من أشعل حرب السودان؟.. وكيف تحسم؟.. مواطنون يجيبون
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
ظل السؤال حول من أشعل حرب 15 ابريل في السودان وكيف يمكن أن تحسم؟، يجد إجابات مختلفة منذ اندلاع المعارك وحتى اليوم، استناداً على المنصة التي تنطلق منها الإجابة، وانسحب ذات الأمر على رؤى المواطنين في الشارع العام.
التغيير- استطلاع: عبد الله برير
مع دخول الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، شهرها السادس، تضاعفت معاناة السودانيين وبات إيقاف المعارك والاشتباكات مطلباً ضرورياً بعد فقدان الكثير من الأرواح والممتلكات.
وبعد تطاول أمد الصراع ازداد الحديث في أوساط الناس بشأن هوية المتسبب في الحرب والطريقة الأمثل لوقفها سواء عن طريق الحل العسكري او عن طريق المفاوضات.
وتبودلت في الفترة الفائتة الاتهامات بين فريقي العسكر وقوى الحرية والتغيير وعناصر النظام البائد بشأن المسؤول عن إشعال نيران الصراع في 15 ابريل الماضي.
«التغيير» أجرت استطلاعا مع شريحة من المواطنين السودانيين حول شقين يتساءل الشق الأول منهما عن الآلية الأفضل لوقف الحرب؛ عن طريق حسم الصراع عسكرياً أو عبر السبل السلمية بواسطة المفاوضات.
غيما يتعلق الجزء الثاني من الاستطلاع بالسؤال عن هوية المتسبب في ما آل إليه حال البلاد من اقتتال مستمر.
وبطبيعة الحال تباينت آراء المستطلعين ما بين مؤيد ومعارض، واتهم كل منهم طرفاً بعينه، فيما اتفق الجميع حول ضرورة وقف الحرب لإيقاف نزيف الدم وإزهاق الأرواح وفقدان المنازل والممتلكات والمؤسسات. لعب سياسة
ومثلما جنح البعض إلى إبعاد الطرفين المتسببين في الأزمة “الجيش والدعم السريع” عن تهمة إشعال الصراع، باتهام طرف ثالث أو وضع قوى الحرية والتغيير في خانة الاتهام، مضت آراء البعض في هذا الاتجاه، على اعتبار أن إشعال الحرب كان جزءاً من لعبة سياسية.
واتهم عثمان وني وهو مهندس ميكانيكي، قوى الحرية والتغيير بصورة مباشرة، باستخدام قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” لمصلحتها الخاصة، وقال لـ(التغيير) إنهم “لعبوا به سياسة” وقادوه إلى الحرب.
واعتبر وني أن حميدتي فضل أن يتسلق عبر السياسيين ومن ثم ينقلب عليهم بمثل ما فعل في انقلاب 25 اكتوبر 2021م.
الجميع
وفي منحى مقارب، حمل كثيرون المكون العسكري بأطرافه المختلفة والقوى السياسية وكل الفاعلين في الساحة مسؤولية انزلاق السودان إلى ما هو فيه الآن، لكنهم اختلفوا بشأن كيفية حسم الصراع، ما بين تواصل العمل العسكري أو الذهاب للحوار والتفاوض.
زاعتبر أبو بكر محمد حسن- وهو طالب جامعي- أن جميع من في المشهد مسؤولون عن إشعال هذه الحرب.
وقال أبو بكر لـ(التغيير): المسؤول هو حميدتي وقوى الحرية والتغيير والبرهان. واضاف: قائد الجيش هو من تهاون في حسم الدعم السريع وساعد في تمدده وقام بحل هيئة العمليات.
ورأى محمد حسن أن تستمر الحرب حتى استسلام قوات الدعم السريع.
وقريباً من هذا الرأي يعتقد مازن- طالب جامعي أيضاً- أن المكون العسكري والسياسيين هم جميعاً السبب في إشعال الصراع.
لكن مازن، أكد أن الطريقة الوحيدة لإسكات صوت البنادق هي مفاوضات السلام وصولاً إلى حلٍ مرضٍ.
النظام البائد
أما وليد مكين- خريج- فاتهم عناصر النظام البائد مباشرة بإشعال الحرب، وقال إن قوات الدعم السريع دمرت الأخضر واليابس- على حد تعبيره.
وأضاف لـ(التغيير): أنا مع رأي مواصلة الحسم العسكري حتى تتم إبادة “المتمردين”.
غير أن ناهد يوسف- موظفة- أكدت أن الحل الوحيد لإيقاف الحرب هو مفاوضات السلام.
وقالت لـ(التغيير): لو كان الخيار العسكري ناجحاً لما استمرت حرب سوريا حتى يومنا هذا.
فيما قال المواطن مهند شرف الدين، إن المسؤول الأول عن الحرب هو المؤتمر الوطني (النظام البائد).
واضاف لـ(التغيير): الحرب نتنة لا خير فيها والحوار هو الحل الأمثل للازمة السودانية.
وبنظر كثيرين، يعتبر الجيش هو صاحب القدر الأكبر من المسؤولية فيما آلت إليه أحوال البلاد، وأنه المنوط به وضع حد للأزمة.
ويقول الصحفي حسام حامد لـ(التغيير)، إن الجيش من واجبه المهني حماية الدولة من أيّ خطر مُحدق، ويرى أن تمسك الجيش بخيار عدم التفاوض مع الدعم السريع على حل سلمي يعفي البلد من التوجه إلى الحرب يعُد تقصيراً عن مهمته الأساسية “حماية الدولة من كل خطر محتمل”..
وأضاف: لأشهر عديدة فشل الطرفان في الاتفاق وذلك الفشل يتحمل وزره الجيش الذي كان عليه التصرف بعقلانية وليس التعنت والتمسك بالسلطة عقب الانقلاب على الحكومة المدنية.
وتابع: من ضمن مهام الجيش (الاستراتيجية) فهل من الاستراتيجية والتخطيط في شئ جر البلد بهشاشته المعروفة إلى قتال غير مأمون العواقب؟!
وأخيراً اختار عثمان عبد الله- وهو مدير مدرسة- خيار الحسم العسكري ضد قوات الدعم السريع. وقال لـ(التغيير): “الخيار الثاني هو استسلام المتمردين بعد حسمهم ليكونوا عظة وعبرة لغيرهم من الحركات المسلحة”.
على كلٍ، قد لا تعبر هذه الشريحة من الآراء عن كل ما يدور بين المواطنين السودانيين ورؤاهم لما يجري في الساحة حالياً من حرب وشد وجذب واستقطاب حاد لمصلحة أطراف الصراع، لكنها بالتأكيد تحدد الملامح الرئيسية لرؤية الشارع السوداني تجاه مسؤولية إشعال حرب 15 ابريل وكيفية وكيفية إيقافها.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحریة والتغییر النظام البائد الدعم السریع لـ التغییر
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يحرز تقدماً ميدانياً في أم درمان ويجري عمليات إجلاء إنسانية
أحرز الجيش السوداني تقدماً على ثلاثة محاور استراتيجية، وذلك بعد سيطرته على مدينة “الخوي” بولاية غرب كردفان، في أحدث تطورات الصراع المستمر مع قوات الدعم السريع.
ونشر الجيش السوداني مقطع فيديو يُظهر قواته أمام مقر رئاسة محلية الخوي، عقب تحريرها من قبضة الدعم السريع يوم الأحد، وتمكنت وحدات الجيش، مدعومة بالدبابات، من بسط سيطرتها على أجزاء واسعة من حي الجامعة غرب جامعة أم درمان الإسلامية.
كما استولت القوات السودانية على مدرعة قتالية تركها عناصر الدعم السريع في الجبهة الغربية بحالة جيدة، فيما افتتحت جبهة قتالية شرقية موازية لنهر النيل الأبيض داخل الحرم الجامعي، حيث سيطرت على مجمع الداخليات المكون من ثلاثة أجنحة، وتواصل التقدم نحو كلية الطب.
وفي شمال كردفان، نفذ سلاح الجو السوداني غارات دقيقة استهدفت تجمعات للدعم السريع في مدينة بارا، للمرة الثانية خلال عمليات تمهيدية تهدف إلى “تطهير” المدينة الواقعة شمال الأبيض.
وعلى الصعيد الإنساني، تمكن الجيش السوداني من تنفيذ عملية إجلاء معقدة لمدنيين في منطقة “العشرة أم درمان” (صالحة بحر)، التي شهدت تدهوراً حاداً في الوضع المعيشي جراء حصار قوات الدعم السريع، ومنعهم من مغادرة المنطقة واستخدامهم كدروع بشرية.
من جهتها، بدأت حكومة ولاية الخرطوم باتخاذ خطوات لإعادة تأهيل الخدمات الطبية والتشخيصية في مدينة المعلم الطبية بالعاصمة.
وفي تطور سياسي موازٍ، دعا مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استغلال زيارته المرتقبة للشرق الأوسط للضغط على دولة الإمارات لوقف ما وصفه بـ”تمويل الإبادة الجماعية في السودان”.
وأكد في تغريدة على منصة “إكس” أن الإدارة الأمريكية الحالية كانت مناوئة لقوات “الجنجويد” منذ 2003، معرباً عن أمله في أن تدفع الزيارة إلى تحوّل في الموقف الأمريكي تجاه الأزمة السودانية.
ويأتي هذا في ظل استمرار تصاعد النزاع المسلح، وسط اتهامات متزايدة بتورط أطراف إقليمية في دعم جماعات متهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة، خاصة في دارفور.