لبنان ٢٤:
2025-05-22@18:22:42 GMT

السباق الرئاسي... تعادل سلبي

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

السباق الرئاسي... تعادل سلبي


أذكر من بين الأشياء التي لا أزال أتذكرها من طفولتي أن ردّة فعل أي منّا عندما كانت توجه إليه المعلمة لومًا أو توبيخًا عن عمل غير لائق كان يُرتكب في الصفّ كنا نوجّه الاتهام إلى الآخرين، كل الآخرين، مع تجهيل الفاعل. وهكذا كانت المعلمة تقع في الإرباك. وغالبًا ما كانت تلجأ إلى حيلة قديمة، وهي مقاصصة الجميع من دون استثناء حتى يعترف الفاعل بفعلته، أو حتى يشي أحد بزميل له، ويتوافق الجميع على اعتباره "كبش محرقة"، فينجو الفاعل الحقيقي من فعلته، ويُلام من لا تجب ملامته، لأن الفاعل الحقيقي ذو سطوة ومن "أصحاب السوابق الصبيانية"، ولا أحد يخالفه في الرأي، ويصفقّون له، ظالمًا كان أم مظلومًا.

 

ولأن هذه "العادة" لا تزال راسخة في لاوعي كل واحد منّا، وبالأخص الأشخاص الذين انتدبوا أنفسهم أو انتدبهم الناس للعمل السياسي، فلا نفعل شيئًا سوى إبعاد التهم عن أنفسنا وإلصاقها بالآخرين. وهكذا تضيع "الطاسة"، ولا تعود تُعرف هوية المقصّر، أو الفاسد، أو المحرّض، أو الفاعل.  

وقد تصحّ أغنية وديع الصافي في ما نعيشه هذه الأيام نتيجة الانقسام العمودي وحتى الأفقي بين اللبنانيين الذين هم مع خيارات قوى "الممانعة" أو أولئك الذين هم في صفوف "المعارضة"، أي القوى المسيحية ومعهم بعض "المستقلين" و"التغييريين". تقول الأغنية:  

لا أنت راضي ولا أنا راضي أيام ع بتـــركض على الفاضي 
وبيجمدوا الكلمات ع شفافي لمن عبالي يخطر الماضي 
كان الصفا من حبنا ياخد صفا 
صرنا على ديار الصفا نركض حفا 
كل ما لقينا تنين مبسوطين 
كل ما لقينا حباب فرحانين 
منقول رزق الله على الماضي 

فكما أن لا أحد في لبنان راضٍ، فإن أعضاء اللجنة الرئاسية الخماسية غير راضين أيضًا. وسبب عدم رضى هؤلاء وأولئك أن كل فريق من الأفرقاء اللبنانيين يغني على ليلاه. فـ "الثنائي الشيعي" يتصرّف في الواقع الرئاسي من منطلق أن لديه فائضين من القوة: الفائض الأول هو فائض السلاح، الذي يضعه جانبًا، وقد يضطّر لاستعماله في الداخل عندما يشعر أن ظهر المقاومة لم يعد محميًا، أو عندما يرى أن هذه المقاومة مهدّدة مباشرة. وهذا ما حصل في أيار من العام 2008. 

أمّا الفائض الثاني فهو فائض "وحدة الكلمة الشيعية"، وهو فائض دستوري، حيث إن ميثاقية الـ 27 نائبًا شيعيًا مؤمنة وحاضرة وجاهزة للاستعمال في أي استحقاق، وبالأخصّ في الاستحقاق الرئاسي. وهذا ما يجعل الفائض الثاني أقوى من الأول، لأن في استطاعة كل من الرئيس نبيه بري والأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله استخدامه في أي وقت، وفي الأمور الكبيرة كالانتخابات الرئاسية مثلًا، وفي فرض الوزير الشيعي في وزارة المالية عند تشكيل أي حكومة، وفي تضمين البيان الوزاري ما يحفظ حق المقاومة ضمن معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، أو في الأمور الصغيرة كالتعيينات مثلًا، أو مقاطعة جلسات مجلس الوزراء لأسباب ثانوية، وبالتالي فرض نمطية معينة في إيقاع جلسات مجلس النواب. 

أمّا في المقلب الآخر من المشهدية العامة فإن قوى "المعارضة"، وإن لم تكن كلمتها موحدة كما هي الحال لدى "الثنائي الشيعي"، قادرة على التعطيل هي أيضًا، وقادرة على فرض إيقاع سياسي معين، بحيث أن وقوفها مجتمعة ضد ترشيح فرنجية لا يزال يحول دون تمكّنه من تجاوز عتبة الحاصل، الذي يؤهله نظريًا للفوز بالرئاسة، على رغم قوة الفائضين لدى "الثنائي الشيعي"، فضلًا عن تقاطع هذه القوى أمام أي استحقاق في حال بقيت "المصلحة المشتركة" جامعة لكل من تكتل "الجمهورية القوية" و"لبنان القوي"، وهي مصلحة يراها الفريق الآخر ظرفية وهشّة، ولا يمكن المراهنة عليها في مواجهة "الوحدة المتينة" لدى "الثنائي الشيعي". 

من هنا يمكن القول أن الفريقين اللذين يمسكان البلاد بطرفيها متعادلان سلبيًا، وبالتالي فإنه من المستحيل الوصول إلى تسوية معينة ما لم ينزل كل منهما عن شجرته. ولنا في هذا حديث آخر.   
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الثنائی الشیعی

إقرأ أيضاً:

سباق دلما للتجديف.. ملحمة تراثية بألوان علم الإمارات

 
منطقة الظفرة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة وفد من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية يطّلع على معالم دلما التاريخية 663 بحاراً في سباق دلما لقوارب التجديف التراثية


تنطلق يوم غد منافسات سباق دلما لقوارب التجديف التراثية فئة 40 قدماً ضمن فعاليات مهرجان سباق دلما التاريخي الثامن الذي تقام فعالياته بتنظيم هيئة أبوظبي للتراث ونادي أبوظبي للرياضات البحرية ومجلس أبوظبي الرياضي.
ويجري السباق على مدار يومين في 5 أشواط، تقام الأربعة التمهيدية منها بعد غد، فيما تتأهل القوارب الحاصلة على المراكز الثلاثة الأولى في كل شوط إلى الشوط الختامي الذي تجري منافساته السبت.
ويشارك في السباق 39 قارباً على متنها حوالي 663 بحاراً تتنافس لمسافة 4 أميال بحرية، وتحمل أشواط السباق أسماء هيرات دلما (أم العنبر، حد بوصفير، حد بوجفير، حالة دلما)، ويرتدي المتسابقون في كل شوط ألوان علم الدولة (الأحمر، الأخضر، الأبيض، الأسود) فيما يحمل الشوط المتأهلين النهائي اسم «حصباة دلما».
ويبلغ مجموع جوائز السباق أكثر من مليوني درهم، حيث يحصل الفائز الأول في كل شوط من الأشواط الأربعة على 80 ألف درهم، والثاني على 70 ألفاً، والثالث على 60 ألفاً، ويحصل الفائزون من الرابع وحتى العاشر على جوائز تتراوح بين 50 و26 ألفاً.
ويحصل الفائز الأول في الشوط النهائي «شوط حصباة دلما» على جائزة مالية قدرها 100 ألف درهم، والثاني 80 ألفاً، والثالث 70 ألفاً، وتتوزع الجوائز حتى المركز الثاني عشر.
وأكدت اللجنة المنظمة أن ترتيبات تنظيم السباق سارت وفق الخطة الموضوعة، وتمت وفق ضوابط ولوائح وشروط المشاركة، مشيدة بالتزام النواخذة بكافة التفاصيل الخاصة بإجراءات السباق.
على صعيد آخر، يشهد الأسبوع الثاني من مهرجان سباق دلما التاريخي خلال أيام الجمعة والسبت والأحد عدداً من الفعاليات والمسابقات البحرية التراثية والحديثة والمسابقات الرياضية والشعبية المتنوعة، حيث تنطلق بطولات البادل وتنس الريشة للسيدات وتستمر على مدار ثلاثة أيام، فيما ينطلق سباق الدراجات الهوائية للرجال والسيدات يوم السبت ضمن 7 فئات من مختلف المراحل العمرية.

مقالات مشابهة

  • حزب الحلبوسي يقرر خوض السباق الانتخابي منفرداً وبدون اي تحالف
  • سباق دلما للتجديف.. ملحمة تراثية بألوان علم الإمارات
  • موعد مباراة الأهلي وفاركو في الدوري والقنوات الناقلة
  • عُمان تؤكد دورها الفاعل منذ عقود في دعم أمن وسلامة الملاحة البحرية
  • لدى الجيش الآن فائض من القوة يكفي لتحرير باقي السودان في فترة وجيزة
  • الخلود يضمن البقاء.. تعادل الوحدة والهلال.. والنصر يعبر الخليج
  • أمريكية تركض بفستان زفاف بحثاً عن عريس
  • الإسماعيلي يتأهل لنصف نهائي كأس الرابطة المصرية بعد فوزه بركلات الترجيح أمام طلائع الجيش
  • «خليج ياس» يخوض «تحدي تولوز» غداً
  • خبير: مشروع الصوب الزراعية في الفيوم طفرة إنتاجية تعادل 10 أضعاف الفدان التقليدي