بريطانيا: حظر الهواتف في المدارس "غير قابل للتنفيذ"
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
حذر رئيس نقابة للمعلمين من أن خطط تطبيق حظر شامل على استخدام الطلاب للهواتف المحمولة في المدارس بأنحاء انجلترا "غير قابل للتنفيذ".
وذكرت وكالة " بي ايه ميديا" البريطانية أن تقارير أشارت إلى أنه سوف يتم إبلاغ مديري المدارس بأنه يتعين عليهم منع الطلاب من استخدام الهواتف خلال اليوم الدراسي، وفق التوجيهات الحكومية.
وفي مؤتمر حزب المحافظين في مانشستر أوصت وزيرة التعليم جيليان كيجان أمس الاثنين بحظر استخدام الطلاب للهواتف ليس فقط في الفصول، لكن أيضاً في أوقات الراحة ما بين الحصص.
وقالت في كلمتها "اليوم، تتمثل إحدى أكبر القضايا التي تواجه الطلاب والمعلمين في التعامل مع تأثير الهواتف الذكية في مدارسنا ...التشتيت، والإزعاج والتنمر. ونحن ندرك أن المعلمين يعانون من هذه التأثيرات وندرك أنهم في حاجة إلى دعم...لذلك نقدر اليوم العمل الرائع الذي قامت به كثير من المدارس بالنسبة لحظر الهواتف ونعلن الآن أننا سوف نغير التوجيه حتى تحذو كل المدارس حذوها".
ويشار إلى أنه في انجلترا، يقرر حالياً كل مدير مدرسة سياسته بشأن الهواتف المحمولة، وما إذا كان يجب حظرها.
وتتوقع الكثير من المدارس بالفعل أن يضع الطلاب هواتفهم في خزانتهم لدى وصولهم المدرسة، في حين سوف تسمح مدارس أخرى للطلاب الإبقاء على هواتفهم في حقائبهم.
وقال الدكتور باتريك روش، الأمين العام لنقابة " ان ايه اس يو دبليو تي" للتدريب" إنه " إذا طبقت الحكومة حظراً شاملاً غير قابل للتنفيذ، سوف يفاقم هذا من أزمة السلوك ولا يحسنها".
وقد خلص أحدث استطلاع للنقابة بشأن السلوك إلى أن أكبر مخاوف المدرسين هي " الاساءة اللفظية والبدنية".
وأشارت أغلبية المعلمين إلى أن سوء المهارات الاجتماعية الذي أعقب قيود كورونا أثر على سلوك الطلاب، كما قال عدد أقل من المعلمين إن الهواتف المحمولة سببت مشاكل سلوكية في الفصول.
وأضاف روش " هذه الأزمة السلوكية أصبحت مدرجة في أجندة الحكومة. الافتقار للحلول الجماعية والعمل متعدد المؤسسات والدعم السلوكي الممول بالموارد بصورة جيدة مجرد عوامل نظامية تجعل الوضع الملئ بالتحديات أكثر سوءاً".
وأضاف "المعلمون في أنحاء البلاد سوف يرحبون بمزيد من الدعم تجاه التعامل مع المشاكل الناجمة عن وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن الاستخدام السيئ للهواتف المحمولة لا يقتصر فقط على الفصول، نحن في حاجة لدعم أفضل للمدارس والأسر عندما تظهر المشاكل".
وأضاف "الحكومة في حاجة للتركيز على الدعم الجيد لعمل المعلمين ومديري المدارس بدلاً من الإعلانات الرسمية التي تهدف لصرف الانتباه عن أكثر من عقد من إخفاق السياسة".
وقال بول وايتمان، الأمين العام لنقابة "ان ايه اتش تي" للمعلمين إن الإعلان الخاص بحظر الهواتف قد يمثل " تحدياً كبيراً" للمدارس.
وأضاف" نحن لسنا متأكدين كيف سوف يتم التطبيق عمليا، وكيفية التطبيق بنجاح على نطاق واسع من المدارس".
وأوضح "الكثير من الطلاب لن يتوقفوا عن إحضار هواتفهم المحمولة للمدرسة، كما يمكن أن تكون هناك معارضة من الآباء، حيث أن هناك أسباباً عملية لحاجة الطلاب للهواتف المحمولة مثل أثناء الذهاب أو العودة من المدرسة".
وأضاف" نحن قلقون أيضاً من أن أي حظر شامل لن ينفع في جميع المدارس- نحن نتساءل عما إذا كان قد تم فحص هذه السياسة الجديدة بشكل منطقي بالنسبة لمهنة التعليم".
وأوضح " للأسف، الحظر الشامل على الهواتف المحمولة يمكن أن يسبب مزيداً من المشاكل مقارنة بالتي يمكن أن يقوم بحلها، مما سوف يؤدي لجعل الطلاب أكثر تكتماً بشأن استخدام هواتفهم المحمولة، مما يعني ظهور مشاكل لا يعلمها العاملين في المدارس، ومن ثم تزداد صعوبة تحديد المشاكل ومواجهتها".
وقال جوف بارتون الأمين العام لرابطة قادة المدارس والكليات" الإعلان عن حظر للهواتف المحمولة تعد سياسة لا حاجة لها لأمر لا يمثل مشكلة، تم طرحها بالتزامن مع مؤتمر حزب المحافظين في محاولة يائسة لتصدر عناوين الأخبار.
وأضاف" معظم المدارس تحظر بالفعل استخدام الهواتف المحمولة خلال اليوم الدراسي، أو تتبع قواعد صارمة تقيد استخدامها بظروف معينة".
وأوضح" المشكلة المتعلقة بالهواتف المحمولة- الاستخدام الادماني والتنمر والمحتوى غير الملائم، عادة ما تحدث في أوقات أخرى عندما لا يكون الأطفال في المدرسة. المدارس تقضي وقتاً طويلاً في التعامل مع المشاكل الناجمة عن سوء استخدام الهواتف المحمولة والضرر الذي تلحقه بالأطفال".
وكان وزير المدارس نيك جيب قد قال في يوليو (تموز) الماضي لوكالة " بي ايه ميديا" إنه يجب إبعاد الهواتف المحمولة عن الفصول، حيث أنها تمثل " مصدر تشويش" كما أنه يتعين على الصغار " تخصيص" وقت للاطلاع على الهاتف المحمول في المنزل.
وجاءت تعليقاته بعد أن أبرز تقرير للأمم المتحدة بيانات تشير إلى أن " مجرد الاقتراب" من الهاتف المحمول يمكن أن يصرف انتباه الطالب، ويخلف آثراً سلبياً على عملية تعليمه.
ويذكر أن الحكومة الهولندية أعلنت في يوليو (تموز) الماضي أنه سوف يتم حظر الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والساعات الذكية بصورة كبيرة في الفصول خلال عام 2024 في محاولة للحد من التشوش خلال الدروس.
ويأتي ذلك عقب أن منعت فرنسا الطلاب من استخدام الهواتف المحمولة في المدارس الابتدائية والمرحلة المتوسطة خلال عام .2018
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة بريطانيا للهواتف المحمولة الهواتف المحمولة استخدام الهواتف حظر الهواتف فی المدارس یمکن أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تؤكد سلبيات استخدام الهاتف المحمول في سن مبكر
كشفت دراسة علمية أن بدء الطفل في استخدام الهاتف المحمول في سن مبكر قبل أن يبلغ 13 عاماً يرتبط بحدوث مشكلات في الصحة العقلية عندما يصل إلى عمر 18 عاماً.
وقال فريق بحثي من مختبرات سابين الأميركية المتخصصة في الصحة النفسية بتحليل بيانات ما يعرف باسم "جلوبال مايند بروجيكت" وهي قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على ملفات عن الصحة العقلية ومعلومات ديموغرافية وبيانات عن أنماط حياة أكثر من 5ر1 مليون شخص من مستخدمي الانترنت.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يستخدمون الهاتف المحمول في سن 12 عاما أو أقل تتزايد احتمالات إصابتهم بأعراض نفسية مقلقة في بداية النضج أي في المرحلة السنية من 18 إلى 24 عاما.
وبحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية Journal of Human Development and Capabilities، ترتبط هذه الأعراض بالأفكار الانتحارية والسلوك العدواني والانفصال عن الواقع والهلوسة.
وتبين للباحثين أن الفتيات اللاتي يستخدمن الهاتف المحمول في سن مبكر قد يعانين من شعور بالنقص وضعف الثقة بالنفس وتراجع في درجة المرونة الانفعالية.
أما الفتيان، فقد ظهرت عليهم أعراض مثل عدم الاستقرار والتوتر وتدني درجة التعاطف مع الآخرين.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج ترتبط إلى حد كبير باستخدام الهواتف المحمولة في الدخول على مواقع التواصل الاجتماعي ومخاطر التعرض للتنمر عبر الانترنت واضطرابات النوم وضعف العلاقات الأسرية.
ودعا الفريق البحثي في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث الطبية إلى ضرورة توفير الحماية للصحة النفسية للأجيال المقبلة من خلال سلسلة إجراءات مثل توفير التعليم الإلزامي لمكافحة الأمية الرقمية، والتوعية بمشكلات الصحة النفسية، وفرض قيود على استخدام الهواتف المحمول ومواقع التواصل لمن تقل أعمارهم عن 13 سنة.