هل تنجح سياسة التحالفات المتعددة في الهند؟
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
إذا كان هناك أي فائز في عملية إعادة التوازن العالمية التي نشأت عن الغزو الروسي لأوكرانيا، فسيكون الهند.
هكذا يتحدث تقرير "معهد الدراسات السياسية الدولية"، وترجمه "الخليج الجديد"، لافتا إلى أنه في سيناريو دولي متزايد الاستقطاب، أتقن رئيس الوزراء ناريندرا مودي سياسة خارجية "متعددة الانحياز" تعمل على تعزيز دور الهند باعتبارها حجر الزاوية.
وتعد الهند واحدة من الفائزين وسط الفوضى العالمية التي أحدثها الغزو الروسي لأوكرانيا، وهي تحتاج إلى تعزيز دورها الجديد في مواجهة القوة العالمية الحالية، وكذلك في مواجهة القوى المتوسطة المتزايدة الطموح، والقوى الإقليمية المتلهفة إلى إعادة كتابة القواعد الدولية.
ويسعى مودي، وفق التقرير إلى إضفاء الطابع المؤسسي على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وإعادة إطلاق منطقة المحيط الهادئ الهندية، مع الاعتماد على تكتل "بريكس" باعتباره طليعة الجنوب العالمي.
وفي هذا السياق، سافر مودي مؤخرًا إلى الولايات المتحدة (20-23 يونيو/حزيران)، ومصر (24-25 يونيو/حزيران)، وفرنسا (13-15 يوليو/تموز).
في واشنطن، يوصف مودي بأنه شريك موثوق. حيث تم استقباله في واشنطن بأكبر قدر من التكريم.
اقرأ أيضاً
ممر الهند-الشرق الأوسط-أوروبا.. مشروع اقتصادي أم سياسي؟
ويهدف الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى الحد من التعاون التكنولوجي مع الصين، مع تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة والهند في مجال التكنولوجيا والدفاع.
وعلى الرغم من المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان في الهند في عهد مودي، فقد عرَّف الزعيمان العلاقة الثنائية بأنها "شراكة بين ديمقراطيات تتطلع إلى القرن الحادي والعشرين بأمل وطموح وثقة".
وبالنسبة للولايات المتحدة، تمثل الهند البديل الرئيسي لاقتصاد الصين، فواشنطن لا تراهن على النمو المحتمل في الهند فحسب، كما أنها تتطلع إلى اكتساب ميزة سياسية من خلال تنويع سلاسل القيمة الاستراتيجية نحو دولة صديقة في آسيا.
وفي القاهرة، كانت زيارة مودي، بعد زيارته لواشنطن مباشرة، مهمة لترسيخ دور نيودلهي داخل مجموعة "بريكس".
ويقدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مساعدة مودي لدعم طلب مصر، في حين يحتاج مودي إلى أصدقاء لموازنة قوة الصين داخل مجموعة "بريكس" واحتواء إمكانية وصول باكستان.
أما باريس، فتأتي في المرتبة الثانية بعد واشنطن باعتبارها الوجهة الأولى لمودي بسبع رحلات منذ عام 2014.
اقرأ أيضاً
ماذا تعني الهند في عالم متعدد الأقطاب؟
وتعد هذه الزيارة نتيجة رائعة للسياسات الخارجية لكلا البلدين، حيث تهدف فرنسا إلى زيادة سوق الدفاع الهندي، حتى لو كانت بالفعل المورد الثاني للأسلحة للهند بعد روسيا، فضلا عن رغبتها في تعزيز دورها كقوة مقيمة في منطقة المحيط الهادئ الهندية، والسعي إلى تحقيق الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا خارج الثنائية الصينية الأمريكية.
ومن ناحية أخرى، تأمل نيودلهي في تقليل اعتمادها على الإمدادات الدفاعية الروسية، والاعتراف بها كقوة عظمى ناشئة، وتعزيز موقف مودي السياسي المحلي قبل الانتخابات العامة في عام 2024.
وبات التحدي الذي تواجهه الهند الآن، هو الحفاظ على التوازن، مع الاستمرار في "التمحور المتعدد" نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ والجنوب العالمي، من دون التنافس مع الصين.
من جانبه، يقول أرميتيندو باليت الأكاديمي بجامعة سنغافورة الوطنية، إن زيارات مودي أكدت العلاقات الاستراتيجية العميقة للهند مع القوى العالمية الكبرى عبر المحيط الأطلسي.
ووصف البيان المشترك بين الولايات المتحدة والهند كلاهما بأنهما "الشريكان الأقرب" بشراكة تمتد من "البحار إلى النجوم".
وكان التعاون طويل الأمد في مجال التكنولوجيا والدفاع من أهم نقاط زيارة الولايات المتحدة، بما في ذلك إطلاق مبادرات جديدة في أشباه الموصلات، والذكاء الاصطناعي، والتنسيق الكمي، وصناعة الدفاع والطاقة النظيفة".
اقرأ أيضاً
سياسات "بهاراتيا جاناتا" تهدد علاقات الهند مع دول الخليج
كما كان الدفاع أيضًا بارزًا في زيارة مودي لفرنسا بمناسبة مرور 25 عامًا على العلاقات الاستراتيجية.
وكان مودي ضيف الشرف في احتفالات يوم الباستيل التي ضمت القوات الجوية الهندية، فضلا عن التباحث في قضايا المناخ والتمويل الرقمي.
ويعلق باليت، على خذخ الزيارات بالقول: "أكدت الزيارات علاقات الهند القوية مع الولايات المتحدة وفرنسا على الرغم من الخلافات مع الغرب ومجموعة السبع حول عدة قضايا (مثل الصراع في أوكرانيا، وتغير المناخ، وإصلاح المؤسسات المتعددة الأطراف)".
ويضيف: "كما أنها تؤكد ظهور الهند كلاعب استراتيجي عالمي رئيسي وشريك وثيق للغرب".
أما إيزابيل سان ميزار الأكاديمية بجامعة باريس الثامنة، فقالت إن زيارات مودي للولايات المتحدة وفرنسا، رسمت خريطة طريق طموحة للسنوات الـ25 المقبلة.
ومنذ البداية، كانت الشراكة الفرنسية الهندية مدفوعة بأعلى المستويات في الدولتين وازدهرت في ثلاثة قطاعات رئيسية هي الدفاع والفضاء والطاقة النووية.
اقرأ أيضاً
خففت قيود نيودلهي وبومباي.. الهند تراجع سياسة التلقيح
كما دعمت باريس مصالح الهند في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك القضايا الحاسمة مثل الإرهاب وكشمير.
ونتيجة لهذا فقد نجحت فرنسا في احتلال مكانة خاصة لنفسها في المشهد الاستراتيجي في الهند باعتبارها شريكاً وثيقاً وجديراً بالثقة.
وبما أنه كان حريصًا على الحفاظ على مكانة فرنسا المميزة بين شركاء الهند، لم يدخر الرئيس إيمانويل ماكرون أي جهد لإغراء مودي.
وتعلق سان ميزار بالقول: "بينما فهم الكل في أهمية إشراك الهند في قضايا رئيسية، شككوا في قرار ربط يوم الباستيل وقيم "الحرية والمساواة والأخوة" بزعيم، تسبب في تآكل الحريات الديمقراطية في بلاده".
أما نيكولا ميساليا الباحثة في معهد الدراسات السياسية الدولية، فتقول إنها الزيارات تشكل دليلاً آخر على نجاح استراتيجية الهند المتعددة الانحيازات.
وتضيف: "في عصر التعددية القطبية، تشكل تعدد الانحيازات (طريقة الهند) لوضع قواعد جديدة للاشتباك بين البلدان التي تحتاج إلى بناء مساحات آمنة في نظام عالمي غير مؤكد ومتغير ومزقته الحروب".
وتتابع: "من المثير للاهتمام أن الجميع، بما في ذلك الغرب، يتصرفون وكأن هذا هو الخيار الأفضل للعالم للمضي قدماً".
اقرأ أيضاً
في شرق أوسط متعدد الأقطاب: هل تنشأ شراكة استراتيجية بين الهند والإمارات؟
المصدر | معهد الدراسات السياسية الدولية - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الهند تعدد الأقطاب أمريكا فرنسا مصر بريكس الولایات المتحدة اقرأ أیضا فی الهند الهند فی
إقرأ أيضاً:
ترامب يبلغ نتنياهو: الولايات المتحدة انتهت من استخدام القوة العسكرية ضد إيران
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، إن الرئيس دونالد ترامب أعلن فجأة عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد أن تحدث إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن ترامب أبلغ نتنياهو بأن الولايات المتحدة انتهت من استخدام جيشها لمساعدة إسرائيل في حربها مع إيران في اتصال عقب شن الهجوم على منشآت إيران النووية الأحد.
كما أعرب ترامب عن رضاه عن أداء جيشه واستعداده لاستعراض مهاراته الدبلوماسية، فاتصل برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأخبره أن الولايات المتحدة
وقال ترامب لنتنياهو، وفقًا لمسؤول كبير في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة محادثات حساسة وخاصة: "لقد قام جيشنا الأمريكي بما كان علينا فعله".
وفي وقت سابق، كشفت مصادر مطلعة لصحيفة جيروزاليم بوست عن تفاصيل مكالمة هاتفية متوترة جرت بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كادت أن تؤدي إلى ضربة عسكرية إسرائيلية واسعة داخل إيران.
وبحسب المصادر، جرت المكالمة بينما كانت طائرات إسرائيلية على بعد دقائق من تنفيذ هجوم ضد عشرين هدفاً إيرانياً، رداً على مزاعم بإطلاق صاروخ إيراني، إلا أن ترامب، الذي بدا غاضباً وصرخ خلال الاتصال، حيث طالب نتنياهو بـ”إيقاف الهجوم فوراً”، معتبراً أن أي تصعيد سيقوّض جهوده الدبلوماسية مع طهران.
في المقابل، ظل نتنياهو صامتاً معظم الوقت، مكتفياً بالتعبير عن “الامتنان” لترامب، وفق المصدر.
بدورها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، إن الرئيس دونالد ترامب أعلن فجأة عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد أن تحدث إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين وإيرانيين، مع مساعدة قطر في التوسط، بحسب مسؤول كبير في البيت الأبيض الاثنين.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له بمناقشة المفاوضات علنا، إن تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر لعب دورا في مناقشات وقف إطلاق النار.
وفاجأ الإعلان، الذي صدر بعد دقائق من الساعة السادسة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، حتى بعض كبار مسؤولي إدارة ترامب وفق الصحيفة.
وقال المسؤول إن ترامب تلقى مساعدة في الضغط من أجل وقف إطلاق النار من نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب، الذي كان يقود الجهود على مدى الشهرين الماضيين للتوصل إلى اتفاق للحد من البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف أن الرجال الثلاثة عملوا عبر قنوات "مباشرة وغير مباشرة" للتواصل مع الإيرانيين. وأضاف أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار شريطة ألا تتعرض لهجمات أخرى من إيران.
وأشار إلى أن الضربات العسكرية الأمريكية على ثلاثة مواقع إيرانية لتخصيب النووي يوم السبت كانت بمثابة الأساس لمناقشة وقف إطلاق النار.
ولم يذكر المسؤول ما هي الشروط التي ربما وافقت عليها إيران، بما في ذلك ما إذا كانت قد أجابت على أسئلة حول مكان مخزونها من اليورانيوم المخصب.