ألغت الحكومة البولندية منحة القمح التي كانت أعلنت عن تقديمها لليمن والمقدرة بـ أربعين ألف طن بعد أكثر من سبعة شهور من عجز الحكومة عن نقل المنحة من الموانئ البولندي إلى اليمن وتوزيعها للمستفيدين.

وذكرت مصادر مطلعة لوكالة خبر أن الحكومة البولندية وفي 15 سبتمبر أبلغت السفارة اليمنية بسحب منحة القمح، وطلبت منها إبلاغ الحكومة أنها قد تعيد تقديم الشحنة في وقت لاحق، حال كانت قادرة ومستعدة لحسم نقل المنحة التي ينتظرها ملاين اليمنيين خاصة بعد قلة الدعم الاغاثي.

وجاء إلغاء المنحة البولندية بعد ماراثون من المساومات وعقد صفقات، تعكس فشل وفساد الحكومة وعجزها عن التعامل مع الملف الانساني وخاصة ملف المانحين، كما أنه تظهر مساع حكومية للتربح من وراء الأعمال الانسانية ما يؤدي في النهاية إلى افشالها.

مقترحات وتصورات لم ترى طريقها لنقل القمح من بولندا لليمن، حيث اقترحت وزارة الصناعة أن تتولى المؤسسة الاقتصادية اليمنية ذلك لكن لم يتم التفاعل، فتم التواصل مع مجموعة هايل سعيد بحكم أن لديهم مطاحن وخبره في هذا المجال لكنها اعتذرت أيضاً هي الأخرى، كما تم التواصل مع منظمة الأغذية العالمية لكنه اعتذرت كذلك بسبب أن تكاليف نقل الشحنة بحاجة إلى 20 مليون دولار، وتم تحرير أكثر من مذكره لكن كانت النتيجة اعتذارهم عن ذلك.

وأشارت المصادر إلى أن الحكومة أبرمت اتفاقا مع شركة الغذاء الماسي التابعة للتاجر حسن جيد، بناء على تواصل السفارة اليمنية في بولندا مع التاجر لنقل الكمية، وقضى الاتفاق بقيام الشركة بنقل شحنة القمح إلى اليمن مقابل حصولها على نصف كمية القمح، أي 20 ألف طن في الوقت الذي ينتظر فيه الشعب اي منح اغاثية.

وتقدر قيمة نصف المنحة البولندية بحوالي 6.5 مليون دولار، ما يعني أن الحكومة تنازلت للتاجرعن 4 ملايين و500 ألف دولار، وهو ما أثار موجة جدل واسعة في أوساط الشارع اليمني الذين اتهموا الحكومة بالفشل وارتكاب فضيحة فساد في وقت كان الشعب اليمني في أمس الحاجة لهذه المنحة.

وأكدت المصادر أن وراء فشل الحكومة في التعامل مع هذا الملف وبقية ملفات المساعدات والمنح، يعود إلى نقص الشفافية وانعدام المهنية في التعامل مع المساعدات الإنسانية في اليمن، مشيرة إلى أن المنحة البولندية التي كانت تهدف إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني وتلبية احتياجاتهم في مجال الغذاء، فإن التعامل السيء والاستغلال من جانب مسؤولي الحكومة الشرعية ومنظمة الغذاء العالمي قد أدى إلى ضياع هذه الفرصة الثمينة.

ودعت المصادر إلى أن تكون هذه الحادثة تحذيرا لجميع الأطراف المعنية بتوزيع وإدارة المساعدات الإنسانية في اليمن بضرورة زيادة الشفافية، وضمان توجيه هذه المساعدات بشكل فعال وفعّال إلى الأشخاص والأسر الذين بحاجة إليها بشكل عاجل وملح، مع ضرورة أن تكون العمليات الإنسانية محكومة بالمهنية والأخلاقيات وتحقق أعلى معايير الشفافية والمصداقية.

كما شددت على ضرورة معالجة هذه القضية بشكل جاد، والتحقيق في الأمور بشكل دقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ العقوبات المناسبة، وأن يكون هذا التحقيق نموذجًا للتعامل مع مثل هذه الحالات في المستقبل، حيث يجب أن تكون المصلحة العامة وحقوق الشعب أولوية قصوى.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تلغي تأشيرات طلاب صينيين.. وبكين ترد

أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة ستبدأ "بشكل صارم" في إلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين، بما في ذلك أولئك الذين تربطهم صلات بالحزب الشيوعي الصيني أو يدرسون في مجالات حيوية، هو قرار تعرض لانتقادات حادة من بكين.

وإذا تم تطبيق هذه الخطوة على شريحة كبيرة من مئات الآلاف من طلاب الجامعات الصينيين في الولايات المتحدة، فإنها قد تعطل مصدرا رئيسيا للدخل للمؤسسات التعليمية الأمريكية وخطا حيويا من أصحاب الكفاءات لشركات التكنولوجيا الأمريكية.

وتسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تكثيف عمليات الترحيل وإلغاء تأشيرات الطلاب كجزء من جهود واسعة النطاق لتنفيذ برنامجها المتشدد بشأن الهجرة، بحسب ما نقتل وكالة "رويترز".


وقال روبيو في بيان إن وزارة الخارجية ستجري أيضا مراجعة لمعايير التأشيرة لتعزيز التدقيق في جميع طلبات التأشيرة المستقبلية من الصين وهونج كونج.

وأضاف أن "وزارة الخارجية الأمريكية ستعمل مع وزارة الأمن الداخلي لإلغاء التأشيرات الممنوحة للطلاب الصينيين بشكل صارم".

وكانت وزارة الخارجية الصينية قد تعهدت في وقت سابق "بحماية الحقوق والمصالح المشروعة" للطلاب الصينيين في الخارج بقوة، في أعقاب تحرك إدارة ترامب لإلغاء صلاحيات جامعة هارفارد في تسجيل الطلاب الأجانب، وكثير منهم صينيون.

ووفقا لوزارة التجارة الأمريكية فإن الطلاب الأجانب، الذين يشكل الطلاب من الهند والصين 54 بالمئة منهم، ساهموا بأكثر من 50 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي في عام 2023.

ولم يذكر بيان روبيو تفاصيل بشأن نطاق تطبيق إلغاء التأشيرات. وحتى لو كان العدد صغيرا نسبيا، فقد يُعيق تدفق الطلاب الصينيين الراغبين في الالتحاق بالتعليم الجامعي في الولايات المتحدة.


بدورها، وصفت الصين قرار الولايات المتحدة بأنه "غير المنطقي" بعد إلغاء تأشيرات طلاب صينيين، مؤكدة أنها قدمت احتجاجا لدى واشنطن عقب إعلان وزير الخارجية ماركو روبيو ذلك الإجراء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ الخميس: إن "الولايات المتحدة ألغت بشكل غير منطقي تأشيرات طلاب صينيين بذريعة الأيديولوجيا والحقوق الوطنية" مضيفة أن "الصين تعارض هذا بشدة وقد قدمت احتجاجا لدى الولايات المتحدة".

ومنذ عقود صارت الولايات المتحدة الوجهة المفضلة للكثير من الطلاب الصينيين الباحثين عن بديل للنظام الجامعي الصيني شديد التنافسية، والذين انجذبوا إلى السمعة الطيبة للجامعات الأمريكية. 

وينحدر هؤلاء الطلاب عادة من عائلات ثرية قادرة على تحمل التكاليف الباهظة للدراسة في الجامعات الأمريكية.

وبقي الكثير من هؤلاء بعد التخرج في الولايات المتحدة وينسب إليهم الفضل في تعزيز القدرة البحثية الأمريكية والقوى العاملة في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، انخفض عدد الطلاب الصينيين في الولايات المتحدة إلى حوالي 277 ألفا في 2024، من حوالي 370 ألفا في 2019، بسبب التوتر المتزايد بين أكبر اقتصادين في العالم وتشديد الرقابة من جانب الحكومة الأمريكية على الطلاب الصينيين وجائحة كوفيد-19.

مقالات مشابهة

  • خالد عبد الغفار: مخزون الدواء يكفي 3 شهور.. ولم نرصد حالات كوليرا
  • شاكيرا تلغي حفلا لـ المثليين في بوسطن الأمريكية.. هل ترامب السبب؟
  • الدكتور المصطفى: السيد الرئيس أكد على التكامل بين الوزارات واتباع أساليب عصرية في العمل الحكومي وضرورة القضاء على الفساد
  • 1500 جنيه دعمًا قبل العيد.. تفاصيل صرف منحة عيد الأضحى للعمالة غير المنتظمة
  • إعلامي مصراتي: اللافي يتحمل مسؤولية فشل إعلام الحكومة وتعليماته كانت دائماً بالتركيز عليه
  • الولايات المتحدة تلغي عقدا بقيمة 590 مليون دولار للقاح مضاد لإنفلونزا الطيور
  • احتياطات البنك المركزي التركي تسجل أعلى مستوى منذ شهور
  • إلغاء منحة عيد الأضحى لموظفي السجون 
  • إدارة ترامب تلغي تأشيرات طلاب صينيين.. وبكين ترد
  • قبل عيد الأضحى.. صرف 1500 جنيه منحة من الحكومة لهؤلاء