسارية فى مصر المحروسة.

أمينة النقاش: كاتبة صحفية رئيس مجلس إدارة صحيفة «الأهالى»

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بین صحف

إقرأ أيضاً:

فوز سيدات أسوان فى مسابقة الأفلام ذات الأثر مهرجان أفلام المرأة

قدم اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان التهنئة لفرع المجلس القومى للمرأة لفوز إحدى السيدات فى مسابقة الأفلام ذات الأثر التى تم تنظيمها ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة عن فيلم ( فاطمة .. قصة تجفيف منابع الغرم ) من إنتاج مؤسسة مصر الخير .

وفى نفس السياق ومن جانبها أكدت الدكتورة هدى مصطفى مقررة فرع المجلس القومى بأنه بناءاً على تعليمات محافظ أسوان ووفقاً للتنسيق مع إدارة مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة ومديرية التربية والتعليم .

شاركت عضوات المجلس القومى للمرأة فى تنظيم أنشطة توعوية للطلاب تشمل عروض أفلام كرتونية تثقيفية لعدد 300 من طلاب وطالبات المرحلتين الإبتدائية والإعدادية يعقبها فتح باب الحوار والمناقشة مع الطلاب حول الأفلام المعروضة لإكتشاف مواهبهم وتنمية مهاراتهم على فهم وإستيعاب الأفكار والقضايا التى تقدم من خلالها، علاوة على تنمية حس التذوق الفنى لديهم ، لافته إلى أن الفنون بمختلف أنواعها لها دور كبير فى رفع الوعى وتغيير ثقافة المجتمع نحو الأفضل.

مهرجان أفلام المرأة طقس مشمس ومستقر في أسوان.. وذروة الموجة الحارة تبدأ الأسبوع المقبلمواعيد الصلاة فى أسوان اليوم .. تعرف عليها

كما أوضحت الدكتورة هدى مصطفى بأن العروض تتضمن أيضاً توزيع وجبات غذائية صحية للطلاب المشاركين ، وبالتوازى يواصل المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية والذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى داخل جميع القرى والنجوع المستهدفة للمبادرة الرئاسية (حياة كريمة) فعالياته وأنشطته المتنوعة .

وقالت بأنه تم تنفيذ مأمورية الرقم القومى بالتعاون مع مصلحة السجل المدنى من أجل تيسير وتسهيل مختلف الإجراءات الخاصة بإصدار وتجديد البطاقات الشخصية لعدد 189 من السيدات والفتيات بعدد من قرى مركزى أسوان وكوم أمبو .

فيما أشار الدكتور إسماعيل كمال إلى أن النسخة الحالية لمهرجان أسوان لأفلام المرأة نجحت فى الجمع بين العروض السينمائية المتميزة والأنشطة الجماهيرية التى تعكس تراث المحافظة وغناها الثقافى والحضاري ليكون المهرجان هذا العام ليس مجرد حدث سينمائى.

بل هو إحتفالية فنية وثقافية شاملة لنشر التوعية بقضايا المرأة بإعتبارها شريك أساسى للنهضة بالمجتمع، بالإضافة إلى دوره فى نشر البهجة وتعزيز الهوية المحلية وفتح نافذة لأسوان لتكون بحق وجهة وعاصمة للفنون والثقافة والسياحة محلياً وعالمياً .

طباعة شارك اسوان محافظة اسوان اخبار محافظة اسوان

مقالات مشابهة

  • «نقطة» تفصل الظفرة ودبا عن العودة إلى «المحترفين»
  • بدء المرحلة الأولى من الموجه الـ 26 لإزالة التعديات فى الفترة من اليوم السبت 10 إلى 30 مايو الجارى
  • ناهد السباعي: شعرت أنني فى أيد أمينة بـ أشغال شقة وارتجلنا بعض المشاهد l خاص
  • «رئيس حزب التجمع»: يكشف عن تباين مواقف اليسار تجاه «الإخوان الإرهابية».. فيديو
  • الأهلي لا ينتظر هدايا.. 3 خطوات تفصل الأحمر عن التتويج بلقب دوري Nile
  • مايان السيد تكشف عن قصة حب مع شاب هندي: المسافة قتلت المشاعر .. فيديو
  • تهافت حكومة الأمارات
  • “رويترز”: إدارة ترامب تفصل التعاون النووي مع السعودية عن مسار التطبيع مع العدو الصهيوني
  • أعداده قلت فى مصر .. علامات تكشف لحم الحمير من البقري | تفاصيل
  • فوز سيدات أسوان فى مسابقة الأفلام ذات الأثر مهرجان أفلام المرأة