الوطن:
2025-08-11@22:20:51 GMT

الدكتور محمد مختار جمعة يكتب: النبي معلما ومربيا..

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

الدكتور محمد مختار جمعة يكتب: النبي معلما ومربيا..

لقد كان رسولنا محمد، صلى الله عليه وسلم، نعم القدوة لأمته وللإنسانية جمعاء، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيراً». فقد كان النبى العدنان، صلى الله عليه وسلم، خير الناس لأهله، حيث يقول المصطفى، صلى الله عليه وسلم: «خيركم، خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى».

وقد كانت حياة النبى الهادى، صلى الله عليه وسلم، ترجمة حقيقية لأخلاق وقيم القرآن الكريم، فعن سعد بن هشام بن عامر، قال: أتيت عائشة، رضى الله عنها، فقلت: يا أم المؤمنين، أخبرينى بخلق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالت: كان خلقه القرآن، أما تقرأ القرآن، قول الله، عز وجل: «وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ».

ولنأخذ بعض النماذج من سيرته صلى الله عليه وسلم فى الدعوة إلى الله، عز وجل، بالحكمة والموعظة الحسنة، منها ما كان منه صلى الله عليه وسلم عندما قام أعرابى فبال فى المسجد وهمَّ به بعض الحاضرين، فقال لهم سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «دعوه وهريقوا على بوله سجلاً من ماء، أو ذنوباً من ماء، فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين».

وعن أبى أمامة، رضى الله عنه، قال: إن فتى شاباً أتى النبى، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ائذن لى بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه، مه، فقال: «ادنه»، فدنا منه قريباً، قال: فجلس، قال: «أتحبه لأمك؟» قال: لا والله، جعلنى الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لأمهاتهم» قال: «أفتحبه لابنتك؟»، قال: لا والله يا رسول الله، جعلنى الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لبناتهم» قال: «أفتحبه لأختك؟» قال: لا والله، جعلنى الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لأخواتهم»، قال: «أفتحبه لعمتك؟» قال: لا والله، جعلنى الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لعماتهم»، قال: «أفتحبه لخالتك؟» قال: لا والله، جعلنى الله فداءك، قال: «ولا الناس يحبونه لخالاتهم» قال: فوضع يده عليه، وقال: «اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه»، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شىء. وعن معاوية بن الحكم السلمى، رضى الله عنه، قال: بينا أنا أصلى مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرمانى القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه؛ ما شأنكم تنظرون إلىّ؟! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتوننى، لكنى سكت، فلما صلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فبأبى هو وأمى؛ ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه؛ فوالله: ما كهرنى، ولا ضربنى، ولا شتمنى، قال: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شىء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن..»، وهكذا فى سائر مواقفه صلى الله عليه وسلم كان نعم القدوة ونعم المعلم ونعم المربى، وما أحوجنا إلى حسن الاقتداء به صلى الله عليه وسلم فى مختلف جوانب حياتنا، لنسعد فى الدارين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المولد النبوي سيدنا الحسين السيدة زينب الصوفية صلى الله علیه وسلم رسول الله

إقرأ أيضاً:

كريم خالد عبد العزيز يكتب: انتقادات تعدت الحدود.. متى نتعلم فن التعليق على الآخر؟

الناس الذين لا يملكون شيئًا يفعلونه يجدون متعة في انتقاد الآخرين الذين يحققون إنجازات.... هناك كم كبير من الحقد والغيرة يظهر في تعليقات كثير من الناس السلبيين من الذين يعلقون على المشاهير.... هؤلاء ليس لديهم ما يفعلونه في حياتهم إلا انتقاد تصرفات غيرهم، وللأسف منهم من قد يشتهر على حساب غيرهم.... هؤلاء يتقمصون دور المصلحين الاجتماعيين وأحيانًا دور الطهر والقداسة، وكأنهم بلا خطيئة.... لماذا لا يركز كل شخص في حياته الشخصية فقط وفي نفسه؟ لماذا كل هذه التعليقات السلبية التي نراها معبرة عن غيرة وحقد وضغينة تجاه الآخر؟

الفنانة الكبيرة الرقيقة لبنى عبد العزيز احتفلت بعيد ميلادها التسعين، وصرحت أنها سعيدة بأنها حية إلى الآن، واستعادت ذكرياتها الجميلة مع الجمهور في زمن الفن الجميل.... هناك من انتقد كلامها، ومن انتقد ظهورها بدون حجاب، ومن قام بدور المصلح الاجتماعي وأمرها بالتوبة.... على الجميع أن نتعلم فن التعليق على الآخر.... هؤلاء المصلحون أين هم من قول النبي محمد ﷺ: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت."

فيديو آخر نشرته الفنانة نانسي عجرم معبرًا عن الأمومة، وهي تودع ابنتها الصغيرة قبل الذهاب إلى حفلتها وتقبلها وتحتضنها وتخبرها أنها ستعود وهي نائمة.... لم يترك الناس أي تعليق سلبي إلا وعلقوا به لماذا؟ ليس فقط تعليقات سلبية، وإنما تعليقات غير أخلاقية ولا تمت بالذوق والأخلاق بصلة، سخرية وسباب وتعدي للحدود وإتهام للفنانة بالإهمال لأنها تركت ابنتها من أجل المال.

الشخص الفنان أو المشهور بشكل عام للأسف الشديد يتعرض لكم كبير من الحقد والغيرة من قبل الأشخاص الفاشلين الذين ليس لديهم أي إنجاز في حياتهم، فيحاربون فشلهم بإحباط غيرهم من الناجحين أصحاب الإنجازات.... حتى رجال الدين يتعرضون لإنتقادات ساخرة بسبب السوشال ميديا التي تركت مجالًا لهؤلاء الأشخاص المتطفلين، وأغلبهم للأسف الشديد جهلاء وغير مثقفين.

الكلمة الطيبة صدقة.... علينا أن نعزز قيم الذوق العام واحترام الآخر حتى لو كان مختلفًا ببيئته وفكره.... احترام الاختلاف بشكل عام وتقدير الفن بشكل خاص أمر طبيعي داخل المجتمع السوي.... في النهاية، على كل إنسان الانشغال بنفسه فقط دون إصدار أحكامه على الآخر.... لا تحاسبوا غيركم، بل حاسبوا أنفسكم.... فكرة الحكم على أخلاق الغير من مظهره الخارجي فكرة فاشلة لأن المظاهر خداعة ولا نعلم النوايا الداخلية لكل إنسان.... علينا أن نهتم بالجوهر أولًا ثم المظهر الخارجي المكمل لهذا الجوهر وليس العكس.

طباعة شارك الحقد الغيرة المشاهير

مقالات مشابهة

  • علي جمعة يرد على الخلط بين التصوف وتصرفات أتباعه
  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: انتقادات تعدت الحدود.. متى نتعلم فن التعليق على الآخر؟
  • محافظة صعدة تُدشن أنشطة وفعاليات المولد النبوي الشريف
  • فضل سقيا الماء في الحر الشديد.. الإفتاء تعدد ثوابها ومكانة فاعلها عند الله
  • علي جمعة: التصوف في عصرنا الحاضر تاه بين الأعداء والأدعياء
  • حكم قول سيدنا على النبي في الأذان والتشهد خلال الصلاة.. الإفتاء تجيب
  • تدشين فعاليات المولد النبوي في مديريات محافظة البيضاء 
  • هذا ما كان يفعله النبي في الحر الشديد.. تعرف عليه
  • لماذا أوصى النبي بالجلوس بعد الفجر حتى الشروق .. لجلب 7 أرزاق
  • اللجنة التحضيرية النسائية للمولد النبوي الشريف في الأمانة تدشن فعالياتها