سبقته زيارات سرية.. ظهور نادر لزعيم حركة طالبان هبة الله آخوند زاده
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
كابل – قال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد إن زعيم حركة طالبان الشيخ هبة الله آخوند زاده زار لأول مرة ولاية نيمروز، التي تقع بمحاذاة الحدود الأفغانية الإيرانية (غربي أفغانستان)، والتقى مسؤولين حكوميين ولجنة العلماء، وتفقّد المدرسة الجهادية في الولاية، كما تفقّد المستشفى الحكومي في ولاية قندهار.
وقد قام الشيخ آخوند زاده منذ وصول طالبان إلى السلطة عام 2021 بزيارات سرية متعددة إلى كل من ولاية هلمند وهرات وزابل، بينما زار العاصمة الأفغانية كابل مرة واحدة، بهدف المشاركة في اجتماع العلماء مع عدد من زعماء القبائل، الذين اجتمعوا في خيمة اللويا جيرغا قبل عام تقريبا.
لم يظهر زعيم حركة طالبان في وسائل الإعلام أو في أي اجتماع حكومي أو شعبي حتى الآن، لكن خطاباته الصوتية والرسائل المنسوبة إليه ظهرت عدة مرات على وسائل الإعلام، ويرى خبراء الشأن الأفغاني أن عدم ظهور آخوند زاده يعود لأسباب أمنية، ولمحاولة تكريس هيبته وشعبيته بين أنصاره.
وقرر زعيم الحركة البقاء في قندهار (المعقل الرئيسي لحركة طالبان جنوبي أفغانستان) اقتداء بسلفه المؤسس الملا محمد عمر، ويقول وزير الخارجية الأفغاني الأسبق وكيل أحمد متوكل للجزيرة نت "قرر الشيخ هبة الله آخوند زاده البقاء في قندهار ليظهر لأتباعه أنه يتبع طريقة مؤسس الحركة الملا محمد عمر".
من جهة أخرى، يعتقد بعض المحللين الأمنيين أن السبب الرئيسي لعدم ظهور آخوند زاده هو خوفه من الطائرات من دون طيار الأميركية، التي تحلق في الأجواء الأفغانية منذ انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
ويقول الكاتب والباحث السياسي حكمت جليل للجزيرة نت إن "قرار بقاء آخوند زاده في قندهار أمني بحت لأنها مدينة صغيرة، وهي حاضنة رئيسية لحركة طالبان، ومن السهل جدا السيطرة عليها مقارنة بالعاصمة كابل، التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين شخص، وتصعب السيطرة على مداخلها ومخارجها".
صلاحيات الزعيموالملا هبة الله آخوند زاده هو الزعيم الثالث لحركة طالبان، وتم اختياره زعيما للحركة بعد مقتل الملا أختر محمد منصور، الذي اغتيل في غارة جوية شنتها القوات الأميركية في أثناء عودته من إيران في مايو/أيار 2016، وينتمي آخوند زاده إلى قبيلة نورزاي، ويُعرف بأن ابنه شارك في عملية عسكرية ضد القوات الأجنبية عام 2017 فجر فيها نفسه، في مديرية غرشك بولاية هلمند جنوبي البلاد.
من جهته، يقول سفير طالبان السابق لدى باكستان الملا عبد السلام ضعيف، للجزيرة نت، إن الزعيم الحالي لطالبان كان مسؤول المحكمة العسكرية في مدينة جلال آباد ثم العاصمة كابل، ولم يكن من المجموعة التي شاركت في تأسيس الحركة.
وحسب حديث لمصدر حكومي مع الجزيرة نت، فإن جميع التعيينات تأتي من قندهار، وأن الوزراء في كابل والحكام في الولايات ليست لديهم صلاحية تعيين أو فصل الموظفين، وأحيانا يطالب زعيم طالبان بعقد جلسة مجلس الوزراء بمقر إقامته في قندهار، وعلى الوزراء الذهاب إليه.
مقارنات بين فترتين
بعد وصول طالبان إلى السلطة عام 2021، حاول آخوند زاده تعزيز دوره في الشؤون السياسية والعسكرية والاقتصادية بشكل تدريجي، ويقارن المراقبون بين نمط حكمه وحكم سلفه الملا عمر، فيقول السفير السابق عبد السلام ضعيف إن "الشيخ هبة الله يتمتع بصلاحيات واسعة في ممارسة الحكم، ولكن قراراته لا تنفذ مثل سلفه".
ولم يحدث آخوند زاده أي تغيير في الخطاب الأيديولوجي تجاه الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي، وفي هذا السياق يؤكد جليل للجزيرة نت أن موقف الزعيمين من المرأة الأفغانية والتعامل مع المجتمع الدولي ومكافحة المخدرات لم يتغير.
ويوضح أن آخوند زاده ينسخ تجربة سلفه في التعامل مع العالم، مشيرا إلى أن أفغانستان تمر اليوم بعزلة دولية، تماما مثل تسعينيات القرن الماضي.
ورغم وصول طالبان إلى السلطة وسيطرتها على كامل التراب الأفغاني، فإنها لم تتمكن خلال عامين من تدوين الدستور. ويعلق وزير الخارجية الأفغاني الأسبق، في حديثه للجزيرة نت، بأن لجنة كلفت بتدوين الدستور.
واعتبر، في السياق ذاته، أن ما يميز موقف الزعيمين من الدستور هو أن مؤسس حركة طالبان الملا عمر كان يميل إلى تطبيق الدستور الملكي بعد تعديل بعض بنوده، أما الزعيم الحالي فيريد تطبيق دستور عهد الرئيس الأفغاني الراحل محمد داود خان بعد تعديل بعض الفصول والبنود.
ويُنظر إلى زعيم طالبان آخوند زاده على أنه الوحيد الذي تمكن من بسط سيطرته على كامل أفغانستان خلال القرن الماضي، واستطاع السيطرة على مفاصل الدولة، إذ يتدخل في تعيين وفصل الموظفين في الحكومة، بينما لم يكن سلفه الملا عمر قادرا على ذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حرکة طالبان للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
معاريف: صفقة سرية تتضمن مستوطنات جديدة مقابل المساعدات لغزة
كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الثلاثاء، عمّا وصفتها "الصفقة السرية" بشأن إقامة مستوطنات جديدة، مقابل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة في مقال كتبه آنا براسكي، أنّه "قبل أقل من شهر، عراض رئيس الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش علانية استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومن بين أمور أخرى قال سموتريتش: إذا وصلت حتى حبة واحدة من المساعدات إلى حماس، فسوف أتراك الحكومة والمجلس الوزاري".
وتابعت: "لكن أمس وقبل دخول شاحنات الإسعافات الأولية إلى غزة، عقد سموتريتش مؤتمرا صحفيا، أعرب فيه عن دعمه لإدخال المساعدات الأساسية إلى غزة، كخطوة ضرورية نحو كسب الحرب وهزيمة حماس"، مضيفة أنه "بحسب مصادر سياسية، فقد تم مؤخرا وعلى خلفية المعطيات التي تحذر من الوضع الإنساني الصعب في غزة، وبعد ضغوط دولية هائلة على إسرائيل، الاتفاق على صفقة بين نتنياهو وسموتريتش".
وذكرت الصحيفة أنه "بموجب الاتفاق، سيوافق نتنياهو على بناء مئات الوحدات السكنية الجديدة في البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، ومن خلال نوى استيطانية ومزارع زراعية على طول الحدود الشرقية، سيحصل على زيادة كبيرة في الميزانية لهذا الغرض".
واستكملت بقولها: "فقد تم الانتهاء من الاتفاق في الأيام الأخيرة، وبناء على طلب سموتريتش، وافقت الحكومة الليلة الماضية، على المشروع في نفس الوقت الذي وافقت فيه على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وفي وقت سابق، أفادت القناة الـ14 العبرية بأن الموافقة على طلب سموتريتش لبناء 22 وحدة استيطانية في الضفة الغربية مدرجة على جدول الأعمال، منوهة إلى أنه في اجتماع الكابينيت السياسي الأمني الذي تم عقده الاثنين، اطلع منسق أعمال الحكومة في المناطق اللواء راسان عليان، وأعضاء الكابينيت على الإجراءات الخاصة باستئناف المساعدات الإنسانية.
وأكد عليان أنّه "على الرغم من الجهود المبذولة لمراقبة المساعدات ومنع حماس من الوصول إليها، فمن المستحيل ضمان عدم وصول أي من المساعدات الواردة إلى أيدي أعضاء حركة حماس".
ونقلت "معاريف" عن مصدر حضر اجتماع الحكومة، أن "الوزير سموتريتش، خلافا لادعاءاته السابقة، لم يعارض تجديد المساعدات، بل أيد الخطوة"، مبينة أنه "فاجأ ذلك العديد من المتواجدين في القاعة".
ورد مكتب نتنياهو على مسألة الصفقة، بأنه "لا علاقة بين الأمرين"، وقال مكتب سموتريتش أيضا: "لا توجد أي صلة بين الأمرين، حتى في الخيال".