ناقش المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانز جروندبرج، مع وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي، لولوة الخاطر، ومسؤولين قطريين آخرين، أهمية تعزيز الدعم الإقليمي والدولي لجهود الوساطة الأممية في اليمن.

وذكر بيان صادر عن مكتب جروندبرج، الإثنين، أن النقاش تناول التقدم المحرز لدعم الأطراف للاتفاق على تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والالتزام بتنفيذ وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، واستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.

يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة رسمية يقوم بها رئيس الوزراء اليمني، الدكتور معين عبدالملك، بدعوة رسمية من نظيره القطري.

وقال جروندبرج: "في حين أن حل النزاع يجب أن يتم التفاوض عليه من قبل اليمنيين، فإن زيادة التلاحم الإقليمي يعطي بلا شك أملاً أكبر في التوصل إلى حل للوضع في اليمن"، مضيفا: "ستلعب المنطقة دورًا كبيرًا في مرافقة اليمن على طريق السلام، فضلاً عن إعادة الإعمار والتعافي".

اقرأ أيضاً ”عريس صيني في صنعاء”.. رجل أعمال جاء من الصين إلى العاصمة اليمنية لحفل زفاف أسطوري ”فيديو” ​الحوثيون يحولون قبر ”الإمام المطهر” الذي قطع أيدي وأرجل اليمنيين إلى مزار لتقديس السلالة محلل سياسي: جماعة الحوثي تنتهج استراتيجية ضرب النقاط الحساسة وتسعى للسيطرة على كامل اليمن الكشف عن السبب الحقيقي لاحتجاز الحوثيين طائرة اليمنية بمطار صنعاء والاتفاقية التي وقعوها مع إيران! انضمام طائرة جديدة للخطوط الجوية اليمنية اليمنية تتراجع عن قرار إيقاف رحلاتها إلى الأردن وسلطات مطار صنعاء تعلن الموعد الجديد منظمة دولية تصف اقتصاد اليمن بأنه ”في حالة يرثى لها” مع إرتفاع شديد للجوع باحث يمني يشكك في ولاء قوات درع الوطن المليشيا تهدد بالتصعيد وتفتح النار على ما وصفتها بـ” هوشلية النظام البائد” إثر إيقاف الرحلات من مطار صنعاء مقاربة عاقلة لحل الأزمة اليمنية رسالة إلى العالم.. إنطلاق حفل السمفونيات التراثية اليمنية في باريس مستشار الشركات في أرامكو يدعو لتحرير الحديدة والاطاحة برأس المليشيا

ورحب المبعوث الأممي "بالتأييد وبالدعم للتوصل لحل سلمي للنزاع الذي أعرب عنه أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وحسب البيان، فقد شارك جروندبرج في إطلاق المعهد العالمي للبحوث الاستراتيجية، وتحاور مع مجموعة من الخبراء حول المداخل الممكنة للعمل الجماعي لمعالجة تحديات بناء السلام وإعادة الإعمار في اليمن.

وركّزت المناقشات أيضًا على ارتباط سلام واستقرار اليمن بأمن المنطقة ومسارات التجارة الدولية، وفق البيان.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

اليمن: استراتيجية الجغرافيا اليمنية في مواجهة الأطماع الاستعمارية عبر العصور

يمانيون / تقرير خاص

 

تتمتع الجمهورية اليمنية بموقع جغرافي بالغ الأهمية جعل منها مطمعًا للقوى الإقليمية والدولية عبر العصور. تقع اليمن في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، وتتحكم بمضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، ما يجعلها مفتاحًا لتحكم القوى الكبرى في حركة التجارة العالمية والنفط.

 

البعد الاستراتيجي لموقع اليمن

يُعد موقع اليمن نقطة وصل حيوية بين القارات الثلاث: آسيا، إفريقيا، وأوروبا. تشرف اليمن على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي، وهو أحد أهم المعابر البحرية التي تمر عبرها شحنات النفط والسلع من الخليج إلى أوروبا وأمريكا. ومن خلال جزرها الاستراتيجية كسقطرى وميون، تمثل اليمن بوابة بحرية فاصلة بين الشرق والغرب. وفقًا لمركز المعرفة للدراسات والبحوث الاستراتيجية، يمتد مضيق باب المندب بطول 56 كم ويتوسطه جزيرة ميون، ويتجاوز عدد السفن العابرة له سنويًا 21 ألف سفينة، تنقل ما يقارب 4.8 مليون برميل نفط يوميًا و700 مليار دولار من البضائع سنويًا

 

الأطماع الاستعمارية عبر التاريخ

منذ القرن السادس عشر، توالت محاولات القوى الاستعمارية للسيطرة على اليمن. البرتغاليون، ثم العثمانيون، فالبريطانيون، سعوا إلى بسط النفوذ على هذه الأرض ذات الموقع الحيوي. البريطانيون نجحوا في احتلال عدن عام 1839، لكن لم يستطيعوا التوسع شمالًا بفعل مقاومة القبائل. أما العثمانيون، فقد اضطروا للانسحاب مرتين، بعد مقاومة قادها الأئمة الزيديون.

بحسب تقرير صادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ظل اليمن منطقة نفوذ متنازع عليها بين الإمبراطوريات الكبرى بسبب مضيق باب المندب، لكن الاستعمار فشل في تحقيق سيطرة شاملة على كامل الجغرافيا اليمنية .

 

المحاولات الاستعمارية الفاشلة لاستعمار اليمن

رغم الأطماع المتكررة، فإن اليمن سجل سلسلة من الانتصارات الوطنية على قوى كبرى عبر التاريخ. في العصر القديم، فشلت حملات الرومان للسيطرة على جنوب الجزيرة رغم محاولات التحالف مع ممالك يمنية. وفي القرن السادس عشر، فشل البرتغاليون في السيطرة على المخا وعدن، رغم بعثاتهم البحرية المتكررة، بسبب المقاومة الشرسة من السكان المحليين .

أما في القرن التاسع عشر، اقتصرت سيطرة بريطانيا على عدن رغم محاولات التوسع نحو الشمال. القبائل اليمنية بقيادة الأئمة الزيديين خاضت مواجهات ضد قوات الاحتلال العثماني مرتين: الأولى انتهت بثورة الإمام القاسم (القرن 17)، والثانية بخروجهم عام 1918 بقيادة الإمام يحيى حميد الدين. يوضح المؤرخ عبد الباري طاهر أن اليمن “قاوم الاستعمار التركي والبريطاني على مدى أربعة قرون ولم يخضع إلا جزئيًا، وبقيت السيادة الشعبية قائمة في مناطق شاسعة”

 

البعد الاقتصادي والعسكري لموقع اليمن

منذ بداية العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الاماراتي في 2015، تحول اليمن إلى محور صراع إقليمي ودولي، لأسباب جيوسياسية واقتصادية. السيطرة على باب المندب وسواحل اليمن تعني التحكم في حركة الملاحة العالمية. كذلك، تضم اليمن احتياطيات نفطية وغازية غير مستغلة، بالإضافة إلى ثروات معدنية مهمة.

يذكر مركز صنعاء للدراسات أن الجزر اليمنية، خصوصًا ميون وسقطرى، أصبحت أهدافًا استراتيجية لتواجد عسكري أجنبي، ما يهدد سيادة اليمن ويفتح الباب لصراعات إقليمية طويلة الأمد

 

مستقبل اليمن الجيوسياسي: التهديدات والفرص

يرى خبراء أن استقرار اليمن هو السبيل الوحيد لتحويل هذا الموقع الاستراتيجي إلى رافعة للتنمية الاقتصادية والتكامل الإقليمي. اليمن يمكن أن يتحول إلى مركز لوجستي وتجاري عالمي إذا توفرت له السيادة والاستقرار السياسي.

لكن في المقابل، يحذر مركز الجزيرة للدراسات من استمرار الأطماع الخارجية الذي قد يؤدي إلى تقسيم فعلي أو فرض وصايات طويلة الأمد على أجزاء من اليمن، خصوصًا الجزر والموانئ

 

تعزيز اليمن لموقعها الجغرافي بعد ثورة 21 سبتمبر

بعد الثورة، عملت اليمن على استثمار موقعها الاستراتيجي لتعزيز نفوذها الجيوسياسي عبر:

استعادة السيادة على الموانئ والمضائق: استعادت اليمن سيادتها على موانئ مهمة في البحر الأحمر وخليج عدن، مع التركيز على مضيق باب المندب الذي يمر عبره أكثر من 10% من تجارة النفط العالمية

تطوير استراتيجية الردع البحري والجوي: عبر تعزيز القدرات العسكرية وخاصة الطائرات المسيّرة والصواريخ، أصبحت اليمن قادرة على التحكم النسبي في الممرات المائية

تحوّل اليمن إلى مركز توازن إقليمي: أصبحت اليمن ورقة ضغط فعالة في ملفات الأمن البحري ومكافحة القرصنة والهجرة غير الشرعية

بناء محور تحالفات إقليمية مقاومة: تعزيز التحالفات مع إيران وسوريا وحزب الله منح اليمن نفوذًا سياسيًا إقليميًا .

تعزيز الدور الجيوسياسي في الصراع الدولي: أصبحت اليمن نقطة اختبار في معادلات التجارة الدولية وأمن المضائق البحرية

خاتمة

من عدن إلى سقطرى، ومن الجوف إلى تعز، تروي الجغرافيا اليمنية قصة أمة لا تنحني. وعلى مر القرون، فشلت القوى الاستعمارية في إخضاع اليمن كليًا، وبقي الشعب اليمني حارسًا لأرضه رغم الظروف. واليوم، في ظل تصاعد الصراعات الإقليمية والدولية، تظل اليمن لاعبًا أساسيًا في معادلة الأمن الجيوسياسي للمنطقة والعالم.

مقالات مشابهة

  • مغادرة 272 حاجا إلى الأراضي المقدسة عبر مطار صنعاء
  • تصاعد العمليات اليمنية يفشل جهود اقناع الشركات بالعودة الى مطار بن غوريون
  • قصة مطار صنعاء.. من بوابة اليمن الرئيسية إلى نافذتها المغلقة (تقرير خاص)
  • صور| أبناء مديريات صنعاء يؤكدون ثبات موقفهم في نصرة المقاومة الفلسطينية ويؤيدون عمليات القوات المسلحة اليمنية
  • تقرير أممي يحذر من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن إثر الغارات التي استهدفت موانئ الحديدة
  • تحذير أممي حاسم: الاقتصاد اليمني على حافة الانهيار
  • منظمة يهودية: القوات المسلحة اليمنية أظهرت ترسانة عسكرية ضخمة
  • اليمن: استراتيجية الجغرافيا اليمنية في مواجهة الأطماع الاستعمارية عبر العصور
  • وزير الخارجية يلتقي المبعوث الأممي لبحث تطورات الأوضاع في اليمن
  • مجدداً ..القوات المسلحة اليمنية تستهدف مطار اللد بصاروخ فرط صوتي