خبراء: النهضة التعليمية ملموسة رغم التحديات.. واستمرارها يحتاج مزيدا من التمويل
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
حملت استراتيجية تطوير التعليم التي جرى تنفيذها على مدار تسع سنوات مضت، وأعُلن عنها أمس خلال فقرة بناء الإنسان على هامش احتفالية تفوق طلاب الجامعات بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، قدرا وافيا من المصارحة والمكاشفة والوضوح من جانب الرئيس، حول عدم كفاية المخصصات المالية للتعليم لحجم الطلاب داخل المدارس، لكن الأرقام التي أعلنها وزير التربية والتعليم رضا حجازي، كشفت بالأدلة، لأي درجة، ورغم قلة عدم كفاية المخصصات، لكن الدولة المصرية نجحت في تحقيق طفرة غير مسبوقة في قطاعات التعليم المختلفة، ونقلت ترتيب مصر عالميا، للأفضل.
وفيما تطرق حجازي لإنجازات تسع سنوات مضت، كان الرئيس السيسي متمسكا بضرورة مصارحة الناس بالحقيقة، بأننا وإن كنا وصلنا لمرحلة من القناعة بتغير الواقع التعليمي إلى الأفضل، لكن الدولة المصرية بحاجة إلى المزيد، مع حتمية إطلاع الناس بما أنجزته الحكومة رغم كل التحديات، بعيدا عن اختزال الأمر في مجرد أرقام، بل بالأدلة والقرائن.
وحول ذلك، قال الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي، إن الدولة تبذل جهودا كبيرة في سبيل إصلاح وتطوير المنظومة التعليمية إيمانا منها بأن التعليم هو قاطرة التنمية في أي دولة وأن التقدم الحقيقي لأي دولة يتوقف على مدى اهتمامها بالتعليم من حيث الكم والجودة، وأنه لا شك أن مدخلات ومخرجات منظومة التعليم في الوقت الحالي اختلفت عما كان الوضع منذ بضع سنين، الأمر الذي فرض على الدولة المصرية تحديات هائلة للحاق بركاب التقدم من خلال الاهتمام بتطوير كل عناصر العملية التعليمية.
وأضاف الخبير التربوي، أنه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الاقتصاد العالمي بصفة عامة والاقتصاد المصري بصفة خاصة فإن الدولة المصرية لم تقصر في دعم العملية التعليمية سواء من خلال التوجه بتعيين 30 ألف معلم سنويا عقب مرورهم باختبارات بدنية وعقلية لانتقاء الأصلح من المتقدمين.
وتابع الخبير التربوي قائلاً: «الدولة توسعت في إنشاء المدارس المتميزة مثل المدارس الرسمية الدولية ومدارس العباقرة والمدارس المصرية اليابانية ومدارس التميز، والمدارس المتكاملة للغات وهي مدارس لغات وفق المعايير الدولية، ومدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (ستيم)، وتطوير المناهج حتى الصف السادس الابتدائي بما مجموعه 49 منهجا حتى الآن، فضلا عن إنشاء بنك المعرفة، والمنصات التعليمية، وقنوات مدرستنا، والاهتمام بالتعليم الفني وتغيير الصورة الذهنية عنه».
وقال إن وصول الدولة المصرية إلى النهضة التعليمية الشاملة يتطلب بعض الأمور منها، مضاعفة الإنفاق على التعليم بما يوفر الدعم إنشاء مدارس وفصول جديدة، وتطوير المدارس الموجودة، حتى تستطيع استيعاب الزيادة السنوية في عدد التلاميذ الملتحفين بالتعليم والتي تتجاوز 750 ألف طالب زيادة على المعدل الطبيعي للمواليد سنويا، وتطوير إعداد المعلم بما يناسب التطورات العالمية.
تطوير المناهجوقال الدكتور تامر شوقي، إن ضمن متطلبات النهوض تطوير المناهج بحيث تبعد تماما عن الحفظ والتلقين وتعتمد على تنمية القدرات العقلية العليا لدى الطالب مثل التفكير والإبداع، تطوير نظم الامتحانات في كل الصفوف الدراسية وليس الثانوية العامة فقط، بحيث تقيم عمليات التفكير العليا لدى التلميذ، وقدراته على تطبيق ما يتعلمه من معلومات ومهارات في الواقع.
كما طالب بالاهتمام الأكبر بالتعليم الفني «من حيث أعداد المدارس، وإعداد المعلمين به، وتضمينه تخصصات جديدة تتوافق مع سوق العمل»، وجعله مسارا موازيا للتعليم العام، والاهتمام بالبنية التكنولوجية في المدارس، وتحقيق المزيد من التحول الرقمي بها، بما يحقق أقصى استفادة ممكنة للطالب في عمليات التعلم والتعليم وفي أقل وقت ممكن.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التعليم العملية التعليمية تطوير التعليم الدولة المصریة
إقرأ أيضاً:
عبد اللطيف: تغلبنا على مشاكل التعليم ووضعنا خطة طموحة لتقليل الكثافة
شارك محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في فعاليات الندوة التي نظمها مجلس الأعمال المصري الكندي ومجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي، برئاسة المهندس معتز رسلان، تحت عنوان "تطوير التعليم الفني في مصر".
واستعرض وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف ، خلال كلمته في الفعاليات، الاستراتيجية الوطنية للتعليم قبل الجامعي، والتي تركز على تحسين جودة التعليم في مراحله المختلفة، من خلال التوسع في إنشاء المدارس، وتطوير المناهج الدراسية وفقًا لأحدث المعايير الدولية، فضلا عن التحديات التي واجهتها الوزارة والجهود المبذولة في سبيل تطوير المنظومة التعليمية.
وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إنه في ظل التحديات العديدة التي تواجه العملية التعليمية في مصر، تمكنت الوزارة بفضل جهود كافة أطراف المنظومة التعليمية في التغلب على ٤ تحديات مزمنة خلال العام الدراسي الحالي، بالتوازي مع وضع رؤية شاملة ومتكاملة لإصلاح التعليم وتطويره، وبما يضمن توفير بيئة تعليمية فعالة تواكب المعايير الدولية وتستجيب لطموحات المجتمع المصري.
وتابع وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن أزمة حضور الطلاب في المدارس ظلت مستمرة عل مدار أعوام طويلة بسبب الكثافات المرتفعة، مشيرا إلى أن نسبة حضور الطلاب كانت لا تتجاوز 9% على مدار الأعوام الماضية، وهو ما شكّل تحديًا كبيرًا أمام فعالية العملية التعليمية، خاصة مع وجود كثافات مرتفعة داخل الفصول تجاوزت في بعض المدارس 200 طالب، إلى جانب العجز الضخم في عدد المعلمين والذي قُدّر بنحو 469,860 معلم.
وقال الوزير إنه في مواجهة هذه الإشكاليات، وضعت الوزارة خطة طموحة لتقليل الكثافات من خلال عدد من الآليات والحلول الفنية من بينها استغلال الفراغات في المدارس وتطبيق نظام الفترات الممتدة والفصل المتحرك، وذلك جنبا إلى جنب مع التوسع في إنشاء الفصول، حيث يتم بناء من 10,000 إلى 15,000 فصل سنويًا.
وأضاف أن العام الماضي كان إجمالي عدد الفصول ٣٨٠ الف فصلا وتم استحداث ٩٨ ألف فصل العام الدراسي الحالي من خلال الحلول التي طبقتها الوزارة، مشيرا إلى أن ذلك انعكس على خفض متوسط الكثافة إلى أقل من ٥٠ طالبا في الفصل، بنسبة نجاح تعليمية 99.9٪ من المدارس على مستوى الجمهورية.
جدير بالذكر أنه قد شكّلت الندوة منصة حوارية رفيعة المستوى لمناقشة مستقبل التعليم الفني ودوره المحوري في دعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز المهارات البشرية لمواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة ومتطلبات سوق العمل الحديث، حيث دارت مناقشات حول أهمية التعليم الفني كركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في ظل التوسع في تطبيقات الرقمنة والتحول التكنولوجي في مختلف قطاعات العمل.
كما ناقشت الندوة سبل تحسين جودة التعليم الفني، من خلال تطوير المناهج، وتدريب الكوادر، وتوسيع البنية التحتية للمدارس الفنية، فضلًا عن تفعيل دور القطاع الخاص في دعم العملية التعليمية من خلال الشراكات الإنتاجية والتدريبية.