الإسماعيلية (مصر) ـ ا.ف.ب: أصيب 38 شخصًا على الأقل جرَّاء حريق هائل اندلع في مقر مديرية الأمن في مدينة الإسماعيلية المصرية، حيث وُضعت كلُّ المستشفيات في حال تأهب لاستقبال ضحايا محتملين، وفق ما أفادت وسائل إعلام. واندلع الحريق الذي لم تُعرف أسبابه بعد في مقر مديرية الأمن قبيل فجر الاثنين. وأظهرت صور نشرت على الإنترنت ألسنة لهب ضخمة تلتهم طبقات المبنى الذي يُعدُّ الأكبر في المدينة.

وصباح الاثنين، كانت فرق الإطفاء لا تزال تعمل على إخماد نيران مندلعة في بعض المواقع في المبنى الذي باتت واجهته سوداء اللون بالكامل. ولم يتم حتى الآن الإعلان عن وفيات جرَّاء الحريق، علمًا أنَّ عناصر من قوات الأمن عادة ما يكونون موجودين في هذا المبنى في كلِّ ساعات النهار والليل. وأفادت وسائل الإعلام المصرية أنَّ الحريق أدَّى إلى إصابة 38 شخصًا، تلقَّى 12 منهم إسعافات في المكان، بينما نُقل 26 إلى المُجمَّع الطبِّي بالاسماعيلية غالبيتهم العظمى (24 شخصًا) كانوا يعانون من حالات «اختناق».

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

بشارة واكيم.. المحامي الذي ترك روب العدالة ليصنع مجد الكوميديا المصرية

في مثل هذا اليوم من كل عام، تحل ذكرى رحيل الفنان القدير بشارة واكيم، أحد رواد المسرح والسينما المصرية في النصف الأول من القرن العشرين، بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود قدم خلالها نموذجا فريدا للفنان المثقف الذي جمع بين العمق الفكري والبساطة الشعبية، فخلد اسمه في ذاكرة الفن المصري والعربي كأحد أعمدته الخالدة.

ولد بشارة إلياس يواقيم، المعروف فنيا باسم بشارة واكيم، في حي الفجالة بالقاهرة في الخامس من مارس عام 1890، لعائلة مصرية قبطية، ونشأ في بيئة ثقافية غنية بالتنوع.

تلقى تعليمه في مدرسة الفرير الفرنسية بالخرنفش، كان التعليم آنذاك مقصورا على أبناء الطبقة الراقية، ومع ذلك برز بشارة بطموحه واجتهاده حتى تخرج في كلية الحقوق عام 1917.

رشح بعد تخرجه لبعثة دراسية إلى فرنسا، لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى حال دون سفره، فعاد ليعمل محاميا أمام المحاكم المختلطة مترافعا بالفرنسية بطلاقة، وبرغم نجاحه في مهنة القانون، ظل شغف الفن يملأ قلبه، فقرر أن يخلع روب المحاماة وينضم إلى عالم التمثيل.

بدأ بشارة مشواره الفني في فرقة عبد الرحمن رشدي، ثم انتقل إلى فرقة جورج أبيض، حيث شارك في عروض بالعربية والفرنسية على مسرح دار الأوبرا الملكية، واجه حينها رفضا قاسيا من عائلته التي اعتبرت التمثيل لا يليق بمكانتها، وبلغ الخلاف ذروته عندما اضطر إلى حلق شاربه من أجل أحد الأدوار، فطرده أخوه الأكبر من المنزل معتبرا أنه "تخلى عن رمز الرجولة"، فنام بشارة في أروقة المسرح الذي أصبح بعد ذلك بيته الحقيقي ومصدر مجده الفني.

التحق بعد ذلك بفرقة يوسف وهبي (رمسيس)، وكون معه ثنائيا كوميديا ناجحا جعلهما من أكثر الفرق المسرحية جماهيرية في الثلاثينيات، كما تعاون مع منيرة المهدية، قبل أن ينضم إلى فرقة نجيب الريحاني ليشارك في أبرز عروضها، ومنها: قسمتي، الدنيا على كف عفريت، وحسن ومرقص وكوهين.

أجاد بشارة تقليد اللهجة الشامية ببراعة جعلت الكثيرين يظنونه سوري الأصل، لكنه في الحقيقة مصري المولد والنشأة، وقد اكتسب لهجته من جيرانه الشوام في حي الفجالة ومن أسفاره المتكررة إلى بلاد الشام.

ولم يكتف بالمسرح، بل اقتحم عالم السينما منذ بداياتها، فشارك في أول أفلامه "برسوم يبحث عن وظيفة" عام 1923، وهو من أوائل أفلام السينما الصامتة في مصر، ومنذ ذلك الحين، شارك في أكثر من 110 أعمال فنية بين المسرح والسينما، من أشهرها: لعبة الست، لو كنت غني، ليلى بنت الفقراء، قلبي دليلي، غرام وانتقام، سكة السلامة، طلاق سعاد هانم، حلم ليلة، والعقل في إجازة.

تميز واكيم بأدواره الكوميدية الراقية وأدائه الطبيعي، فكان يجمع بين عمق الشخصية وصدق التعبير، ما جعله من رواد التمثيل الواقعي في مصر.

كان بشارة مثقفا واسع الاطلاع، يتقن اللغتين الفرنسية والعربية إتقانا نادرا، ما أهله لترجمة وتعريب عدد من المسرحيات الفرنسية الكلاسيكية، ورغم كونه قبطيا، فقد حفظ القرآن الكريم وقرأ كتب التفسير، ما ساعده على التعمق في أسرار اللغة العربية، كما كتب الشعر الموزون، لكنه رفض نشره، معتبرا إياه “فضاءً خاصا للروح”.

عرف عنه التواضع والهدوء والوفاء لأصدقائه، وكانت تربطه علاقة وثيقة بنجيب الريحاني وظل ملازمه حتى وفاته، ثم رحل بعده بأشهر قليلة، بعدما أصيب خلال مشاركته في مسرحية "الدنيا لما تضحك" بشلل مؤقت لم يثنه عن عشقه للمسرح؛ إذ قال لطبيبه: "اسمحوا لي أن أزور المسرح كل يوم، فوجودي بين الجمهور هو علاجي".

تحسنت حالته لفترة وجيزة، إلى أن وافته المنية في 30 نوفمبر عام 1949 عن عمر ناهز 59 عاما، وهو يحمل نصا جديدا لمسرحية كان يستعد لتقديمها، تاركا وراءه مسيرة فنية وإنسانية خالدة.

رحل بشارة واكيم جسدا، لكنه ترك إرثا فنيا خالدا يتجاوز حدود الزمن، فهو الفنان المثقف، والمحامي الذي أصبح ممثلا، والمصري الذي جمع بين الفن والمعرفة، والإنسان الذي جسد معنى الإصرار والعطاء، سيظل اسمه شاهدا على مرحلة ذهبية من تاريخ الفن المصري والعربي.

طباعة شارك ذكرى رحيل الفنان القدير بشارة واكيم أحد رواد المسرح والسينما المصرية نموذجا فريدا للفنان المثقف ذاكرة الفن المصري والعربي

مقالات مشابهة

  • مصرع شخص في حريق هائل التهم مزرعة خيول بالقليوبية
  • مصرع شخص في حريق هائل بمصنع طوب بمعصرة صاوي بالفيوم
  • بسبب إشعال قمامة.. إخماد حريق هائل التهم مواسير الصرف الصحي بمغاغة المنيا
  • بشارة واكيم.. المحامي الذي ترك روب العدالة ليصنع مجد الكوميديا المصرية
  • الصين تشدد إجراءات فحص المباني العالية بعد حريق هونج كونج وتدعم ضحايا الحريق ماليًا
  • إخماد نيران حريق هائل بمحل كماليات سيارات بالمحلة اثر ماس كهربائي مفاجىء
  • رويترز: 150 شخصا في عداد المفقودين بعد حريق هونج كونج بـ الصين
  • مديرية الشباب والرياضة بأسيوط تنظم لقاءا حواريا للتوعية بالأمن القومي
  • محافظ الإسماعيلية يوجه بتقديم إعانة عاجلة لأسرة المواطن الذي ضحّى بحياته لإنقاذ عدد من الفتيات
  • القيادة تعزي الرئيس الصيني في ضحايا الحريق الذي اندلع بمجمع سكني في هونغ كونغ