اتصالات لكتاب الطفل تستقطب 507 مبدعين من 22 دولة
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
الشارقة في 28 سبتمبر/ وام/ بمشاركة قياسية من 22 دولة عربية وأجنبية، استقطبت جائزة اتصالات لكتاب الطفل في دورتها الخامسة عشرة التي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين برعاية شركة اتصالات من “e&” خمسمائة وسبع مشاركات قدّمها 95 ناشراً و215 كاتباً و197 رساماً من بينهم مرشحون من دول تشارك في الجائزة لأول مرة وهي ماليزيا وسويسرا وفنلندا وتشاد للفوز بفئات الجائزة الخمس التي تستقبل إبداعات صُنّاع كتب الأطفال واليافعين باللغة العربية.
وارتفع عدد الترشيحات إلى 323 ترشيحاً في دورة هذا العام بنسبة 17% عن العام الماضي الذي شهد 276 ترشيحاً حيث تصدَّرت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول في عدد الترشيحات بـ115 ترشيحاً مؤكدة دورها الرائد في دعم وتشجيع المبدعين في صناعة النشر الموجه للأطفال وجاءت مصر في المركز الثاني بـ44 ترشيحاً تلتها لبنان بـ33 ترشيحاً ثم الأردن بـ31 ترشيحاً والسعودية بـ19 ترشيحاً.
وتوزعت الترشيحات المشاركة على الفئات الخمس للجائزة بواقع 65 كتاباً لفئة “الطفولة المبكرة” و136 كتاباً لفئة “الكتاب المصور” تلتها فئة "كتاب ذي فصول" بـ35 كتاباً ثم فئة "كتاب اليافعين" بـ49 كتاباً وأخيراً فئة "كتاب الشعر" بـ38 كتاباً.
وقال سعادة عبدالعزيز تريم مدير عام "اتصالات من e&" في الإمارات الشمالية مستشار الرئيس التنفيذي : “ تستمر (اتصالات من e&) في رعايتها المتواصلة لجائزة اتصالات لكتاب الطفل انطلاقاً من مسؤوليتها تجاه المجتمع والثقافة وإيمانها بأهمية الكتاب في تنمية العقول والقيم والمهارات لدى الأطفال واليافعين ونحن نسعى إلى جعل الكتاب حاضراً في حياة الأطفال وأن يكون عنصراً رئيساً في تكوين شخصيتهم من أجل أن يكونوا مواطنين مبدعين ومسؤولين وقادرين على قيادة مسيرة التطور والتنمية الشاملة ” .
وأضاف " في ظل التطور الكبير الذي يشهده عالم النشر تسعى الجائزة إلى اختيار الأجود والأفضل والمتوافق مع المعايير العالمية في صناعة كتاب الأطفال واليافعين لكي نضع بين أيدي الأجيال القادمة كتباً عالية المستوى تثري مخيلتهم وتزودهم بالمعرفة والقيم من خلال الاستعانة بلجان تحكيم مؤلفة من نخبة من كبار المتخصصين واختيار الإصدارات المشاركة بمعايير الجودة والإبداع والابتكار".
من جانبها قالت مروة العقروبي رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين “ شهدنا في هذه الدورة ارتفاعاً ملحوظاً للترشيحات المشاركة في الجائزة التي أصبحت على مدى أكثر من 15 عاماً واحدة من أهم الجوائز المحفزة للإبداع في مجال أدب الأطفال واليافعين بالعالم العربي وهذا يدل على النتائج الإيجابية التي حققتها الجائزة في تطوير وتنويع وتحسين المحتوى الأدبي الموجه للجيل الناشئ ليس من خلال الإصدارات النوعية فحسب وإنما أيضاً عبر تطوير قدرات العاملين في صناعة كتاب الطفل العربي”.
وأضافت " نؤمن بأن الكتابة للأطفال واليافعين مهمة عظيمة تحتاج إلى خبرة ودراية وعبقرية أيضاً لأنها تزرع بذور المعرفة في عقول الأطفال وتسهم في نموهم وريادتهم وتمكينهم من بناء مستقبل مشرق لأوطانهم لذلك فإننا نسعى دائماً إلى تكريم المبدعين في هذا المجال بما يؤكد الريادة الإماراتية في اكتشاف المواهب التي تزود المكتبة العربية بأفضل الإصدارات التي تخاطب عقول الصغار بلغة سهلة وممتعة ومفيدة.
وتبلغ القيمة الإجمالية لجائزة «اتصالات لكتاب الطفل» 1.2 مليون درهم، مع تخصيص 180 ألف درهم لكل فئة من فئاتها الخمس ويقسم هذا المبلغ بالتساوي بين المؤلف والرسام والناشر بواقع 60 ألف درهم لكل فائز باستثناء فئة اليافعين التي يتقاسم جائزتها المالية المؤلف والناشر فقط بواقع 90 ألف درهم لكل منهما وإلى جانب ذلك تم تخصيص 300 ألف درهم لبرنامج "ورشة" التدريبي الذي أطلقته الجائزة في عام 2013.
ومن المقرر إعلان أسماء الفائزين بالجائزة خلال فعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023 التي ستقام ما بين 1 و12 نوفمبر المقبل بعد تقييم الترشيحات من قبل لجنة تحكيم متخصصة في كل فئة.
- بتل -
أحمد البوتلي/ بتول كشوانيالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الأطفال والیافعین کتاب الطفل ألف درهم
إقرأ أيضاً:
مختصون: حماية الطفل في البيئة الرقمية مسؤولية تكاملية بين الأسرة والمدرسة
أوضح مختصون أن حماية الطفل في البيئة الرقمية مسؤولية تبدأ من الأسرة، وتتكامل مع المدرسة، وترتكز على وعي نفسي وتربوي عميق، وتؤكد رؤى هؤلاء المختصين في استطلاع أجرته "عُمان" أن الحل لا يكمن في المنع أو التدخل المتأخر، بل يبدأ من بناء علاقة قائمة على الثقة والتواصل، وتطوير مهارات الطفل والأسرة معًا لمواجهة عالم تتقاطع فيه الفرص مع المخاطر.
المحتوى العنيف
قالت فهيمة السعيدية عضوة جمعية الاجتماعيين العمانية: إن الاستخدام الواسع للتقنيات الرقمية دون تنظيم أو وعي يفرض تحديات مباشرة على سلوكيات الأطفال، خصوصًا عند تعرضهم المتكرر لمحتوى عنيف أو متطرف، مشيرة إلى أن هذا النوع من المحتوى ينعكس بوضوح على النمو الاجتماعي والنفسي والأخلاقي؛ إذ يتولد لدى الطفل ميل أكبر لاستخدام العنف اللفظي أو الجسدي في التعامل مع الآخرين باعتباره وسيلة لحل الخلافات أو التعبير عن الغضب.
وبيّنت أن مشاهدة الأطفال المستمرة للمحتوى العنيف تؤدي إلى ارتفاع مظاهر التنمر بأشكاله المختلفة، وإلى تراجع السلوكيات الاجتماعية الإيجابية مثل التعاون والمساعدة والتعاطف، وتنمية النزعات العدائية لديهم؛ حيث إن بعض الأطفال قد يتأثرون بالأفكار المتطرفة التي تظهر في بعض المنصات الرقمية، مما ينعكس على شعور الانتماء الوطني والديني، ويزيد من احتمالية الانخراط في سلوكيات غير مسؤولة أو مهددة للسلامة.
وحول تعرض الأطفال لتنمر إلكتروني، أوضحت السعيدية أنه يمكن رصد ذلك من خلال مجموعة من العلامات النفسية والسلوكية، من بينها القلق المفاجئ، والخوف عند تلقي رسائل على الهاتف، أو إظهار توتر ملحوظ عند اقتراب أحد أفراد الأسرة من الجهاز، وبيّنت أن بعض الأطفال يميلون إلى العزلة والانسحاب الاجتماعي، وقد تظهر عليهم أعراض جسدية كالإرهاق المستمر، وفقدان الشهية، أو آلام البطن والصداع دون سبب طبي واضح. كما أكدت أن التراجع المفاجئ في المستوى الدراسي يعد من المؤشرات المهمة، إذ يلجأ بعض الأطفال إلى التغيب عن المدرسة أو إهمال الواجبات الدراسية بسبب الضغط النفسي الذي يرافق تجربة التنمر الرقمي.
علاقة حوارية
وأشارت إلى أن الأسرة قادرة على بناء علاقة حوارية داعمة من خلال تبنّي أسلوب تواصل إيجابي يتيح للطفل التحدث بأريحية عن تجاربه في الإنترنت، وبيّنت أن مشاركة الوالدين لخبراتهم الرقمية، أو مناقشة المحتوى الذي يفضله الطفل، يعزز ثقته ويجعله يعتبر الأسرة خط الدفاع الأول في حال تعرضه لأي مشكلة، وأن الأنشطة الرقمية المشتركة مثل لعب ألعاب يحبها الطفل أو تصفح مواقع يفضلها تخلق مساحة آمنة للحوار، مضيفة إن إشراك الطفل في وضع قواعد الاستخدام الآمن للأجهزة يرسخ لديه الشعور بالمسؤولية ويقوي العلاقة التواصلية داخل الأسرة.
علامات الخطر الرقمية
أوضح الدكتور سالم بن راشد البوصافي مشرف إرشاد نفسي بتعليمية مسقط أن المدرسة تشكل خط حماية مهمًا بجانب الأسرة، إذ تتعامل مع حالات المحتوى غير الآمن أو التنمر الإلكتروني وفق منهجين متكاملين: الوقائي والعلاجي، مبيّنًا أن المنهج الوقائي يقوم على نشر ثقافة الوعي الرقمي بين الطلبة من خلال الحصص التوجيهية والبرامج الإرشادية والإذاعة المدرسية، بهدف ترسيخ قيم الاحترام والمسؤولية في التفاعل الإلكتروني، وتشجيع الطلبة على الإبلاغ عن أي تجربة ضارة.
وأشار إلى أن المنهج العلاجي يُفعّل فور رصد حالة تنمر، حيث يتم تقييم الوضع من حيث الخطورة النفسية والاجتماعية، وأن الأخصائي النفسي والاجتماعي في المدرسة يقدم الدعم العلاجي للطالب المتعرض للتنمر، من خلال الجلسات الإرشادية الفردية التي تسهم في تعزيز الشعور بالأمان واستعادة التوازن الانفعالي.
وبيّن البوصافي أن الطالب المتسبب في التنمر يخضع لبرامج تهدف إلى تعديل السلوك وتعزيز القدرة على ضبط الذات والانفعالات، إلى جانب رفع وعيه الرقمي وتأكيد احترامه لحقوق الآخرين، كما أن التعاون بين الأسرة والمدرسة يمثل ركيزة أساسية لضمان بيئة رقمية آمنة للطفل، وأن المتابعة المستمرة من الطرفين تعد أحد أهم ضمانات الحماية.
دور الإرشاد الأسري
تشير ابتسام الحبسية أخصائية نفسية بوزارة التنمية الاجتماعية إلى أن التغيرات التي فرضتها الثورة الرقمية دفعت الأسر لمواجهة تحديات غير مسبوقة، حيث لم يعد التعامل مع التكنولوجيا مقتصرًا على المنع أو الرقابة، بل أصبح ضروريًا أن تمتلك الأسرة فهمًا عميقًا لسلوك الطفل في العالم الرقمي، موضحة أن البرامج الإرشادية الحديثة في سلطنة عُمان باتت تركز على التنشئة الرقمية الواعية، وذلك ضمن مبادرة شملت جميع محافظات سلطنة عُمان بهدف تعزيز مهارات الوالدين في التعامل مع البيئة الرقمية.
وأوضحت الحبسية أن ردود فعل الوالدين تجاه سلوك الأبناء الرقمي غالبًا ما تكون نابعة من قلق طبيعي، لذلك يجب أن يتم تدريبهم على تقنيات تساعدهم على التهدئة وإعادة تأطير الموقف قبل معالجة سلوك الطفل، مؤكدة أن هذه المهارات تعزز وجود بيئة أسرية هادئة تقل فيها الصدامات الناتجة عن الغضب أو سوء الفهم.
وبيّنت أن تمكين الأسرة من التفكير التحليلي خلال التعامل مع المحتوى يعد أحد أقوى أدوات الحماية؛ إذ يساعد الوالدين والأبناء على التمييز بين الموثوق والمضلل، ويجب على الأسرة أن تُدرَّب على طرح أسئلة عند مشاهدة أي محتوى، من بينها: هل هذا المصدر موثوق؟ ما هدف الرسالة؟ هل ما يُعرض حقيقي أم مبالغ فيه؟ حيث إن هذه القدرة الذهنية ستسهم في حماية الجميع من الوقوع في التضليل أو الخوف المبالغ فيه.
التواصل الآمن
أوضحت الحبسية أن الأسرة تحتاج إلى قراءة "الإشارات الحمراء" التي قد تدل على تعرض الطفل لمحتوى ضار، لكن الأهم هو توفير قناة تواصل يشعر فيها الطفل بأنه مسموع وآمن، وبيّنت أن أسلوب الحديث هو العامل الفارق، فطرح الأسئلة بلهجة اتهامية يغلق أبواب الحوار، بينما الأسلوب الهادئ يبعث الطمأنينة ويشجع الطفل على الإفصاح.
وأشارت إلى أن التواصل الآمن يُبنى عبر تفاصيل صغيرة لكنها مؤثرة، مثل مشاركة الطفل محتوى يحبه، أو فتح نقاش حول لعبة جديدة، أو المرافقة الهادئة عند ملاحظة سلوك غير معتاد، مؤكدة أن بناء علاقة تقوم على الثقة يبدأ بالحضور العاطفي، بمعنى أن يشعر الطفل بأن والديه قريبان من عالمه الرقمي دون أن يمارسا دور الرقيب الصارم، وبيّنت أن مشاركته في وضع قواعد رقمية مشتركة مثل تحديد أوقات الاستخدام أو مراجعة التطبيقات يجعله شريكًا في القرار، مما يقلل من التوتر والتمرد.
كما أشارت إلى أن لحظة تعرض الطفل لموقف مزعج تعد اختبارًا حقيقيًا للعلاقة، إذ تمثل ردة فعل الوالدين العنصر الحاسم فيما إذا كان الطفل سيحكي أو سيخفي الأمر، وأكدت أن استخدام عبارات مثل "أشكرك على صراحتك" أو "دعنا نتحدث معًا عن كيفية منع تكرار ذلك" كفيل بطمأنة الطفل وتعزيز ثقته.
وبيّنت ابتسام الحبسية أن بناء علاقة تواصل آمنة ليست خطوة واحدة، بل هي ممارسات يومية تتشكل من نبرة لطيفة، وسؤال بسيط، وقواعد واضحة، لتقول للطفل في كل مرة كلمات بمعنى: "أنت محبوب حتى إذا أخطأت".